سفيان الخزرجي
ارسطو يسقط قتيلا بنيرانٍ صديقةسفيان الخزرجي
يحاول علماء المنطق تفسير العالم بطرق علمية دقيقة لا تقبل التأويل ولا تخضع للخيال الجامح. ولا تُستثنى السياسية من ذاك، ولكن الصراع في الشرق الاوسط خرج عن منطق هؤلاء العلماء واصبحنا نفتش عن تفسيره في كتب المنجمين وتنبؤات العرّافات.
فكيف لعلماء المنطق ان يفهموا توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق حين قال ان صدام حسين كان قادرا على تصنيع قنبلة نووية خلال 45 دقيقة:
http://www.guardian.co.uk/politics/2003/aug/16/davidkelly.iraq
وكيف لهم ان يفهموا تصريح وزيرة الخارجية الاسبق مارلين اولبرايت: "موت اكثر من نصف مليون طفل عراقي ليس بالثمن الباهض من اجل اسقاط صدام حسين"
وكيف يفهمون ان اميركا انشأت تنظيم القاعدة ليصبح وبالا عليها:
https://www.youtube.com/watch?v=9_2B0S7tj9E&feature=kp
او كيف لهم ان يفهوا كلام هيلاري كلينتون في مذكراتها عن غزو العراق: "اعتقدت أني تصرفت بشكل صحيح واتخذت أفضل قرار ممكن مع المعلومات التي كانت بحوزتي، ولكني كنت على خطأ"
http://www.albayan.ae/one-world/overseas/2014-06-07-1.2139813
وكان بريمر قد ذكر في مذكراته ان قراره بحل الجيش العراقي كان خاطئا.
فيبدو ان اصحاب القرار لا يكتشفون الاخطاء في قرارتهم التي اسهمت في تدمير الشعوب الا في مذكراتهم.
انهم يتحدثون عن "أخطاء" وكأنها هفوات في تحكيم مباراة كرة القدم وليست كوارث أودت بأرواح الملايين.
أما الآن فنحن بانتظار مذكرات جديدة لمسؤول اميركي يكشف اسرار حرب داعش في سوريا والعراق.
فاميركا تزود داعش في سوريا بأسلحة فتاكة لمحاربة الاسد وفي نفس الوقت تزود المالكي الموالي للاسد باسلحة فتاكة لمحاربة داعش نفسها!!
والغريب ان هذه الاخطاء القاتلة ليست من زعماء دول متخلفة ولا من كهوف تورا بورا وانما من زعماء دول تقود العالم المتحضر وتدرّس المنطق والعلوم السياسية في جامعاتها.
ففي خضم هذه الفوضى اللامنطقية لابد ان ارسطو رائد علم المنطق قد سقط قتيلا بنيرانٍ صديقة.