| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
s.khalil@chello.nl

 

 

 

الأثنين 14/7/ 2008



أحتفالية غير اعتيادية بيوبيل الثورة العراقية

صائب خليل

من الرائع أن تصادف الذكرى الخمسين للثورة العراقية الكبرى مع اندحار مشروع المعاهدة المريبة مع الإحتلال الأمريكي. هذا الإندحار يقدم دروساً عديدة أساسية ربما نعود لها في وقت آخر، لكن برأيي أن أهم ما يجب الإنتباه إليه، إضافة إلى احتمال لجوء طرفي "الفريق الموحد" الى البنود السرية أو توقيع اتفاقية "تنظيم تواجد القوات" بشكل لايثير الشعب، معتمدين على أن تنفيذها سيكون كما يريدون، وهناك احتمال إنقلابات عسكرية بدعم أمريكي لتغيير الوضع وإن كان من المشكوك وجود عراقي يقبل بمثل هذا الدور وقيادة العراق بعد مثل هذه المؤامرة، ليس لقلة العراقيين البعيدين عن العراقية، لكن لكون الحركة مفضوحة بشكل أكبر من المعقول بكثير.

من الناحية الثانية فيجب ان ننتبه إلى السؤال: لماذا كان الجميع تقريباً يتوقعون استحالة الغاء المعاهدة قبل أن تلغى فعلاً؟ ما هو المسؤول عن إقتناعنا بأن الوضع يائس ولم يكن كذلك على الإطلاق، وأي تأثير إعلامي كان يسيطر علينا؟

الآن، لننس هذه الأسئلة للحظة ولنحتفل احتفالاً مزدوجاً، احتقال بالنصر على المعاهدة واحتفال بالذكرى الخمسين للثورة، وبالفعل فقد وجد بعض العراقيين طرقاً غير اعتيادية لذلك الإحتفال.

لم يكتف الفنان كوران رشيد بالجهد الكبير الذي بذله في صب نموذج مصغر لتمثال الحرية لجواد سليم، بل أضاف الى ذلك إقامة احتفالية صغيرة في منزله في مدينة واخننكن الصغيرة في الشرق الهولندي، برفع الستار عن النموذج، دعا اليها عدد من الأصدقاء العراقيين والهولنديين، إضافة إلى أن فنانين عراقيين (ستار الساعدي و سامر عنكاوي) أضافا إلى الحفل الكثير من الحيوية والبهجة. كما غطت قناة الشرقية الحفل ورتبت بضعة لقاءات قصيرة مع شخصيات عراقية معروفة مثل الفنانة عفيفة لعيبي والفنانة مي شوقي وغيرهما.

استغل كوران الفرصة لإعطاء ضيوفه الهولنديين فكرة عن الفن العراقي في سنوات الخمسينات, كما ذكر العراقيون منهم بقيمة رموز حضارتهم وأن ما يجري اليوم وما جرى أيام صدام ليس تعبيراً عادلاً عن ذلك البلد الكريم الغني.

لقد كان للمناسبة، إضافة إلى رمزها الكبير الأساسي، اليوبيل الذهبي للثورة العراقية الكبرى، رمز آخر إذ جاءت في وقت يمر العراق فيه بتساؤلات عن مستقبل حريته وسيادته فيما يتعلق بمشاريع معاهدات مشبوهة مع أميركا وبريطانيا أيضاً. إنه وقت حرج يحتاج فيه العراق والعراقيون أن يستلهموا اللحظات المشرقة من تأريخهم لعبور هذه المرحلة الحرجة بشجاعة وقوة وأن لاتدفع بهم ظروف الإرهاب وقسوة الحياة إلى القبول بمعاهدات في غير صالحهم.

النصب كان بنسبة واحد إلى عشرين فكان طوله 2.5 م والأرتفاع 80 سم, وقد كانت كلفة المواد والعمل وحدها تزيد عن 1200 يورو, واستغرق ثلاثة أشهر (متقطعة) تميز بدقة التفاصيل، وشاهد الضيوف أيضاً فلماً وثائقياً عن إنجاز العمل قام بإخراجه ابنه سان. كان العمل والإحتفال عبارة عن مبادرة عائلية عفوية غير مدعومة من أية جهة عدا مساندة بعض الأصدقاء في إقامة الحفلة.

إنها مبادرة مبدعة جميلة توحي بما يمكن أن يقوم به العراقيون من جهود فردية أو جماعية للتعبير عن آرائهم واعتزازهم ببلادهم وما يحبون فيها ويقدسون. نرجو أن تستوحى هذه الجهود في أماكن أخرى من الغربة, وربما في العراق أيضاً وحسب الإمكانيات.

صور الإحتفالية:
http://www.bermanah.com/14july
 

14 تموز 2008


 

free web counter