| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صباح الجزائري

 

 

 

الثلاثاء 25/3/ 2008


 

بليكس :" العراقيون ذاتهم فقط يستطيعون عمل ذلك" *

أجرى المقابلة : اولـّـه لونايوس

عن مقابلة مع هانس بليكس المفتش السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ، المكلف بالبحث عن وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق. المقابلة نشرت في العدد الصادر يوم 20 آذار 2008 من جريدة Sydsvenskan، السويدية التي تصدر في جنوب السويد. و لأهمية ما ورد فيه ارتأيت ترجمته ، مع التأكيد بأن اغلب الآراء المطروحة ليست جديدة كلياُ.

صباح الجزائري

  • بيّن مفتش الأمم المتحدة السابق لصحيفة "سيد سفينسكان Sydsvenskan " وجهة نظره حول اللعبة وراء الحرب، الطريق الصعب للسلام و احتمالات دخول أمريكا إلى أيــــــــــــران .

  • الإخفاق في العراق جعل الولايات المتحدة الأمريكية تترك جميع أفكار الهجوم العسكري على إيران .

  • القوة العظمى الوحيدة في العالم فقدت الثقة بأن الصواريخ و القنابل هي التي تحل المشكلة .

  • هذه ما قاله هانس بليكس المفتش السابق للأمم المتحدة بعد خمس سنوات من احتلال العراق.

  • بعد خمسة سنوات من الحرب في العراق يمكن وصف النتائج بطرق مختلفة.

  • لقد دُمِرَ صدام حسين و بدل بنظام ديمقراطي على الورق.

  • ما بين 90000 و 700000 عراقي قتلوا (تتفاوت الأرقام بشدة )

  • 4000 جندي أمريكي و بريطاني سقطوا قتلى.

  • بلد في فوضى، أزمات حادة في الغذاء، الماء و الدواء. شعب يعيش رعب الميليشيات المسلحة، التفجيرات الانتحارية والعصابات الإجرامية. تعصب ديني يجبر النساء على لبس الحجاب و ترك إعمالهن بسبب الخوف من القتل.

  • ربيع 2003 كان هانس بليكس مفتشاُ للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في العراق . كان عمله التعرف إن كان صدام حسين قد أنتج أسلحة الدمار الشامل.

    صدام كاسترو جديد
    في الأخير ضغط هانس في مجلس الأمن من اجل ان وقف الاحتلال واتاحة وقت أكثر للبحث عن السلاح. نادرا ما يضغط دبلوماسي سويدي بهذا الشكل في المنبر العالمي.

    مع النتائج التي في اليد... هل كان صحيحا ً أم خطئا ً أن تحتل أميركا ( العراق) ؟
    ــ خطأ تام. لم يكن العراق يشكل خطراً على دول أخرى. صدام كان شخصية مرعبة لشعبه. ولكن لو كان قد ترك بسلام لكان من المحتمل أن يتحول إلى كاسترو أو قذافي. الأكثر جدية هو أن الولايات المتحدة الأمريكية جلبت معها ضرراُ كبيرا ً لكل نظام الأمم المتحدة عندما غزت العراق بدون موافقة مجلس الأمن.

    هل كنت متأكدا ً بأن صدام لم يخبئ بعض أسلحة الدمار الشامل؟
    ــ اعتقدت مثل كثيرين غيري في خريف 2002 ، انه كانت توجد مثل هذه الأسلحة. لكننا أجرينا 700 تفتيش في 500 موقع . حيث كنا نبحث على ألأغلب في مواقع نستلم عنها معلومات من المخابرات الأمريكية. عندما يأتي الشك، يُنبش بعد ذلك الإثبات الأمريكي. الأكثر وضوحا ً كان تقرير المخابرات المركزية الأمريكية بصدد شراء العراق لمادة اوكسيد اليورانيوم من النيجر. استغرق الأمر يوماً كاملاً من اجل أن تثبت وكالة الطاقة بأن ذلك كان مزيفا.ً لكن لو إن أحدا ًسألني يوم 19 آذار 2003 فيما إذا كنت متأكداً من أن صدام لم يكن يمتلك بعض أسلحة الدمار الشامل لأجبت كلا. ذلك لأنه لم يكن أحدا يستطيع أن يثبت عدم وجود شيء.

    متى تأكدت من ذلك؟
    ــ بعد الغزو بشهرين عندما قدمت الولايات المتحدة الأمريكية لعلماء عراقيين اللجوء و المال بدون أن تحصل على صيد.

    ماذا كان السبب الثاني وراء الغزو ؟
    ــ لقد قالوا إنهم يريدون الوصول للقاعدة. لكن القاعدة لم تكن موجودة بالعراق. القاعدة دخلت هناك بعد الغزو.
    ــ السبب الثالث كان تدمير صدام ونشر الديمقراطية. ممكن أن يكون ذلك صحيحاً لكنه ساذجاً.
    ــ علاوة على ذلك بدأت أؤمن أكثر و أكثر بأن الأمر كان بالحقيقة يتعلق بالنفط. للولايات المتحدة الأمريكية قوات في العربية السعودية منذ حرب الخليج الأولى، لكنهم لم يكونوا موضع ترحيب في الدولة الإسلامية. إلى أين يجب أن ينتقلوا؟ العراق كان الأكثر علمانية ًمن بين الدول النفطية وكان لديه ثاني اكبر احتياطي نفطي ، بالإضافة إلى ذلك كان (العراق) جارٌ لإيران التي كانت أمريكا تتمنى أن توفق معها. لذلك كان العراق مناسباً ليكون قاعدة عسكرية في المنطقة، فقط كان على المرء أن يزيح الجلاد الذي يقود البلاد.

    كيف يمكن إيقاف العنف اليوم؟
    ــ فقط العراقيون ذاتهم القادرين على ذلك. من المدهش انه عندما يلتقي المرء اليوم بالعراقيين يسمع الكثير منهم يقولون انه قبل الحرب لم يكن على الأغلب الجار يعرف لأي دين ينتمي جاره. و يبدو أن الاحتلال أطلق الطائفية.

    العشيرة بدلاُ من الدولة
    ــ اعتقد انه في ظل الفوضى يبحث الناس عن حركات يحتموا بها. في العراق توجد إمكانيتان، أما أن تتوجه إلى العشيرة أو إلى الطائفة الدينية، لأن الإنسان لا يستطيع الوثوق بقدرة السلطات على حفظ النظام.

    لذلك ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تنسحب ؟
    ــ في المدى القصير غير ممكن. لقد وعدت هيلاري كلنتون المرشحة للرئاسة ( الأمريكية ) بأن أميركا ستنسحب خلال 90 يوماً، انه أمر غامض لكني افهمها.
    ــ اعتقد انه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعطي إشارة واضحة للعراقيين : عليكم أن تحسبوا الحساب بأننا سوف ننسحب خلال بضع سنين. على أية حكومة عراقية أن تشعر بأنها تملك زمام الأمور.
    ــ الأسوأ هو ما اعتقده بان المصالح الأقوى في أمريكا تريد إبقاء القطعات العسكرية لوقت طويل. لنفس السبب الذي دفعهم للغزو : النفط، يدركون الحاجة لوجود قطعات مسلحة بالمكان ( العراق) من اجل حماية مصالحها.

    ما هي الاستنتاجات التي يمكن إن نستخلصها حول إيران من حرب الولايات المتحدة الأمريكية على العراق؟
    ــ لقد كانت أميركا مندهشة من قوتها. لقد كانت على الأغلب تمتلك إرادة جيدة. لكن بعد فشلهم في العراق استخلصوا استنتاجا ً بأنه من السهل أن تقصف وان تسيطر على بلد ما ولكن لا يمكنك حل المشاكل بهذه السهولة.
    ــ هذا ما يراه المرء من خلال اللعبة مع إيران، عندما لم ترغب أمريكا بانتزاع فيتو من روسيا في مجلس الأمن. لقد اتفقت أمريكا على قرارات ضعيفة حفاظا ً على وحدة المجلس.

    الحق بالمنشآت
    ــ بعد تقرير المخابرات المركزية الأمريكية بالخريف الماضي عن أن إيران أوقفت محاولاتها بامتلاك السلاح النووي منذ سنين كثيرة مضت يكون الخطر بالهجوم العسكري الأمريكي قليلا ًجداً.

    هل تعتقد شخصياً بأن إيران تريد امتلاك السلاح النووي؟
    ــ أن ذلك بالحقيقة لا يلعب دوراً كبيراً. لدى إيران منشآت تخصيب. و هذا حقهم، حسب اتفاقية عدم النشر (
    NPT). آنذاك يمكنهم ويستطيعون تخصيب اليورانيوم إلى حد 90 بالمائة الأمر المطلوب لإنتاج السلاح النووي. حتى وان لم تكن للحكومة نية بناء قنبلة ذرية تقول دول الجوار : " لكن ذلك ممكن أن يتغيّر، يمكن أن يأتي ملا جديد ".
     

* مقالة مترجمة من اللغة السويدية

مالمو 25 آذار 2008
 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس