| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

                                                             الجمعة 6 / 12 / 2013



العوامل المؤثرة في الانتخابات وامكانية التغيير

سفيان الخزرجي

في كل انتخابات مهما كانت شفافيتها وفي اي بلد ديمقراطي كان ، فإن هناك عوامل تحسم الانتخابات بغض النظر عن كون المرشح نزيها او لصا ، ويذهب المصوتون مدفوعين لانتخاب هذا او ذاك بتأثير تلك العوامل. وهذه العوامل تختلف في مدى تأثيرها من نظام الى نظام ومن مجتمع الى آخر فاذا كان عامل المذهب في اميركا مثلا يؤثر بنسبة 1% فانه يؤثر في العراق بنسبة 90%.

سأحاول التعرض الى أهم العوامل المؤثرة في مجتمعنا العراقي وفي ظل النظام الحالي، وهذه العوامل قد تكون مجتمعة او متداخلة في مدى تأثيرها :

1ـ المذهب
في ظل الاقتتال الطائفي اصبح المذهب هوية ، ويستغل المرشحون هذا الجانب بتعميق الهوة المذهبية وزيادة الشد الطائفي واعلان انفسهم حماة لابناء مذهبهم والتكلم باسم المراجع الكبار، فيصبح التصويت لهم واجبا مقدسا مدفوعا بالخوف من الانقراض.

2ـ الاعلام والدعاية الانتخابية
سألنا محاضر في التصوير عن اول اسم مشروب غازي يخطر ببالنا فاجاب الجميع بانه كوكا كولا، فقال اننا لم نحفظ هذا الاسم بسبب عشقنا للكولا وانما بسبب الضخ الاعلامي الذي تقوم به الشركة. الاعلام في الوقت الحاضر يلعب دورا كبيرا في غسل ادمغة الناس، وهناك اموال طائلة تدفع من قبل الاحزاب للاعلاميين وللقنوات الفضائية لهذا الغرض. وعندما تقترب الحملات الانتخابية تمتليء الشوارع بصور المرشحين ولا تفتح صحيفة او قناة تلفزيونية الا وكان ممثل الحزب يشرح فيها كيف انهم يقودون الشعب الى الجنان ويخلقون من اكواخ الفقراء قصورا فخمة ومن اكوام الزبالة حدائق غناء. وكل هذا يعتمد على امكانية الحزب المالية.

3ـ الوعي السياسي والمستوى الثقافي
كلما تدنى الوعي السياسي والمستوى الثقافي صار من السهل للاحزاب تضليل الجماهير واعطاء صور زائفة عن مشاريعهم وبرامجهم الحزبية ، وفي نفس الوقت تقديم الخصوم السياسيين بانهم اصحاب مشاريع هدامة معادية للدين والتقاليد ، كما يحدث في الهجوم على العلمانيين من قبل الاحزاب الدينية.

4ـ ثقافة القطيع
وهذا مصطلح اشاعه الفيلسوف الالماني نيتشه وباختصار فهو يعني ان الانسان لا يجهد عقله ولا يتأمل في المواقف المستجدة في حياته وانما يتبع تفكيرا دوغماتيا اي التعصب لفكر الاكثرية دون التمحص في صحة تلك الافكار او مناقشة الادلة التي تنقضها. فيكون الفرد اسير ثقافة القطيع ولا مجال للحياد عنها. وينطبق عليهم المثل : هرج مع الناس عيد.

5ـ المثل الاعلى (آيدل)
يخلق الاعلام عند الناس نجما سياسيا يصبح مثلهم الاعلى ويتعلق الجمهور به كما يتعلقون بنجم رياضي كميسي او رونالدو ويصبح عندهم هذا النجم السياسي هو المنقذ ـ الحلم.

6ـ العشائرية والتقاليد
لم يخرج المجتمع العراقي من مرحلة الاقطاع على المستوى الفكري والتقاليد الاجتماعية، فما يزال شيوخ العشائر يهيمنون على افراد العشيرة ، ويكفي ان يرضى رئيس العشيرة عن حزب ما او كتلة ما بقناعة او بمبلغ مغر من المال ليوعز الى افراد عشيرته بالتصويت له.

7ـ القدرة المالية للحزب المرشح للانتخابات
يلعب المال دورا رئيسا في :
أ ـ السيطرة على وسائل الاعلام
ب ـ اقامة حملات انتخابية منظمة ومكثفة
ج ـ شراء الذمم ودفع الرشاوى

8ـ سلطة الحزب المرشح للانتخابات
وقد تكون سلطة تنفيذية او تشريعية او قضائية او كلها مجتمعة ، وقد تكون هيمنة سياسية مسنودة بسلطة دينية.
يسخر الحزب الموجود في السلطة كل امكانيات ومفاصل الدولة لخدمته ويستخدم كل الوسائل لاغراء الناخبين باعطائهم مناصب مغرية او بترهيب اصحاب المناصب بالتلويح بفقدانها. ويقوم الحزب صاحب السلطة بإسكات المعارضين اما باستمالتهم او باصدار احكام ضدهم او في اسوأ الاحوال باغتيالهم.

9ـ القوى الدولية والاقليمية ذات المصلحة
الانظمة في العصر الحديث شبكة مترابطة من المصالح وتسعى الدول الى الحفاظ على مصالحها بالاتفاقات السرية والعلنية مع رؤساء الاحزاب مقابل ان تمدها بالعون المالي والعسكري والاستخباراتي، وتكشف الوثائق السرية ان اكثر الاحزاب نزاهة في العالم متورطة باتفاقات سرية تتخطى فيها مصلحة الوطن والشعب من اجل مصلحتها الحزبية.

وعليه ، فلو رشح الامام الحسين او غاندي او جيفارا للانتخابات في العراق فلن يحصل أي منهم على اصوات تكفي للفوز اذا لم تتوفر العوامل آنفة الذكر.

فهل هناك امل للتغيير في الانتخابات القادمة ؟
بظل الحيتان السياسية الحاكمة اليوم وبتوفر العوامل التي ذكرتها لصالحهم فلن يكون امام الناخبين الا انتخابهم مرة اخرى مع تغيير بعض الوجوه وصعود احزاب صغيرة الى دفة البرلمان.
 

 

 

free web counter