| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
saieb.khalil@gmail.com

 

 

 

السبت 25/12/ 2010

 

لا أخلاق في السياسة، أم في السياسيين؟
(1)

صائب خليل 


 

مقارنة تصريحات معارك الإنتخابات
إننا لا ننظر إلى الماضي إلا من أجل زيادة قدرتنا على توقع المستقبل، فمن تصرفات الشخص الماضية يمكنك التكهن بشكل تصرفاته المستقبلية، وبذلك يمكنك أن تتجنب المفاجآت. وهاهي معركة تشكيل الحكومة تشارف على الإنتهاء، لذلك فلا بأس من مراجعة للطريقة التي قادت بها الجهات السياسية العراقية معركتها، وسأركز في هذه المقالة (من ثلاث أجزاء) على متابعة تصريحات الجهتين الخاسرتين الرئيسيتين في المعركة، القائمة العراقية والمجلس الأعلى إضافة إلى التحالف الكردستاني في الإنتخابات السابقة، وهي الجهات التي تناقضت أقوالها في تقديري حسب المرحلة بشكل ملفت للنظر.
بالنسبة للقائمة العراقية، كانت هناك ثلاث مراحل، الأولى قبل إعلان المحكمة الإتحادية لتعريفها للقائمة الفائزة، والثانية بعد الإعلان، والثالثة بعد أتضاح انتصار دولة القانون في المعركة.، أما بالنسبة للمجلس فمرحلتين، مرحلة التحالف المفاجئ مع العراقية ومرحلة ما بعد اتضاح انتصار المالكي. كذلك سنقارن في نهاية هذا الجزء، مع معركة الإنتخابات السابقة التي أزاحت إبراهيم الجعفري عن الرئاسة قسراً.

***

مازالت ترن في أسماعكم بلا شك، الكلمات الأخلاقية الرفيعة، المصحوبة بنغمة غاضبة، والتي أكثر منها أعضاء القائمة العراقية، وبشكل خاص زعيمها أياد علاوي عن "المشاركة" و "الشراكة" (وتنبيهه على الفرق الخطير بينهما!) وكذلك الأحاديث المرادفة عن حكومة الوحدة الوطنية والإشتراك في القرارات، وانتقاد خصومه على روحهم الإقصائية والتهميشية، مما يوحي بأن الرجل ديمقراطي وأخلاقي مغالِ في ديمقراطيته وأخلاقيته وروحه الإجتماعية المشاركة.
ولولا دروس التاريخ القريب لصدقنا هذا الرجل الذي تكاد تحترق أعصابه من أجل القرارات المشتركة، لكننا نعلم جيداً أنه كان السياسي العراقي الوحيد بعد 2003، الذي غادره رفاقه الواحد تلو الآخر، لا لشيء سوى لدكتاتوريته في اتخاذ القرارات حتى ضمن كتلته، لكنه لا يمل من ترديد قصصه!
ومن بين من تركه نذكر النائبة صفية السهيل التي قالت حينها: ” القائمة تدار بطريق الهاتف او الايميل كما ان اتخاذ القرارات يتم بمنأى عن الديمقراطية، الادارة غير شفافة والقرارات تتخذ بطرق غير ديمقراطية والاوامر تعطى دون استطلاع الاراء ولسنا شركاء في اتخاذ القرار.”.... “لايشرفني ان اكون مسلوبة الارادة ولاقرار لي في القائمة التي انتمي اليها”
وانسحب الحزب الشيوعي من إئتلافه لنفس السبب فقال مفيد الجزائري: ” نحن لم نكن نعرف بموضوع الوساطة التي قام بها الدكتور اياد علاوي بين عزة الدوري والامريكان بل عرفناها من خلال وسائل الاعلام شأننا بذلك شأن جميع المواطنين.”
كذلك انسحب رفاق آخرون له تباعاً، وكان السبب دائماً نقصه الذي يلوم الآخرين عليه بشكل مستمر: إحادية القرارات والدكتاتورية المفرطة والتهميش لرفاقه.

على أية حال، يبدو أن العراقية اعتمدوا في حملتهم الجديدة، على ضعف ذاكرتنا وكثرة الضجيج، وهكذا امتلأت تصريحات الحملة بعبارات الشراكة والمشاركة والوحدة...

لكن الأمور لم تبدأ هكذا بالضبط، ولنا أن نشكر الأستاذ قاسم الخفاجي لتنبيهنا. تقول مقالة الخفاجي المعنونة: "تناقضات في تصريحات قائمة اياد علاوي" (1) والتي نشرت في نيسان الماضي:
"قبل اعلان نتائج الانتخابات بايام ويبدو ان قائمة اياد علاوي قد حصلت على معلومات وتطمينات مؤكدة بانها ستكون الاولى رقميا ...فقد صرح ثلاثة اشخاص من هذه القائمة تصريحات تشدد وتؤكد على ان زمن مشاركة الجميع في الحكومة قد ولى وان الاستحقاق الانتخابي البحت هو من يجب ان يسود ويرتب طريقة وعناصر الوزارة وكانت التصريحات كالاتي وقبل صدور تفسير المحكمة الاتحادية عن ماهية الكتلة النيابية الاكثر عددا
1. طارق الهاشمي يقول علينا ان نستنبط الدروس من المرحلة السابقة واستغرب ممن يريد تشكيل حكومة مشاركة فهي لاتختلف عن المحاصصة بشئ
2. عبد الكريم السامرائي يقول القائمة الفائزة هي وحدها من يحق لها تشكيل الحكومة وعلى الاخرين التسليم بالنتائج
3. رشيد العزاوي المحاصصة خطا ويجب ان تكون هناك معارضة في البرلمان وان المشاركة هي المحاصصة ذاتها وان قائمة العراقية لها وحدها الحق في تشكيل الحكومة"
"ومما لاشك فيه ان المتابع والقارئ لهذه التصريحات يفهم منها بسهولة انها تشير الى ان قائمة علاوي وحدها المخولة بتشكيل الوزارة.....وعلى الاخرين البقاء خارج الحلبة وترك العناصر البعثية والتكفيرية والتي انضوت تحت عباءة علاوي تقرر مصير العراق وتتحكم فيه. ولكن وبعد صدور تفسير المحكمة الاتحادية حول الكتلة الاكثر عددا عاد نفس الاشخاص واخرين معهم من نفس القائمة الى تصريحات مغايرة حين احسوا بان اي امكانية لان يشكل علاوي وقائمته الحكومة معدومة لوجود تكتل نيابي كبير رافض يمثل القاعدة الجماهيرية الاوسع في العراق."
وهكذا أنقلب علاوي وشلته، في لحظة من لحظات الصراع، إلى الجانب المعاكس وتحولوا إلى الحديث عن الشراكة وحكومة الوحدة الوطنية، وكانوا في المرحلتين منسجمين تماماً في تصريحاتهم حتى تظن أنهم فريق إعلامي موجه من جهة مركزية، ولم تظهر أية اختلافات في وجهات النظر، إلا حين تنفجر الأمور وتكشف عن إنشقاقات عميقة، بل عن أن أعضاء العراقية لا يجمعها شيء، إلا اللهم شيء خارجها. (*)

مقالة الأستاذ الخفاجي أعادتني إلى التجربة المماثلة الأولى، تجربة الحكومة الأولى عندما تولى المالكي الحكم عوضاً عن الجعفري الذي تم استئصاله بعملية أمريكية ناجحة، تشبه تماماً ما جرى للمالكي، عدا أن النتائج كانت فاشلة هذه المرة. في تلك الفترة أيضاً كانت مراقبة الإنقلاب في تصريحات السياسيين حسب ما يناسب المرحلة، عملية مثيرة.
في مقالتي "برج الحرباء يمر على سماء بغداد" والتي كتبتها حينها، قدمت قائمة أقوال الساسة العراقيين قبل وبعد لحظة معينة، وهي تشبه تماماً الإنقلاب الذي تبينه مقالة الأستاذ الخفاجي، فكأن التاريخ يعيد نفسه بشكل معدل قليلاً.
في مقالة الخفاجي أعلاه كانت لحظة الإنقلاب هي لحظة اكتشاف العراقية أنها ليست مسيطرة تماماً على الموقف، فاستبدلت حديث الإقصاء والحق الإنتخابي، بالحديث عن المشاركة والوحدة الوطنية، أما في الإنتخابات الأولى (بعد الدستور) فكانت لحظة الإنقلاب تتمثل بوصول كونداليزا رايس في 1 نيسان 2006. وكان قد سبق زيارتها فترة ضغط تحضيرية على الجعفري الذي لم يكن ينوي إشراك علاوي في الحكومة. أي أن المراحل كانت مقلوبة، ففي عام 2006 بدأت العراقية بموقف الضعيف فبدأت بالحديث عن الشراكة والوحدة الوطنية (وشاركها التحالف الكردستاني) وخلال فترة الحديث عن المشاركة، كانت الضغوط توجه إلى الجعفري الذي لم يتراجع في البداية، وكتبت حينها مقالة: "أيها الجعفري لا تنسحب" (2)
لكن الضغوط ازدادت وضعف محيط الجعفري، حتى أحس الأمريكان أن لحظة ا لضربة القاصمة قد حانت، ففاجأت كونداليزا رايس البلاد بزيارتها لتضع الجميع أمام القرار الأمريكي بإزاحة الجعفري وأنه حاسم لا رجعة عنه، ونكتشف ذلك من التصريحات التي أنقلبت فجأة رأساً على عقب، وتحول لطفاء "الشراكة" و "حكومة الوحدة الوطنية" إلى وقحين صلفين، وربما كان أشدهم صلفاً الرئيس جلال الطالباني، فكتبت مقالتي المعنونة "برج الحرباء يمر على سماء بغداد"، (3) احتوت المقارنات التالية بين التصريحات:

ألقائمة العراقية قبل 1 نيسان
د. إياد علاوي:العربية نت، مقابلة مع (المرحومة) أطوار بهجت: " يجب أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية،... ما قيل من إنه أكو خط أحمر وما خط أحمر وما يصير يشارك علاوي، يعني حقيقة ما أعرف منين جاية ..... يعني ما أعرف منو اللي يطرح هالطرح هذا،...إذا فعلاً مطروح الكلام بهالشكل دليل على القصور والتفكير.
... هذا موضوع يعني انتهى عفا عليه الزمان الواحد يخلي خطوط حمر على فلان جهة وفلان جهة، اليوم العراق للعراقيين ماكو جهة من الجهات أو شخص ممكن أن يعزل الآخرين ويقول والله الآخرين سوف لن يكون لهم موقع بالحياة السياسية انتهى هذا التفكير، والنمط من التفكير انتهى راح ويا صدام، اللي كرروه هم فقط اللي لا يزالون عندهم نفس التفكير اللي كان سائد بالسابق"
عبد الاله النصراوي الامين "ان سياسة الاقصاء وما تسمى بـ "الخطوط الحمراء" ، واحدة من المشكلات التي ابتلي بها الشعب العراقي بعد سقوط نظام الحكم السابق"
عزت الشاهبندر (كان ضمن القائمة العراقية) : وصف استعمال تعابير الخطوط الحمراء بـ "المراهقة السياسية."
(..أعترض السيد حميد مجيد موسى أيضاً على الخطوط الحمر بنفس الطريقة، لكنه لم يشارك الإنقلاب عليها وعلى الجعفري، حسب علمي).

القائمة العراقية - بعد 1 نيسان
الدكتور عدنان الباجه جي قال ان موقف القائمة من ترشيح الجعفري «متطابق مع موقف الاكراد والسنة» وأضاف ان «كتلة علاوي لا تكن عداء شخصياً للجعفري، فهو صديق ومناضل، لكنها ترى ان الظروف الحالية تتطلب شخصاً آخر لادارة البلاد».
راسم العوادي، «رسالة وجهت بهذا الخصوص الى زعيم كتلة «الائتلاف» عبد العزيز الحكيم، وقعت عليها «العراقية»، وتطالب بتغيير الجعفري

التحالف الكردستاني قبل 1 نيسان :
فؤاد معصوم: « ان لا يكون هناك أي اقصاء او تهميش لأحد او وضع خطوط حمراء امام مشاركة اي كيان او شخص»...:« من الخطر ان نضع أي فيتو او خطوطا حمراء ضد أي كيان او شخصية، ».
مسعود البارزاني طالب السياسيين العراقيين بـ «ترك لغة التهديد ولغة وضع الخطوط الحمر ولغة الفيتوات والتصريحات النارية والهجومية وتبادل الاتهامات»
جلال الطالباني قال " ان رأينا في الأساس هو تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة .. ونحن نعتقد بانه يجب عدم استثناء أحد " . وشدد على "عدم قبول قيام فيئة واحدة بفرض إرادتها على بقية الفئات وتقول لدي خط أحمر على هذا او ذاك .. هذه مرفوضة من جانبنا .."

التحالف الكردستاني بعد 1 نيسان :
طالباني بغداد (
رويترز): «ان معارضة ترشيحه (الجعفري) لفترة ثانية مسألة وحدة وطنية »
"ان اعتراض التحالف الكردستاني وجبهة التوافق والقائمة العراقية على ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري لم يكن على شخصه أبدا(!)"..."اعتقد ان اغلبية الجماعات الاخرى او كل الجماعات الاخرى ترفض الدكتور الجعفري كرئيس للوزراء."... "أن التيار الصدري اذا ما أصر على تمسكه بترشيح الجعفري فسيكون لنا رأيا سنعلنه."
الدكتور فؤاد معصوم «لقد وجهنا رسالة ثانية الى الائتلاف نجدد فيها موقفنا الرافض من ترشيح الجعفري لمنصب رئاسة الحكومة»
محمود عثمان لــ (
الزمان 04 Mar 2006 ): "في حال رفض الائتلاف الموحد لمقترح تسمية مرشح اخر غير الجعفري لرئاسة الوزراء فان كل الخيارات مفتوحة أمام القوائم الثلاث مدعومة بقوائم اخري تشكل اغلبية برلمانية يحق لها تسمية أحد اعضائها رئيساً للوزراء."

***
هكذا انقلب الجميع على إبراهيم الجعفري، وتحول جميع الذين تظاهروا يوماً بالتقزز من "الخطوط الحمر" إلى معتنقين لها، وصار الجعفري الذي أرادته رايس خارج اللعبة، خطهم الأحمر الوحيد، وكأنه "الخطر الأحمر" الذي يهدد العراق. ولو بحثنا عن السبب فلن نجد للرجل مأخذاً سوى أنه لم يكن، حسب ما يقول عارفوه، متملقاً للأمريكان ينتظر أوامرهم ليتخذ المواقف مثلما يفعل البعض، كما سنرى في حلقة تالية. الأمريكان كانوا يبحثون عن شخص وضيع قدر الإمكان، فكانوا يأملون بفوز عادل عبد المهدي، إلا أن التيار الصدري أضاع عليهم الفرصة وتم انتخاب نوري المالكي الذي كان اكثر تساهلاً معهم من ابراهيم الجعفري بكثير، لكن طموحهم إلى أشخاص بمستوى أياد علاوي وعادل عبد المهدي بقي مؤجلاً حتى الإنتخابات الأخيرة فعلموا المستحيل من أجلهما، ولم يتكلل جهدهم إلا بنجاح محدود، حيث سيتقلد الأثنان مناصب مؤثرة في الحكومة، يأملون أن تكون قادرة على شلها بعد أن يأسوا من الإستيلاء عليها، ومازالت المعركة مستمرة.

كيف برر السادة الذين انقلبوا فجأة وفي لحظة الضربة الأمريكية الحاسمة ضد الجفعري وصاروا من أصحاب الخطوط الحمر؟ طبيعي أنهم لا يملكون أجوبة معقولة أو مشرفة، ولعل جواب مسعود البرزاني التالي على الصحفي إيلي ناركوزي يمثل نوع الحجج التي حاول هؤلاء أن يبرروا موقفهم المخجل من خلالها:

إيلي ناكوزي: "أبو مسرور هناك من يقول أنكم اعترضتم على الخطوط الحمر( ...) ولكنكم عدتم لتمارسوا نفس الخطوط الحمر، واعترضتم على الجعفري ووضعتم خطاً أحمراً، يعني أنتم من كنتم ضد سياسة الخطوط الحمر لماذا الأكراد عادوا وتبنوا هذه السياسة؟"
مسعود البرزاني: "كنت ولا زلت أكنّ كل التقدير والاحترام للأخ الدكتور الجعفري، (....) ولكن مع الأسف الشديد زيارة الأخ الجعفري إلى تركيا في وقت حرج جداً بدون أن يكون لهذه الزيارة أي مبرر،(...) ولكن هذا الذي حصل يعني تلك الزيارة يعني الحقيقة غيّرت المواقف وكما قلت سحبت اعتراضي أمام تقديم الرسالة التي وجهت إلى الائتلاف."

حجة زيارة تركيا هزيلة طبعاً، لأن الزيارة ليست جريمة، وقد قام بمثلها مسعود نفسه فيما بعد(واشتهرت برفضه رفع العلم العراقي) كما أن طالباني هذه الأيام في تركيا أيضاً. وفوق ذلك فأنه كان بين زيارة الجعفري الى تركيا وبين إجتثاثه المفاجئ من قبل الكتل السياسية, شهر كامل من المفاوضات والأخذ والرد, ولم يتحدث فيها أحد عن عبور خطوط حمر. لم يكن القادة الأكراد يحبون الجعفري على كل حال، ولعله لم يكن الشخص المناسب للإبتزاز الذي كانوا يخططون له، وربما لم ينسوا له "خطأه" في خطابه الأول حين تجاوز كلمة "فدرالية"، ثم أعتذر عن ذلك وقال أنه سهو، لكن هذا كله لا يفسر الموقف الشديد الحاسم المفاجئ ضده من مسعود وجلال، والإنقلاب المبدئي على "خطوطهم الحمر"، لذا لجأ مسعود إلى حجة زيارة تركيا.

كما هو واضح أن ما حدث قبل أيام، لا يختلف بشيء عما حدث حدث قبل بضعة سنوات، وأن نفس المبادئ ونفس الجهات تعمل بنفس الطرق على تسيير الأمور لصالحها في العراق. لاحظ أن معظم هذه الكتل السياسية والساسة الذين وردت أقوالهم في المقالة كانوا يكذبون، وبصلافة تامة. إنهم لا يشعرون بالحرج حين ينقلبون فوراً إلى الجانب المعاكس، ويسارعون لتبرير أنقلابهم بوقاحة أو يتجاهلونه تماماً، وكأنهم لم يقولوا شيئاً مختلفاً تماماً بالأمس.

في الجزء التالي من المقالة نقارن أقوال الإنقلاب الأخير حين أعطيت إشارة ساعة الصفر للفريق (المكون هذه المرة من العراقية مع المجلس الأعلى، وحيناً التيار الصدري) فانطلقوا يقسمون أغلظ الأيمان بأنهم لن يقبلوا بالمالكي ولن يشاركوا في حكومته، ثم عادوا يتحدثون عن الشراكة والوحدة الوطنية....وكالعادة، بلا خجل!
إن قصة إزاحة الجعفري وكذلك محاولة إزاحة المالكي من قبل أميركا وتوابعها المطيعين في الحالتين، ربما تكون خير برهان على مقولة أن "لا أخلاق في السياسة".. أم من الأدق أن نقول "لا أخلاق في (هؤلاء) السياسيين"؟

 


(1) http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=63869
(2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=61975
(3) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=63228


(*) الحقيقة هي أن نوري المالكي كان قد فعل الشيء نفسه فدخل الإنتخابات معلناً أنه يسعى إلى حكومة أغلبية، وأنه تراجع عن ذلك بعد أن وجد الأمر مستحيلاً أو صعباً، لكن الفارق هو أن المالكي لم يتخذ موقف التظاهر الأخلاقي ولم يتحدث عن الشراكة كمسألة مبدأ، بل العكس قال أن العراق لم ينضج لتشكيل حكومات أغلبية وهي الشيء الصحيح، وأنه لذلك يتراجع عن هدفه الذي أعلنه، ثم قال أن الحكومة لا تمثل طموحه.


25 كانون الأول 2010

 

free web counter