| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

                                                             الأربعاء  16 / 7 / 2014

 

داعش ليست سوى اضغاث أحلام؟

سفيان الخزرجي

ان حلم الخلافة الاسلامية لجماعة داعش لا يعدو اضغاث احلام، فدولة الخلافة الاسلامية في بداية الاسلام انتشرت بخيول عربية وسيوف هندية ورماح سمهرية وبقرآن منزل من السماء، ولم تكن حينها اسلحة دمار شامل ولا طائرات اف 18 او صواريخ عابرة القارات برؤوس نووية، ولم توجد امم متحدة ومجلس امن ولا البند السابع الذي يحشد كل جيوش الدول الكبرى، ولم تكن قد ظهرت افكار فولتير وماركس ولا ظهر دارون لينقل الانسان من السماء الى الارض ولم يصعد الانسان الى المريخ والقمر، ولم تعلق قصائد شكسبير وتي اس اليوت على جدران الكعبة ولم تنقل الاخبار عن طريق الانترنت والتلفزيون واليوتيوب.

فمن يريد ان يقيم دولة الخلافة الاسلامية اليوم فعليه ان يذهب الى مجاهل افريقيا فقد يجد هناك اقواما ما زالوا يعيشون زمن الجزيرة العربية في القرن الخامس الميلادي ليستطيع ان ينشر دعوته.

اما داعش اليوم وخليفتها ابو بكر البغدادي فقد وجدت محيطا متمردا دسّت نفسها فيه واستفاد المتمردون من كفاءة الاسلحة التي تقدمها لداعش دول اقليمية.

ولولا انهيار سوريا والعراق عسكريا وسياسيا واقتصاديا لما استطاعت داعش ان تجد موطيء قدم لها، فها هي ايران العدو المذهبي لداعش، فهل تستطيع اية قوة داعشية اعلان دولتها هناك؟ حتما ستجعل منها ايران عصفا مأكولا لان ايران دولة متماسكة وقوية.

لماذا اعلنت داعش خلافتها في الموصل خلال ساعات من دخولها للمدينة ولم تعلن خلافتها في الفلوجة التي تقع خارج سيطرة الحكومة منذ اشهر، رغم الفارق الثقافي بين المجتمع الفلوجي والمجتمع الموصلي؟

السبب ان الموصل لم تشهد تمردا ضد النظام ولهذا حين دخلت قوات داعش وهرب الجيش العراقي وجدت نفسها السلطة الوحيدة في المدينة بدون ثوار مسلحين من الاهالي ولا سلطة حكومية فبسطت هيمنتها واعلنت دولتها. في حين ان الفلوجة تشهد تمردا على النظام ويحكم ابناء العشائر سيطرتهم على المدينة فلم تستطع داعش الحصول على الولاء والمبايعة بالخلافة من اصحاب السلاح.

واذا كانت الخلافة الاسلامية مجرد اضغاث احلام فكيف يحلم باقامتها البعض رغم امتلاكهم شهادت عليا في الثقافة والعلوم؟

لا غرابة في الامر فطالما ان آمالهم في السماء فهناك دائما حالمون بظهور المخلّص ليبسط العدل الإلهي في ارجاء المعمورة.


 

free web counter