| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

الثلاثاء 8/2/ 2011



مقتدى الصدر يحرق نفسه في اربعينية الحسين

سفيان الخزرجي

دار لغط كثير في الحكومة العراقية بعد الثورات الشعبية في تونس ومصر، ودب خوف من انتقال عدوى الثورة الى الشارع العراقي، مما اضطر رئيس الوزراء نوري المالكي الى تشكيل مجلس حكماء لمناقشة الاوضاع في العراق وبحث مدى امكانية السيطرة على الشارع خاصة بعد رحيل الجيش الاميركي نهاية هذا العام.
ضم مجلس الحكماء:
نوري المالكي، ابراهيم الجعفري، عمار الحكيم، احمد الجلبي، مقتدى الصدر، علي الدباغ، وعادل عبد المهدي.
وتم استدعاء جلال الطالباني كمراقب محايد نظرا لمعرفته بكل اطراف الصراع وخبرته في مجال النزاعات السياسية وحنكته في الخروج من خرم الابرة رغم ضخامة سيادته.
أنيط الى علي الدباغ تقديم تقرير واف عن حركت الشباب التونسي والمصري.
وبعد اسقصاء واستشراف اجتمع مجلس الحكماء وقدم لهم علي الدباغ التقرير التالي:
الشباب الثائر خليط من الفوضوين الذين ملوا الركود والجلوس امام اجهزتهم الالكترونية فنقلوا العابهم الالكترونية من البلي ستيشن والفيس بوك (1) الى الشارع.
وهم لا يملكون رؤية واضحة عن المستقبل ولكنهم يطالبون باسقاط السلطة واعادة الشرعية الى اصحابها.
وهنا وقف الجعفري مقاطعا الدباغ وهو يرتعد:
"لا بد ان تعود الشرعية الى اصحابها وان تسقط السلطة التي جاءت بالحيلة والخداع."
مال جلال الطالباني الى نوري المالكي الذي جلس جنبه وهمس بأذنه:
ـ شنو اجانه السره ابو اسراء؟ (2)
هز المالكي رأسه بالنفي واشار اليه ان يكمل الاستماع.
وتابع الجعفري:
"لقد كان اجتماع السقيفة اكبر مؤامرة في التاريخ للالتفاف على اصحاب الحق الشرعي حيث هيمن جلاوزة ابي سفيان على دفة الحكم. ولم يكتفوا بسرقة الولاية من الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ولكنهم قتلوه وقتلوا اولاده بعده.
كنا نحن ابناء الشيعة السباقين الى الاحتجاج والتظاهر، واذا كان متظاهرو مصر قد جزعوا لان حسني مبارك حكمهم 30 عاما فقد جثم اهل السقيفة على صدورنا اكثر من الف واربعمائة عام."
رفع المالكي يده طالبا الكلام:
"اخواني، يتوهم من يعتقد اننا طلاب سلطة او جاه (3)، وتأكيدا لمبادئنا السامية هذه فقد اعلنت اني لن ارشح نفسي لولاية ثالثة.
اما عن المظاهرات الاحتجاجية فنحن اول من نظم هذه المظاهرات ومواكبنا الحسينية شاهد على ذلك. فقد وصل المشاركون الى اكثر من عشرة ملايين شخص في عام واحد.
ولن يستطيع احد ان يزايدعلينا في قضية الشهداء، فمنا اكرم الشهداء، من ابن عم رسول الله الى ابن بنت رسول الله، وأخيرهم وليس آخرهم شهيد المحراب. هم يأتيهم الموت ونحن نسعى اليه.
واذا حدثونا عن نفر من المشردين الذين احرقوا انفسهم فنحن نتحرّق شوقا للقاء الحسين، ولو طـُلب من احدنا ان يحرق نفسه من اجل الحسين لما تردد لحظة."
توقف المالكي عن الكلام وساد صمت مشوب بشخير مام جلال وهو يسند رأسه الى كرسيه الجلدي الفخم.
تهامس الحاضرون بأن يتركوا فخامة الرئيس يغط في نومه، بينما عاود المالكي كلامه بصوت منخفض:
"اعزائي الحضور، ان علينا ان نقدم مثالا في الاقدام والشجاعة وذلك بأن يحرق احدنا نفسه في اربعينية الحسين.
دعوني اقول لكم الصراحة ان هناك ضغوطا امريكية تمارس ضدي لتسليم السيد مقتدى الصدر للمحاكمة، وهناك دعوى قضائية من قبل عائلة الخوئي (4) موجودة على سطح مكتبي تنتظر التفعيل.
وتجنبا لكل هذه الاشكالات ولكي لا يتلوث تاريخ السيد مقتدى الصدر وعائلته بمحاكمة لا تحمد عقباها ارتأيت ان يقوم السيد باحراق نفسه في اربعينية الحسين القادمة."
رغم ان علائم الرضا بدت على وجوه الحاضرين، عدا السيد مقتدى طبعا، غير انهم لاذوا بالصمت.
اضطر نوري المالكي ان يوجه السؤال لمقتدى مباشرة:
ـ ما رأيك بهذا المقترح سيدنا؟
رد مقتدى بعصبية:
ـ حبيبي اذا انتو متفقين من ورا ظهري ليش تسألني؟
كانت نبرة صوته كافية لايقاظ جلال الطالباني الذي تناول عوجيته (5) وخرج متأبطا ذراع نوري المالكي وهما يقهقهان لنكتة من فخامته.
ومنذ ذلك اليوم والسيد مقتدى الصدر فص ملح وذاب (6). وقد شـُيّع انه عاد ليزاول اعتكافه في قم.
فهل ستكون هذه هي الغيبة النهائية بعد غيبته الاولى؟ (7)
 


(1) Playstation, Facebook
(2) ماذا، هل جاء دورنا يا ابا اسراء؟
(3) اشارة الى كلمة حسني مبارك في 1 شباط 2011 التي قال فيها انه ليس طالب سلطة او جاه، بعد 30 سنة من الحكم.
(4) مقتدى الصدر متهم بمقتل عبد المجيد الخوئي
http://www.aawsat.com/details.asp?section=1&issueno=11727&article=602654
(5) عوجية: من العامية العراقية وهي عصا معقوفة الطرف يتوكأ عليها الشخص.
(6) فص ملح وذاب، مثل يضرب لمن يختفي فجأة ولا يشعر باختفائه احد.
(7) كان مقتدى الصدر قد اختفى فجأة عام 2007
http://www.iraqihome.com/feb2007-1/77.htm

 

 

free web counter