سفيان الخزرجي
وليمة لاسماك البحرسفيان الخزرجي
ربط الجنود الاميركان جثة اسامة بن لادن بسلاسل حديدية ورموا بها في عرض المحيط الاطلسي.
نزلت الجثة متهادية بأثقالها وسط هرج ومرج، بين تكبير الاسماك الصغيرة وتهليل الحيتان والدلافين. تقاطرت اسراب الاسماك وراء الجثمان كموكب جنائزي مهيب. كانت رائحة البارود تلف المكان ببعض الشك والريبة وقطرات الدم لما تزل ساخنة تثير شهية اسماك القرش.
ارتجت المياه وهرعت الاسماك مفسحة الطريق لحوت ازرق يتطاير الشرر من عينيه، دار عدة دورات حول الجثة وهو يشمها متفحصا بحذر حتى وصل الى عيني بن لادن المفقوءتين واسنانه المكشره ثم صرخ بشكل هستيري حتى كادت حشود الاسماك ترتمي على بعضها من هول الصرخة.
امسك بأحد اطراف السلسلة الحديدية وجر الجثة خلفه وهو يمخر الى اعماق البحر، بينما كانت الاسماك تتبعه كأسراب الطيور المهاجرة.
توقف الحوت الازرق عند حطام سفينة نصف مطمورة بأعشاب البحر وترك الجثة تستريح على الواحها ثم شرع بفك السلاسل الحديدية.
كان الضوء خافتا والمياه هادئة والصمت مطبق لا يعكره الا صرير السلاسل وحشرجات الدلافين.
نجح وحده بفك السلسلة حتى وصل الى آخرها المشدود حول بطن الجثة بعناية. وما ان سحب نهاية السلسلة حتى انفجر البحر كالبركان وتناثرت اشلاء الاسماك وقطع المرجان واختلطت الدماء بالمياه ولف الظلام ارجاء المكان.
ابتسم قبطان السفينة الحربية العائمة على مسافة من الانفجار ورفع ابهامه لطاقمه ثم غادروا مرددين اغاني رعاة البقر.
العنوان اشارة الى رواية وليمة لاعشاب البحر للكاتب السوري حيدر حيدر
http://www.facebook.com/media/set/fbx/?set=a.478882801279.291409.745216279