| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

                                                             الأثنين  7 / 7 / 2014

 

الوطن يحتضر

سفيان الخزرجي

كان الشعراء العرب سابقا يستهلون قصائدهم بالغزل والوقوف على الاطلال وكان الخطباء يستهلون خطبهم بحمد الله والثناء، اما اليوم فعلى اي كاتب ان يستهل مقالته بشتم داعش والارهابيين والبعثيين لكي يفتح شهية القاريء لقراءة مقالته.

انا لا اعتبر داعش ومن لف لفها سوى مجموعة من القتلة والجهلة والمتعطشين للدماء وان احلامهم الدينية لا يمكن ان تصمد امام حركة التقدم العالمي وما يقومون به لا يختلف عن القاعدة : مجموعات من الرعاع تسيّرهم مخابرات محلية ودولية لتحقيق مآرب تلك المخابرات مستغلة طموحات السذج منهم.

وقد نجحت هذه المجموعات في تحويل الصراع في سوريا والعراق من صراع سياسي الى صراع ديني طائفي، وتصدرت المشهد السياسي احزاب وتكتلات تعود الى عهود بداية الاسلام بل الى عصور ما قبل التاريخ، واضمحلت الاحزاب السياسية التي كانت تحمل الفكر التنويري.

فالانهيار العسكري الذي يشهده العراق لا يمت بصلة الى نقص في شجاعة وبسالة الجيش العراقي ولا الى مؤامرات تحاك خلف الكواليس وانما هو جزء من الانهيار العام في الدولة وهو ليس بمعزل عن انهيار الوضع السياسي والثقافي والاقتصادي ولا يجب بأي شكل من الاشكال ان نسيء الى جيشنا كجنود وضباط ابطال فهم ابناؤنا وهم يقاتلون ببسالة ضد الظلاميين والارهابيين.

ويبدو ان الازمات تكشف ما تقنعه البراقع الثقافية فقد انبرى الكتاب بشتم هذا او ذاك، فداعش عند البعض اصبحت مقاومة شعبية والميلشيات عند الآخرين جيشا رديفا، واما الدولة بكل مؤسساتها فلم تعد سوى خرائب تسكنها الاشباح والغربان والوطن مخيمات للنازحين ومقابر للشهداء.
 

free web counter