| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

الثلاثاء 25/12/ 2007



انا اصحو فانا موجود

سفيان الخزرجي

لو عاش ديكارت في عراق اليوم لما خطرت على باله مقولة "انا افكر فانا موجود" لان التفكير في بلدنا غير مرتبط بالوجود وانما بعدمه. وقد تكون مقولة انا افكر فانا غير موجود او انا لا افكر فانا موجود اكثر واقعية ودلالة.
وهل كان ديكارت سيكرس وقته للفلسفة والرياضيات لو عرف ان ملثما بدشداشة قصيرة وحزام ناسف ينتظرامام بابه حالما بتناول وجبة غداء فاخرة مع الرسول.
وكيف كان يستطيع ديكارت ان يخلو لفكره وفي باحة الجامعة تصدح المكبرات بصوت عبد الزهرة الكعبي وهو يقرأ المقتل.
او كيف له ان يطبق نظريته "من الشك الى اليقين" قبل ان يُقطع رأسه بتهمة الالحاد؟

لقد اكتشف الاميركان بعد تجارب اربع سنوات ان البدو والعشائر الامية هم اقدر الناس على ادارة البلاد.
ولمن لا يعرف السر وراء اعتماد الاميركان على العشائر والبدو في ادارة العراق فانا ابوح به:
عندما عزم بوش على تحويل العراق الى واحة للديمقراطية بعث بمستشاريه لدراسة واقع المجتمع العراقي والتعرف على البيئة الملائمة لمثل هذه الواحة. وقد توصل هؤلاء المستشارون بعد دراسة مستفيضة ان الواحات تنتشر في الصحراء وان سكان هذه الواحات من البدو اكثر صدقا واخلاصا من ابناء المدن، وقد وجدوا صفات مشتركة بين رعاة البقر الاميركيين وبين هؤلاء القبائل الرّحل، فقدموا للرئيس الاميركي تقريرا مفصلا مذيلا بترجمة لبيت المتنبي:
                     حسن الحضارة مجلوب بتطرية          وفي البداوة حسن غير مجلوب
عندها قرر بوش ان تكون واحة الديمقراطية في مكانها الصحيح ولسكانها الحقيقيين. وبدأ بامدادهم بالمال والسلاح واطلق على هذه العملية "صحوة العشائر".
" ويقول الأميركيون إن عدد «قوات الصحوة» المقدر حاليا بين 60 و80 ألفا، قابل لأن يصل إلى 100 ألف شخص، لكن هذا يخلق مخاوف لدى الحكومة العراقية، التي تخشى ان يكون ذلك مقدمة لحرب أهلية بينها وبين الميليشيات الشيعية."
http://www.aawsat.com/details.asp?section=1&issue=10618&article=450976

وما ادرانا، فقد يظهر ديكارت على بعير محاطا بالجنود الاميركان وسط حشود العشائر العراقية وهو ينظـّر لعصر الصحوة بمقولة: انا اصحو فانا موجود.

 

Counters