| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سمير اسطيفو شبلا

shabasamir@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 3/8/ 2011



أخلاقكم في تفجير كنائس كركوك وأخلاقنا في رمضان

سمير اسطيفو شبلا

هكذا كان الواقع المؤلم لمسيحيي العراق منذ السقوط 2003 ولحد يومنا هذا، انه فصل منظم من فصول مختبرات السياسة العالمية المرتبطة مع مصالح الدول الاقليمية وموادها الخام المنقحة هي الادوات الداخلية المنغمسة الى قمة رأسها بالفساد باشكاله وانواعه التي جيفتها وصلت الى ابعد قرية في العالم، ولا نبرأ –نبرئ – جماعتنا الذين فازوا بالانتخابات الاخيرة واصبحوا شرعياً وحقوقياً الممثلين الرسميين والناطقين بأسم شعبنا الاصيل (الكلدان والاشوريين والسريان والصابئة المندائيين واليزيديين والشبك والعرب الاصلاء! التي تعني هذه الكلمة كل عراقي يؤمن بان سقف العراق وحقوق شعبه هي اعلى من مصلحته الشخصية وحزبه وقوميته) والا ليذهب ويتوضى في مياه دجلة والفرات والزاب وشط العرب عسى ان يتطهر، ولكن الزمن يقطعهم من الوريد الى الوريد.

انه صراخ أَلم وغضب بوجه أخلاقكم التي وصلت دنائتها الى حد الخسة والنذالة على ان يكون فطوركم في رمضان دم طفل لم يتجاوز عمره 20 يوماً فقط! مع زلاطة مضاف اليها قطرات من دم كاهن يخدم كنيسته بامان وحب! انها تفجيرات كركوك الاخيرة (كنيسة العائلة المقدسة – الكنيسة المشيخية الانجيلية/ كركوك – 29 جريح) طبعاً تتلذذون بعصير من دماء الابرياء في السحور وخاصة (دم الاطفال والشباب والشابات اللاتي يرتلون وينشدون لله : المجد لله في العلا وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة) هذا يغيضكم لان الدعوات الى المحبة والفرح والعيش المشترك ومباركة المشتركات بين المسلمين والمسيحيين وباق الاديان الاخرى اضافة الى تقديم الادوية والمعونات الى اطفال ومرضى المسلمين في شهر رمضان المبارك من قبل اصحاب النخوة والشهامة هم دعاة السلام من المسيحيين، وهذا يفشل خططكم الجهنمية التي بدأتم بتنفيذها منذ سنة 2004 ولا زالت مستمرة لحد يومنا هذا، نعم انه مخطط رهيب بافراغ الشرق الاوسط من ساكنيه الاصليين والاصلاء، احقاً تغيضكم محبتنا وقيمنا واخلاقنا؟

لننظر الى الصومال ومجاعة القرن الافريقي وكما نوهنا في مقال قبل الاخير! انكم طردتم عمال الاغاثة الذين كانوا يقدمون المساعدات من الاغذية والدواء لاطفالكم ونسائكم وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها ما يسمى – منظمة شباب الصومال– التي تعتبرنا نحن الاصلاء وتلقبنا (بالكفار) واليوم تطلب المساعدات (من الكفار)لان الموت يحصد منهم يومياً بالالاف، والمضحك المبكي انه في نفس اليوم التي وصلت اليهم المساعدات الانسانية قاموا بالهجوم على حكومة الصومال وهم يسيرون فوق جثث اطفالهم المرمية على الطرقات والازقة! بربكم فهل تريدون قيادتنا بهذه الافكار والاخلاق والقيم؟

ونأتي الى مصر واضطهاد اخوتنا الاقباط المنظم ايضا! بدأ في عهد مبارك واستمر لحد يومنا هذا، انه نفس اسلوب الصومال وافغانستان والعراق! بدأوا بتفجيرات الكنائس مرورا بقطع الاذان الى اختطاف البنات واجبارهن على اعتناق الاسلام وصولا الى تطبيق الحد على الاقباط المسالمين! والحجج والتهم جاهزة كالفتاوى المضحكة المبكية، هناك قسم خاص بالمضطهدين على موقع الهيئة العالمية يمكن الرجوع اليه.
والعراق كان مختبراً مفتوحاً ولا زال لمصاصي دماء القرن الـ21، والاحصائيات بالارقام والتواريخ موثقة (
زوروا موقع الهيئة العالمية للمزيد من التفاصيل على www.icrim1.com)
انها كارثة انسانية حَلّت بالشعب الاصيل في العراق، ومشكلتنا ليست في واجبات الدولة والنظام فقط، بل بمعظم قيادتنا الدينية والمدنية، من ناحية دور الدولة كلنا نعرف ان هناك نخر في العظام، بدءاً بالسرقات والعمولات – الكومشن –مروراً بالطائفيات والمذهبيات – وصولاً الى تعدد الدكتاتوريات التي ختمت اعمالها باغتيال التوجه الديمقراطي ومحاولة اعلان نعي الديمقراطية كفكر ومنهج، ولكن هناك أمل بالشرفاء واصحاب الايادي النظيفة وخاصة اولئك الذين يضعون الوطن والمواطن في بؤبؤ اعينهم بعيدين عن امراض القوميات والتحزبات واصحاب الواحد، انه املنا الوحيد الباقي .

اما قيادتنا الدينية والمدنية وخاصة السياسية منها فهي في واد وشعبها الجريح في وادي آخر! نعم ليس جميعها او كلها طبعاً! ولكن الواقع يتكلم! ماذا عملتم يا سادتنا الكرام رجال الدين والسياسيين بخصوص وجودنا كشعب اصيل؟ ماذا عملتم بخصوص هويتنا؟ ماذا عملتم من اجل المحافظة على امننا وتهجيرتنا وهجرتنا؟ ماذا تنتظرون؟ ابربكم تكفي الادانة مع صورة ملونة وانا جالس على مكتبي كوزير او مدير عام او برلماني او عضو محافظة او بطريرك او اسقف او اي رجل دين او رئيس ومسؤول حزب؟ اتكفي الصلاة من اجل الشهداء؟ لنصلي 800 مرة في اليوم ان لم تقابلها افعال انسانية مُحِبة فلا فائدة منها، هكذا نسير اليوم دون ربان وفاقدي البوصلة! نسمع ونرى ان هناك من استقال من منصبه كمحافظ لانه استعمل كارت الدولة لمصلحته الشخصية بـ 20 دولار فقط! والله نكتة العصر، اذن الذي يلهف بمئات الالاف بل الملايين من الدولارات هو اليوم اقوى من البارحة، والذي يعتدي على غيره باستعمال نفوذه السياسي وسرقة جهود غيره وتجييرها لصالحه يكون محترم اكثر من الذي يسعى هنا وهناك ويضحي بكل شيئ من اجل وضع البسمة والفرحة على وجوه اطفالنا ونسائنا والدفاع عن حقوقهم، ماذا تنتظرون يا ممثلي شعبنا بعد كل هذا؟

الا يكفي اكثر من 900 شهيد مسيحي؟ واكثر من 800 شهيد يزيدي؟ واكثر من 650 شهيد صابئي ومثلها شبكي واكثر من مليون عراقي؟ الا تكفيكم لاتخاذ قرار على الاقل الصراخ الذي لا يكفي دون النزول من كراسيكم ولا نقول كما فعلت الاخت والزميلة هناء ادور، الا تكفيكم حرق 7 كنائس في يوم الاحد الدامي؟ وتبعتها 5 كنائس في يوم الاحد الاسود وانزال الصليب؟ هل استلمتم اثمان كل هذا؟ على اية وثيقة وقعتم التي بسسبها بلعتم لسانكم؟ ماذا عن قتل وجرح اكثر من 245 في انفجار عرس كنيسة الرسولين؟ ماذا عن جريمة كنيسة سيدة النجاة (45شهيد + 180 جريح) ماذا عن قتل (استشهاد) احد مؤسسي فكر حقوق شعبنا الاصيل المطران فرج رحو؟ اين دم الاب رغيد وشمامسته؟ اين راس الاب بولس اسكندر؟ ماذا عن الاباء الذين استشهدوا؟ اين ضميركم من تهجير وقتل مسيحيي الموصل وعلى مرحلتين؟ هل قبضتم الثمن؟ ام تنتظرون المزيد؟ سيأتي يوم الانتخابات القادمة عندها سترفعون شعاراتكم المنمقة، وتوزعون دولاراتكم المسروقة، وبيوتكم الهارئة تبكي ساكنيها، وتدفعون بسخاء باليد اليمنى لشراء الذمم والافكار والاقلام وبعد الانتخابات ترجعون كل شيئ باليد اليسرى والله كريم بعد 4 سنوات اخرى!

اليوم كركوك التي نعتبرها نحن العراقيين جميعاً انها محافظة العيش المشترك بامتياز، نعم حالها حال العراق كله الذي يعيش في عدم الامن والامان، ولكنها – كركوك – تبقى قلعة نظيفة بوحدة ابنائها وحكمة قادتها الدينيين والعلمانيين مثالاً لكل العراق، المسيحي يفطر مع المسلم في رمضانه لا بل يبادر الى افطار الفقراء والمساكين والمرضى ، وكذلك المسلم يبادله نفس الشعور، ونعرف جيداً ان لهذه المواقف والافكار المُحِبة التي تستند على قيم واخلاق نبيلة مرتبطة بمبادئ التي تؤمن بالاخر كما هو وبتنوعه وتعدده ومن ثم قبوله، لها ضريبة خاصة ندفعها يومياً بدماء اطفالنا الجياع واراملنا الثكلى وبناتنا وشاباتنا اللاتي بانتظار مصيرهن المجهول، لا بل القاتم في بعض الاحيان! وانتم ملحومين – من اللحام - على كراسيكم يا رجال ديننا الى اخر يوم من حياتكم، وانتم يا سياسينا الكرام متلهون –من التلهية – بالقوميات – هل نحن قومية واحدة او قوميتين او اربعة؟ وما هي تسميتنا القانونية؟ ايهما الاول ومن هو الثاني والتابع؟ زوعا والمجلس والكلدان والاشوري وبيت نهرين والقومي والمنبر وووووو من منكم يمثلنا؟ كيف ولماذا؟ هل فكر احدكم بالتبرع بمنصبه احتجاجاً على قتل بني قومه؟ ام الاهم هو استلام الراتب مع المخصصات+ المقاولات آخر الشهر؟ والبعض يعتاش من سرقة جهود الاخرين للتشفي .

نختتم بـ لكن: ماذا قدمتم لشعبنا الاصيل طول مدة 8 سنوات الاخيرة فقط؟ حرام والله حرام على عراقنا الذي اصبح كبناء بلا ابواب وشعب بلا حارس .

رمضان كريم مرة اخرى
 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس