| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
saieb.khalil@gmail.com

 

 

 

                                                                                       الجمعة 3/5/ 2013

 

"ما بعد الحويجة – السنة والمالكي والأكراد"
(1)

صائب خليل  

قبل كل شيء يجب أن نقول أن التدهور الرهيب في العراق بلغ حداً مخيفاً والفشل بلغ حداً مثيراً للأعصاب بحيث أن الكتابة في الموضوع أصبحت مرهقة ومتقعطة وتتطلب الكثير من الراحة، بل أن قراءة أخباره وتصريحات قادته (وحتى هذه المقالات عنه) تكفي وحدها لبث التوتر والألم في الإنسان وشله عن العمل.

النقطة الأخرى المحبطة هي أن ما يجب أن يقال قد قيل وتكرر ولم يعد هناك من جديد يجب كتابته، وما فائدة تكرار الكتابة التي كتبت قبلاً؟ بل هل من فائدة من كشف حتى حقائق جديدة؟ وما الذي انتجته الحقائق التي كشفت حتى الآن؟ وما الذي حققه الخطاب والتحليل والمنطق والتحذير حتى الآن؟ هل وصلنا إلى مرحلة جمود شعبي لا يحركه أي شيء؟

ليس هذا صحيحاً كما يبدو، فهناك من تمكن من تحريك العديد في تظاهرات كبيرة، آخرها هذا الزخم الذي يلف المنطقة الغربية وسهل الموصل، فكيف تمكن البعض من تهييج مجاميع الناس التي لا تحركهم الحقائق، وبهذا الحجم الكبير؟ أين تعلم قيادة الجماهير وتنظيم التظاهرات وإثارة مشاعر الغضب وتوجيهها نحو ما يريد؟ فالتظاهرات التي نتحدث عنها لم تبق فترة طويلة ترفع شعارات شعبية من مطالبة بحقوق وإخراج سجناء، فسرعان ما تحولت إلى قائمة مطالب البعث و"القاعدة" الإرهابية إبتداءاً من الغاء قانون العدالة والمساءلة إلى العفو العام عن مجرمي "القاعدة"، وهي لا تطالب اليوم سوى بإسقاط الحكومة، ونسيت مطالب المتظاهرين حتى لم نعد نعلم أين وصل الأمر بها! حصل قادة التظاهرات المجهولون على الكثير، لكنهم لا يدعون الفرصة تفوتهم لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه، وتتميز سياستهم بعدم حل التوتر حتى يحقق أقصى إمكانياته (المدرسة الإسرائيلية في السياسة بالضبط) بغض النظر عما تم تحقيقه بالفعل. إنهم الآن يطالبون بإسقاط النظام، وهي العبارة المهذبة لهدف الحرب الأهلية، التي يأملون أن يكون السنة عود الثقاب الذي يشعلها، وأن يكونوا وقودها الأساسي مع الشيعة ليحترق بها، وهكذا لا يبقى من الإسلام في العراق، كما في كل بلد عربي آخر، سوى رماد ومدن منكوبة ومجتمعات وحشية بربرية، ممسوخة بتأثير ما شاهدته من موت وما رأته من ألم وما تعانيه من فقر وجهل وفقدان أمان وإرادة. أنظروا إلى حطام سوريا اليوم، ستشاهدون غد العراق مالم تحدث معجزة توقف هذا الجنون، بل كل الحقائق تؤكد أن هذا المستقبل سيكون أسوأ بكثير. هذا ما يريده لنا من يقف وراء إشعال النار في سوريا ومن أثار التظاهرات في المنطقة الغربية وقد ساروا مسافة طويلة في تحقيق هدفهم، ونحن حتى اليوم، نسير للأسف كالغنم التي لا تفكر ولا تنظر، ويكفي أن يخطب بها محتال يحدثها عن "الشجاعة" و "الكرامة" لكي تهيج وتندفع. فترى أسماء "جيش العزة" و "جيش الكرامة" الخ، الذي يوحي للمتظاهرين أن من لا ينضم إلى هذه الجيوش لا عزة ولا كرامة له!

هذا هو الحال ونحن نراقب الوطن يغرق مثل تايتانك، ليسحب الجميع معه إلى الأعماق، الحمقى وغير الحمقى، لكن السؤال يبقى...هل لدينا وطن آخر لنذهب إليه بعواطفنا، إن ذهبنا بأجسامنا؟ هل لدينا شعب آخر لنحبه ونسعى لخدمته ونرقى بالتضحية من أجله؟ هل لدينا ذكريات أخرى نعيشها؟ هل لدينا أهل آخرين نحن إليهم؟ هل غير دجلة والفرات وليالي الشبوي في بغداد وشط البصرة وغابات الموصل يمكن أن نشعر أنها جزء من كياننا؟ ألا يشعر بذلك من مازلوا في الوطن؟ إذن لماذا هذا التدمير الرهيب وهذه الوحشية وهذا التهديد الجلف والقتل والتعابير الطائفية القبيحة التي تحطم كل هذا وتتركنا أشلاء اجسام بليدة بلا روح؟ هل أن هذه كلها لا تستحق وقفة تردد قبل أن نرفع خنجرنا بوجه خصمنا الذي بدونه لن يكون لنا عراق ولا حتى ما يشبه العراق؟ هل بلغ الرعب والجنون بنا أن لا نرى الدمار الذي لم يعد يبعد سوى خطوات عنا، ومازلنا نهتف بالتحدي والشجاعة والثورة؟ بل الهبل الأعظم والبلادة والجلف وحدها هي ما تدفع الإنسان أن يصبح وحشاً ضارياً ليحطم غيره ويحطم وطنه ويحطم أهله ونفسه!

لقد حققت تظاهراتكم ايها السنة في أسابيعها الأولى، رغم أخطاءها الكبيرة، نجاحاً ملحوظا، واضطرت الحكومة إلى الإعتراف ببعض أخطائها وخطاياها التي تصل حد الجريمة أحياناً. وسواء كانت صادقة في قصدها أم لا، فأنها تعهدت بعدم تكرار تلك الأخطاء وأصلحت بعضها بالفعل. وبدا أنها قد تكون بذرة أولى نحو التفاهم والخير للعراق والإنسان فيه، على العكس مما أراده لها من كان يقودها ويسيرها من وراء الستار، أناس بعيدون تمام البعد عن العراق وعن الإنسانية وعن الشرف. لقد كان ذلك واضحاً منذ البداية، من الأعلام التي رفعت فيها ومن الخطاب المتخلف الذي سيطر عليها ومن الحركات الصبيانية المثيرة للضحك والقلق التي جرت في ساحاتها، من أؤلئك الصبية الذين يهتفون "طالعلك يا عدوي طالع" وليس بينهم فرد واحد، يقول لنفسه: من هو "عدوي" هذا؟ لماذا نهتف بنفس ما كان يهتف به ضد إسرائيل؟ من الذي يريدنا أن نهتف بهذا الشكل؟ من الذي يريد تشويه سمعتنا أمام شركائنا وأمام طائفتنا؟ من يريد أن يصور السنة على أنهم همج متوحشين متخلفين فيركز الإعلام من صحف وتلفزيون وغيرها على العشائرية المتخلفة من قبل عصور الحضارة، وعلى أحط ما أنتجته منطقتنا من همج، ليقول: أنظروا! هؤلاء هم السنة؟

http://4.bp.blogspot.com/-mzQhq-BImyQ/T9ok2A6rBUI/AAAAAAAABdM/7oX_ZZoKss8/s1600/253392_382191868495914_1508532876_n.jpg

ها أنتم قد بدأتم تدركون الحقيقة، فينسحب نصفكم ويرفعون خيمهم من الساحة (1) بعد مقتل الجنود الخمسة القبيح، وهذه بشرى خير. ولكن هل كان من الضروري أن تنتظروا حتى تسيل الدماء ويمثل بالجثث لكي ينتبه حذركم إلى حقيقة ما يحدث، ويرى إلى اي تدمير وقتل تتجه التظاهرات ومن يقودها؟ ما الذي حققته التظاهرات في نصفها الثاني غير هذا القتل والتحطيم المرضي للوطن برصاص البنادق ورصاص الكلمات؟ لماذا لم تتوقفوا عندما شعرتم أن تظاهراتكم لا تسير حيث تريدون لها أن تسير؟

عدا الجلف البليد الإحساس علي حاتم فأن السنة يؤكدون ويفخرون بما أوصتهم مرجعياتهم به، بأنهم ضد تقسيم العراق وأنهم لن يطالبوا حتى بأقامة إقليم لهم. وحينها كتبت أقول ما فائدة ذلك إن دفعتم المقابل نفسه إلى المطالبة بتقسيم العراق؟ هاهم أخيراً المطالبون بالإنفصال في الجانب الشيعي يتجرأون على التصريح برغباتهم، وحتى إئتلاف المالكي الأكثر وحدوية، صار بعضه يطالب صراحة بفيدرالية الجنوب "لعزله عن المحافظات الأربعة التي تكنُّ العداء للشيعة"(2) حسب تعبيرهم، وما ذلك إلا النتيجة المنتظرة لاستمرار التظاهرات والهتافات القبيحة العدوانية التي يوقدها السفلة والتي سار السنة خلفها بلا تفكير، فشكرا لكم وأنتم تمزقون هذا البلد!

كلما سمعت أحداً يدعو للشجاعة وجدت في دعوته سعياً لتغطية على السؤال الذي يجب أن يسأل أولاً: عن الحكمة! فالسؤال "هل هذا صحيح؟"، يأتي قبل السؤال إن كان لدي الشجاعة للقيام به، فهل سمع أحدكم قيادة التظاهرات تدعو للتفكير فيما هو صحيح وخطأ؟ هل سمع أحدكم أي من هؤلاء يتحدث عن خطة للمستقبل تضع الحدود المعقولة والعاقلة لأهداف وطموحات ما يمكن للتظاهرات تحقيقه وما هي أفضل وأسلم السبل إلى ذلك وأقلها ضرراً وكلفة؟ كل قيادات التظاهرات تسعى إلى التفاوض مع الحكومة، وعندما تقبل الحكومة ذلك فأن المتظاهرين يعتبرون ذلك نصراً ويحتلفون به، إلا قادة تظاهرات الغربية، فهم يتحدثون عن "الشجاعة" و "لن نقبل أبداً" و "لن نساوم" و"حرق بغداد" و"إسقاط الحكومة"! السبب هو أن قادة التظاهرات لا يريدون الوصول إلى نتيجة. مهمتهم المكلفين بها هي إدامة التوتر والمشكلة أطول فترة ممكنة. فلماذا لا تأتينا كل هذه "الشجاعة" ولماذا لا نستطيع أن ننظم أنفسنا كل هذا التنظيم ونديم فعالياتنا كل تلك الإدامة، إلا حين يقودنا مشبوهون بشعارات مشبوهة وأعلام مشبوه وخطابات مشبوهة؟ لماذا توجه شجاعتنا وقدراتنا على التنظيم لتدمير البلد وهو بأشد الحاجة لها لإنقاذه مما هو فيه؟

هل يريد أهل المنطقة الغربية حقاً عودة البعث؟ هل يشرف أي أنسان أن ينظم إلى شيء إسمه "جيش الطريقة النقشبندية"؟(3) منذ متى وصل العراق إلى حضيض "جيوش الطرق"؟ وأية "عزة" في الوقوف إلى جانب من تقيأتهم الأرض من فدائيي صدام؟

استمعوا إلى علي حاتم يقول وباستخفاف بالحياة لا شبيه له في وضاعته حول الجنود القتلى: «لماذا هذا الإصرار على هؤلاء الجنود؟ فليعتبروا أن سيارة مفخخة استهدفتهم وقتلتهم»، (فلتمزق أحشاءك النتنة شاحنة مفخخة فتغسل عارك أيها "البعيد"!) ثم يهدد بـ "حرق البلاد" إن تم اقتحام ساحة الإعتصام، و نقل الحرب "إلى أطراف بغداد ومن ثم إلى داخلها بما فيها المنطقة الخضراء». اللعنة على كل من يتجرأ على وضع قدم معادية داعية للحرب الأهلية في أرض بغداد وتدنيسها بهذا التخلف والإنحطاط، والعار على كل من يسير خلفه أو معه أو يهادنه ويتساهل معه! هذا سيكون رد بغداد بسنتها قبل شيعتها، ومهما كانت المبررات.

إنه لا يهتم بالجنود، رغم أن اثنين من القتلى الخمسة كانوا من السنة الذي يدعي أنه يخاطر بحياته للدفاع عنهم، مثلما لم يهتم "رفاقه" في سوريا، المقاتلين من اجل السنة أيضاً، بقتل البوطي مع طلابه في المسجد وهو شيخ سني كبير، بل احتلفوا بالقتل كما احتفل به السفهاء من شيوخ السنة السعوديين. علي حاتم لا يهتم شعرة واحدة بمصير أي سني ولا أي إنسان، إنه نموذج الشيخ الشاب الفاسد المدلل، مثل عدي تماماً، وسيقوم بالقتل بنفسه إن وقف أحد بينه وبين أهدافه، سنياً كان أم شيعياً، بل خاصة إن كان سنياً! ليس لأمثال عدي من شرف يوقفهم في مكان ما، ولاحتى شعور طائفي متخلف يشمل بعض من يحيط به، وليس هناك "قيم" يحترمونها أو سمعة يحسبون لها حساب فكل ما يعرف هؤلاء هو نفسهم وليذهب كل شيء آخر إلى الجحيم حتى أهلهم وأسرتهم. ألم يخاطب هذا الجلف عمه الشيخ أن يسكت، وهو الذي يدعي أنه إبن "عشائر" ويقوم على قيم العشائر؟

عن جيش "عزته وكرامته" يقول أنه « يتكون في غالبيته من ضباط الحرس الجمهوري وفدائيي صدام»، واصفاً إياهم بأنهم «أبناؤنا وهم افضل من عناصر حرس الثورة الإيراني الذي يستعين به المالكي لضرب العراقيين». فمتى كانت هناك كرامة تأتي من فدائيي صدام؟ ولأنه لا يجد ما يداري به عار هؤلاء الذي يعرفه الشعب العراقي، فقد سارع إلى القول بأنهم على كل حال "افضل من حرس الثورة الإيراني"، مستخدماً شيطنة إيران، وجنون الرعب منها حيث لا يسأل أحد في المنطقة الغربية عن صحة ما يقال عنها. ما أذكره من الحرس الذي يتحدث علي حاتم عنه، شدة أدبهم البالغة، حيث كانوا لا ينظرون إلى المرأة حين يتحدثون معها، بل ينظرون إلى الأسفل. يقدمون لك الشيء بكلتا اليدين حتى حين يكون قلم رصاص، إحتراماً، ويخاطبونك بصفة الجمع مهما كنت صغيراً! رأيت مرة أحد هؤلاء الحرس يقف قرب امرأة أمسكت متلبسة "بجريمة" كما يبدو، والمرأة تشتمه وهو ينتظرها حتى تسكت ثم يطلب منها بكل أدب أن تصعد في السيارة ليأخذها إلى المخفر، فتعود لتشتمه ويسكت ينتظرها ليرجوها أن تصعد في السيارة. هؤلاء هم "حرس الثورة" الذي يفضل علي حاتم المهووسين بالقتل من "أبنائه" عليهم، والطيور على "أبنائها" تقع!

يقول السفيه مشجعاً الإنفصال عن العراق : إن «عراقاً لا يحترمنا لا نريده»، وأقول لك أن ليس في العراق من يحترم الإنحطاط، ولن أحترم العراق الذي يمكن أن يحترمك أو يريدك أو يتبعك.

إني أعجب من رجل يمكنه أن يقول بأنه كان يوماً يسير تحت قيادة شيء مقزز مثل علي حاتم سليمان دون أن يحمر وجهه خجلاً! هل بقي أحد لم يعلم بخبث هذا الرجل ودناءة نفسه ووضاعة روحه المتملقة المتقلبة، حين يطالب المالكي أن يضرب المنطقة الغربية بيد من حديد حين كان يتملقه، وحين كان يغش في المقاولات وحين يتهرب خوفاً من المجابهة بحجة رؤيته مناماً سيئاً، وإذا بهذا الجبان الجلف الذي لا يكاد يعرف القراءة والكتابة، يهب ثائراً من أجل "السنة" وحرية السنة ويهتف متحدياً ويطالب بإلغاء الدستور وإسقاط الحكومة...؟ أتذكرون كيف تحول برزان بعد اختفائه من السجن بضعة اسابيع بحجة العلاج من السرطان، من ذليل رعديد يرسل رسائل التوسل، إلى وحش يبالغ في هيجانه إلى درجة تفضح التمثيل؟ تصوري إن علي حاتم السليمان دخل نفس الدورة في نفس المكان وعلى ايدي نفس المعلمين، لكنه كان لديه وقت أطول من برزان لإجادة دور السفيه!

هل تخيل أحدكم أن علي حاتم أو أبو ريشة أو الشيخ الصغير الذي خرج من حيث لا يعلم أحد، سعيد اللافي أو حتى النجيفي الذي يدافع عن المفوضية الفاسدة ويحمي الأمريكان من فضيحة سرقة صناديق الإقتراع أو أخيه الذي ذهب ليقتسم نفط الموصل مع الشركات الأمريكية ولصوص كردستان فلم يفلح، أو عاهرة المخابرات الغربية بالجملة أياد علاوي، أو حتى العيساوي الذي بقي مخلصاً وأميناً للحكومة لاينبس ببنت شفة مادامت صامتة عنه، ومهما مر أمامه من ظلم وتجاوز للآخرين، أن ينتفض فجأة ويصبح ثورياً شرساً ويستقيل من منصبه من أجل "السنة" ويهتف أن لا حل سوى إسقاط الحكومة، ولكن فقط حين تحمض علاقته بالحكومة؟ ألا يكرر هذا ما فعله علي حاتم سليمان الذي كان أيضاً متحالفاً مع حزب المالكي حتى فشل في الإنتخابات فانتقل إلى خدمة من لايعلم من هم إلا الله والراسخون في الأسرار!

العيساوي يهتف أن لا حل سوى إسقاط المالكي، والحقيقة أن العيساوي لا يملك حلاً حتى لو سقط المالكي، بل أن سقوطه بهذا الشكل لن يخلق سوى المزيد من المشاكل الأكبر والأشد قوة. النظام الديمقراطي لا يعمل بهذا الشكل، ولا يأتي بنتائج خير بهذا الشكل، والعيساوي وغيره يعلمون بهذا الأمر، لكنهم لا يشرحونه للمتظاهرين. فالحكومة الحالية، رغم إقراري بفسادها وضرورة تغييرها، هي حكومة منتخبة تمثل غالبية شعبية أرادتها، فكيف يريد العيساوي وعلي حاتم سلب هذه الأغلبية حقها بدون إقناعها؟ كيف تريدون من الجماهير المؤيدة للمالكي الذي حصل على أعلى اصوات كشخص بمفرده، التخلي عنه بالقوة وبالتهديد وبالتظاهرات؟ ولنفرض أنكم نجحتم بهذا فمن سيأتي؟ ولماذا سيقبل ناخبوا المالكي وهم الأغلبية، بالجديد بدلاً ممن انتخبوه بشكل شرعي؟ هل يعجز الشيعة عن إخراج تظاهرات تفوق تظاهراتكم، وأن يحملوا سلاحاً يفوق سلاحكم، وأن يهتفوا بأن تظاهراتهم "سلمية" وأن فلان يجب أن يسقط؟ من سوف يحكم إذن، ومن يستطيع أن يحكم بلاداً هذه حالها؟، يتم تبديل حكوماتها، بل ودستورها، بالتظاهرات والتهديد؟ أي عراق هذا الذي تنتجه مثل هذه التظاهرات و"جيش النقشبندية" وفدائيو صدام وعزت الدوري والبطاط، وما هو شكل الحكم الذي ستفرخه هذه الذئاب؟ بيد من ستكون السلطة، وبيد من ستكون القوة، ومن الذي سيقرر، وهل سيكون لكم أي رأي في ذلك الأمر بعد أن ينتهوا منكم ويستلمون السلطة، لا سامح الله؟ هل يستطيع أي فأر أن يخرج رأسه في مثل ذلك النظام؟ هل هذا ما يملكه السنة لعراقهم؟

التغيير في النظام الديمقراطي يأتي من خلال صناديق الإنتخابات ومن خلال الحرص على إجرائها بشكل سليم! وتزوير الإنتخابات هو الحجة الصحيحة الوحيدة التي يحق للشعب فيها أن يسقط الحكومة بالقوة، لأنه عنذاك لن تكون هناك شرعية لها تستمدها من ناخبيها. وحسب علمي فأن الإنتخابات زورت ضد المالكي لصالح علاوي بأكثر مما زورت لصالح المالكي! فاليانكي كانوا ومازالوا يريدون عودة "سافلهم" (كما يسمونه) الذي أصروا على تنصيبه على رأس أول حكومة اقاموها في الوقت الذي كانوا يقصفون فيه الفلوجة. واليانكي الذي وضع فرج الحيدري وتركه يقلب ويزور الأوراق لمدة شهرين قبل إعلان النتائج، يعرف ما يريد.

نعم لقد اسقطت التظاهرات حكومات منتخبة في أوروبا الشرقية، لكن تلك الشعوب اكتشفت بسرعة أن تلك التظاهرات الملونة كانت مقادة من قبل أجهزة المخابرات الأمنية الأمريكية، وسرعان ما انقلبوا عليها وعاد السابقون في بعضها إلى الحكم مثلما في أوكرانيا، وتحطمت بلاد أخرى تحت وطأة الفساد المدعوم أمريكيا في دول أخرى. وهيأت التظاهرات الجو للمؤامرات الأمريكية على حكومات تشيلي في عام 73 وإيران عام 53، لتضرب ضربتها وتأتي بـ "سفلتها" الذي حطموا بلدانهم لصالح أجندتها.  التظاهرات تسقط حكومات منتخبة فقط عندما تريد أميركا أو إسرائيل ذلك، فتقود المتظاهرين وتدعمهم وتحمي ظهورهم بقوتها الإعلامية التزويرية الهائلة وضغوطها السياسية العنكبوتية الشاسعة، فهل يريد السنة أن ينظموا إلى قائمة الشاه وبينوشيت وسوهارتو الذين تجمعهم مزبلة التاريخ الأمريكي الأرعن؟

ما الذي كان يجب على السنة عمله إذن؟ هل من طرق أخرى؟ نعم.. أولاً كان يجب عليهم مطالبة ممثليهم في مجلس النواب بتبني مشاكلهم ومظالمهم مع الحكومة، فإن لم يفعلوا فأن تقوم التظاهرات ضدهم هؤلاء أولاً ويتم إسقاطهم، إن لم يكن فوراً ففي الإنتخابات التالية. لقد انتخبتم من يمثلكم فلم يفعل هؤلاء شيئاً من أجلكم، وتركوكم تحت رحمة حكومة طائفية في معظمها متخلفة في أغلبها، فمن هو الأجدر بغضبكم، تلك الحكومة أم من خان أمانتكم؟ كان يجب أيضاً أن يحرص السنة (وغيرهم، مثل كل شعوب الأرض) على أداء واجبهم الديمقراطي بمراقبة نوابهم ومعرفة ما يتحدثون به داخل البرلمان وما يصوتون عليه بالإيجاب والسلب، ليقرروا إن كان هذا ما كانوا ينتظرونه منهم أم لا. هل فعل السنة ذلك؟ لا طبعاً، فرغم أن بقية فئات الشعب العراقي ليست دقيقة في متابعتها نوابها، ولا السياسة في العراق، فأن السنة بالذات، ومثقفوا السنة بالذات هم الأقل اهتماماً من بين الجميع! إنك لا تكاد تسمع لهم دبيباً! ترى نسبة النشطاء من الشيعة جيدة، من كتاب وشعراء ومدونين وأصحاب مواقع، وأكثر منهم بشكل واضح الأكراد، أما السنة فلا اثر لهم. إنهم يتكاسلون حتى عن كتابة شكواهم أو حتى توزيع مقالة تدعمهم بالإنترنت، ويفضلون عليها توزيع نكتة سخيفة أو قصة تمجد نوري السعيد أو تروي عظمة يهود العراق أو صور مزورة عن المالكي أو إشاعة مهما كانت غير معقولة عن إيران، وإن أرسلوا مقالة فلكتاب إسرائيل الرسميين في الوطن العربي، في "الحياة" و "الشرق الاوسط". لقد كتبت لي إحدى القارئات بعد مقالتي عن قصص من المظالم ضد مناطق السنة، منبهة إلى غياب الكاتب السني وقالت أنها راجعت في ذهنها الأسماء التي تعرفها، وهي قارئة متابعة، فلم تجد سوى ثلاثة أو أربعة من السنة! لذلك لا يلام الشيعة والحكومة أن ينكروا التظلم السني، لكثرة نوابهم ووزارتهم، والتي سمحوا لها أن تركض وراء مصالحها وانبطاحها للأمريكان وعملائهم من الدول العربية النتنة ونسيان مصالح ناخبيهم. إنهم يريدون أن تقدم لهم الديمقراطية الخدمات والإخلاص على طبق من ذهب، والديمقراطية لا تعمل بهذا الشكل، فواجب الناخب فيها مراقبة النائب، فإن أهمل الأول واجبه فلا ينتظر نتائج حسنة، وليس له أن يغضب إلا على نفسه!

إنهم يكسلون عن المتابعة، لكنهم لا يجدون غيضاً من "إحراق الأرض"، و"السيل" يبلغ عندهم "الزبى" قبل أن يحرك فيهم ساكناً للإعتراض مثلاً على التصويت السري الذي يحرمهم رؤية الحقيقة في البرلمان، أو لبذل بعض الوقت والجهد لفهم طريقة  عمل الديمقراطية ومؤسساتها ومؤسسات الدولة ويتساءلون بغيرة على مصالحهم وأين يجدونها؟ أن يتصلوا بوسائل الإعلام ويدفعونهم أن يكتبوا عن مظالمهم وينشرون الحقيقة التي تؤذيهم بين الناس بجهدهم وجدهم. لو أن سكان الغربية قد فعلوا كل ذلك ولم ينفع، ربما تفهمنا موقفهم، لكن أحداً لم يفعل شيئاً من ذلك. فالجميع يقفز فجأة من السكون التام المستكين، إلى الغضب العارم المدمر والتظاهرات والدم والأرض المحروقة و"تحرير بغداد"، فيبدو أن هذه كلها اسهل لديهم من بذل الجهد الدؤوب اللازم والمتابعة. ولكن ما هكذا تؤكل الكتف، ما هكذا تبنى الأوطان!

قلت قبل أشهر أن تظاهرات السنة قد فسدت، وفاحت من قياداتها رائحة (الموساد) ، وغيرت طريقها واتجهت نحو الهاوية. كتبت أقترح التوقف والعودة إلى البيت. لقد حققت التظاهرات في البداية بعض المطالب التي كان يمكن أن يبنى عليها، لكنها توقفت لأن من يقودها لا يريد تحقيق المطالب فعلاً، واتجه إلى تحقيق غايات أسياده. وبالفعل لم تحقق التظاهرات في الأشهر الأخيرة سوى القتل والطائفية وتمزيق العراق وتشويه سمعة السنة بإبراز إعلامي لشخوصهم المخجلة وتصويرهم على أنهم عصابات وبلهاء ليس لديهم سوى الهتاف ضد الحكومة وإيران.

وهل أوضح على فساد التظاهرات من أن يطوفها الملثمون ألذي يقول عنهم الشيخ عبد الملك السعدي بنفسه أنهم "قد يكونون مُندسِّين أو مدفوعين من جهة أخرى لأجل إشعال نار الحرب"؟(4) فمن اين جاء هؤلاء المندسون؟ ولماذا يكتفي السعدي بطردهم بدل من الدعوة لإلقاء القبض عليهم وكشف هوياتهم، فربما كان بينهم بعض الأجانب فعلاً، وربما قادت معرفة أحدهم إلى معرفة حقيقة ما يجري من قتل؟ أقول لكم لماذا، لأن هؤلاء وأعوانهم يسيطرون في حقيقة الأمر على التظاهرات، فلا يجرؤ السعدي على المطالبة بأكثر من منعهم وطردهم ليعودوا لما يريدون بطريقة أخرى، وإن اتخذ بحقهم إجراء أكثر من الطرد، فربما يكشرون عن أنيابهم أو يستنجدون بشركائهم في قيادة التظاهرات لإطلاق سراحهم ثم معاقبة من سعى لاعتقالهم. المتظاهرون وكذلك السعدي، غير مستعدين لمثل هذه المواجهة.

ودليل آخر على فساد التظاهرات أن يقول الشيخ السعدي أن خطابه قد تم تزويره، كما كشفنا لأول مرة في مقالة سابقة، وأنه لم يدع للجهاد والنفير كما قيل عن لسانه، فمن الذي قال بذلك؟ وهل "الجهاد والنفير" إلا ما يقوله خطاب الأهوج علي حاتم السليمان حرفياً؟ من الذي يريد تحويل التظاهرات إذن إلى المجابهة والحرب والجهاد كما يقول السعدي، ويسعى ذلك بالكذب وبقتل الجنود وبالخطاب المسموم والإثارة؟ الشيخ يقول "احذروا مِن قتل الأبرياء من أيِّ جهة كانوا سواء من مدنيِّين أم عسكريِّين؛ لأنَّ قتل الإنسان من الكبائر التي تُدخل فاعلها النار، وسواء كان القاتل من المُتظاهرين أو من الحكومة ، ومن ينسب إليَّ أنِّي أمرتُ بالجهاد أو بالنفير فهو كاذب ومفترٍ وبياناتي واضحة وصريحة".  وادان السعدي قتل الجنود الخمسة قائلا " أُدين بشِدَّة وأستنكر قتل المُسالمين صبيحة هذا اليوم من قبل أُناس قد يكونون مُندسِّين أو مدفوعين من جهة أخرى لأجل إشعال نار الحرب؛ فإنَّ قتل المُسالمين جريمة لا تُغتفر وأُكرِّر تحريم قتل الجيش والشرطة من أيِّ مكوِّن كانوا ما لم يبدئوا بالهجوم ويفتحوا عليكم النار فعند ذلك يكون مقدار الدفاع عن النفس واجبا لا غير".

فهل يشبه هذا خطاب الأجلف علي حاتم؟ وراء أي الخطابين تسير التظاهرات إذن؟

استمعوا إلى خطاب الجلف حاتم هذا.. وهو يهدد كأي عشائري متخلف من عهد الجاهلية، كل من قائد القوات البرية ووزير الدفاع "الدليمي الصفوي" بالقتل، وانظروا صفاقته التي فاقت الوصف وهو يؤكد أنه "لن يهاجم الأسر البغدادية" (!!) فـ "اذا كان اهالي بغداد خائفين من قدومنا لتحريرهم فعليهم ان ينتفضوا لأسقاط حكومة المالكي"، يعني إن لم ينفتض أهالي بغداد لإسقاط المالكي، فربما عليهم أن يخافوا منه! ثم يقول أن "تصريحاته لا تمثل اي تهديد او ارعاب لأهالي بغداد". فأية صلافة وأية وقاحة وأي تقزز يفترض أن يثيره هذا الرجل في نفس كل من يسمعه، وأية بلادة في الإحساس لمن يطيق أن يجلس معه في غرفة واحدة ولا يتقيء أو يبصق عليه؟ إنني أتمنى اليوم الذي يمزق البغداديون هذا الوسخ بأعتق أحذيتهم وأن يبادر السنة لذلك ليغسلوا العار الذي لحقهم منه، قبل الشيعة...!

وبعد هذا فأن هذا اليربوع الأمي الذي يتحدث وكأنه ملك تتبعه الجيوش لـ "تحرير بغداد" بعد أن ينتهي من تحرير الأنبار وصلاح الدين وبقية المحافظات. وهو لا يكتفي برفض "اية وساطة للتهدئة".، ولكن أيضاً "لن يسمح"(!) لأي شخص مهما كان (!!) بان يكون طرف ثالث او وسيط يدعو الى التهدئة"، "ومن يدعو الى التهدئة فهو انسان عفن ولا يملك من الدين ذرة".، حسب عبارته التي تليق به تماماً! (5)

ليس هناك لبس من أن من كان في بال السليمان، هو الشيخ عبد الملك السعدي الذي يعتبر رغم كل شيء، جمامة سلام وداعية للتهدئة وحل الخلاف، خاصة وأن السليمان يختتم حديثه بالإشارة إلى الدين. فإن كان علي حاتم يقرر لكم أيها السنة من الذي يملك من الدين ذرة ومن لا يملك، فإن الأمر منته! إنه يصفه بـ "العفن"، ولا غرابة في ذلك، فالعفن يرى النقاء عفونة! ليس الخلاف بين السليمان والشيخ عبد الملك فقط، الفرق بين من يرجو السلام من جهة ومن يعتاش على العنف والهمجية من جهة أخرى، بل وأهم من ذلك في الموقف من العراق ووحدته أيضاً. ففي حين يحرم عبد الملك حتى الدعوة للأقاليم خشية التقسيم، فأن شعار السليمان، إن «عراقاً لا يحترمنا لا نريده».

هل ترون معي من يقف إذن وراء تزوير خطابات الشيخ عبد الملك السعدي؟ هل ترون شبح علي حاتم أو أحد أجلاف عصابته، في يوم قريب قادم، وهو يجر خنجره في ليلة دهماء ليذبح الشيخ السعدي، حين تحين اللحظة المناسبة ويحصل من سيده على الضوء الأخضر للتخلص من السلام الذي يقف شوكة في حلقه، مثلما تخلص رفاقه من الشيخ البوطي، ومثلما فعلوا قبل ذلك بمندوب الأمم المتحدة الأول دي ميلو؟ ما الذي يجمع هؤلاء الضحايا؟ إنهم كانوا إنسانيين، والإنسان يقف حجر عثرة في طريق أمثال السليمان وأسياده، لذا سوف يتوجب إزاحتهم عاجلاً أو آجلاً، عندما يحين الإنتقال إلى المرحلة التالية التي يقدرون أن وجود هؤلاء سيكون ضاراً بأهدافهم. والآن يقف الشيخ السعدي موقف الخطر الشديد، فكلمة السليمان لا تبدو إلا كتحضير لتلك الجريمة! ولعل أخطر ما في الأمر أن يتمكن هؤلاء بعد فعلتهم من إلقاء لوم الجريمة على الحكومة، فيضربون عصفورين بحجر: يتخلصون من رجل يدعو للأمل بالسلام، ويحصلون على شرارة إشعال الحرب الأهلية التي يريدونها! أوصلوا تحذيري هذا إلى أهل الشيخ السعدي بأسرع وقت، لعل في ذلك ما يفوت الفرصة الرعناء لتكرارجريمة قتل البوطي.

أخيراً، إن شئتم أن تعرفوا أيها السنة من أين تخرج قادة تظاهراتكم ومن أين يستمدون قوتهم وتنظيمهم وصلافة وهجومية كلامهم، وأين تدرب جنود "القاعدة" الذين يقتحمون السجون والسفارات والكنائس بمهارة فائقة، وإن أردتم أن تعرفوا من قتل الكفاءات العراقية ومن أين أتى الإرهاب بكل هذه المهارة والقدرة على القتل، إن شئتم أن تعرفوا من أين أتى بعض قادة تظاهراتكم، إن شئتم أن تعرفوا شخصيات "الملثمين" في ساحات الإعتصام... إن شئتم أن تروا من أين جاء ثوار الربيع العربي في ليبيا وسوريا بوحشيتهم لتشمل حتى شيوخ طائفتهم وطلابهم في الجوامع... فانظروا إلى هذا الفلم. إن شئتم أن تعرفوا من يقود تظاهراتكم حقاً ولحساب من... فانظروا وقرروا، فالوقت لم يعد طويلاً بين العراق والكارثة. (6)
 

1 أيار 2013

 

(http://www.youtube.com/watch?v=9W-PhK9CbIo)

(1) http://www.alliraqnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=79236

(2) http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34336-2013-04-30-13-18-10.html

(3) http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34382------l-r--l-r----.html

(4) http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34213----qq------.html

(5) http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34140-2013-04-26-15-09-16.html

(6) http://www.youtube.com/watch?v=9W-PhK9CbIo

 

أخبار متعلقة

ابو ريشة يعلن اعتقال اثنين من قتلة الجنود بالرمادي مطالبا الحكومة بالكشف عن قتلة المعتصمين

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34207-2013-04-28-07-45-41.html
 

أحمد أبو ريشة: جاهزون للحوار مع الحكومة أو الدفاع عن أنفسنا إذا اختاروا مقاتلتنا

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34136-2013-04-26-13-34-08.html
 

نواب يحتجون على "التمثيل بجثة جندي من الناصرية وتقطيعها بالسيف"

http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/news/iraq-news/56762--q-q-.html


الجعفري : بشاعة طريقة قتل الجنود الخمسة كشفت عن هوية الذين يقفون وراءها

http://www.alliraqnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=79278

 
نائبة عن العراقية: قتلة الجنود مندسون ويحملون اجندة خارجية لاشعال نار الحرب الاهلية

http://www.alliraqnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=79265


ائتلاف المالكي يتهم النجيفي بتحريض المتظاهرين على ذبح عناصر الجيش
http://www.alliraqnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=79354
 

السليمان يحمل "المالكي وضباطه" مسؤولية مقتل الجنود .. ويطالب عمه امير الدليم بـ"السكوت"

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34216---q-q---------qq.html
 

مفوضية الانتخابات تلغي المصادقة على كيان علي حاتم السليمان لـ"تحريضه على الطائفية"

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34332--q-q.html


سعيد اللافي :"جيش العزة والكرامة جيش عشائري من ابناء عشائر الانبار كافة "

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34217-2013-04-28-09-41-52.html


مفيد البلداوي :تسليح ابناء العشائر كسر لهيبة الدولة ويشكل خطرا كبيرا على العراق

http://www.alliraqnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=79195
 

تنظيم عزة الدوري يوظف اضطرابات المحافظات الغربية والشمالية
http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34218-2013-04-28-10-51-26.html
 

التيار الصدري "يبشر" اهل الانبار: جيش العشائر تابع للقاعدة وسينقلب ضدكم لاحقا

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34209---qq---------.html
 

العيساوي : لا حل لأزمة العراق إلا باستقالة المالكي

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34139-2013-04-26-14-42-07.html


عشائر الفلوجة تحرم استهداف عناصر الجيش ولجنة برلمانية توصي بمحاكمة وزير الدفاع

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34328-2013-04-30-10-47-26.html=
 

نص مبادرة رئيس مجلس النواب لحل الأزمة الراهنة

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34283-2013-04-29-16-36-02.html
 

الداخلية: اعتقال ابرز قادة النقشبندية و14 من مساعديه في الموصل

http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34348------14----.html

 

 

free web counter