موقع الناس     http://al-nnas.com/

السفرة العلمية لطلأب الجامعة


د.صباح قدوري

الأثنين 1/5/ 2006

قرأت بصدفة على موقع راديو دجلة الألكتروني، خبر منشور تحت عنوان " طلأب في جامعة السليماتية ، يضربون على الدوام ، بنتيجة حرمانهم من السفرة العلمية" وفي نفس الخبر وجدت تصريح مقرر قسم الأدارة في كلية الأدارة والأقتصاد
كارزان غفور اذ يقول " ان السفرات العلمية ليست ضرورية حسب رايه الشخصي ، حيث تصرف فيها مبالغ طائلة ، وليس منها اية فائدة للطالب غير المرح وتمضية الوقت ."
قبل ان ادخل في صلب هذا الموضوع ، اود ان اوضح، بانه في حالة حدوث الخلأفات ومن ثم بلوغها لحد المشكلة ، يجب ان تعالج بروح علمية وثقافية ، مبنيا على مبدأ الحوار البناء بين الطلأب وادارة الكلية، وعدم اللجوء الي الأجراءات التعسفية والحدية كاضراب اوامتناع عن الدوام من قبل الطلأب هذا من جهة ، ومن جهة اخرى يجب ان لأ تنظر الى هذه المسالة بشكل مبسط وتقليل من اهمية السفرات العلمية التي تمارسها معظم الجامعات في العالم كما جاء في تصريح المسوؤل اعلأه .
من المتعارف عليه في العمل الجامعي مع الطالب، او بتعبير ادق التربية الجامعية ، انها تنصب في المجالين:العلمي وتنمية شخصية الطالب ومعرفته. وبشكل عام ان العمل في المجال الأول اكثر من الثاني في المرحلة الجامعية ، الأ انه لأيجوز طغيان الأول على الثاني ، وذلك لأن جانب الشخصي للطالب يعتبر عاملأ مهما ومكملأ للجانب العلمي في الحياة العملية . ففي الدول المتقدمة يتم العمل بشكل متكافئ مع الأثنين في المرحلة الدراسية المبكرة ، في الوقت الذي نجد ان ألأهتمام بجانب تطوير وتنمية معرفة وشخصية الطالب في بلدنا غير كافية في مراحل الدراسية الأبتدائية الى الثانوية ، لذلك يجب أنتباه الى هذا الجانب عند انتقال الطالب الى المرحلة الجامعية.
من المعروف ان تنظيم السفرات العلمية لطلأب الجامعات وخاصة للصفوف المنتهية منها ، اصبح تقليد مألوف تمارسها اكثر جامعات العالم ، لما لها من الفوائد العديدة على تطوير الجانب الشخصي والعلمي والأجتماعي لدى الطالب . ومما لأشك فيه ، بان كل جامعة والأقسام التابعة لها ، تخصص كل سنة اعتمادات في ميزانيتها لغرض صرفها على الأنشطة العلمية والأجتماعية والثقافية ، منها السفرات الداخلية ، الزيارات الميدانية للمؤسسات الأقتصادية المختلفة ، اقامة اسبوع ندوات الثقافية والعلمية والفنية والرياضية ، الحفلأت الطلأبية المتنوعة ، بمناسبة بداء وانتهاء السنة الدراسية وغيرها، ايجاد مواقع تطبقية لأطلأب كل حسب اختصاصه حتى يستطيع ان يربط بين الجانب النظري والتطبقي ، وتعلم على اسلوب التعامل مع الأخرين ، السفرات العلمية الخارجية وغيرها من الأنشطة الأجتماعية. ان السفرات الخارجية هي احدى هذه الأنشطة الأجتماعية والعلمية والشخصية المهمة والضرورية لطلأب الجامعات،التي تساهم بقسط كبير في تطوير الجانب الشخصي والأجتماعي للطالب اثناء وجوده في المرحلة الدراسية، من خلأل الأطلأع على الحضارات والأنجازات الدول التي يتم اختيارها للسفر ، ويتم ذلك عادة بان تدرج في بداية السنة الدراسية ،هذه السفرة ضمن الخطة السنوية للجامعة واقسامها المختلفة ، وذلك بالتنسيق بين الطلبة وألأدارة والجهة المزمع السفر اليها ، وذلك بهدف تبادل المعلومات والمعرفة والتجارب بين البلدين بشكل عام وبين الجامعات واقسامها بشكل خاص . تخصيص الأعتمادات اللأزمة لها ضمن الميزانية الخاصة بالجامعة او الكلية التابعة لها . ممكن مشاركة الطالب بقسط رمزي لتغطية جزء من نفقات هذه السفرات ، على ان تتحمل الكلية مسؤولية تنظيم كل متطلبات السفر من النقل والأقامة واعداد برنامج العلمي والأجتماعي والثقافي، وبمشاركة الفعالة من قبل الطلأب ، بحيث يضمن هذا البرنامج على اعطاء فرصة لهم لزيارة الأماكن الأثرية والمتاحف والمناطق السياحية والمكتبات ودور الموسيقى والرياضة وغيرها، وترتيب لقاءات مع وسط الجامعي او المثقفين في بلد الزيارة او ايجاد نوع من التبادل في الزيارات مستقبلأ وغير ذلك من الأنشطة الأجتماعية والشخصية والعلمية ، التي تساعد على توسيع امكانيات الطالب في المجال الأجتماعي والثقافي وعلى ابراز وتقوية الجانب الشخصي لديه ، والشعور بنوع من الأستقلألية والتمكين من تدبير اموره عندما يبتعد عن وسطه الأجتماعي ، ويساعده ايضا على كسب المعرفة والخبرة في التعامل مع الأخرين اثناء الأقامة والتجوال والمعاشرة مع الأخرين والأندماج في النشاطات الترفيهية ، هذا بالأضافة الى ان مثل هذه السفرات ستعطي للطلأب فرصة التعرف على بلد غير بلده ، في الوقت الذي قد لأيستطيع تحقيقها بمفرده ، وذلك بسبب تكلفة السفر عالية وتقتضي اجراءات اخرى ضرورية من الجواز والحجز والتذاكر والأقامة، قد تكون اسهل انجازها بشكل جماعي عنه بشكل فردي .فعليه ارى ان السفرات الجامعية هي مسالة ضرورية ، لأيمكن تبسيطها والأستغناء عنها بمبررات مالية كعدم وجود تخصيصات كافية لها او تقليل من فوائدها الأجتماعية والشخصية والعلمية ، وان المرح وتمضية الوقت،تعتبر من الأشياء الضرورية ، على عكس من ظن المسؤول اعلأه، ويجب على الطالب ان يتمتع بها كأي نشاط اجتماعي اخر . لأ يمكن الطالب ان يحقق النجاح العلمي ، ما لم يكن يقترن ذلك بنجاح الطالب في مجال تطوير قابلياته الشخصية والأجتماعية وكسب الخبرة بالتفاعل مع الأخرين والأطلأع الى الحضارات والثقافات العالم وتعويده وتدريبه لأبراز شخصيته، من خلأل المشاركة والعمل والأندماج وفق المقولة (التعلم بالأداء) Learning by doing
ان التطورات السريعة التي تشهدها المجتمع بسبب التطور السريع والهائل التي تجري اليوم في حقل التكنولوجية المعلوماتية وخاصة الأنترنيت منها . هذا بالأضافة الى ان ارباب العمل يفرضون اليوم شروط كفاءة عالية علميا وشخصيا على سوق العمل ،لأبد ان تنعكس اثرها بشكل المباشر على الطالب ، مما يتطلب ضرورة الأهتمام بتطوير شخصيته اثناء الدراسة الجامعية ، لكي تساعده على ربط الجانب النظري بالعملي الملموس في تعامله مع الأخرين ومسايرة المجتمع.