| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
saieb.khalil@gmail.com

 

 

 

                                                                                     الخميس 3/11/ 2011


 

عام على واقعة الكنيسة وما تزال الأسئلة...

صائب خليل  

ها قد مضت سنة على مجزرة كنيسة سيدة النجاة، التي هزت الضمير العراقي كما لم تهزه جريمة أخرى. لقد كانوا يستعدون للصلاة من أجل نجاة العراق حين استشهدوا.. وهاهو العراق كله يتذكرهم خاشعاً ويصلي من أجل أرواحهم الطاهرة.

لقد كشفت تلك المجزرة حقائق خطيرة، دفع ثمنها غالياً من أرواح الأبرياء ومن دموع والام ذويهم ومن اشمئزاز شعبي كبير، فلماذا تم تجاهل تلك الحقائق الغالية؟

لقد كانت هذه الجريمة حلقة في سلسلة بشعة من عمليات الإرهاب التي اريد منها على ما يبدو إثارة الكراهية والخوف بين المسلمين والمسحيين في العراق وتحطيم علاقة رائعة نادرة من المحبة والتفاهم والتفهم على مدى السنين، وتحويل ذلك التآلف التاريخي الطويل إلى علاقة من الشبهة والريبة كما فعلوا بين المسلمين والأقباط في مصر، فهل نريد مثل تلك العلاقة؟ إذن ما الذي فعلناه خلال هذا العام، بل خلال الأعوام التي قبلها والتي تلت اغتيال الشهيد القس فرج رحو وغيرها من الجرائم؟ هل نريد أن يأتي اليوم فلا نجد فيه مسيحياً في العراق؟ إذن ما الذي فعلناه لكي لا نرى مثل ذلك اليوم؟

قد يسأل القارئ: وأية فرصة كانت موجودة للرد على الإرهاب ولم تستغل؟ وأقول: في جريمة سيدة النجاة بالذات كان هناك الكثير. لقد كانت عملية إرهابية فاشلة ومفضوحة بكل المقاييس وقدمت لمن يريد علامات دالة ثمينة على الإرهاب، لكن إن لم يكن هناك من يستغل ذلك، فليس هناك مجال للحديث عن فشل الإرهاب. كانت هناك ثروة من الأدلة تفند الرواية الرسمية للإعلام – بأنها حقد إسلامي ضد المسيحيين – وتشير إلى الطريق إلى الوصول إلى من كان وراءها. فلا المجرمون كانوا إسلاميين، ولا كان همهم إطلاق سراح اقباط ولا كانوا يهدفون إلى قتل أكبر عدد من المسيحيين ولم يفجر أحد منهم نفسه والرواية الأقرب للتفسير، والوحيدة بالنسبة لي، هي أنهم خرجوا مع الضحايا بعد أن اقتحمت القوات الأمنية الكنيسة، وأن هناك ضمن قوى الأمن، وعلى الأغلب في قيادتها العليا من هم متآمرون معهم، وهدف الجميع تحقيق أكبر كم ممكن من إرعاب للمسيحيين بهدف دفعهم إلى الخروج من العراق وتثبيت صورة المسلمين كوحوش هائجة تريد قتل كل من ليس مسلم، ومثل هذه الصورة يستفيد منها جهة واحدة فقط: إسرائيل والأجندة الأمريكية التابعة لها. لقد كان الشهيد فرج رحو يؤكد ذلك ويصر على أن الأمريكان وراء محاولة إخلاء العراق من المسيحيين، فدفع حياته ثمناً لذلك.

لحسن الحظ، أدت الثورات العربية إلى الكشف عن الكثير من الخفايا، وأحد أخطرها كان عن تورط وزير الداخلية المصري في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ! ونشر خبر "إحالة وزير الداخلية المصري   (1) بهذه التهمة، وتبين أن التقارير الإعلامية الخاصة بكنيسة القديسيين، والتي تنطلق من أن المجرم إسلامي متطرف، تحليلات مزيفة.

والأمر الآخر المهم في هذه الحقائق هو أن المتهم فيه هو وزير داخلية في حكومة تابعة تماماً لإسرائيل، وأن طاعة هذه الحكومة "أمنياً" و "إرهابياً" لإسرائيل وأميركا أمر معروف، وهذا يعني أن العلاقة بين تفجير الكنيسة وإسرائيل علاقة واردة تماماً، بل هي العلاقة المعقولة الوحيدة، فليس للحكومة المصرية أية مصلحة في مثل هذه الجريمة التي تثير لها المشاكل بشكل كبير. فلا يستبعد أن يكون وزير الداخلية المصري حبيب العادلي قد اتفق مباشرة مع إسرائيل على العملية، التي أدت إلى مقتل 23 شخصا وإصابة 97 آخرين، وكادت تتسبب في فتنة طائفية في مصر.

وبالفعل ماهي إلا وهلة و كشفت حقائق مباشرة  ليتبين بالوثائق، بأن نفس أمن الدولة المصري المتورط في تفجير كنيسة القديسيين، كان يقوم بـ "اعداد منفذين لعمليات تفجير في العراق"! (2)

وإذا كان لإسرائيل حكومة مطيعة في مصر حسني مبارك، فأن لديهم أميركا مطيعة تماماً في العراق، وهي تسيطر على مجاله الأمني بشكل غير اعتيادي لظروف معروفة.

لقد كشف الكثير من الأسرار ، ومازال هناك الكثير من الخفايا.

قالت الحكومة العراقية أنه قد القي القبض عن المسؤولين عن الجريمة، فأين هؤلاء المسؤولون؟ لحساب من يعملون، ومن هي الجهة التي تقف وراءهم؟ من هي الجهة التي تدعمهم وتخطط لهم وتمدهم بالمال والمعدات؟ لماذا لا يتساءل أحد عن من يقف وراء أية جريمة إرهاب يلقى القبض على منفذيها؟ لماذا لا تكتمل قصة أية جريمة إرهابية في هذا البلد، بل تبقى معلقة كصور قبيحة في ذاكرتنا تسخر منا وتثير فينا الإحباط؟ هل هذا إهمال أم أنه مخطط ليصل الإنسان العراقي إلى عبثية وضعه واليأس منه؟

لنتذكر الضحايا ولنبكهم فهذا من حقهم علينا، لكن حقهم الأهم علينا هو أن نكون شجعاناً لنطرح الأسئلة! لنصر على الحصول على أجوبة وعلى كشف الحقائق، فما زالت أسئلة كنيسة سيدة النجاة تفغر فاها.

 

31 تشرين الأول 2011

(1) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/24764930-5733-42DA-A0A8-00586C105984.htm?GoogleStatID=9

(2) http://www.jo-pal.com/News.aspx?id=65850

 

مقالات متعلقة:

مجزرة "سيدة النجاة": نقاط مريبة
 http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=20785

"أما حان الوقت لننظر بشجاعة إلى الإرهاب في عينيه؟
http://igfd.net/?p=2309


رسالة إلى آدم الذي فاتنا أن نعلمه الخوف
http://almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=40500

وهاهي حقيقة إرهاب تفجير الكنائس ومن يقف ورائها تتكشف!
http://baretly.net/index.php?topic=1092.0

الإنتحاريون صناعة أمريكية - دليل جديد - هل سيكفي هذه المرة؟
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=45221

 

free web counter