| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
saieb.khalil@gmail.com

 

 

 

                                                                                     الجمعة 1/6/ 2012


 

طائرات بلا ضمير
(1) تحترف التجسس

صائب خليل     

ليس من المضمون أن يكون هناك "ضمير" في الطائرات المقاتلة حين يقودها طيار، فحين سألوا قائد الطائرة التي ألقت القنبلة الذرية الأولى على هيروشيما عما شعر به وهو يفعل ذلك، اجاب باستخفاف: "شعرت بهزة خفيفة في الطائرة"! ومعظم الفريق الذي عمل على إنتاج وإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناكازاكي، لم يشعروا بأي شعور بالذنب، ومازال الأحياء منهم يحتفلون سنوياً بالمناسبة.

لقد قالوا عن الطيارين الذين كانوا يحرقون فيتنام بالنابالم، إنهم ما كانوا يستطيعون أن يفعلوا ذلك لو أنهم رأوا بأعينهم ما تفعله طائراتهم بالبشر تحتهم. فالطائرة البعيدة في الجو، تبعد الضمير الذي فيها عن المناظر البشعة والصراخ، فلا يبقى الكثير مما يوقظ الضمير. ومع تطور التكنولوجيا، تطورت حماية الضمير من الإزعاج، فصارت المراقبة من على شاشة الرادار، والصواريخ توجه تلقائياً لذلك فأن الطيار يحس أن مشاركته محدودة جداً ولا تستدعي القلق على ألم الضمير.

لكن بزوال "الألم" تزول "المتعة" أيضاً، لمن يتمتع بالقتل. في فلم عن بطولات القوة الجوية الإسرائيلية يشكو أحد الطيارين من ان القتال الجوي لم يعد له أية "لذة" تذكر. كل ما عليك تضغط الزر في الوقت المناسب، والباقي ينفذ ذاتياً، فالقتال يدور على بعد خمسين كيلومتراً، وأنت لا ترى حتى هدفك.

إذن لا يضمن وجود طيار في الطائرة، وجود ضمير فيها، لكن من المؤكد أن لن يكون فيها ضمير إن لم يكن فيها طيار. وسلاح بلا ضمير يعيقه عن إداء المهمات مهما كانت بشاعتها، سلاح ذو فعالية متميزة بلا شك.

 "الطائرات بلا طيار" السلاح الأمريكي الإسرائيلي الأحدث للإغتيالات الدولية والتجسس، تخلص من مشكلة الضمير، فقائده يجلس أمام حاسبة في قاعدة جوية، ويلعب بالرموت كونترول، فيقتل "الأعداء" ويسجل النقاط ويتمتع بها كما يفعل الأطفال، ولن يحس حتى بـ "هزة خفيفة" حين يلقي بقنابله، إلا إذا فكر مصمموا النظام بإضافة هزة إصطناعيه لكرسيه عند إلقاء القنابل أو انفجار الصواريخ لزيادة المتعة باللعبة.

يكتب إيد كيان محذراً من هذا "القتل بواسطة الجوي ستيك" (1)

وكتب توم أنكلبرت مقالة بعنوان "كيف اصبحت حرب الطائرات المسيرة طريقة أمريكية في الحياة؟" (2) يقول فيها:

"فاجأتنا أول عملية اغتيال(3)  امريكية بواسطة هذه الطائرات في بداية العقد الأخير من القرن الماضي،....ومن لا تدهشه هذه التكنولوجيا المستقبلية التي كلها مكاسب....فهي تخلص المهاجم من كل مآسي الحرب وكلفها الإجتماعية من قتلى وجرحى و توتر (4) وتلف عصبي وذهني (5) ونفسي ونزوع نحو الإجرام (6) والإعتداءات الجنسية وعمليات الإنتحار(7)

ثم يشير الكاتب إلى أن نتائج حرب الفيتنام ومآسيها على المقاتلين في أميركا، هي التي دفعت الناس إلى الإحتجاج وإلى إيقاف تلك الحرب، وأوقف نكسون بعدها فوراً دعوة الإحتياط.

في كتابه (The New American Militarism) (العسكرية الأمريكية الجديدة) (8)  يشير اندرو باسيفج إلى أن جعل الجيش يعتمد على خدمة الإحتياط يجعل أي رئيس في المستقبل مضطراً لحساب قراره بدقة لحساسيته السياسية والإقتصادية قبل ان يستدعي الإحتياط للقتال. ثم يبشر الكاتب بوصول "الشركة المقاتلة" والحرب التي "تدار عن بعد" بواسطة الريموت كونترول، وبالتالي تخلص الرؤساء من وجع الرأس الذي تسببه الحروب السابقة، وما قد يحدثه ذلك من تأثير على مستقبل البشرية.

الطائرات بدون طيار، وتسمى أيضاً الطائرات المسيرة عن بعد، أو "الطائرات المسيرة" إختصاراً، دخلت على خط العلاقات العراقية الأمريكية مؤخراً، وهذا ما دفعني لكتابة هذه المقالة بجزئين خصصت كل جزء منها لإحدى المهمتين الأساسيتين اللتان يجيدهما هذا السلاح الفتاك، وهما "الإغتيالات"، والتي خصصت لها الجزء الثاني، و "التجسس" الذي يبدو أنه المقصود بالدرجة الأولى من استعماله الجديد في العراق، ولذا سنعطيه الجزء الأول هذا من المقالة رغم أن تلك الطائرات استعملت لكلتا المهمتين في العراق من قبل القوات الأمريكية سابقاً.

تناقلت وسائل الإعلام خبراً يفيد بعزم الولايات المتحدة حماية سفارتها في بغداد، بواسطة الطائرات المسيرة، وأن ذلك "جوبه باستياء عراقي شديد" حسب نيويورك تايمز. (9) وليس ذلك غريباً، فليس من السيادة لبلد ما أن يسمح بطائرات أجنبية تحوم في سمائه وتتلتقط الصور لمن تشاء ومتى ما تشاء وإينما تشاء وترسلها لمن تشاء، بحجة "حماية السفارة".

وحاول اوباما طمأنة العراقيين ان تلك الطائرات ستستخدم في العراق "بشكل محدود جدا"، ولحماية السفارة، والمراقبة فقط وليس للإغتيالات كما يفعلون في بلدان أخرى! وأنها لن تكون مسلحة. (10) لكن الرفض العراقي لتلك الطائرات بقي قوياً حتى إن كانت غير مسلحة وأنها كما يبدو تعويض عن مناطيد أمريكية مزودة بمجسات كانت ترتفع فوق كثير من المدن العراقية لمراقبتها. قال العراقيون أنها سماءنا وليست سماء أميركا. وأن الطائرات "اهانة للسيادة العراقية". (11)

وبعد صمت إعلامي قصير عن الموضوع، يعلن فجأة عن "موافقة" الولايات المتحدة "على بيع العراق عددا من الطائرات بلا طيار، لاستعمالها في مهام حماية المنصات النفطية في الجنوب" (!)

والحقيقة أن الإحساس بالقلق من هذه الطائرات "غير المسلحة"، لم يقتصر على العراقيين بل، ويا للغرابة يشاركهم في هذا الشعب الأمريكي نفسه، أو على الأقل من يعي معنى تلك الطائرات بيد الحكومات الأمريكية وشهوتها للتجسس على المواطنين الأمريكان قبل غيرهم. فصار هؤلاء المثقفون وعدد من السياسيين يحذرون من أثرها السلبي على الحريات المدنية إن سمح للحكومة بمراقبة الناس كما تسعى. (12)

وأكتشف الناشطون انه في الوقت الذي يتزايد فيه القلق الشعبي الأمريكي من الطائرات، فأن الكونغرس الذي يناقش إصدار قانون يسمح للمؤسسات الأمنية والشرطة باستعمال الطائرات لمراقبة الناس، يبدو أكثر حماساً لنشر طائرات المراقبة المسيرة من حماسه لأدائ واجباته الرقابية(13) وتم الكشف عن وثائق تبين أن الشرطة الأمريكية ومؤسسات أخرى متحمسة لهذه الطائرات وأنها طلبت السماح باستعمالها بأعداد كبيرة جداً. (14)

وفي هذا الجو المتحفز قال القاضي أندرو نابوليتانو قبل أسبوعين كلاماً عبر فيه عن مشاعر الناس، قال: "من يسقط أول طائرة مسيرة تقترب من اطفاله يصبح بطلاً قوميا أمريكيا"!

ويتوقع أن يصل عدد الطائرات المستعملة لذلك الغرض قريباً إلى 30 الف طائرة صغيرة. ومنذ الآن (17 أيار 2012) تمتلك جهات أمنية عدد من تلك الطائرات بانتظار أن يمرر الكونغرس القانون الخاص بالسماح باستعمالها للمراقبة.

وقال القاضي نابوليتانو: أن "نفس ا لكونغرس الذي سمح بقصف الليبيين سوف يسمح للقوة الجوية بالتجسس على حدائقنا الخلفية، وسوف يتجاهل الناس ذلك ويديرون رؤوسهم إلى ناحية أخرى"!

وأشار القاضي إلى ان التعديلات الدستورية الثالث والرابع والخامس والتاسع، تعطي الحق للمواطن بأن "يترك لشأنه" وهاهي الحكومة فجأة تناقض تلك المواد الدستورية. وهكذا فأن الحريات المدنية محل رهان، واي أمريكي يرفع سلاحه لمهاجمة تلك الطائرات فهو يفعل خيراً. (15)

إذن يشترك الشعبان العراقي والأمريكي في القلق بشأن الإتفاقات التي تبرمها حكومتيهما، وتتفق وجهتي نظرهما، تماماً كما اتفقا على ضرورة سحب القوات الأمريكية من العراق.

تم تبرير أتفاقية شراء العراق للطائرات الأمريكية المسيرة بأنها ضرورية لمراقبة وحماية المنصات النفطية العائمة في الخليج العربي. وأرفق الخبر بأنها "خطوة تهدف الى جعل العراق بديلا عن ايران في تجهيز الغرب بالطاقة" مرفقا بعبارة لمستشار رئيس الوزراء علي الموسوي، بأن "العراق لا يعنيه ما اذا كانت هذه الخطوة تثير قلق إيران أم لا، لأن هذه "مصلحتنا"، وإن "العراق ينبغي أن تكون لديه القدرة على حماية نفسه من أي عدوان خارجي". جاء هذا في صحيفة (يو أس أي توداي)، مشيرة إلى أن هذه الطائرات سوف تتيح للجيش العراقي القدرة على مراقبة متواصلة لمنصات النفط العراقية داخل المياه الإقليمية العراقية في الخليج، الذي تخرج منه أكبر نسبة من نفط العالم، وتهدّد إيران بغلقه بين الحين والآخر! وأنها (صفقة الطائرات) جاءت للحفاظ على "روابط عميقة" مع العراق بعد رحيل قواتها وأنها "تساعد على تسهيل تلك العلاقة الاستراتيجية".

يلاحظ أولاً صيغة الخبر التي تحاول التركيز على أن العلاقة بين العراق وإيران علاقة "خطر" و "منافسه"، مما يوحي بأن صفقة الطائرات موجهة في حقيقة الأمر ضد إيران. وهناك التصريح اللامسؤول والغريب لمستشار رئيس الوزراء بأن "قلق إيران لا يعنيه" (إن كان النقل دقيقاً)، وهذا تفكير سيء. فعندما يكون قلق الآخرين لا يعنيك، فإنك تعطيهم الحق أن لا يعنيهم قلقك. والقضية ليست قضية داخلية فقط، فلماذا السيادة تتضخم بمواجهة الجيران حين يقلقون على حدودهم، وتخمد خانعة مع أميركا البعيدة حين تدخل في قلب القرار السياسي العراقي؟

فهذه الطائرات سوف تقوم بالتصوير المستمر للمنطقة، وإرسال الصور إلى الأرض، وبالتالي فأن هذه الصور ستكون متوفرة بشكل مباشر لدى القوات الأمريكية، ومع كل التهديدات بالحرب فأن القوات الأمريكية بالنسبة لإيران أخطر بكثير من إسرائيل بالنسبة للعرب. فماذا لو قرر نظام الحكم في إيران تسيير طائرات تجسس إسرائيلية على الحدود العراقية وقال ان "قلق العراق لا يعنينا"؟ أما كانت ستقوم القائمة على "الفرس" الحاقدين على العراق؟

وإذا كانت هذه الطائرات الضرورية لحماية المنصات النفطية ستطير عند الحدود الإيرانية، فالسؤال المنطقي يطرح نفسه: لماذا لا يتم شراء تلك الطائرات من إيران نفسها وهي تمتلك تلك التكنولوجيا؟ فما تصوره تلك الطائرات هي أراض ومياه إقليمية عراقية وإيرانية في نهاية الأمر؟ أو على الأقل شراء طائرات من دولة محايدة لها علاقات مقبولة من الطرفين مثل روسيا أو الصين؟ أو ربما من الأفضل تسيير منظومة طائرات مراقبة مشتركة على تلك المنصات وربما الحدود بين البلدين؟ فميزة ذلك أنه في حالة حدوث خلاف حول اختراق للمياه الإقليمية مثلاً من أي طرف، فيمكن الرجوع للتحكيم إلى الصور والأفلام التي يقدمها النظام المشترك.

لكن دعونا نذهب أبعد ونناقش حقيقة ضرورة تلك الطائرات للهدف المعلن منها، وهو حماية المنصات العائمة. فالطائرات تكون مناسبة عندما يتعلق الأمر بمساحات شاسعة غير مأهولة. وهذه المنصات نقاط ثابتة في الخليج يصل إليها النفط عبر أنابيب تمتد تحت الماء، لتقوم بتحميل السفن بالنفط المصدر. وكونها "نقاط ثابتة" وليست مساحة شاسعة أو مسافات طويلة يلغي نهائياً فائدة مراقبتها بواسطة الطائرات أو أي نظام متحرك من اي نوع كان! فيمكننا أن نفهم فائدة الطائرات في مراقبة ألاف من الكيلومترات من أنابيب النفط أوالغاز، والإبلاغ الفوري عن اية عمليات تخريب أو سرقة تجري عليها، لتهرع الشرطة للقبض على اللصوص، لكن ما حاجة نقاط محددة ثابتة إلى تلك الطائرات؟ ألا يمكن الإستعاضة عنها بكامرات ترسل الإشارات بشكل مستمر مثل كاميرات "الويب" الرخيصة في الإنترنت، والتي تنتشر في المدن المختلفة في العالم؟ بل لا نحتاج حتى إلى هذه الكامرات. فالمنصات نقاط مأهولة بشكل مستمر بالموظفين وحماية الشرطة، وهؤلاء قادرين وبشكل أفضل، على إبلاغ فوري عن أي "إعتداء" وتتيح للعراق طريقة انسب لـ "حماية نفسه من أي عدوان خارجي" كما تفضل السيد مستشار السيد المالكي.

إذن فليست تلك الطائرات ضرورية ولا مناسبة لمراقبة المنصات، ولا أستبعد أن ما ستقوم به بتوجيه من المنظومة الأمنية العراقية التي أنشأها الإحتلال، هو مراقبة المنطقة لحسابه، سواء فوق المدن أو في الخليج. أي بنفس مهمة الطائرات التي أرادت أميركا الإستمرار في استعمالها بحجة حماية سفارتها، والتي رفضها العراقيون دفاعاً عن سيادتهم على سمائهم، فوجدت أميركا الحل ببيعها للحكومة لكي يدفع العراق ثمن جهاز التجسس الأمريكي عليه وعلى جيرانه. إنها تكرار حرفي لقصة طائرات الأواكس السعودية القديمة بالضبط!

بقي أن نقول أن صناعة السلاح الأمريكي بشكل عام تتركز في الجانب اليميني الشديد الولاء لإسرائيل، وبالذات في صناعة الطائرات المسيرة، فحسب أحد التقارير (16) فأن الشركة الأجنبية الوحيدة التي يسمح لها بتحليق طائراتها المسيرة فوق الأراضي الأمريكية هي شركة إسرائيلية، ويتحدث عن التأثير الإسرائيلي في صناعة الطائرات المسيرة الأمريكية ومستقبلها.

وليس الجانب الأمريكي بأفضل من إسرائيل على كل حال، وهو يمتزج بها حتى يستحيل تمييز الأول عن الثاني، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسلاح والأمن.

إن تسليم مثل هذا النوع من المراقبة المستمرة إلى جهة أجنبية، وهي جهة أجنبية غير اعتيادية، بل مشهورة بتدبير الإنقلابات، وللعراق حصة كبيرة منها، أمر في غاية الخطورة. وهذه الطائرات ليست سوى إمتداد للذراع التجسسية وربما الضرب أيضاً، لقاعدة الأمن العسكرية ومركز العمليات والتجسس التي تسمى "سفارة" في بغداد، لمراقبة البلاد والشعب ودعم أية حكومة موالية لهم والمساعدة على قلب نظام الحكم لصالحهم في حالة الحاجة إلى ذلك.

التجسس بحد ذاته أمر خطير للغاية، ولكن فوق ذلك فلا تحتاج هذه الطائرات التي تطير بلا ضمير، سوى إلى تحميلها بالصواريخ في اية لحظة لتتحول إلى أخطر أجهزة الإغتيال بيد من تصل إليها يده من عملاء أية جهة كانت، وهي الطريقة المفضلة التي تستعملها أميركا بكثافة في كل مكان تتواجد فيه، وسيكون هذا موضوع الحلقة الثانية.

 

1 حزيران 2012

(1) http://truth-out.org/news/item/9161-drone-warfare-killing-our-civil-liberties-with-a-joystick

(2) http://original.antiwar.com/engelhardt/2012/02/23/how-drone-war-became-the-american-way-of-life

(3) http://www.tomdispatch.com/post/175056/tom_engelhardt_terminator_planet

(4) http://www.msnbc.msn.com/id/36197461/ns/health-mental_health/t/revolving-door-wars-tied-severe-ptsd/

(5) http://www.nature.com/news/2011/110921/full/477390a.html

(6) http://www.slate.com/articles/news_and_politics/explainer/2009/11/is_there_a_lot_of_crime_on_military_bases.html

(7) http://abcnews.go.com/US/rising-suicides-stump-military-leaders/story?id=14578134#.T0Jw-8zByUc

(8) http://www.amazon.com/dp/0195311981/antiwarbookstore

(9) http://www.al-akhbar.com/node/33980

(10) http://qanon302.net/vb/showthread.php?t=11144

(11) http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=42442

(12) http://original.antiwar.com/andrew-p-napolitano/2012/05/16/is-there-a-drone-in-your-backyard/

(13) http://www.alternet.org/rights/154966/_drone_summit_killing_and_spying_by_remote_control

(14) FOIA Docs: US Cities Plan Spy Drone Fleets

(15) http://www.informationclearinghouse.info/article31353.htm

(16) http://warincontext.org/2012/05/15/israel%E2%80%99s-drone-dominance

free web counter