| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

                                                                                  الخميس 8/3/ 2012



علي الوردي والفيس بوك

سفيان الخزرجي

الشخصية العراقية صعبة المران وعصية على القيادة. شخصية غريبة الاطوار، ولو عاش فرويد في بغداد عاما واحدا لاحتاج هو نفسه الى علاج نفسي. وقد صدق النوّاب حين قال: ان الواحد منا يحمل ضده.

فكل شخص منا سادي وماسوشي في آن واحد. نحن نتلذذ بتعذيب الاخرين ونستطيب بتعذيب الاخرين لنا.
قتلنا الحسين وما زلنا نبكي عليه، ولو جاء اليوم لقتلناه مرة اخرى واقمنا المواكب المليونية للبكاء عليه.

نحن شعب نعشق الولولة واللطم، وفينا من العدّادات (*) (الناعيات) ما يكفي للبكاء على كل اموات العالم. وبالمناسبة لا يوجد شعب على وجه البسيطة يدفع ثمنا لاناس تبكيه وتدميه كما يقوم به العراقيون. فنحن نستقدم الروزخون (**) في عاشوراء ونجزيه العطاء لكي يعلمنا البكاء وذرف الدموع حتى وان اقتضى منه الامر ان يسقط من المنبر مغشيا عليه.
ونساؤنا تدفع مبالغا طائلة للناعية لكي تعلمهن اللطم وشق الجيوب.

امران نجيدهما بكل اتقان: الولولة وممارسة الجنس.
فنحن نولول في النهار ونضاجع نساءنا في الليل.

ان كنتم لا تصدقوني وتعتقدون اني ارسم صورة سوداوية لشعبنا العظيم، فأصحبوني الى الفيس بوك وهو صورة الضمير العراقي فليس هناك حظر امني على ما يكتبون ولا سلطة رقابية.
تمتليء صفحاتهم الفيس بوكية بالولولة والبكاء على مظلومية الشعب العراقي، ولا ينفك اصحاب الصفحات بشتم ورجم صدام حسين حتى بالاحذية الالكترونية.

ومن يقرأ كتاباتهم يعتقد ان هذا الشعب يقطر رحمة ورأفة وان افراده مستعدون للتضحية بانفسهم من اجل مساعدة الاخرين ولكن... تعالوا وانظروا بمن ابتلاني :
هذا شخص مفقود منذ عام 2006 في العراق وقد وضع اهله صورته في موقع المفقودين  للتفتيش عنه، وطلبت من اصدقائي في الفيس بوك (وهم حسب احصائية الشهر الماضي حوالي 3600 صديق) للمساعدة في نشر الموضوع وذلك بالمشاركة او بالتعليق  لكي يقرأه  اكبر عدد من الناس:

http://www.facebook.com/sufyan.alkhazraji/posts/340099426031978

لم يحظ الموضوع الا بتعليق واحد لحد الان اذا استثنينا تعليقاتي الثلاثة.
ولكن موضوعا عن زواج المتعة وزواج المسيار يحظى بـ 140 تعليق!!

http://www.facebook.com/photo.php?fbid=10150626656116280&set=a.74821501279.110443.745216279&type=1

الم اقل لكم اننا نجيد الولولة وممارسة الجنس.

كان على عالم الاجتماع العراقي علي الوردي ان يطيل عمره بضع سنوات لكي يتجول في الفيس بوك ويرى بأم عينه الشخصية العراقية وهي تقبع عارية خلف اللاب توب او مندسة تحت اللحاف مع الآي  باد، وانا على يقين انه سيعيد كتابة مجلداته او انه سيضاعف عددها.



(*) العدّادة هي الناعية التي تعدد محاسن الموتى
(**) الروزخون كلمة فارسية تعني القاريء في الروضة الحسينية

 

free web counter