سفيان الخزرجي
الأحد 3 /12/ 2006
المدمنون لا يقولون الحقيقة
سفيان الخزرجي
توماس فريدمان Thomas Friedman ليس صحفيا عاديا، فهو خبير في اروقة ودهاليز السياسة الاميركية، وهو يملك حنكة ودراية تذكرنا بالصحفي والكاتب محمد حسنين هيكل. فهو لاينطق عن الهوى وكل كتاباته تنظير او تسويق للافكار الرأسمالية، وانا ارى ان قراءة كتاباته، ولو بحذر، مجدية جدا لفهم ما لا يجرؤ السياسيون على قوله بصريح العبارة.
ما فتيء الرئيس بوش يضلل الرأي العام العالمي عن اسباب حربه في العراق، فهي تارة لتدمير اسلحة الدمار الشامل وتارة لتحرير العراقيين من صدام حسين واخرى لمحاربة الارهاب، اما السبب الحقيقي او المهمة (كما يحلو لبوش تسميتها) التي يجب انجازها فلم يُشر اليها ولو بايماءة بسيطة من قبل الادارة الاميركية، وقد افصح عنها فريدمان في مقاله المنشور في نيويورك تايمز بتاريخ 1 ديسمبر 2006 بعنوان: The Energy Wall، والذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط بتاريخ 3 ديسمبر بعنوان: ام المشاكل: جدار الطاقة..
لنقرأ ما يقوله توماس فريدمان في مقاله وهو يناقش الحروب والاشكالات التي يضطر الغرب لخوضها، ويطرح التساؤل التالي:
"لكن كيف يمكن تحصين أنفسنا من جنون الشرق الأوسط إذا فشلت تجربتي العراق وأفغانستان بدون التراجع عن تحقيق الإصلاح الذي تحتاجه المنطقة بقوة؟"
ارجو الانتباه الى تمرير عبارة: تحصين أنفسنا من جنون الشرق الاوسط.
ويجيب على تساؤله:
"بناء جدار افتراضي، وإنهاء الإدمان على النفط .
نحن بحاجة إلى إنهاء اعتمادنا على ذلك الجزء من العالم في مجال الطاقة، لأنه موهن لنا ولهم. فإدماننا سيئ جدا لأن المدمنين لا يقولون الحقيقة أبدا حول من يغذي إدمانهم. نحن مدمنون على النفط وهم موفرون له."
هذه هي الحقيقة التي لم يشأ سيادة الرئيس بوش ان يصرح بها عن اسباب خوضه للحرب في العراق، انها الــــــــنـــــــــــفـــــــــــط.
فما تكتم عنه بوش افصح عنه فريدمان وقد احسن حين قال:
المدمنون لا يقولون الحقيقة.