| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
s.khalil@chello.nl

 

 

 

الثلاثاء 18/3/ 2008

 

دور علاوي في فقدان سيادة العراق على العمليات العسكرية
ووجوده تحت الفصل السابع

صائب خليل

لم يلق ما كتبته بيداء كريم في جريدة الصباح (1) من كلام خطير الإهتمام اللازم ومر دون ملاحظة احد ودون ان يثير اية ردود فعل! كتبت بيداء تحت عنوان: " برلمانيون:البقاء تحت خيمة البند السابع إنقاص لسيادة البلد"، مقالاً تحدثت فيه عن القرار 1546 الخاص بعملية تسليم السيادة الى العراقيين، والذي تم تعديله اربعة مرات. والظاهر ان سبب الإشكال هو ان جهات في مجلس الأمن هي فرنسا والمانيا والصين كانت تصر على وضع حق فيتو للحكومة العراقية لرفض العمليات العسكرية في العراق متى شاءت تلك الحكومة، فتقول بيداء: " ومن المضحك المبكي إن (فرنسا والمانيا والصين) هي من تدافع عن الحقوق الوطنية العراقية وليس العراقيين".
فكيف تخلصت اميركا من هذه الأزمة؟ تشرح السيدة بيداء في نفس المقال ان الحكومة العراقية عارضت الفيتو الذي طلبته لها هذه الدول و: "إلا ان الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة (أياد علاوي) قد طالبت ان تكون هناك قوة (متعددة الجنسية) وبقيادة الولايات المتحدة الاميركية ومن دون (فيتو) بل تحت صيغة التعاون والمشاورة"!!

من المناسب ان نذكر ان المالكي طلب في رسالته الأخيرة لتجديد ولاية القوات الأمريكية، طلب من مجلس الأمن نوع من الفيتو للحكومة العراقية على العمليات العسكرية للقوات المتعددة، لكن مثل هذا النص لم يرد في قرار المجلس!
لقد تغير الحال، ففي ذلك الوقت لم يكن ساركوزي في فرنسا ولا ميركل في المانيا ولا بان كي مون سكرتيراً للأمم المتحدة، لذا عرضوا بأنفسهم حينها ان يمنحوا العراق فرصة للإفلات من بين مخالب أميركا التي يعرفونها جيداً، لكن اميركا كانت قد وضعت علاوي على رئاسة الحكومة العراقية، ومن الواضح انها احسنت الإختيار.
فعلاوي وحكومته اثبتا انهما في صف واحد مع اميركا ضد الشعب العراقي. ومن الواضح ان اميركا كانت تخطط منذ ذلك الحين لإتفاقية لخنق العراق بعد انتهاء فترة ولايتها من الأمم المتحدة, وتعلم انه من الأفضل ان يكون هذا البلد مكبلاً قدر الأمكان ومحطماً قدر الإمكان ومخترقاً قدر الإمكان حين التوقيع. لذا لم يكن غريباً ان تكون الحكومة التي أرادتها يرأسها علاوي، ابعد من حكومات فرنسا والمانيا والصين عن الشعب العراقي فمنع المخرج الذي ارادته هذه الدول للعراق. لذلك نتساءل مع السيدة بيداء كريم: "من أعطى حيزاً كبيراً للقوات متعددة الجنسية بالدخول في كل صغيرة وكبيرة داخل العراق بحجة بسط الأمن ومطاردة ما يسمى بالإرهاب؟"

هل تغير السياسيون الآن واختلفوا عن علاوي؟ هل يجلسون مع الامريكان للمفاوضة "الشاقة" لمصلحة العراق ام يديرون الدسائس لإيقاع البلد بالمأزق تلو المأزق؟ لاشك ان الشعب العراقي انقذ نفسه من تهلكة كبيرة حين افشل انتخاب قائمة علاوي "العراقية" التي يرأسها من انتخبته اميركا في الحكومة الأولى ليمثلها في العراق وليس ليمثل العراق امامها، لكن "التهلكات" الجديدة القادمة كثيرة ومازال على الشعب ان يقرر قرارات صعبة فعلاً.

لاحظوا مثلاً ان السيد وزير الخارجية، والذي سيقود المفاوضات "الشاقة" مع المالكي، قد تصرف بنفس روح تصرف علاوي في ابقاء العراق تحت الفصل السابع الذي يتشكى ويتولول منه، حين احتج على تقدم احد الساسة العرب الى مجلس الأمن طالباً إخراج العراق من الفصل السابع, واعتبر ذلك اهانة للعراق، وقال لـ "
PUKmedia" أن ذلك العربي: "تناسى ان في العراق خبراء وقانونيين وفنيين ومختصين وعلماء وفي ذلك مسائل مهينة ترتكب وممكن ايجاد حلول داخلية لحل اية مشكلة عبر التحاور العراقي." اي انه يطلب منه عدم مساعدة العراق، بل ان يترك ذلك للعراقيين ليحلوه، وهو بالضبط المعنى الذي قاله علاوي للدول الثلاثة التي ارادت للعراق حق فيتو على تصرف القوات الأمريكية!!(2). هو ايضاً نفس موقف الوزير الكردستاني هورامي حين الغى حقولاً نفطية كاملة ليتيح للشركات "إعادة اكتشافها" وبيعها للعراق – عفواً لكردستان...إنها جميعاً تصب في الحرص على سلب بلادهم اوراق ضغطها لتليينها وتكبيلها بأكثر مما هي لينة ومكبلة، تحضيراً لأية مفاوضات او مواجهات مع أميركا وشركاتها. أترك لكم تسمية امثال هؤلاء بما ترونه مناسباً.

لكن لنعد الى مقال بيداء فما زال فيه المزيد من الأمور الدسمة، فكتبت نقلاً عن النائب الكردستاني محمود عثمان:" كان من المفروض على الحكومة العراقية التي تشكلت برئاسة اياد علاوي بعد بريمر مباشرة ان يطالبوا باخراج العراق من البند السابع." و "ان رسالة من اياد علاوي وكولن باول الى مجلس الأمن الدولي كتبوا فيها ان هذه المسألة سوف تحل فيما بينهم فلا داعي لتدخل مجلس الأمن وهذا خطأ فادح." و"خطأ فادح"، كما نعلم، إسم دبلوماسي للجرائم بحق البلدان!

إن صدق ما ذكره عثمان بشكل مباشر وغير مباشر فأن علاوي لم يكتفي بتركة وزرارة نهبت العراق وبـ 2000 ضابط صدامي اعيدوا الى مواقعهم في وزارة الداخلية، وسلسلة الفضائح الأخرى، انما كان ايضاً السبب المباشر في بقاء حرية الأمريكان في حركتهم العسكرية وقتل من يشاؤون في البلاد دون رقيب عراقي، وفي بقاء العراق تحت الفصل السابع!!

إذا صدقنا وزير الخارجية هوشيار زيباري فإننا " سندخل في مفاوضات مصيرية وتفصيلية ودقيقة وقانونية حول الاتفاقية بعيدة المدى مع الولايات المتحدة. ينبغي استجماع كل قوانا وطاقاتنا حتى نحصل على أفضل نتيجة." و"الموضوع مهم ومصيري، كما نعرف".
و "كل قوانا وطاقاتنا" تترجم في المفاوضات الى "كل اوراق الضغط" التي لصالحنا والتخلص من التي ضدنا، وهو ما يعني ان علاوي مسؤول عن تسليم اقوى ورقة ضغط لدى الأمريكان على العراق وبلا مقابل وبالتقصد، وانه بالتالي سيكلف العراق كثيراً في "موضوع مهم ومصيري"!

لكي نتعرف على اثر هدية علاوي هذه لبلاده في مرحلة مصيرية، لنسأل السياسيين العراقيين انفسهم:
محمود عثمان:"ان العراق إذا لم ترفع عنه الوصاية من البند السابع للجمعية العامة للامم المتحدة لن يكون متمتعاً بالسيادة بشكل كامل".
عباس البياتي (الائتلاف): ينبغي اتخاذ ثلاث خطوات اولها: التمديد لمرة واحدة للقرار 1546 بعد الاستماع الى رأي وزير الخارجية والقيادات العليا في البلد والخطوة الثانية الخروج من احكام الفصل السابع الذي يسلب العراقيين سيادتهم".
هوشيار زيباري (الخارجية): ''إن الحكومة والوزارة وضعتا مسألة تمديد بقاء القوات المتعددة الجنسيات لعام اخر تمهيدا للخروج من البند السابع ضمن اولوياتهما....رسالة رئيس الوزراء نوري المالكي الى رئيس مجلس الامن الدولي... ستحتوي على طلب صريح وواضح برغبة الحكومة في تمديد اخير للمتعددة الجنسيات وانها ستدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة للخروج من طائلة البند السابع عبر توقيع اتفاقية استراتيجية طويلة الامد....إن المفاوضات بين الجانبين العراقي والاميركي ستبدأ مطلع الـشهر المقبل وستكون شاقة وصعبة''
ليلى الخفاجي (الإئتلاف): "قضية إخراج العراق من طائلة البند السابع قضية تبناها الائتلاف الموحد منذ البداية، وهو يرى ان الاتفاق مع واشنطن التي تتزعم القوات متعددة الجنسيات، مهم جدا لاخراج البلاد من وصاية الامم المتحدة، واعطاءه الحق في اقامة شراكة الند للند مع جميع دول العالم".
الشيخ جلال الدين الصغير: «إنّ هناك ضرورة لعقد اتفاقات أمنية، لأنّ نهاية السنة ستحمل نهاية الوجود الأجنبي حسب البند السابع للأمم المتحدة، وبذلك لابدّ من علاجات».
قاسم داوود (الائتلاف العراقي) :" ان الاتفاقية تغطي عدة جوانب سياسية واقتصادية وأمنية وتمهد لتحقيق شيء مهم ألا وهو الحصول على السيادة الكاملة، كون العراق مازال تحت وصاية مجلس الأمن الدولي ومنذ عام 90، أما الآن فهناك تفاهم بين العراق والولايات المتحدة للعمل على تحرير العراق من هذه الوصايا"
عز الدين الدولة ( التوافق): "ان نتحمل مسؤولياتنا بشجاعة وان نعمل على طرح هذه المسألة على الطاولة بغية الخروج من المأزق وانقاذ العراق من خيمة الفصل السابع للأمم المتحدة التي لاتزال البلاد محكومة بمبادئها"
عدنان الدليمي:"أن هذا البند يمثل تعهد الولايات المتحدة لمساعدة العراق داخل أروقة مجلس الأمن الدولي لإخراجه من مأزق البند السابع".

أي اننا يجب ان نشكر الولايات المتحدة ونتحلى بالشجاعة اللازمة لندفع لها الثمن الباهظ تخليصنا مما تعاون علاوي على الصاقه بنا من مأزق!!
من سيحاسب المسؤول عن كل هذا؟ وما هي عقوبة من يضع بلاده في مأزق؟ الم يكن هو نفس الشخص الذي تظاهر يوماً بانتقاد اميركا على مواقفها واعلن تحفظه على قانون النفط، فهل يقلق شخص من موقف دولة ولايقلق من إطلاق يدها في بلاده؟ لاغرابة في هذا التصرف ممن لايجد صعوبة في دفع المال لجهات اجنبية لتشويه سمعة خصم له من اجل الحصول على منصبه، إنما اجد غرابة في من مازال متردداً معه, ولايجد ما ينتقده فيه سوى انه "متفرد في قراره". أستغرب ان تكون سمعة البعض النظيفة بهذا الرخص، فلا يقلقهم ان يضعوها في وعاء مكشوف منذ يومه الأول، تفوح منه كل هذه الروائح!


http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=53756 
(1
http://pukmedia.com/index.php?option=com_content&task=view&id=9184&Itemid=25 
(2

مقالة اخرى للكتاتب عن المعاهدة وتحتوي على روابط الى بقية مقالاته عن الموضوع :
http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/13icp2.htm



18- آذار 2008

 


 

Counters