| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

 

الأثنين 9 /2/ 2007

 

 

رفقا بالشهيد فهد


سفيان الخزرجي

قرأت مقالا للكاتب هادي الحسيني يذكر فيه عن عزيز الحاج في كتابه ذاكرة النخيل ان الاخير مع رفاقه نجح في حفر نفق من المدرسة الى زنزانة فهد في سجن الكوت وعندما تمت العملية ودخلوا الى رفيقهم فهد واخبروه بان سيارة تنتظره في الخارج قال لهم فهد:
" لقد اعطيك كلمة شرف بالقيم والمبادىء التي نحملها ونناضل من اجلها الى مدير السجن ان لا اهرب لو اتيحت لي الفرصة .."
ويعلق كاتب المقال هادي الحسيني :
" فآثر الذهاب الى المشنقة بشجاعة وقوة ورجولة قلّ نظيرها ، وأبى ان يهرب ليترك مدير السجن عرضة الى الاعتقال وتحطيم مستقبله!!

بهذه الاخلاق الراقية وبهذه الشجاعة النادرة استطاع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ان يعيش بضمير العراق وان يبني مجده ويشيده داخل قلوب الفقراء."
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=92371

شعرت وانا اقرأ هذا النص بشلل يجتاح كياني.
لم اكن استطيع تخيل ان مؤسس الحزب الشيوعي يخشى على تحطيم مستقبل جلاد ويفضل البقاء في السجن مواجها الاعدام بكل ما يترتب عليه من تبعات على مسيرة الحزب لانه اعطى كلمة شرف للسجان!!
لم اهدأ قبل ان احصل على نسخة من كتاب عزيز الحاج "ذاكرة النخيل" من الصديق والباحث عقيل الناصري.
حاولت قراءة الكتاب، اقول حاولت لانني كنت امر على فقراته بسرعة باحثا عن قصة تهريب فهد، فوجدت ضالتي في الفصل الخامس ص 74 وهذا نصها:
"اختارني الحزب مسؤول تنظيماته في محافظة الكوت (واسط) حيث المدرسة الثانوية التي نقلت اليها لتدريس اللغة الانجليزية. وكانت المدرسة محاذية تماما لاسوار السجن الذي كان يحجز وراءه فهدا ورفاقه. وقد فكرت طويلا مع بعض اعضاء الكادر على وضع خطة لتهريب فهد وعدد من رفاقه. وكان اكثر الخطط عملية في رأينا فتح ثغرة في الجدار ما بين المدرسة والسجن في وقت معلوم وتهريبهم من الثغرة ليلا الى بغداد بسيارة خاصة.
وقد اعلمنا فهدا بالخطة وانتظرنا جوابه، ولكن دون جدوى. وقيل لي فيما بعد، في سجن نقرة السلمان عام 1949، بان الامين العام للحزب كان قد وعد مدير السجن بانهم لن يهربوا، حتى لو حطم المتظاهرون الشيوعيون ابواب السجن بالقوة." انتهى الاقتباس من كتاب عزيز الحاج.

1- حسب رواية عزيز الحاج انه لم يقم بعملية التهريب وانما فكر بها.
2- ان عزيز الحاج لم يتلق جوابا من فهد بقبول او رفض الخطة.
3- ان الخطة لم تكن لتهريب فهد فقط ولذلك فمن غير المعقول ان يعرقل فهد تهريب رفاقه لانه اعطى كلمة شرف تخصه بالذات.
4- يذكر عزيز الحاج انه سمع فيما بعد ان فهد قد وعد مدير السجن، فـ (قيل لي فيما بعد) لا تدخل الا ضمن الاشاعات لعدم ثبوت مصدر من قال ومدى مصداقيته.

الغريب في الامر ان عزيز الحاج يذكر هذه الاشاعة دون ان يبين ضعفها وسذاجتها، والاكثر غرابة ان يحرف الاستاذ هادي الحسيني (بدون قصد على الارجح) هذه الرواية ويضفي عليها قدسية رغم ما تحمله من سذاجة وقلة حكمة.
فرفقا بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي ايها الكتاب ورفقا بمؤسسه الشهيد فهد.