| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
saieb.khalil@gmail.com

 

 

 

الجمعة 1/5/ 2009



قدرات الدولة ... وأيتامها

صائب خليل

يوم العمال العالمي، 2009

قال علي الدباغ، الناطق باسم الحكومة العراقية أن عدد الأيتام في العراق يفوق قدرات الدولة العراقية! ومما لاشك فيه أن 2.5 مليون طفل هو عدد هائل فعلاً، ولكن ماذا يعني: يفوق قدرات الدولة؟ فلو كان لديك حمولة من الطعام، ومجموعة من الجياع، لوزعته عليهم. ولو صارت تلك المجموعة ضعف العدد، لوزعت الطعام عليهم أيضاً، حتى لو حصل كل شخص على نصف حصته السابقة، فما معنى أن يكون العدد "يفوق قدرات الدولة؟"

ربما يريد الدباغ أن يقول أن ما يمكن تخصيصه للأيتام من مالية الدولة لن يكفي لكي يحل المشكلة بالجودة التي تأملها حكومته، فما هي تلك التخصيصات؟ ومن حددها؟ وكيف وزعت ميزانية العراق؟
وعن الأولى لدينا أمثلة كثيرة ولعل أولها عراق ما قبل الحكم الأمريكي، حيث بنى صدام أفخم قصوره وقصور نسائه حينما كان العراقيون يتضورون جوعاً من الحصار الذي نتج عن سياسته الرعناء....حينها كان "عدد الجائعين يفوق إمكانية الدولة" أيضاً....لأن تلك الإمكانيات لم تكن تكفي لطعام الشعب وقصور الرئيس...

ومثلما تصرف صدام في العراق، تصرف بوش بشكل مشابه مثير، وكل بنسخة أمريكية، فيصرف مئات المليارات على حروبه وتطوير أسلحته والدعاية لنفسه ولخياراته العسكرية، بل ويحطم إقتصاد بلاده بها، لكنه حين يأتي دور تقديم أية خدمة للناس، خاصة من الفقراء، فعندها يصبح الأمر "يقوق قدرات الدولة"، كما تفضل الدباغ بالضبط.
صدام يبني القصور والصواريخ دون أن تشتكي "قدرات الدولة" حتى يأتي دور الأفواه الجائعة، وبوش يقصف البلدان ويجيش الجيوش "بحثاً عن خرافات"، فلا تشتكي "قدرات الدولة" حتى يأتي دور التأمين الصحي لأطفال دولته، الدولة الأخيرة والوحيدة في العالم الصناعي، غرباً وشرقاً ، التي لاتؤمن لأطفالها صحتهم، عندها تسقط "قدرات الدولة" فجأةً!

تفضيلات بوش وصدام اللاإنسانية المتشابهة تذكرنا بتشابهات أخرى، فكل منهما لم يتردد في التعبير عن احتقاره للقانون، وكل منهما ادعى أنه يلتزم بشكل خاص بتعاليم الرب والدين الشائع في بلاده، فهذا يمنع الخمور ويبني المساجد، لكنه لا يجد مشكلة حين يدفع الفقر بنساء العراق لبيع أنفسهن، فذلك "فوق قدرات الدولة"، أو خارج اهتمام رب صدام، ويقف بوش بقوة ضد حق الإجهاض انتصاراً للأجنة، لكنه يتخلى عن تلك الأجنة التي أنقذها، ويتركها عرضة للمرض، فقانون التأمين الصحي "فوق قدرات الدولة"...

طبعاً لا يتوقف الأمر عند صدام العراق وشبيهه بوش أميركا، بل تنتشر كوارث "توزيع الدولة لقدراتها" حيثما وجد وضيع على رأس حكومة دولته، ولدينا في بلداننا العربية من هؤلاء حصة لانحسد عليها في العالم.
فلا يقلب المرء أي عدد من صحيفة يومية حتى يجد خبراً أو أكثر يعبر عن الطريقة التي توزع بها هذه الدولة العربية أو تلك "قدراتها"...ومن الأخبار الأخيرة السعيدة أنتشار "ظاهرة الانتحار في المجتمعات العربية (...وبشكل خاص بين الشباب) أن أكثر من 78 % ممن يقدمون على الانتحار تنحصر أعمارهم ما بين 17 و40 عاما، وأغلب دوافع التخلص من الحياة يدخل فيها التدهور الاجتماعي الاقتصادي والفشل في ايجاد فرصة عمل وهو ما يعني توجيه ضربة قاضية لعصب هذه المجتمعات ومن يقع على عاتقهم عبء النهضة والتقدم. فتشير الأرقام إلى أن ما بين 11 ألفا و 14 ألف شاب وفتاة ينتمون لبلدان عربية يحاولون الانتحار كل عام وتتركز أعلى المعدلات في الدول التي تعاني مشكلات الفقر والبطالة" كما يقول الخبر (1)

عندما يضع القدر.... - أو ما يمثله (لا تزعلوا)، زعيماً وضيعاً للشعب، فليس غريباً أن يلجأ هذا الشعب في النهاية للإنتحار، إن لم يجد طريقة للتخلص مما يجثم على أنفاسه. وكلمة "وضيع" تذكرني دائماً, وخاصة بعد ذهاب صدام، بحسني مبارك......الذي يشير الإحصاء السابق إلى أن بلاده، مصر، في قمة "دول الإنتحار العربية".... لننظر كيف يعتني هذا المبارك بشعبه وكيف يوزع "قدرات" دولته...
هناك سبب إضافي للنظر باتجاه القاهرة...فهناك تحققت ومنذ عقود، امنية بعض الذين يتمنون التمتع بنعيم رضا أميركا و"تقدم" إسرائيل...القاهرة تمثل بلا شك، مثالاً متقدماً جداً لما ينتظر هؤلاء المتحمسين لإسرائيل وأميركا من سعادة وتقدم ورفاه، فالقاهرة بدأت قبل معظم الآخرين، وكانت أهم من الآخرين بالنسبة لأميركا وإسرائيل وكانت هاتان أحرص كثيراً على إرضائها مما هما بالنسبة للمتأخرين من المتقدمين بطلبات الرضا الإسرائيلي، لذا فهي في الحقيقة "طموح" أقصى قد يتحقق جزء منه في أحسن الأحوال.
إضافة إلى ذلك فمصر التزمت كتلميذ نجيب مبدأ "تحرير" السوق (وتقييد كل ما عداه) الذي يدعو إليه الليبراليون الجدد من العرب، كزملائهم في الأمم الأخرى، وكانت مصر رائدة في تحويل الإقتصاد من سيطرة الدولة إلى "حرية السوق" في المنطقة، فكيف سارت الأمور مع هؤلاء "الرواد" الذين كانوا أسرع من الآخرين في "التقاط" توازنات القوى كما يرى البعض؟...لننظر لنرى ما ينتظرنا...

القاهرة، لم تعد تذكّر بالأمجاد والقيادة والفن و...، بل بـ ...المقابر، والذين "يعيشون" في المقابر، والذين تزايدوا منذ سبعينات السادات وحتى اليوم بلا توقف حتى وصلوا 1.5 مليون مصري! والسبب هو أن السكن، كان مشكلة "فوق طاقة" حكومتي السادات وخلفه الميمون ...ومن الواضح أن "حياة" المقابر (2) الموعودة لكل من سار في هذا الدرب، يمكن أن تكون خطوة ممتازة نحو الإنتحار، فلا عجب...أن نقرأ عناوين مثل " انتحار 2700 فتاة مصرية بسبب العنوسة" ضمن العناوين الأخرى المنسجمة. (3)، ومقابل كل فتاة عانسة ، تجرأت على الإنتحار، بسبب فقر من كان سيكون عريسها، هناك ربما الفاَ لم يمنعهن سوى الخوف...

لكن ليس كل ما يأتي من ظاهرة "يفوق قدرات الدولة" هو سلبي بالضرورة، ففيه بعض الإيجابيات بلا شك...فنقرأ مثلاً عن إحصائية لوزارة الداخلية المصرية تؤكد إنخفاض عمليات النشل خلال السنوات الماضية بشكل مذهل، أما السبب فهو ليس تطور جهاز الشرطة, ولا الرفاه الذي يغني الناس عن الحرام، بل هو كما يقول العنوان: "- النشالون في مصر يعلنون توبتهم لأن الناس «فلّْست"! (4) فالفقر والعوز الذي أصبح يعاني منه 85% من الشعب المصري جعل النشالين ينصرفون عن المهنة...هذه الأفضلية للفقراء يحرم منها الأغنياء في مصر وغيرها بلا شك، لسوء حظهم!
بالمقابل اكتشف الفقراء الذين "يثقلون قدرات دولهم" مصادر جديدة للدخل بدلاً من نشل الذين صاروا فقراء مثلهم، إكتشفوا، أو أعادوا أكتشاف "القرصنة" لاستعادة بعض حقوقهم من أغنياء الأرض، فهؤلاء الأغنياء الذين سيقولون دائماً أن مساعدة الفقراء "تفوق قدرات دولهم" لن يجدوا مشكلة في دفع ذلك بشكل "فدية", ولن يكون تجهيز قوة دولية للحد من "سرقات الفقراء الجديدة "فوق قدرات دولهم" فالسلاح لم يشكو من نقص المال في يوم أبداً...
الأمم تستدين للحرب وليس للتعليم (مناسبة لمصر)
وإن شكى فـ "الأمم قد دُفعت لإستدانة البلايين مؤخراً من أجل الحرب، ولم تقدم أية أمة على اقتراض كبير من أجل التعليم. ربما ليست هناك أمة من الغنى ما يمكنها أن تدفع ثمن الحرب والحضارة معاً، وعلينا أن نقوم باختيارنا، فلا يمكن الحصول عليهما معاً" كما قال المربي الأمريكي أبراهام فليكسنر، رغم أنه لم يشهد حرب بوش على "الإرهاب"، فقد قضى عند منتصف القرن الماضي...
، ومن الأخبار الكثيرة عن هذا أخبار خصخصة التعليم....ونقرأ أن "خصخصة التعليم ستحرم 70% من المصريين دخول الجامعات" (5) ....فلماذا تقبل حكومة مبارك عليها إذن؟ ...لأنها، مثل حكومة الدباغ، ترى أن التعليم "يفوق قدرات الدولة"!

ويمكننا في العراق أن نكرر القول معدلاً بـ "أنه ليست هناك أمة من الغنى لتدفع ثمن اللصوصية والحضارة، وعلينا أن نقوم باختيارنا"...و "إختيار" المسيطرين على مقاليد الأمور في العراق سيكون واضحاً جداً لنا إن جمعنا بعض الأمور مع بعضها: أولاً، ثروة السيد الرئيس الذي كتب عنها أمين يونس وحسب ان هذا الرئيس يجب أن يكون قد حصل على 670 الف دولار شهرياً خلال "نضاله" لنصف قرن، مبرهنا بذلك أن "النضال" من وسائل الإستثمار الممتازة! وثانياً ما يدفع حالياً للبرلمانيين العراقيين من ثروة شهرياً، وقصص جهود الإحتلال في تهريب الوزراء والمسؤولين، من كبار اللصوص، وامتناع حكومة كردستان عن تحديد ميزانية للبلاد، والإتفاق مع علاوي على تسليمهم مالية الكرد بعد احتساب كل كردي بعربي وثلث، ثم الحصار على البرلمان لإجباره على إدامة تلك السرقة والإهانة سنة أخرى، بعد أن أسماها أحد برلمانيي كردستان بأنها "انتصار للكرد" دون أن يكون للكرد ما يكسبونه منها. وإن جمعنا فضائح النفط ومقاييسه والإحتلال ومئات المليارات المهربة والمفقودة والمؤمنة لديه كما تؤمن البزون شحمه....إن جمعنا كل هذا مع مقولة السيد الناطق الرسمي عن عدم وجود المال اللازم للإهتمام بالأيتام، نعرف أي خيار اختار قادة العراق.

توفير سكن معقول خارج المقابر "يفوق طاقة الدولة" المصرية، لكن إنشاء ثالث قطار مغناطيسي بعد اليابان والمانيا بكلفة 8 مليارات دولار يحظى بحماس الحكومة فهو لا "يفوق قدرتها" (6).
و"يفوق قدرات" دولة مصر، السكن والتعليم وأمثالها، لكن دعم إسرائيل بمقدار 13.5 مليون دولار يومياً من خلال بيع الغاز المصري لها بسعر مخفض (7) ليس ضمن ما "يفوق قدراتها".

وحين تقود الشركات العالم، فأن دعم البنوك المالية لإدامة الإحتيالات الكبرى بمبالغ خرافية وصلت في هذه الأزمة المالية إلى 3 آلاف من المليارات، ليس شيئاً "فوق قدرات" الدول الشركاتية الكبرى، إنما اتخاذ إجراءات لمنع انهيار البيئة الأرضية من التصاعد الحراري، أمر "فوق قدراتها" بلا شك.
يقول "بوب براون": "بجزء صغير من مئات المليارات من الدولارات التي صرفت على الحرب في العراق، كان بإمكان أميركا وأستراليا أن تؤمن لكل طفل يموت جوعاً وعيناه غائرتان على هذا الكوكب، غذاءاً جيداً وماءاً نظيفاً ودورة مياه ومدرسة يتعلم فيها."

وعودة إلى العراق، نذكر أنه مما "يفوق قدرات الدولة" أن توفر الأمن والسكن والعمل لملايين العاطلين، لكن عادل عبد المهدي يسافر إلى مصر ويطلب مليون عامل ويعدهم بالأمن والسكن والعمل وتحويل مبالغهم بلا قيد إلى الخارج! تلك أيضاً ليست "فوق قدرات هذه الدولة"!

ونعلم أنه مما "يفوق قدرات العراق" توفير مياه الشرب والحد الأدنى من العيش للإنسان الذي يضطر إلى بيع ليس شرفه فقط، بل أطفاله أيضاً، مثلما تكررت قصص تلك المآسي وانتشرت أخبارها في العالم مثل قصة (زهراء) ذات الأربعة اعوام والتي بيعت في وسط بغداد بمبلغ 500 دولار كما نقل التلفزيون السويدي (8) وطفل آخر في العاشرة باعه أبوه ليطعم أخوته فانتحرت أمه بمبيدات زراعية...إنقاذ العراقيين من هذا الحال، أو إنقاذ ربع أطفال العراق من سوء التغذية، أو إنقاذ السكان من بقايا اليورانيوم المنضب الذي يفتك بأجسادهم وأجيالهم القادمة، "يفوق قدرات حكومة المالكي" لكن "دعم حكومة الأردن" بالنفط المخفض (الذي يبدو أنه يذهب إلى إسرائيل) ليس فوق تلك الطاقة...

لقد أقرت 191 دولة إعلان لائحة حقوق الطفل في عام 1989 وجاء في المادة 3 أن "مصلحة الطفل تأتي بالدرجة الأولى دوماً"، لكن تفسير الحكومات المحتالة يقول أن "مصلحة القوى الكبرى تأتي بالدرجة الأولى دوماً"، أما مصلحة الطفل في العراق ومصر والأردن وبقية شلة الفساد المدعوم بالرعاية الأمريكية فتأتي بالدرجة الأولى أيضاً، لكن إن قرأنا القائمة من الأسفل.

لقد بدأت الرأسمالية ثروتها بجمع الأطفال الأيتام وسرقة البعض وشراء البعض في بريطانيا وغيرها، لوضعهم في "سجون" المصانع ليعملوا اكثر من 12 ساعة في اليوم مقابل طعامهم، وهاهي المأساة تتكرر، بنفس المجرمين ونفس الضحايا. (9)

ويكتب حميد لفتة عن الغاز الذي لا يبدو أن حرقه هدراً يتسبب في خسائر "تفوق قدرات" الدولة التي تحرق أحلام أطفاله، ويتساءل: "
الا يمكن ان تبني هذه المليارات المحروقة ان تبني مساكن لمن يعيشون في العراء وبيوت ((التنك)).
الا يمكن ان تبني هذه المليارات المحرقة آلاف المدارس اللائقة لأبنائنا بدلا ن مدارس الطين؟؟
الا تكفي هذه المليارات المحروقة ان توفر عيشا كريما لآلاف المتسولات والمتسولين في عراق البترول؟؟
الا يمكن ان تصون هذه المليارات المحروقة كرامة المرأة العراقية التي تبيع جسدها من اجل ان تعيش؟؟
الا يمكن ان تبني هذه المليارات المحترقة مزيدا من المشافي الكفوءة لرعاية الإنسان العراقي المبتلى بأنواع المصائب والأمراض والعلل؟؟" (10)

لقد قال غاندي: "الأفعال تكشف أولويات المرء" ، ومن الواضح من تلك "الأفعال" أن الحكومة التي يمثلها الدباغ وتلك التي يقودها مبارك وأمثالها من الفاسدين الكبار والصغار، ليس من بين أولوياتها حياة أولاد حميد...



روابط:
(1) مركز عفت الهندي للإرشاد الالكتروني - مركز المعلومات - مكان العرب في ظاهرة الإنتحار - دراسات وأبحاث وتقارير
http://www.ehcconline.org/information_center/wmprint.php?ArtID=30
(2) الحكومة المصرية: 1.5 مليون مصري يعيشون في مقابر القاهرة - صحيفـــــة ومنتديــــات العروبــــة
http://www.alorobanews.com/vb/showthread.php?t=7146
(3) انتحار 2700 فتاة مصرية بسبب العنوسة
http://www.arabrenewal.org/blogs/2467/CaEICN-2700-YECE-aONiE-EOEE-CaUaaeOE.html
(4) - النشالون في مصر يعلنون توبتهم لأن الناس «فلّْست»!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=160784
(5) خصخصة التعليم ستحرم 70% من المصريين دخول الجامعات
http://www.almanar.com.lb/newssite/NewsDetails.aspx?id=45983&language=ar
(6) من المستفيد من شراء هذا القطار ..؟؟
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=7021
(7) مصر تخسر 13.5 مليون دولار يوميا جراء بيع الغاز لإسرائيل
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=244439&pg=2
(8) أنقذوا أطفال العراق يا (..........) - حيدر الاسدي
http://www.urrnina.com/news.php?action=view&id=616
(9) تجارة الأعضاء: من بغداد إلى القاهرة - هيثم مناع
http://www.dctcrs.org/s5297.htm
(10) حميد لفته - لست مسئولا عن الحرائق لكن نيرانها تحرق أحلام أبنائي!!!!
http://www.radiodijla.com/cgi-bin/articles/display.pl?subject=2009-04-15%2007:49:12

 


 

free web counter