| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سمير اسطيفو شبلا

shabasamir@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 3/3/ 2008

 

شهداء كرمليس يعانقون كني وشمامسته

سمير اسطيفو شبلا

لم يجف دم الصارخ الى الله، دم الأب رغيد كني وشمامسته بعد،" قبل تسعة أشهر فقط"، وكان درب الصليب على موعد مع الالام الحقيقية للمسيحيين، مع دم فارس ورامي وسمير، الذي مزج بتراب نفس الكنيسة التي إحتضنت درب وطريق آلام الرب، وها هي كنيسة الروح القدس في حي النور/ الموصل على موعد مع درب صليب حقيقي، لقد عانقت صلبان الثالوث (فارس، رامي، سمير) سماء المجد، سماء الشهادة، والتقت في السماء العليا مع صلبان الاب كني ورفاقه الشمامسة، ومع رأس الأب بولص اسكندر، وشهداء الأخوة الاشوريين، ومع صليب أول شهيدة مسيحية بعد سقوط النظام السابق "هديل أسمرو"، وعانقوا صلبان شهداء كنيسة العراق!، وبعد عناق أرواح الشهداء ظهرت في السماء علامة مثل قوس وقزح كجسر يبدأ من الشرق الى الغرب، ويربط الشمال بالجنوب، وابن الانسان ينتزع مسامير يديه ورجليه ويمسح جنبه ليقطع نزيف الدم والماء، ولكن يبقى هناك آثار الحربة ويقول لنا : لم يحن الوقت بعد!، هذه السنة موعدنا هو 30 / آذار، ولكن سيدنا يوصينا بالتهيؤ كل لحظة.

انها القيامة أيها الرؤساء، أيها المؤمنون، أيها الشعب المضطهد، ها هم أساقفتنا وآبائنا وشمامستنا ومؤمنينا يُذبحون مثل الخرفان، ذنبهم كونهم أصلاء، حاملي راية السلام، أغصان الزيتون في يد والقِيَم الإنسانية النبيلة في اليد الأخرى، ومع كل هذا يريدون طمس هويتنا وتراثنا وتاريخنا، نقول لهم : نحن العراق، من الشرق، من العالم، كل الكون هو للمؤمنين بالحق والخير والجمال، لهم رب واحد وهو اله "المحبة" لا غير، ليس هو اله القتل والقتال، اله السبايا، اله يكافئ القاتل بالنكاح، وهنا إشكالية كبيرة، اما وجود اله واحد، او هناك الهين "بدون استغفرالله"! والاشكالية هي : هل ممكن ان يكون هناك اله واحد يحمل كل صفات المحبة وفي نفس الوقت يحمل ويأمر بالقتل والاستيلاء على أعراض وأملاك وأموال الناس؟، والمصيبة انه "اي الله" يكافئ القتلة والمجرمين بالحواري والغلمان والشراب الخاص، المهم ان هذه الاشكالية محلولة عندنا نحن المسيحيون، وتبقى عندكم الى إعترافكم بالآخر وبالعيش المشترك، وتساويه بالكرامة والانسانية وبالخلق، كونه يحمل نفس نفخة الله، "الا ان كانت نفخة الهكم تختلف عن نفخة الاله الذي خلق باقي الاجناس والانواع من البشر"، فهل أنتم مسلمون حقاً؟ ونؤكد مرة أخرى ونتساءل : لماذا السكوت المطبق من قبل رجال الدين المسلمين "سنة وشيعة" على هذه الجرائم البشعة بحق المسيحيين والاقليات الأخرى؟، الجواب معروف ولكن.

المطران الجليل بولس رحو الان موجود كأسيرعندكم أنتم الشجعان في عمليتكم الجريئة عندما هاجمتم موكب سيادة المطران، هذا الموكب الكبير المكون من "سيارة واحدة فقط"، وفي لحظة أرديتم ثلاث رجال قتلى بدون سبب سوى كونهم محبين لكنيستهم ورؤسائهم، ها هو القائد الشجاع والأب الغيور "رحو" في القفص بعد أن قاومكم وهو يحمل بيده اليمنى (ليس كلاشنكوف) بل أقوى منها وهو "الايمان باله المحبة"، وفي اليد اليسرى لم يحمل "مسدس" بل أغصان السلام، وها أنتم الان تتفاوضون من أجل حفنة من الدولارات لأطلاق أسره، "وكأنه أُسر في قلب المعركة"، ولا نعرف مصيره بعد قتل سائقه ومرافقيه، وهذا يعني الكثير بالتحليل العسكري!!!!، نرجو ونتمنى أن يكون سيدنا وحبيبنا المطران رحو على قيد الحياة، ستقبضون هذه الدولارات من "النصارى"، وستستخدمونها في شراء الأسلحة والمتفجرات لقتل أكبرعدد من الأبرياء، والقسم الاخر لشراء الدواء لأطفالكم الذي صنعه "النصارى"، ولتعليق المغذي على جسم نسائكم لتسهيل الولادة وهذا "المغذي" هو من صنع "النصارى أيضاً"، فهل يعقل أيها السادة الشرفاء من جميع الاديان وأولهم "الاسلام" أن يتم قتل بشر وأسر رجل دين، وبدرجة أسقف، وبهذه الصورة البشعة، وبعدها نطلب فدية؟ في أي قانون الهي أم وضعي يوجد هذا؟ بتواضع اننا قرأنا ودرسنا ولا زلنا ندرس القانون ولنا خبرة متواضعة تتجاوز الأربعين سنة، ودرسنا آيات الجهاد "القتال" الواردة في القرآن، لا بل نذهب الى أبعد ونقول : "درسنا" القرآن، لم نرى تطابق هذه الحالة مع آية أو سورة بصورة كاملة، الا حالة واحدة وهي إعتبارنا نحن المسيحيين وليس "النصارى"، أهل الذمة، كفار، مشركين، فعليه يكون دمهم مهدور وأموالهم ونسائهم حلال! وهنا نكرر كفانا أن يكون الهنا وربنا ومخلصنا هو حي، أكرر حي، كونه كلمة الله وروحه، كما يقول القرآن في آية النساء 171 وهذا يكفي الآن.
نقول لشهدائنا دمكم لن يذهب هدراً، لا نؤمن ب "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم"، بل دمكم الصارخ سيكون بذاراً لنقوم مع رب المجد، بقلوب صافية، محبة، غافرة، متسامحة، إن كان داخل العائلة الواحدة والبيت الواحد، أو بين الإخوان والأشقاء والجيران والمجتمع والعالم أجمع، وهكذا تكون أرواحكم ترفرف حول الصليب وترتل "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المحبة"

 


 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس