| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سفيان الخزرجي

www.afrodite.se

 

 

 

                                                             الأحد 12/5/ 2013



من المقابر الجماعية الى المقابر الفكرية

سفيان الخزرجي

اذا كانت المقابر الجماعية علامة مميزة لحكم صدام فان المقابر الفكرية والثقافية اصبحت ابرز علامات الحكم بعد 2003.

قد يخلط البعض بين الهرج الاعلامي الذي أصمّ آذاننا بزعيقه وبين الفكر الذي تهاوى تحت معاول التخلف والشعوذة والخرافات.

لنأخذ نظرة على ابرز مظاهر التدهور الفكري في هذه المرحلة :
1ـ انتشار الخرافات والسحر والشعوذة بين افراد الشعب.
2ـ هيمنة رجال الدين على مفاصل المراكز الثقافية
3ـ حذف مادتي الموسيقى والمسرح من المناهج التعليمية
4ـ تغليب المناسبات الدينية على الدراسة والتعليم
5ـ انتشار الامية
6ـ اغتيال الشخصيات الفكرية والاعلامية
7ـ اغلاق القنوات الفضائية
8ـ محاصرة الصحف المهمة
9ـ عدم تولي الكفاءات للدوائر الثقافية العليا
10ـ توجيه المناهج التعليمية لخدمة الفكر الطائفي
11ـ انحسار عدد الكتب الفكرية المطبوعة في العراق.
12ـ تدهور حركة المسرح والسينما
13ـ غياب البرامج الفكرية والعلمية من قنوات التلفزيون الحكومية.
14ـ تدهور توجهات الاحزاب السياسية

فأن مقرات الاحزاب اصبحت مراكز للعزاءات الدينية وطبخ الهريسة، وصار افراد الحزب يؤدون فريضة الحج وهو يحملون كتاب رأس المال بيسارهم والقرآن بيمينهم.

واما البرامج الثقافية في التلفزيون مثل العلم للجميع للدباغ (ليس علي الدباغ صاحب شهادة الدكتوراه في المرجعيات الدينية) والسينما والناس لاعتقال الطائفي او قل ولا تقل لمصطفى جواد فانها لم تعد سوى ذكريات.
وتحول التلفزيون من زيارات القائد الضرورة الى صولات وجولات مختار العصر.

وحين كانت المقاهي الادبية تعج بالمثقفين المهتمين بمناقشة فكر هيجل او سارتر او ابن رشد وقراءة روايات ديستوفيسكي وجيميس جويس فأنهم اصبحوا اليوم مهتمين جدا بروايات السلف الصالح عن سقيفة بني ساعدة ومعركة الجمل واحاديث ابي هريرة.

وصارت الاعشاب والادعية والسحر من الوسائل الشائعة في الطب، حتى ان داعية معروفا اصبح يداوي الناس ببصاقه وبالجكليت.

فماذا نسمي حقبة من التدهور الفكري والثقافي مثل هذه غير مرحلة المقابر الفكرية.
 

free web counter