| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

                                                             الأربعاء  30 / 7 / 2014

 

هزيمة الثقافة

سفيان الخزرجي

قيل ان الكتب تُؤلف في مصر وتطبع في لبنان وتُقرأ في العراق، ويبدو ان هذه المقولة صحيحة الى حد كبير، فقد اثبت الواقع ان المثقفين العراقيين يقرأون كثيرا ولكنهم لا يملكون قدرة على انتاج ثقافة وانما على استهلاكها، وقيل ان العراق بلد الشعراء وهذا لعمري صحيح تماما وهو تأكيد لقول القرآن عن الشعراء "انهم يقولون ما لا يفعلون".

نحن شعب نجيد الاهازيج (الهوسات) فترانا نسحل في الشوارع الرئيس القديم ونهوّس للرئيس الجديد ونسحله عندما يطيح به رئيس غيره. فقد قتلنا الحسين وقطعنا يدي العباس وهوسنا ليزيد وقتلنا نوري السعيد وسحلناه في الشوارع وهوسنا لعبد الكريم قاسم، وقلتنا عبد الكريم قاسم وبصقنا عليه وهو ميت امام انظار الملايين في التلفزيون وهوسنا لصدام حسين وسحلنا تمثاله في الشوارع، ولولا وجوده عند القوات الاميركية لسحلناه ايضا.

وها نحن نهوّس لنوري المالكي وسوف نسحله في أية فرصة مؤاتية ليس لانه يستحق السحل ولكن لاننا شعب يتلذذ بالسحل، وشعراء الاهازيج حاضرون بقوة في كل المناسبات.

نحن شعب نجيد صناعة القتلة والجلادين، فلو وقف احد منا بوجه الحجاج في الكوفة وهو يقول لنا: اني ارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها ، لما اذلنا ايما اذلال.

رغم ان هزيمة الجيش العراقي في شمال العراق كانت مدوية ولكن هزائم المثقفين العراقيين اكثر دويّا. افتحوا اية صفحة في الانترنت تجدوا شيوعيّ الامس يرفعون رايات الحسين ويهتفون باسم المرجعية الدينية، وتجدوا ملحدي الامس يمجدون الخلافة الراشدية ويرفعون رايات داعش.

لقد تهاوت كل ثقافتنا وتبين اننا لا نجيد سوى القراءة ونظم الاهازيج.

ان من يصنع الثقافة يصنع الثورة وقد اثبتت مصر صحة ذلك، واما من يلوك الثقافة كمن يلوك اللبان فانه ينتظر المهدي او ابو بكر البغدادي لكي يصنع له الثورة.
 

free web counter