| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صباح قدوري

 

 

 

                                                                                     الأربعاء  4 / 9 / 2013



تظاهرات 31 اب/ اغسطس الشعبية في المدن العراقية

د. صباح قدوري

في الحادي والثلاثين من اب/ اغسطس 2013، شهدت اكثر من عشر محافظات العراقية، تظاهرات واسعة شارك فيها مئات من اطياف الشعب العراقي المتنوع ، وخاصة الشبية منها، وبدعم الكثير من منظمات المجتمع المدني، والدور الحيوي والبارز للتيار الديمقراطي العراقي في الداخل، وتنظيم المظاهرات ايضا امام السفارات العراقية في الخارج . تطالب فيها الحكومة باجراء الاصلاحات الضرورية والجذرية على المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والثقافية. وقد استخدمت الاجهزة الامنية العنف والضرب والقمع البوليسي والاعتقالات لتفرقتها، وقمعها منذ البداية ، وعدم اعطاء رخصة لتنظيمها، بحجة الوضع الامني المتردي في البلد، وتأثير الحالة السورية والعدوان عليها من الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها في اوربا وبعض الدول العربية والاقليمية في المنطقة.

واليوم وبعد مرور ما يقارب عشر سنوات ونيف، لاحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها، فان العراق وبعد سقوط النظام الديكتاتوري السابق، لم يشهد الاستقرار السياسي او الامني، وحصل تدهور كبير في الحياة الاقتصادية على كافة مستوياتها، والاسطفافات الطبقية والاجتماعية على اسس المحاصصة الطائفية والمذهبية والاثنية، التي تهدد كيانه الموحد، وتمزق صفوفه، وتقوده الى الحرب الاهلية وزعزت سلمه الاجتماعي ، واضعاف العامل الداخلي وهيمنة العامل الخارجي (الاقليمي والدولي) في صنع القرار السياسي لمستقبل العراق القادم، وفق تحقيق المصالح السياسية والاقتصادية للاطراف المتدخلة في الشؤون العراقية.

وقد توفرت اليوم امام العراق فرصة نادرة بعد سقوط النظام السابق وتزايد عوائد النفط بشكل كبير ، كان من الممكن استثمارها لو توفرت الارادة الخيرة وحسن استخدامها، في اعادة وبناء اعمار العراق الذي دمرها النظام السابق بسبب حروبه المجنونة. كان من الممكن الاعتماد على بناء الهوية الوطنية ، التي تشكل روح الادارة الرشيدة والقانونية والمؤسساتية ، التي تساوي بين المواطنين وتجمع بينهم وتوحدهم في اطار المواطنة والوطنية والمساواة والعدالة الاجتماعية والقانونية ، لكن الولاءات الحزبية الضيقة والعقائدية والمذهبية، والمحاصصة الطائفية والعشائرية والمحسوبية، وانتشار الفساد المالي والاداري على كافة المستويات الادارية والحزبية ،شغلت البلد بالتنافس بين الاطراف المشاركة في العملية السياسية والتنفيذية والقضائية والتشريعية ، من اجل الهيمنة على السلطة والمال والنفوذ.

العراق اليوم في حالة صراع داخلي ، نتيجة لتراكم المشكلات الكبيرة خلال هذه السنين ، من دون ايجاد حلول صائبة لها . مما ادت هذه الحالة الى تأزم الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية يوما بعد يوم،وتوسيع الفجوة و ازمة الثقة بين الشعب والحكومية الاتحادية . وقد يبدو عدم وجود اهتمام اوحلول جدية من قبل الحكومة والاطراف السياسية المشاركة معها في ايجاد رؤية واضحة واليات لازمة لمعالجة الحالة العراقية المستعصية .أدت هذه الحالة الى انطلاق مئات من ابناء الشعب العراقي بالتظاهرسلميا وحضاريا، وبتنظيم جيد من حيث الشعارات والمطاليب الجماهيرية، في المدن والساحات في العاصمة ، ليعبروا عن غضبهم واحتجاجهم على سوء الاحوال الامنية والمعيشية والخدمية، وتدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبئية.

خرجوا مطالبين من الحكومة الاتحادية القيام بالاصلاحات الحقيقية والجذرية في الهيكلية السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية . توفير الخدمات الضرورية والاساسية للمواطنين ، وتنفيذ مشاريع اعمار وتطوير البنية التحتية. ومحاربة الفساد الاداري والمالي ، والغاء الرواتب التقاعدية لاعضاء البرلمان والمجالس المحلية والدرجات الخاصة وغيرهم من المسؤولين الكبار، وازالة الفوارق بين الطبقات والشرائع الاجتماعية، وتخفيف حدة البطالة ، وخاصة بين الشبيبة والنساء. حماية السلم الاجتماعي ، من خلال احترام الحقوق العامة والخاصة للمواطنين ، وتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية والقانونية .

التضامن مع جماهير شعبنا المنتفضة المطالبة بحقوقها المشروعة، واستنكار كل ما تعرضوا له من الاعتداءات والاعتقالات اثناء هذه التظاهرات وبعدها، ومحاسبة المسؤولين في اصدار اوامر تنتهك حرية التعبير وسلامة التظاهر والمتظاهرين. وضرورة احترام الدستور العراقي والمواثيق الدولية ولوائح الدفاع عن حقوق الانسان وممارسة الديمقراطية، التي تكفل للمواطن العراقي حق التظاهر السلمي للتعبير عن رأيه والتفاعل والاستجابة مع مطالبه المشروعة.
 

free web counter