سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

كارثة الانحباس الحراري وموقف الولايات المتحدة

 

سفيان الخزرجي
http://www.afrodite.se

حسب تقارير الامم المتحدة سيرتفع معدل درجة حرارة الارض من 1.4 – 5.8 درجات خلال هذا القرن. وهذا يعني تغيرا كبيرا في المناخ مما يؤدي الى ذوبان في الثلوج القطبية وما يتبعه من فيضانات وغرق بعض المدن، وبالمقابل جفاف وتصحر في مناطق اخرى من العالم وانخفاض مروع في الانتاج الزراعي، فتعم المجاعات والحروب. ملايين من البشر ستموت نتيجة الجفاف في اسيا وافريقيا، وملايين اخرى ستفقد ارواحها نتيجة الفيضانات والحروب للسيطرة على مصادر المياه. آلاف الحيوانات ستنقرض ومثلها من النباتات. ونحن لا نتكلم عن مستقبل تفصلنا عنه آلاف السنوات، فكل هذا سيحدث في هذا القرن اذا لم يضع الانسان حدا لهذا الارتفاع الحراري، وعندما نقول في هذا القرن فمعناه ان الكارثة ستلم بكثير من قراء هذا المقال وبالتأكيد لن يسلم ابناؤهم منها.

سبب ارتفاع معدل درجة حرارة الارض
يعرف اكثرنا مصطلح الانحباس الحراري 'Greenhouse Effect' وهو ان الغازات المنبعثة من الطبيعة تخلق غلافا عازلا حول الكرة الارضية يمنع تسرب الحرارة من الارض الى الفضاء الخارجي، وبهذا تحتفظ الارض بمناخها الحالي، فلولا هذه الغازات لاصبح معدل الحرارة على الكرة الارضية 14 – 19 مئوية تحت الصفر.
مع بداية الثورة الصناعية ازداد تسريب الغازات من المصانع ووسائط النقل فازداد سمك الطبقة العازلة المحيطة بالارض واصبحت هذه الطبقة خطرا لحبسها حرارة اكثر من اللازم واصبح ارتفاع معدل درجات الحرارة هو الكارثة التي ستحيق بالبشرية.
http://www.crystalinks.com/greenhouseffect.html

ميثاق كيوتو
في عام 1997 عقد مؤتمر عالمي في مدينة كيوتو في اليابان للحد من تسريب الغازات الصناعية، وقد أُبرم اتفاق سمي ميثاق كيوتو يلزم الدول بتقليل تسريب الغازات بنسب محددة، ولكي تخرج هذه الوثيقة الى حيز التطبيق اقتضي ان يتم التصديق عليها من قبل 55 دولة.
عام 2001 اعلن الرئيس بوش الابن (المبعوث من السماء لانقاذ البشرية) رفض الولايات المتحدة التوقيع على ميثاق كيوتو معللا ذلك بان نمط الحياة الاميركي غير قابل للمساومة، متجاهلا كون نمط العيش هذا يشكل خطرا على العالم وعلى اميركا نفسها.
وحين يتكلم الرئيس بوش عن نمط الحياة الاميركي فهو يعني الشركات الكبرى التي تنمو وتتضخم على حساب البيئة وصحة المواطنين، فهذه الشركات الرأسمالية لا تتردد بابادة شعب كامل من اجل الاستيلاء على خزينه من النفط او الذهب.
فعندما قصفت القوات الاميركية العراق باليورانيوم المنضب لم تكن تكترث لما يتركه من اثر على البيئة والبشر لآلاف السنين.
ومع ذلك فهناك من الكتاب من يعتقد ان موقف الولايات المتحدة الاخلاقي لا يسمح لها بمغادرة العراق!!
ان موقف الولايات المتحدة من ميثاق كيوتو دليل قاطع على عدم اكتراثها للانسانية ومستقبلها وهو يفسر كل مواقفها المعادية للبشرية من ابادة الهنود الحمر الى استعمالها الفيتو لمنع قرار ادانة اسرائيل في مذبحة دير حانون.
ومع ذلك فهناك من الكتاب والسياسيين (العرب) من يبرر لبوش كل هفواته.
لقد قيل ان الحب اعمى، ربما، حينها يصدق على هؤلاء الكتاب والسياسيين.