كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الخميس 3/2/ 2011

طائرات أف 16 والخيول والجمال في مواجهة جوجل والفيس بوك في ميدان التحرير سفيان الخزرجي تابع مشاهدو الفضائيات في الايام الاولى لمظاهرات معارضي حسني مبارك كيف قامت الطائرات المقاتلة أف 16 بتحليق منخفض فوق ميدان التحرير في محاولة لترويع المتظاهرين وكأنها حرب طاحنة في سيناء.  لكن شباب الانترنت الذين اعتادوا حروب الالعاب الالكترونية وجدوا في تلك الطائرات مناورات مسلية تشحن فيهم همة التحدي. وحين فشلت تلك المناورات المسلية للشباب اقترح مستشارو الرئيس حسني مبارك ان يـُدخل للمعركة آليات قتالية لم يعهدها شباب الانترنت. وهذا ما كان.. فبينما كنا يوم 2 فبراير 2011 متسمرين امام شاشات التلفزيون لمتابعة الاشتباكات بين المتظاهرين المسالمين وبين بلطجية النظام الحاكم اندفعت الى ميدان التحرير مجاميع من الخيول والجمال وعلى ظهورها فرسان يلوحون بالسيوف والعصي. لا اخفيكم سرا، اني، رغم قلقي وحزني، انفجرت ضاحكا لهذا المشهد الكوميدي. كانت الخيول والجمال تشق ميدان التحرير من يمينه الى يساره باقصى ما تملك من سرعة متعثرة بحشود الشباب الذين اخرجوا اجهزة الموبايل ليصورا حدثا تاريخيا لم يشهدوا له مثيلا الا في افلام القرون الوسطى. فكأن قنابل المولوتوف المقذوفة من سطوح العمارات سهام مشتعلة تـُرمى لاحراق حصون الاعداء، والاحجار المتساقطة كأنها تـُقذف من منجنيق خلف الاسوار. هذا المشهد رغم كاريكاتيريته فهو يمثل الهوة بين جيلين: جيل داحس والغبراء القابع في مقر الرئاسة وجيل البلي ستيشن والفيس بوك وكاميرات الموبايل المحتشد في ميدان التحرير. ولتأكيد دور الاسلحة الالكترونية في هذه الثورة فقد سمّت الحشود وائل غنيم مدير تسويق جوجل في الشرق الاوسط للتفاوض باسمها، علما بأن وائل غنيم مختف منذ تاريخ 28 يناير 2011، وهذه محاولة ذكية من الشباب لاجبار الحكومة على الافصاح عن وجوده. ألا نستطيع القول أن ثورتي الشباب في تونس ومصر قدمتا لاول مرة في التاريخ نموذجا لانتصار آلات الحرب الالكترونية على آلات الحرب التقليدية؟ وقد رأينا نظامين شموليين مدججين بابشع الاسلحة الفتاكة ينهاران برسائل الكترونية ومكالمات موبايلية. ولكن جل ما نخشاه ان يقطف ثمار هذه الثورة اصحاب المكاتب الانيقة ومثرثرو الايدولوجيات العتيقة وهم اكثر حنكة من الشباب بمعرفة من أين تؤكل الكتف. وما يؤكد مخاوفنا هو ظهور ديناصورات الاحزاب من مخابئها لتطلق البيانات وتشكل اللجان لاستلام السلطة فور سقوط النظام الحالي.