| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
saieb.khalil@gmail.com

 

 

 

                                                                                     السبت 30/4/ 2011


 

نحن والخوف من طائفية المقابل

صائب خليل  

أستلم باستمرار رسائل الكترونية، يعيد إرسالها، أصدقاء اعلم علم اليقين أنهم أبعد ما يكونوا عن الطائفية، ورغم ذلك فأن محتوى تلك الرسائل طائفي واضح! هي مقالة تنتقد بقسوة، طائفة ما، (هي دائماً غير طائفة المرسل) ، فيها مغالطات واضحة، أو هي عبارة عن خبر يعتمد مصدراً مجهولاً، أو "وثيقة" لا يمكن التأكد من صدقها، أو صوراً لـ "فضائع" يبدو أنها لا تستحق الإهتمام أو أنها مفبركة، مقالات خبرية يختلف معنى عنوانها كلياً عن ما يحتويه متنها، وغير ذلك.

صديق لا يختار من الكتاب على الأغلب إلا كاتباً معيناً وآخر يبدو أنه لا يقرأ إلا موقعاً معيناً، وأحياناً تكون المقالات معقولة، لكنها دائماً تعكس جانباً واحداً من "الحقيقة" الجانب السيء في الطائفة المقابلة!

إستلام تلك الرسائل لم يكن يستحق عناء الكتابة، لولا الجانب المدهش في الموضوع وهو أن من يرسل لي هذه الرسائل (بشكل إعادة إرسال)، مجموعة من الأصدقاء، هم كما قلت لكم، ابعد ما يكون المرء عن الطائفية. البعض منهم مؤمن بشكل "خفيف" لا يتيح له ان يعتقد بالتفاصيل الطائفية، والآخر مؤمن بعمق، يركز في كل أحاديثه وبصدق واضح على الشخصيات غير الطائفية ويعتز بها أيما اعتزاز، وآخر غير مؤمن أصلاً، وليس هناك مكان للإسلام في قلبه فلا يعقل أن يكون فيه مجال للطائفة..

ومع ذلك يرسل كل منهم رسائل متحيزة بشكل واضح.. البعض متحيز في محتواه والآخر متحيز في أنتقائيته للحقائق والبعض مشكوك به والبعض الآخر ليس سوى مغالطات واضحة.

أرسلت يوماً لأحد هؤلاء الأصدقاء قائلاً:"المقالة فيها الكثير من المنطق، كعادة هذا الكاتب الذكي، لكن ألا تلاحظ إنه لا يكتب عن أي شيء سوى البحث عن أخطاء و مساوئ الـ.... ؟ ألا يوجد في العراق مشكلة تثير اهتمامه غير هذه؟ هل انتهت مشاكل العراق ولم يبق سوى هذه المواضيع ليبحثها ويركز عليها ويعطيها كل جهده "الثقافي"؟

لصديق آخر كتبت مستغرباً أن ينشر صوراً من الواضح أنه تم ترتيبها للإساءة إلى الجماعة الأخرى، وقلت له أن ليس من المعقول أن تكون مثل هذه الصور صحيحة للأسباب التالية... وذكرته بأني ارسلت له مقالة كان فيها تنبيه إلى صور تم تزويرها ضد الجماعة .. قال أنه هو أيضاً لا يصدق كل تلك الصور، لكن بعضها.. فسألت لماذا ترسلها للآخرين إذاً؟

واحد من أطيب الناس الذين عرفتهم خلال نصف قرن من الحياة، يرسل لي الكثير وأجيبه معلقاً بشكل لا يسره عادة. وفي مرة أجبته بأن الخبر الذي أرسله غير صحيح، وعنوانه يختلف عن محتواه، فأقر بذلك، فسالته فوراً: "ما يحيرني يا...لماذا اكتشف أنا خلال ثوان أن الخبر مزيف وعنوانه فيه احتيال، ولا تكتشف أنت ذلك حتى أخبرك به؟"

أكرر لكم التأكيد أن ليس أي من هؤلاء طائفي بأي شكل، بل أن كل منهم محصن تماماً ضد الطائفية، ولا يمكن أن أتخيل أي منهم يفضل شخصاً حقيقياً يتعامل معه، أو يرفضه، إستناداً إلى طائفته، ورغم ذلك فما يصل من هؤلاء الأصدقاء، لو لم أكن أعرفهم معرفة يقينة، لأتهمتهم بالطائفية بلا تردد! فماذا أسمي هذه الظاهرة الغريبة؟

لا أريد تضخيم الموضوع، رغم أعتقادي أن نتائجه على المدى البعيد شديدة الأذى، ولا أعتقد أنه مرتبط بالمشاعر الطائفية، فكما قلت لكم، من يقوم بهذا النشاط بعيد عن تلك المشاعر. كذلك لاحظت أن نفس الظاهرة تتوجد ضمن اتجاهات متنافسة أو متعادية من نفس الطائفة، مثلما يحدث بين كل من مؤيدي حزب الدعوة ومؤيدي الصدريين، ومؤيدي المجلس الأعلى، حيث يتبادل أعضاء كل مجموعة رسائل، ويتم تحويل رسائل بينهم، جميعها على حد علمي تدعم مجموعتهم على حساب واحدة من المجموعتين الأخرتين.

هؤلاء جميعاً ليسوا طائفيين كما أن الجماعات المذكورة لا تعتقد بالتمييز (العنصري او غيره) فيما بينها، ومن الممكن تماماً، بل يحدث كثيراً ان يقرأ هؤلاء مقالة أو خبراً لصالح الجانب الآخر، ولا يحتج عليه أو يكذبه أو يرفضه، لكنه حتى حين يقبله ويصدقه ويعترف به في داخله، فهو لا يحدث أن يعيد إرساله إلى مجموعته أو طائفته ابداً! فهو حتى حين يعترف بأن ما جاء في الخبر، حقيقة، فهو يحتفظ بتلك الحقيقة لنفسه ولا ينشرها، فهو يرى أن تلك الحقيقة قد تضلل من يقرأها، وتعطيه انطباعاً "خاطئاً" عن جودة موقف الطائفة أو المجموعة الأخرى. إنه يعتبرها خطراً على "السذج" من الآخرين من طائفته فتغير رايهم بالطائفة حين يعلمون أن فيها خطأً أو نقصاً ما، كما أنه قد "يساء استغلالها" من قبل الطائفة الأخرى لـ "تشويه" صورة طائفته. إنه يتجاوز حقيقة أنها لم تجعله يغير رأيه بطائفته حين قرأها فهو "ليس ساذجاً" كالآخرين، كما أنه لا يعتبر أن ارساله الحقائق المضادة نوعاً من "إساءة استغلال". إنه يضع نفسه فوق الآخرين من الجانبين، لذلك فلا بأس بقراءتها وحتى الإقرار بها لكن إعادة إرسالها غير وارد!

أثناء كتابتي لهذه المقالة مررت على مقالة أميركية تتحدث عن موضوع مشابه تماماً في داخل أميركا، والحديث هو عن النقاش الدائر بحماس حول التشكيك بجنسية اوباما الأمريكية، وتتحدث عن السهولة التي يصدق بها البيض من الأمريكان الإشاعات غير المعقولة والتي تناقضها الوقائع عن أوباما لمجرد كونه أسود وله علاقة ما بالإسلام، ويستغرب الكاتب (وغيره) هذه السهولة في تقبل تلك الأخبار عندما تكون مشككة بـ "الطائفة" الأخرى أو المجموعة الأثنية الأخرى، وشدة المحاسبة والتدقيق عندما تكون الأمور بالعكس، وهو ما يطلق عليه الكاتب إسم "العنصرية بلا عنصريين".(1)

ونستطيع ان نلاحظ في خطاب كولن باول (الداعم لترشيح أوباما) ملاحظات مشابهة تنتقد المجتمع الأمريكي في موقفهم المسبق من السود وترشيح أوباما.(2)

إذن ليس علينا أن نقفز هلعاً، فالظاهرة ليست عراقية إسلامية فقط، ومع ذلك فهي مؤذية وتعرقل التقدم الإجتماعي في أي مجتمع متطور مستقر، اما في المجتمعات التي تغلي، فقد تمثل بالتعاون مع غيرها من المشاكل، ومع تأثيرها على المدى البعيد، ضرراً خطيراً، خاصة في تأثيرها على القرارات عند المنعطفات الحاسمة لذلك الشعب.

إذا اعتبرنا أن تعريف الطائفية كمرض إجتماعي، ليس تجاوزاً كبيراً على حقيقتها، فيبدو لي أننا أمام مرض من نوع خاص لا يكتفي بطريقة واحدة للإنتشار. فمن المعلوم أن بعض الأمراض تنتشر من خلال إصابتها ضحاياها مباشرة بانتقال العدوى إليهم من المصابين بالمرض أو من الجو، او الأطعمة الملوثة.. الخ.

لكن أمراضاً أخرى تفضل طريقاً ملتوياً حين تجد أن الطريقة المباشرة غير فعالة بشكل كاف، وهي أنها تنتقل بواسطة "وسطاء" لا تصيبهم بالمرض، وإنما تستعملهم كناقل للمرض، يحملون الجرثومة التي تكمل دورة حياتها لديهم دون أن تؤثر عليهم مباشرة، استعداداً لتوجيه ضربتها التالية، لذلك فلا تجد أية أعراض مرض على ذلك "الوسيط الناقل"، لكنه مع ذلك يخدم المرض كأنه مصاب به.

يبدو أن الطائفية صارت تستعمل هذه الطريقة في كثيراً، فهي حين تعجز عن اختراق مقاومة الشخص وإصابته بالطائفية، بسبب وعيه أو لإحتقار المجتمع لكلمة طائفي، فإنها تحاول أن تجعله على الأقل ناقلاً لها لتصل بواسطته إلى من هو أضعف مقاومة منه لجراثيمها. إنه لا ينتج أي كلام طائفي بنفسه، ولا يجد نفسه طائفياً في مشاعره، ورغم ذلك فهو ينقل كلاماً طائفي التأثير، ويسهم في زيادة المشاعر الطائفية  دون أن يحس بذلك.

كل "ظلم" أو تحيز طائفي يتسبب في دفع الطائفية خطوة إلى الأمام، وليس من الضروري أن يكون الإنسان طائفياً حقاً لكي يمارس الظلم أو التحيز الطائفي. يكفي أن يكون محاطاً بجماعة طائفية لكي يعتقد أو يميل إلى التحيز الطائفي، فمن ناحية هو لا يكاد يسمع من الأخبار والآراء إلا ما يزيد اعتقاده بخطأ الطائفة الأخرى، ومن ناحية ثانية فالميل الطبيعي للإنسان لإرضاء المجموعة التي يعيش فيها، تجعل أسهل عليه أن يقول كلاماً متحيزاً بدرجة ما، أو أن يعتقد بأفكار متحيزة بشكل ما دون أن يحس بذلك التحيز. الطائفية بشكلها السافر ليست قادرة على اختراق اخلاق وعقل هذا الشخص، فهو سيرفض أي تمييز ضد شخص معين من الطائفة الأخرى، أما بشكلها المموه والمخفف، بشكل خبر قادم من مصدر آخر، أو رأي لكاتب آخر، فيمكن لهذا الشخص أن يقع في الفخ ويتحجج بأنه إنما يرسل خبراً، أو ان من "حرية الرأي" ان يكتب كل شيء، حتى لو كان الفحص البسيط يكفي لتفنيد ذلك الخبر أو الرأي.

وهناك أمر آخر مثير للإهتمام، فقد اكتشفت أن أصدقائي هؤلاء ليسوا فقط غير طائفيين، بل يسيطر عليهم الخوف من الطائفية، طائفية الجانب المقابل، وتبدوا افعالهم وكأنها تحذير للطائفة التي ينتمي إليها هذا الشخص من طائفية المقابل التي تمثل "خطراً" عليه وعلى طائفته، ويحاول بكل الطرق ان يسعى لإقناع طائفته بذلك الخطر، بعد أن اقتنع به بنفسه.

قد تتصور ، يا قارئي العزيز أنك منيع عن الطائفية تماماً، بشكليها الصريح وكناقل للطائفية، لكني أدعوك لمراجعة نفسك فالمرض بشكله الناقل، منتشر بيننا إلى درجة لا يسهل ان تجد من أفلت منه. وهذه كارثة وبائية بكل المقاييس. إلا أن هناك في هذا النفق بعض الضوء، فاكتشاف الإصابة بهذه الأعراض ليست عسيرة. فيكفي أن يراجع الشخص نفسه متسائلاً: كم هي نسبة الرسائل التي اعدت إرسالها إلى معارفي، من تلك التي تدعم الطائفة المقابلة، و "تبرهن" انها خطأ وفاسدة وتعمل بالضد من مبادئ الإسلام مثلاً، مقابل عدد الرسائل التي تدعم موقف طائفتي وتظهرها بأنها صحيحة وتمثل الإسلام الحقيقي؟ أثنان مقابل عشرة؟ واحدة مقابل عشرة؟ أراهن أنها لدى الأغلبية "ولا واحدة" مقابل الكل!

ربما ستقول: وماذا افعل، طائفتي هي بالفعل صحيحة وليس الموضوع موضوع تحيز من قبلي؟ هل أخالف ما أعتقده صحيحاً لكي أثبت لنفسي وللآخرين أني غير طائفي أو ناقل للطائفية؟

وهنا أسألك، هل من المعقول أن اي من الطائفتين صحيحة مئة بالمئة أو 90% والثانية خطأ مئة بالمئة أو 90%؟ هل مكوناتها نوعين مختلفين من البشر؟ هل برهن أحد أن السني أذكى من الشيعي أو أن الشيعي أطيب من السني؟ دعك من السياسيين وخذ الناس الذين تعرفهم، أصدقاءك، زملاءك، هل يمكنك أن تحدد السني والشيعي من خلال مقدار صدقه أو ذكائه مثلاً؟ لا... إذن لماذا يعتقد هذا الآخر بكل ما هو خطأ وتعتقد أنت بكل ما هو صحيح؟

نعم هناك اختلافات، وانا لا أطالب أحداً باستقلال مثالي، فيرسل نفس العدد بالضبط من الرسائل لكل من الجانبين، فبعض الفرق أمر طبيعي، لكن حين يكون الفرق كبيراً جداً ، فهناك خطأ كبير، ولا توجد أية أسباب معقولة لهذا الفرق وكل تبريراته مراوغة للحقائق. وحين يكون الفرق كاملاً، أي كل الرسائل لصالح جهة واحدة هي جهتك، فأنك تعمل بشكل أكيد كناقل للطائفية ومحفز لها دون أن تدري..

قلنا أن الخوف من الطائفية المقابلة هو ما يدفع إلى ذلك غالباً، لكن الخوف نفسه يصبح خطراً عندما لا يكون دقيقاً, وعندما لا يكون بحجمه الطبيعي، لأن المقابل لن يفهم مخاوفك وشعورك بأنه يهددك، فهو يعلم أنه لا يهددك، لذلك فهو يفسر تحيزك ليس على أنه نتيجة خوف بل نتيجة طائفيتك، وبالتالي يشعر هو بالخوف من تلك الطائفية ويبدأ بنشر الرسائل بدوره محاولاً تحذير طائفته من خطر طائفية الطائفة المقابلة، وندخل في دائرة تصاعد خوف وطائفية لا نهاية لها، الطائفية تزيد الخوف والخوف يرفع الطائفية فيزداد الخوف ليزيد ثانية من الطائفية وهكذا، تتدحرج كرة ثلج الخوف والطائفية ويكبر حجمها مع كل تمريرة إيميل يقوم بها شخص، دون وعي بتأثير تراكم ما يفعل ..

من أين تأتي كرات الثلج أصلاً إن لم يكن بيننا من يخلقها أو يتحمل مسؤولية ما يجيء بها؟ المصادر متنوعة بالطبع، من الناس الأبرياء الذين يعبرون عن رأيهم ، ولكن ايضاً وبشكل أهم وأكبر وأكثر من جهات متخصصة في الأمر، فليس من الصعب أن تكتشف أن بعض المواقع تكاد تكون متخصصة بانتقاد الطائفة الأخرى، وان بعض الكتاب لا هم له سوى أكتشاف أخطاء وخطايا الطائفة الأخرى والكتابة عنها. أن ما يكشف حقيقة هؤلاء هو السؤال: لماذا لا يكتشفون أيضاً بعض أخطاء طائفتهم؟ ولماذا لا يثير اهتمامهم أي موضوع آخر؟

كيف نتصرف؟ إن وصلنا إلى الإعتراف بالمشكلة ، فأن الحل لن يكون صعباً. أن يراقب كل منا "الميزان التجاري" الطائفي لرسائله، لنبحث عن صحيح الطائفة الأخرى وننشره. ربما لن نجده في ما يحيط بنا وحيث اعتدنا أن نقرأ. لنبحث عنه في أماكن أخرى، فأنت وأنا نعلم أنه موجود، فليس من المعقول أننا ملائكة وهم شياطين، فلنكتشفه ونكشفه وننشره بين جماعتنا فنخفف غلواء الطائفية فيها، وبين الطائفة الأخرى فنقلل خوفهم من طائفيتنا.

إننا إن فعلنا ذلك، نخلق كرات ثلج مضادة لكرات الخوف والطائفية، كرات من "الثقة واللاطائفية"  فعندما يقل الخوف يستطيع الناس ان يروا بشكل أفضل ويطمئنون فلا يمتنعون عن تصديق الجانب الإيجابي للمقابل و نشره أيضاً، وهكذا تعمل كرات الثقة واللاطائفية، كمظادات حيوية تسري في المجتمع لتشفيه من ميكروبات الطائفية الخطرة.

الخوف من طائفية المقابل إذن، لا ينتج نشاطاً مضاداً لتلك الطائفية بل على العكس، يعمل على انتعاشها بإثارة الخوف في المقابل من طائفيتنا نحن. فلتكن لنا الشجاعة اللازمة لإيقاف سلسلة الخطأ، ولنكبح كرات الطائفية عندما تمر بنا في المرة القادمة، ولنرسل بدلاً منها كرة ثقة شجاعة، تعبر عن التزامنا بخلق المجتمع الذي نرجوه، وثقتنا بالإنسان المقابل.

 

 30 نيسان 2011

(1) http://www.alternet.org/story/150791/10_ways_that_the_birthers_are_an_object_lesson_in_white_privilege_?page=entire

(2) http://www.youtube.com/watch?v=T_NMZv6Vfh8&feature=player_detailpage#t=272s

 



 

 

 

free web counter