| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
s.khalil@chello.nl

 

 

 

الأثنين 23/2/ 2009



أيها الكرد نشكو لكم مثقفيكم:
3 - نزار جاف يتابع معارك العرب بقلب إسرائيلي حميم

صائب خليل

عندما قرأت لـ "نزار جاف مرة مقالاً يبدي فيه إعجابه بـ "حسين نعمه" (1) أحسست بالعجب! فلا أذكر أني قرأت لنزار قبل تلك المقالة (أعترف إني لم أقرأ كل مقالاته) لم أقرأ له إطلاقاً كلمة واحدة يذكر بها عربي بخير (إلا من كان من القريبين من إسرائيل، وفي هذه الحالة أعتبره إكراماً لإسرائيل وليس للعربي). ومما لا أنساه مقالة له عن العرب اختتمها بنكتة عن عربي في غاية البذائة يصعب أن يحكيها طالب اعدادية لصديق قريب لوحدهما، ومع ذلك لا يجد نزار مشكلة في نشرها في مقالة باللغة العربية، وكانت عن عربي يفعلها مع بعيره وهو يقول "الله يلعنك يا الشيطان"، وكان من الواضح أن التمتع الوحيد بتلك النكتة (البايخة) هو التمتع بالبذائة الموجهة للعربي، لا أكثر ولا أقل.

ما لا افهمه من مثل نزار هو هذا الحجم من قلة الإحساس بما يقول وما قد يعنيه هذا التجريح لقرائه العرب، ففي أكثر من مناسبة كنت عندما أكتب مقالاً عن الكرد أسأل أصدقائي من الكرد إن كانوا يشعرون إني تحيزت ضد الكرد أو تجاوزت الموضوعية، أما النكات البذيئة الموجهة إلى قومية ما، فلا أذكر أني سمحت لنفسي بمثلها حتى في دوائر الحديث المغلقة، لأني أتخيل فوراً أحد أصدقائي من الكرد يسمعها أو تصل إليه، فأخجل من نفسي، أفلا يوجد أثر لمثل هذا الرقيب الذاتي لدى نزار وأمثاله لكي ينشروا تلك البذاءات عن العرب في مواقع الإنترنيت، والعربية منها بالذات؟

(1)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=66970


لماذا أكره إسرائيل
نزار جاف كتب يتساءل: لمادا أکره إسرائيل؟ (2) وعدد الإعمال التي "لم تقم بها إسرائيل" من أنفلة للأكراد وتجفيف للأهوار ليستنتج أنه ليس هناك مبرر ليعادي "أفضل و أصدق نظام حکم ديمقراطي في المنطقة" وهو استنتاج ذاتي اعمى عن القيم العامة، لأن أسرائيل ارتكبت فضائعها مع من تريد تستفيد من ارتكابها فضائعها معهم، ولايفترض بإنسان حتى بدرجة بسيطة من المبدأية أن يحكم بهذه الطريقة، وهو استنتاج مؤلم فكأنك تمتدح نظام هتلر أمام اليهود باعتباره لم يحرق العرب أو الكرد، ولا يعود هناك مبرر للوم الفلسطينيين حين يمتدحون الجزار صدام لأنه لم يذبح الفلسطينيين ولا سوهارتو أقام مذبحة في استراليا، وحين احتقرنا النظام العنصري في بريتوريا، لم يكن قد مارس التمييز العنصري ضدنا ...إنه ببساطة منطق مشوه لايحتوي أي عنصر انساني. وكنت قد رددت على مقالته هذه بمقالة عنوانها:" إنه العشق يا نزار جاف"(3) فقد كان واضحاً أن نزار ليس فقط لايكره إسرائيل، بل يحبها ويعشقها أيضاً، بل هو لا يخفي إعجابه حتى بمعاملتها السيئة للعرب.

(2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=59794
(3) http://www.doroob.com/?p=6885  


رغد و نصرالله
وعندما كان لبنان يدافع عن نفسه ببطولة اسطورية أمام الوحشية الإسرائيلية، كان نزار يتابع المعركة وتحس أن كل نبضة فيه قلق لئلا ينتصر اللبنانيون (حزب الله) فقد كانت المعركة بين أشد اعداءه من جهة وحبه الكبير: إسرائيل، من الجهة الأخرى ... كانت معركته. وهاهو يشبه "حسن نصر الله" بـ رغد صدام حسين، دون ربط مقنع، سوى أن رغد كانت " تبدو كقديسة في التلفزيون"، لذا فحسن نصر الله الذي يبدو بطلاً، لابد أن يكون مثل رغد!

ورغم أننا لا نستطيع رؤية الفرق الأساسي بين "حسن نصر الله" وأبطال الشعب الكردي، مثل "البرزاني الخالد" كما أسماه، لكن مثل هذه المقارنة لا يمكن أن تخطر ببال نزار، بل يصر على أن المقارنة المناسبة هي مع رغد، ليصل به الأمر إلى أن يتخذ موقفاً ليس إسرائيلياً فقط، بل موقف أشد الإسرائيليين تطرفاً واستهتاراً فيتحدث عن ضرورة "تصفيته" فيقول: "الامر الثاني الذي يجمع بينهما، هو إنهما وجهان لابد من تصفيتهما في نهاية المطاف بحسب الدور"الخاص"المناط بکل منهما، وهذا الامر وأن بدا في ظاهره بعيدا، لکنه في نهاية المطاف أمر واقع لابد من حدوثه، سيما وأن العد التنازلي لإقتراب المواجهة بين إيران و الغرب قد بدأ يلوح في الافق"!

إنه ينتظر تلك التصفية بفارغ الصبر، بل يأمل أن تقوم المواجهة بين الغرب وإيران ليمزقوا له إيران أيضاً! إنها الشوفينية والنرجسية الأنانية التي لاترى غيرها بشراً وتصبح كل الكوارث التي تحقق لها رؤيتها، أمانٍ وردية!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=108672


دعم إسرائيل في لبنان
لا غرابة أن إنسانية نزار وضميره الحساس لم يجدا ما يقولانه في التدمير الوحشي لبيروت وكل صور القتل والجرحى والموت والأنين والهدم والحزن والغضب، لم ير نزار في كل ذلك ماهو سيء، بل "جرة إذن" أولية للدول الوكيحة، لذا ينقل "تفهم" وحوش العالم لإستمرار هذه المجزرة بصمت مبارك:
"مجلس الامن الدولي الذي لم يتوفق في إصدار قرار خاص بوقف إطلاق النار في لبنان، يعلم الجميع أن السبب الکامن وراء ذلک هو حق النقض الامريکي أولا و التفهم الغربي وحتى"العربي الرسمي"ثانيا لهذا الموقف الامريکي الذي قد يکون بمثابة"جرة أذن"أولية لتلک الدول الداعمة لتنظيمات تتخذ من السلاح أداة و وسيلة لفرض إملاءاتها على الغير" (4)

(4)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=70563


إسرائيل لا تهزم
وطبعاً فإسرائيل العظيمة لا يمكن أن تهزم, والعرب المتخلفون الجبناء لا يمكن أن ينتصروا في حرب، لذا فأن إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان "لم يكن نصراً للعرب" ولا "هزيمة لإسرائيل" بل..." أن کل الامر کان يرتبط بمجموعة أهداف محددة أنجزتها إسرائيل في ذلک الوقت و إنسحبت عندما وجدت الظروف تحتم عليها ذلک."
وطبعاً لايفشل أي عاشق في امتداح أي "إنسحاب" ويفسره على أن حبيبه وجد "الظروف تحتم ذلك"، ولن يعجز حتى عشاق هتلر عن أن يتحدثوا عن "إنسحاب" هتلر من ستالينغراد بهذه الطريقة الشاعرية!

يطمئن نزار بعد ذلك نفسه أن المجتمع الإسرائيلي بخير وأن المواطن الإسرائيلي لم ينزعج وجيشه لم ينكسر:
" لم تکن هناک حالة إنکسار و إحساس بالخيبة و الإحباط تجتاح المجتمع الإسرائيلي، بل وعلى العکس من ذلک تماما، فالمواطن الإسرائيلي رأى أن جيشه قد حقق أهدافا مهمة دفعت الشر عن الشعب الإسرائيلي الى حين ولم تکن هناک أعلاما تنکس ولا أنغام حزينة تطلق". (إنتهى الإقتباس)

وحين يتطلب امتداح الجانب الإسرائيلي ذلك، فلا مانع حتى من إمتداح السعودية ووصفها "صمام أمان" رغم أنها مقر التخلف العربي والإسلام الوحشي بالنسبة للجاف نفسه، فيقول:
"إذ أن السعودية التي مافتأت تلعب دورا سياسيا مميزا على مختلف الاصعدة و تکاد تکون صمام أمان لهذه المنطقة الحساسة و المهمة من العالم"

البعض من المدافعين عن إسرائيل يلجأون إلى القول بأن حزب الله "أستفز" إسرائيل ولذا فهو مسؤول عن الحرب، لكن حتى هذه الرواية ليست مقبولة بما فيه الكفاية لدى نزار لأن فيها شيء من المديح للعرب أو حزب الله باعتبارهم خططوا وبادرو وباعتبار أن اسرائيل خدعت لذا يرى نزار أنه "کلام غير دقيق من الممکن جدا وصفه بنوع من التجديف و خلط الاوراق" لأن "الدولة العبرية تقوم بإستنفاذ خزين حزب الله من الصواريخ المرسلة من إيران عبر سوريا....
وحين ينتهي ذلک الخزين، فإن واقعا جديدا و کلاما جديدا سوف يطرح على ساحة البحث".(5)

(5)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=71212


نصر إسرائيل
لكن حين أنتهت الحرب ولم يستنفذ خزين حزب الله من الصواريخ، ولم يطرح "الواقع الجديد" الذي كان يتمناه على "ساحة البحث"، داخ نزار، فكان يكتب العنوان ساخراً: "في الحرب القادمة نهاية إسرائيل" وفي المحتوى يلوم الإعلام العربي الذي يرفض "ألإعتراف" بنصر إسرائيل بكل جدية:
"الاعلام العربي الذي يکتفي بنقل صورة المأساة و قساوة العدو و صبر و جلادة المتصدين"الاباة"، يشيح بوجهه جانبا عن ذکر لغة الارقام في الحصيلة النهائية من تلک الحرب التي أشعلتها إيران و سوريا عن طريق حزب الله اللبناني".
ويقول أيضاً: "الاعلام العربي ولاسيما ذلک الذي يبعث إرساله من"لندن"، صور حزب الله وکأنه حقق معجزة عجزت عن تحقيقها الانظمة العربية في حروبها مع إسرائيل، متناسين من أن المواجهة عملية تشمل أبعادا کثيرة تبدأ من الداخل و من الواقع الذي يکاد يکون متخما بآلاف المشاکل و العقد"
ليسخر من هؤلاء العرب و "حالهم وهم يلهثون خلف سراب حزب الله الذي يظنونه ماءا." (6)

(6)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=72747

إنك تتساءل وأنت تقرأ هذه النصوص، هل من يتكلم سفير إسرائيلي؟ أنا واثق أن ليس كل سفراء إسرائيل مستعدين لكل هذه المغالطات لإظهار الأسود أبيض حتى لصالح بلادهم ولمقتضيات مهنتهم!...لكنه العشق الأعمى من جهة, والحقد الأعمى من الجهة الأخرى، لاشيء آخر يمكن أن يفسر كل هذا الإعوجاج في المنطق!

في الصحافة الإسرائيلية
قلت أن مسودة المقالة قديمة ترددت في طرحها زمناً, وحين عدت إليها بتحفيز من مقالة شوفينية لهوشنك بروكا، فكرت أن أبحث عن جديد نزار في كوكل، فوجدته على موقع إسرائيلي يطالب "بالإصلاح في العالم العربي."!
http://zavita.co.il/archives/357

وعلى هذا الموقع يقارن نزار بين اهتمام إسرائيل بجنودها التي هي مستعدة لمبادلة كل منهم "بقطيع من الأسرى الفلسطينيين" على حد تعبيره!
"أما لو نظرنا الى القوات الفلسطينية المتوزعة على خانات حقيقة و تشارک في جيش وهمي في وحدته و هلامي في تراص صفوفه، فإن قيمة المقاتل الفلسطيني لن يزيد على ثمن الاطلاقات التي يحملها معه وإذا ماوقع في الاسر”فيحلها ألف حلال”.

أنظروا الى الحکومة الاسرائيلية و کل مفاصل الدولة في البلد العبري کيف يتعاطون مع قضية شاليط، إنهم يوحون بتعاملهم الحميم هذا مع القضية الى کل جندي إسرائيلي آخر من أنه سوف يصبح هو الاخر بطلا کشاليط عندما يتم تبادله بقطيع من الاسرى الفلسطينيين الذين سوف يعودون الى المسالخ أو الحلقة المفرغة و جيش وهمي ليس بإمکانه حتى هذه اللحظة من أن يحرر نفسه من سرطان الولاءات!"
http://zavita.co.il/archives/21

بالنسبة لي يا نزار، ووفق مقاييسي الإنسانية، فأن كل أسير لدى إحتلال عنصري قبيح، مثلما الفلسطينيين الأسرى لدى إسرائيل، يساوي أكثر بكثير من قطيع من المستوطنين الميتي الضمير ومن يدافع عنهم أيضاً، مهما اهتمت بهم دولتهم الوحشية مثلهم! أنا أعتز بهؤلاء الأبطال المهملين ولتعتز مقاييسك بسجانيهم، ولكل منا أخلاقه!
 


23 شباط 2009
 

¤ أيها الكرد نشكو لكم مثقفيكم : 1- فلم كردي في أمسية ثقافية!
¤ أيها الكرد نشكو لكم مثقفيكم : 2- "الشعب الشيعي المجيد" و"السنّة القذرين"!




 


 

free web counter