| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

 

الأحد 17/9/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

علمانيون ام زنادقة؟


سفيان الخزرجي
http://www.afrodite.se

يبدو لي ان هناك تشويشا هائلا بين مفهومي العلمانية والزندقة حتى ان كثيرا من الناس يعتقدون ان العلمانية مرادفة للزندقة ونقيض للايمان الديني.

لنبدأ بنظرة على مفهوم العلمانية من موسوعة ويكيبيديا:

" تأتي كلمة "علمانية" من الكلمة الإنجليزية "Secularism" (سيكيولاريزم) وتعني إقصاء الدين والمعتقدات الدينيةعن امور الحياة. وقد استخدم مصطلح "Secular" (سيكولار) لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا عام 1648م-الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوربا- وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية) مشيرًا إلى "علمنة" ممتلكات الكنيسة بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية أي لسلطة الدولة المدنية.
وقد اتسع المجال الدلالي للكلمة على يد جون هوليوك (1817-1906م) والذي عرف العلمانية بأنها: "الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض".

ويطلق الكثير من معارضي العلمانية وخاصّة المتدينون لقب "الكفّار" على العلمانيين لمناداتهم بنظام إداري علماني بينما يصّر العلمانيون أنهم قد يكونون مسلمين أو مسيحيين في مساجدهم وكنائسهم ولكن ليس في ردهات المحاكم أو في ادارة البلاد.

اما الزندقة فتعني رفض الاديان والآلهة وكل ما اتت به و أصل كلمة زنديق هي الكلمة الفارسية "زنده كَرْد" والتي تعني إبطان الكفر والإلحاد وعليه فإن البعض يعرف الزندقة بالشخص الذي يعتقد الكفر ويُظهره كلما سنحت له الفرصة.

كانت للزنادقة مجالس معروفة في بغداد في العصر العباسي. ومن اشهر الزنادقة الادباء: بشار بن برد وابو نواس وابو العتاهية وابن المقفع ومن المفكرين ابن الراوندي. وقد ساهم هؤلاء في تطوير نقد الفكر الديني واجبروا علماء الدين ان يقابلوهم بالحجة والمنطق بدلا من الاساطير والاوهام.
واما اليوم فان للزنادقة مواقع في الانترنت وغرفا للجات (Chat rooms) وهم يكتبون بنشاط في مواقع عدة. وما يميز كتابات الزنادقة عن الملحدين من العلمانيين والسياسيين من العلمانيين بالذات هو ان الزنادقة مولعون بتتبع هفوات القرآن وزلات الرسول ونزواته الجنسية، بينما ان العلمانيين معنيون بتأثير الدين سياسيا على المجتمع ومحاولة جعل الدين علاقة روحية بين الفرد وربه.
وبكلمات اخرى ان الزنادقة مهتمون بتكذيب الديانات وتسفيه ما جاءت به كتبهم، وهم متربصون لكل ازمة ذات طابع ديني لصب جام غضبهم على الله دون الاخذ بنظر الاعتبار ابعاد تلك الازمة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.

ففي ازمة الرسوم الكاريكاتيرية للرسول وجد الزنادقة مهرجانا للحط من القيم المقدسة وتسفيه الافكار الدينية وتصوير العالم وكأنه معركة دينية، وهم بهذا يعززون الافكار المتطرفة عند اقطاب الرأسمالية التي تحاول ان تضع نظرية صراع الحضارات منهجا لتفسير عدوانيتها وشراستها في تجويع الشعوب ونهب خيراتها.

وفي ازمة مهاجمة بابا الفاتيكان للاسلام رفع الزنادقة اصواتهم مهللين وكأن تلك العبارات قد جاءت من جان بول سارتر وليست من احد اعمدة الكنيسة التي لطخت العصور الوسطى بالحروب الصليبية ومحاكم التفتيش، هذه الكنيسة التي تشارك اليوم آيات الله وهيئات علماء المسلمين في حربهم ضد الاصلاحات الاجتماعية والسياسية.

ان موقفنا نحن العلمانيين واضح باحترام معتقدات كل الشعوب والابتعاد عن الاساءة لمقدساتهم وان شعارنا بفصل الدين عن الدولة اصبح الان مطلبا ملحا خاصة بعد ان اصبح الله شعار القاتل والمقتول.