| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
s.khalil@chello.nl

 

 

 

السبت 15/3/ 2008

 

قضايا تختفي واعدامات بالمئات من اجل التستر؟

صائب خليل

بينما ينشغل العراقي بالف هم ومشكلة، تجري في العراق عجائب كبرى وتمضي دون انتباه، وما كانت لتمضي لولا هذه الحال. كتبنا سابقاً عن اسرار النفط الذاهب الى الأردن، وعن لغز مذبحة اطفال النعيرية وعن الجريمة "العجيبة" التي ادت بحياة اللواء مبدر الدليمي، وعن طائرة هليوكوبتر أمريكية تحرق مصفى الشعيبة في البصرة، وغيرها وغيرها، ورغم ذلك فأن ما يتاح لنا ان نكتب عنه اكثر بكثير والإسئلة التي لا يتاح لها الوقت ان تطرح اكثر من تلك التي تطرح ولا تحصل على جواب.

كم تحقيقاً قالوا انه بدأ، وانتظرنا نتائجه دون جدوى؟ لقد نسيناها لكثرتها وتتابعها وتتابع الغرائب والفجائع. ألم تكن احداث كربلاء قبل فترة من اخطر الأحداث في العراق. ألم تعلن الحكومة، وفقط بعد تهديد الصدريين ببدء التحقيق بها؟ الم تعلن بعد ذلك انها القت القبض على المجموعات التي ارتكبتها؟ فأين هؤلاء؟ واين من يدفع بهم؟ هل يعقل ان مجموعة قررت لوحدها دون ان يكون لها ارتباط بجهة ما، سياسية او عسكرية او دولة خارجية او قوة احتلال، تدفعها الى عملها؟

وقبل ايام أعلن فجأة عن تبرئة وفيق السامرائي من جميع التهم المنسوبة اليه. وفيق السامرائي تبين انه لم يلمس شعرة من احد, وان الناس ظلمته واتهمته....رئيس استخبارات في زمن اشرس حاكم في اقسى بلدان العالم، برئ من كل شيء! لقد اختار هذا الدكتاتور الرهيب صدفة انظف خلق الله لرئاسة منظمة استخباراته! ثم تقرأ بيان لمركز حلبجة يوضح لك المؤامرة كلها:

"مركز حلبجة ضد انفلة وابادة الشعب الكوردي، تدین وتستنكر بشدة قرار قاضي التحقيق فی المحكمة الجنائية العليا لصالح المتهم وفيق السامرائي. اننا نشك فی نزاهة وحيادية هذا القرار، لاننا لم نسمع او نری ای طلب منشور او معلن عنه من قاضي التحقيق للضحایيا، لتقديم الادلة ضد المتهم الذی كان من المسئولين االمباشرين عن ادارة عملیات الانفال والابادة الجماعية ضد ابناء شعبنا فی جنوب كوردستان. ولم تطلب من الجهات المختصة او من مركز حلبجة المتخصصة فی هذا الامر لرفع الادلة الثبوتية الكافية ضد المتهم وما أكثر تلك الادلة الموجودة بحوزة مركز حلبجة/ جاك. "

من الذي منع المحكمة من اجراءاتها الطبيعية, ولم فعل ذلك؟ من له السلطة ليفعل ذلك؟ إنه بلا شك نفس من وضع السامرائي في منصبه الحالي رغم عن انف الشعب العراقي، كرده قبل عربه.

إن لم تكن مذبحة إعدام 200 شخص أدينوا بجرائم تتعلق بقتل وخطف العلماء والكفاءات العراقيين، في وقت قصير، ودون نشر اسمائهم، جريمة حكومية للتستر على أسرار خطيرة، فالحكومة تبغي ان يطير ما بقي من عقل المجتمع العراقي! القصة كلها خرافية الحجم والأرقام مثلما هي خرافية الأحكام واسطورية السرعة في اصدار تلك الأحكام وتنفيذها..

هل الحكومة التي تأخذ على عاتقها كل هذا الجهد والوقت والصبر والتضحيات لتظهر كدولة قانون عند محاكمة صدام، تعود لتخرب كل ذلك بمحاكمة آلاف في صمت مريب، ولتحكم على الاف منهم بإستعجال مدهش احكاماً بين الإعدام والسجن المؤبد!

الأمر مثير للريبة اضافة الى تلك السرعة في نقاط عديدة، وهي:

أين تغطية الصحافة للخبر؟ اين تساؤلات الصحفيين عن كل غرائبها؟ على متابعتي، لم اجد من تساءل عن الموضوع سوى اثنين هما علاء اللامي الذي كتب: " آلاف المتهمين ومئات الأحكام بالإعدام فكم عدد القتلى من ذوي الكفاءات والعلماء ؟ " و رضا الظاهر (طريق الشعب) والأخير هو الذي اثار الإنتباه الى المسألة الخطرة وكتب: " هل سمعتم عن بلد في العالم يحكم على 600 شخص بالاعدام وينفذ الحكم بـ 200 بدون إعلان (.....) ما من أحد يعرف من الذي حقق مع المجرمين، ولماذا جرت كل هذه القضايا خلف الكواليس، ثم أعلن عنها فجأة ؟ ولماذا لا يُكشَف عن أسماء القتلة إذا كان القضاء نزيهاً
فإن ذلك يمكن أن يدخلنا في طور إعادة إنتاج الاستبداد بصيغ جديدة، ويؤدي الى إرساء نظام أبعد ما يكون عن نظام دولة المؤسسات والقانون" وكتب: "لا يمكن لكل ذي إحساس وطني ومسؤولية أخلاقية وبصيرة ترى الحق أن يقبل بالتعامل على نحو مسيّس وغير شفاف مع قضايا خطيرة تهم مصائر البشر وحياتهم ومستقبلهم. ويتعين على البرلمان ووسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان أن ترفع صوتها عالياً للكشف علناً عن خفايا مثل هذه القضايا، وعدم التستر على هذا الملف وإخضاعه للمساومات السياسية، كما كان الحال مع مصير ملفات أخرى دخلت في "دهاليز اللجان التحقيقية".

اين اعتراض رئيس الجمهورية على مبدأ الإعدام والذي بلبل به ومبادئه العراق ايام محاكمة صدام حسين؟ هل وجد فعلاً الوقت بين كل انشغالاته ومتابعاته للمؤتمرات وكل اضطرابات السياسة العراقية، الوقت ليراجع ملفات 200 شخص، وبدقة تريح ضميره المرهف، ليحكم بأن ليس بينهم من يستحق تخفيف الحكم؟ لماذا يتقبل الأمر بسهولة مثيرة للعجب حين يتعلق الأمر بإعدامات جماعية، ويعرقله عندما يتعلق بأفراد؟ واين طارق الهاشمي الذي تخصص بعرقلة كل ما يمكن عرقلته، وطالما اتحفنا بصوره وافلامه وهو يتجول بين المساجين يراجع احكام القضاء ويطالب بالعفو العام الشامل؟ هل هي مسألة عفو شامل بلا تمحيص او اعدام شامل بلا تمحيص إذاً؟

وإذا كانت سرعة الأحكام بالإعدام وسرعة تنفيذها تثير العجب، فتثير العجب اكثر منها سرعة تبرئة الباقين وإطلاق سراحهم. فمن المعروف ان الحقائق قد تأتي وتتداعى في مثل هذه الحالة مع الوقت. لماذا لم تنشر أسماء المدانين على الأقل وصورهم لعل لدى بعض الناس معلومات عنهم تفيد التحقيق؟ كما ان من حق ذوي الضحايا, والشعب كله ذوي هؤلاء الضحايا، ان يعرفوا تفاصيل قتل وقتلة ضحاياهم، فكيف يتم العمل بسرية ولماذا؟

وما سر هذه الأرقام المدورة الغريبة؟ ان كان عدد المتهمون في القضية المعلن وهو 8000 رقم تقريبي، وان كان الرقم الغريب لعدد ضحايا من قدموه لنا في التلفزيون (60) قتيلاً، كان صدفة، فلا يمكن ان تكون الأرقام التالية تقريبية او صدفة: 600 يحكمون بالإعدام و 600 يبرئون و 2000 يحكمون بالمؤبد!!

الجزء الأكثر اهمية وريبة في كل هذه القضية، هو ان الناس لم تعرف دوافع هؤلاء المجرمين. فليس من المعقول ان يتجمع 8000 شخص ويتفقوا على قتل الكفاءات العراقية بانفسهم! هل هناك مرض او وباء مثل السادية او غيرها لم نسمع به من قبل يكون من اعراضه الرغبة في قتل الكفاءات، وان 8000 من هؤلاء تجمعوا بقدرة قادر، وقرروا قتل العلماء دون غيرهم؟ هل يعقل ان لاتكون خلفهم جهة تستفيد من هذا القتل بالذات، جهة تنظم لهم امور عملهم،.. تدفع لهم،... تنسق بينهم؟؟؟ هل يعقل انكم نفذتم احكام الإعدام والتبرئة دون التوصل الى تلك الجهة؟ ألم تجدوا اي من الألاف الثمانية من يخبركم بشيء مقنع؟ بجهة يعقل ان تستهدف العلماء دون غيرهم؟ وإن اخبركم فلم تخفون ذلك عن الناس؟ هل هذا من حقكم؟

بل هل من المعقول ان تعمل شبكة بهذا الحجم، وتتخصص بقتل الكفاءات، دون ان تكون لها صلات بشبكات مماثلة تقوم ببقية انواع الإرهاب في العراق؟
هل اعترف من اعدمتموهم على عجل، اعترافات فوق طاقتكم على مجابهتها، فلفتم القضية هكذا؟ هل تفسر هذه الفلفة ايضاً نتائج تحقيقات كربلاء وغيرها؟ هل يتم التستر في كل مرة عن المدير الأساسي للإرهاب في العراق لأنكم لستم قادرين على مجابهته مثلما عجزت الحكومة عن محاسبة بريطانيا عندما امسكت بجندين بريطانيين متلبسين بأسلحة الإرهاب في البصرة قبل سنوات؟ إن كانت هذه اوهام خيالية فاخبرونا بالحقيقة لنبعد الأوهام عن رؤوسنا!
هذه الأمور اكبر من ان تخفى الى الأبد، وأجزم ان في الأمر لعبة كبيرة للغاية ووسخة للغاية قد يكون وراءها كشف كل اسرار الإرهاب والدماء العراقية التي سالت حتى اليوم ومازالت تسيل!!

مقالات متعلقة:
http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/1musil.htm

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=99928
http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/1mbdr.htm
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=46809


15 – 03-2008


 


 

Counters