| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

الأثنين 8/11/ 2010



هل يتحمل جورج بوش مسؤولية الهجوم على كنيسة سيدة النجاة؟

سفيان الخزرجي

ارجو ان لا يشط بكم الخيال بعيدا فتعتقدوا اني من انصار نظرية المؤامرة، فموضوعي هذا لا يناقش المؤامرات. وبالمناسبة، ان نظرية المؤامرة لم تعد صالحة في السياسة العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
كانت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية تتآمر على دول العالم الثالث لان هناك (بعبعا) كبيرا يرصد تحركاتها ويزأر او لنقل يعوي اذا لم يقتنع بنسبته من الفريسة. فتضطر تلك الدول الى التآمر لقلب انظمة الحكم والتلاعب بمقدرات الشعوب. ولكن.. حين انهار ذلك البعبع لم تعد الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها بحاجة الى مؤامرات او عمل في الخفاء.
فأن ارادوا تغيير رئيس دولة ما ذهبوا اليه امام الملأ وعلى شاشات التلفزيون وأتوا به صاغرا كما فعلوا مع صدام حسين.
الم تلحظوا افول نجم الـ سي آي أي وضمور دورها العالمي؟ فلماذا التجسس وعلى من؟ ان معظم حكام دول العالم الثالث يعملون كاجهزة مخابرات للولايات المتحدة الاميركية وهم لا يتقاضون اجرا اكثر من تركهم يقضمون شعوبهم.
لقد اشبعتنا المعارضة العراقية تنظيرا ثوريا بعد كشف علي صالح السعدي حقيقة ان البعثيين جاءوا في انقلاب عام 1968 بقطار اميركي. لم يخلُ مجلس للمعارضة من السخرية وتوجيه الاتهام للبعثيين بأنهم خونة وعملاء للاميركان وان ما قاموا به يندى له الجبين.
ولكن، ويا لمهزلة القدر، فان نفس هذه المعارضة جاءتنا مهللة مكبرة على دبابات اميركية في وضح النهار ولم تكن خجلة ولا متخفية كالبعثيين في قطار اميركي.
ما اريد قوله ان العمل تحت وصاية الاميركان لم يعد عمالة قذرة وانما تبادل مصالح، او بالمصطلح الشعبي العراقي "بدلي".
ولكي اعود الى صلب الموضوع فأود ان اذكـّر القاريء ـ وانا اعرف ان ذاكرة الشعوب قصيرة ـ أن جورج بوش قال ان العالم سيصبح اكثر امنا وسلاما بعد اسقاط نظامي العراق وافغانستان.

وها قد تحققت نبوءته:
ـ تفجيرات في محطات المترو
ـ سيارات مفخخة
ـ طائرات ملغومة
ـ ركاب طائرات باحذية ناسفة
ـ انتحاريون باحزمة ناسفة
ـ طرود بريدية ملغومة
ـ مسحوق الجمرة الخبيثة
ـ حجز رهائن وتفجيرهم في دور العبادة
ـ جثث مجهولة الهوية
ـ رؤوس ترمى من نوافذ السيارات
ـ اليمن تنضم الى قائمة الدول المصدرة للارهاب
ـ الحرب في افغانستان تحصد حتى الجنود السويديين
ـ التفجيرات الارهابية تعبر الحدود الى باكستان
ـ ايران بركان يتفجر في اية لحظة
ـ سفن اغاثة مدنية تهاجمها القوات الاسرائيلية
ـ حرب ضروس في جنوب لبنان
ـ حرب مدمرة في غزة
ـ الصراع بين السنة والشيعة يتجذر في العراق
ـ حرب ابادة ضد الاقليات الدينية
ـ اغتيالات مروعة في لبنان وعلى رأسها رفيق الحريري
ـ جنوب السودان على ابواب حرب اهلية

تصوروا ان السلم والامان وصل في العالم الى درجة ان المسافرين يدخلون الطائرات بملابسهم الداخلية بعد ان خلعوا كل ما عليهم في نقاط تفتيش المطار.
ولكي لا اقع في فخ نظرية المؤامرة دعوني اقول ان الاخطاء التي ارتكبتها الادارة الاميركية (عمدا او غباءً) هي التي عصفت بالامن والسلام العالمي.
ففي العراق قام جورج بوش باسقاط اكبر جلادي العصر لكنه لم يأت بنظام قوي متماسك يلم شتات هذا الوطن الجريح، بل على العكس تماما فقد حل الجيش والشرطة وحرس الحدود ليصبح البلد مسرحا للارهابيين والميليشات واللصوص.

ولو سألنا انفسنا:
أتواجد الاميركان في العراق وراء تكالب الارهابيين محملين بآلاف الاطنان من المتفجرات وآلاف الهاوانات ومئات الآلاف من البنادق والرشاشات؟ ولماذا العراق دون غيره من دول المنطقة؟
انا اجزم بان حجة تواجد الاميركان ليست كافية لتبرير هذه الاستباحة المنظمة للعراقيين.
فنافذة القرضاوي في قطر تطل على اكبر القواعد العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط، وفي السعودية تعج معسكرات الاميركان بالبارات والملاهي على مرمى حجر من الكعبة.
واعلام اسرائيل (الدولة اللقيطة كما يحلو للارهابيين المتقين ان ينعتوها) ترفرف في سماء مصر والاردن، فلماذا لا ينفذون عملياتهم في تلك الدول بنفس الرعب والكثافة؟
ان الدولة المسخ التي خلقتها الادارة الاميركية في العراق هي التي فتحت ابواب جهنم على ابنائه.

وكما يبدو فان الاميركان يحزمون حقائبهم ليرحلوا تاركين وراءهم بلدا منخورا وسياسيين سائبين ونوابا يجلسون في بيوتهم ويقبضون رواتب خيالية. بعد سبعة اشهر من الانتخابات لم يجتمع النواب المنتخبون الا لمدة 20 دقيقة فقط قبضوا خلالها 81 مليار دينار عراقي!!!

وبعد كل هذا، أما يتحمل جورج بوش مسؤولية الهجوم على كنيسة سيدة النجاة؟


 

free web counter