سفيان الخزرجي

رأس صدام للبيع

سفيان الخزرجي
www.afrodite.se
شعبنا الذي كان يحتشد كالذباب حول شاشات التلفزيون ليشاهد مسرحية عدنان القيسي، قاهر الابطال، وهو يجول في الحلبة، هو نفس الشعب الذي يتسمراليوم امام التلفزيون ليشاهد بطلا آخر في حلبة اخرى ومسرحية ساخرة جديدة.
انه من المحزن جدا ان نقع نحن ضحايا الهزل السياسي.
قبل يوم من النطق بالحكم على جلاد العصر قال نوري المالكي في رسالة للشعب العراقي:
"ان الشعب العراقي سيكون حرا في التعبير عن سعادته بهذا الحكم وسوف ندعو العراقيين عبر بيان رسمي الى التزام الهدوء والتعبير عن الفرح بطريقة مناسبة وبحيث لا يعرضون حياتهم للخطر".
الم يكن ذلك نطقا بالحكم من رئيس الوزراء قبل يوم من اعلان المحكمة؟
اما كان اولى به ان يقول: على الشعب العراقي التحلي بالهدوء عند سماع نتيجة الحكم. اما ذكر التعبير عن السعادة والفرح فانه افصاح عن نوع الحكم.
ومع ذلك خرج الناطق باسم الحكومة ليقول لنا ان الدولة لا تعرف شيئا عن الحكم.
مسرحيات رخيصة اشبه بمسرحيات صدام ايام حكمه.

وجاء قرار الحكم، الاعدام شنقا حتى الموت.
كم كان الشعب العراقي متلهفا لسماع هذا الحكم، ولكن...
لقد جاء هذا الحكم في وقت متأخر جدا، فصدام حسين وموته لم يعد يعني شيئا بالنسبة للعراقيين، فهم منهمكون بالتفتيش عن جثث موتاهم في ثلاجات الطب العدلي المكتظة بمئات القتلى، وهم منهمكون باخلاء بيوتهم خلال 24 ساعة تنفيذا لاوامر الملثمين، انهم منهمكون بالهرب من جحيم الاحتلال الى جحيم الميليشيات، انهم منهمكون بقضاء يومهم في الحصول على النفط، انهم منهمكون بالحفاظ على بناتهم من الاختطاف والاغتصاب.
هل رأيتم مظاهرة مدينة الثورة للاحتفال بقرار الحكم؟
مجموعة من الاطفال لا تتجاوز اعمارهم الرابعة عشر، فاين النساء والرجال؟ انهم عارفون ان هذه المسرحية لا تصلح الا لتلهية اطفالهم. فلن تطوف جثة صدام شوارعهم بشاحنة تتبعها آلاف الثكالى مهللات ومكبرات لان رأس صدام اثمن من ان يفرط به الاميركان، انه الصفقة التي سيساومون بها للخروج من ازمتهم.
لم يمض يوم واحد على اصدار الحكم حتى صرح بلير للصحفيين:
"نحن ضد عقوبة الاعدام سواء تعلق الامر بصدام او اي شخص غيره"
تمر التصريحات احيانا دون ان تثير غبارا وراءها.
فالمحكمة وقراراتها مجرد ملهاة ورأس صدام معروض للبيع فمن يدفع اكثر سيكسب الصفقة.
اما انتم ايها المنهمكون بمصائبكم ستظلون منهمكين بالف صدام جديد.