| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سمير اسطيفو شبلا

shabasamir@yahoo.com

 

 

 

 

الجمعة 21/9/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


دور منظمات المجتمع المدني في العراق الحديث


سمير اسطيفو شبلاً

توفرت للعراقيين خلال الأعوام ( 1908 - 1911 ) فرصة للتعبير عن آرائهم ومطاليبهم السياسية من خلال النواب العراقيين في البرلمان العثماني الذي تأسس سنة 1908 ، وفي القرن ال19 إرتبط العراق بالسوق العالمية بمجيئ الاستعمار البريطاني مما نتج في ظهور التضامن بين فئات الشعب المختلفة بعد أن منح الأنكليز شيوخ والباشوات والأغوات منزلة اجتماعية ، مع بقاء المرتبة الدينية مرتبطة بالنسب عبر ( السيد - الشريف - الشيخ - الصوفي ,,,,, الخ ) ، بعد أن قاموا هؤلاء السادة والشيوخ وزعماء القبائل بتسجيل أراضي القبيلة بأسمائهم ! بينما رجال الدين بشكل عام حولوا أوقافهم كمصادر للدخل الى حيازات خاصة ، مما خلق طبقة إقتصادية وسياسية التزمت خط سير السياسة البريطانية والبلاط الملكي . ( را / كبة سلام - المجتمع المدني في كردستان / الرئيسية ) . كانت هذه المقدمة للولوج الى الموضوع الرئيسي ومعرفة الارضية والظروف الموضوعية والذاتية التي أدت الى نشوء فكرة الدولة / المجتمع المدني في العراق على أساس ان الرياح القادمة من الغرب أثرت بشكل فعال في انتشار الافكار الوطنية / القومية ! ومن هنا إحتلت المؤسسة الدينية دور القائد والموجه والمرشد الروحي وزعامة الجماعات ( ما أشبه اليوم بالبارحة ) ، حيث قامت عدة ثورات ، منها ثورة النجف 1918 التي ساهمت فيها " جمعية النهضة الأسلامية " برئاسة محمد علي بحر العلوم ، وتمكنوا من إجهاضها بعد حصار دام أكثر من اربعون يوماً ، وتلتها ثورة العشرين المعروفة بعد أن لعبت الأحزاب الحديثة في تلك الفترة دوراً في هذه الأحداث منها ( حزب العهد ورابطة الاستقلال ) اللذان لعبا دوراً حيوياً في تعبئة الرأي العام من أجل الأستقلال ، وبهذا تعاظم دور المعارضة وخاصة في تحقيق التقارب بين الطائفتين الاسلاميتين الرئيسيتين ( السنة والشيعة ) في رمضان - أيار - 1920 ، ونحن اليوم في رمضان 2007 ! فهل يا ترى نرى حزب أو حزبين أو منظمة أو مجموعة أو إئتلاف يحقق التقارب بين الأخوان والأشقاء من دين واحد ؟ والله الذي يقوم بهذا العمل الجبار إن كان بين المسيحيين أو بين المسلمين ويحققه على أرض الواقع لا نقول أكثر من ان التاريخ سيسطر ذلك بأحرف من الماس ! في سفر الحياة ، نعم انه الحلم لكل مسيحي ومسلم ويهودي ويزيدي وصابئة أن يعيشوا في حب ووئام يعبرون عن قيمة وما هو العيش المشترك الحقيقي ، اذن ادركوا قادة المعارضة أهمية وحدة الصف ، وكانت ثورة العشرين التي هزت البلاد ثمرة هذا التعاون ، مما أجبرت الأنكليز الى التخلي عن الحكم المباشر لصالح الحكم الغير مباشر ، وطهرت على الساحة حزبان معارضان هما ( النهضة والوطني ) ، وحزب آخر موالي للأنكليز هو ( الحر العراقي ) ،( را / جوابنا عن س11 لأمتحان مادة الديمقراطية والمجتمع المدني - كلية القانون والسياسة ) ، بعد هذا العرض يتبين بوضوح وجود نشاطاً ملموساً في المجتمع المدني العراقي مما أدى الى قيام مظاهرات وحركات ثقافية تدعو الى بناء منظمات مهنية وجمعيات عمالية - مصانع نسيج / سكك / ميكانيك ، وشكلت أحزاب سياسية منها قومية ودينية ويسارية واصلاحية ،، واهتمت برفع مستوى المعيشة مما خلق نظام سياسي واقتصادي جديد فكان لا بد من هجر الماضي والسير الى الأمام وفق أفق وأسس جديدة بأتجاه نهضة أصيلة تنبع من فلسفة إجتماعية وقيم أخلاقية وروحية وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى ، لوجود تشابه في الرؤية أولاً مع إختلاف الظروف الذاتية والموضوعية بين الأمس واليوم ، وثانياً : هو استمرار مسلسل العنف الذي سيسبب حتماً في سقوط ومن ثم زوال الكثيرين ، كما حدث لجماعة الأهالي عندما شاركت في إنقلاب بكر صدقي ، ويبقى الفرق هو تطور الفكر الليبرالي وتأثيرات منظمات المجتمع المدني على الحكومات والبلدان وخاصة العربية باتجاه طلب الحرية والعدالة والمساواة والسلم الأهلي ،،،
بعدها نقول مع سلام كبة أن أول برلمان عراقي تأسس في 16 / 7 / 1925 ، كان من بينهم الشاعر جميل صدقي الزهاوي ، وكانت التقارير والمناقشات في البرلمان تنشر في الصحف ،! فكانت مصدر لأنبثاق المجتمع المدني العراقي ، وحتى ثورة تموز / 1958 تألف 16 مجلساً نيابياً و 53 وزارة ، وحتى قادة ثورة 14 / تموز 1958 لم يطوروا الأجهزة والمؤسسات المشوهة التي ورثوها من الحكم الملكي ، نعم كانت هذه القيادة وطنية ونزيهة ولكن هذا لا يكفي لبناء مجتمع مدني متطور تعددي تداولي يواكب الحضارة ( حسب تعبير عبد الكريم قاسم ) ، لماذا وما السبب ؟ بسبب غياب البرنامج والمنهجية للسلطة ، و استغلال الصراعات الداخلية والمظاهرالطائفية ( كما يحدث الآن ) من قبل المعارضة انذاك مع بروز شعارات براقة لا تمت للواقع بصلة مما أدى الى الأبتعاد التدريجي عن الموضوعية والواقع السياسي ، وكانت نتيجة ذلك انه في 28 / 10 / 1965 رفع محمد رضا الشبيبي مذكرة الى الحكومة انتقد تمذهب الدولة وطالب بالحكم الذاتي للأكراد ،،،،، وهكذا ولدت الدولة العراقية من مجموعة مركبة من التنظيمات ( تأسيس جبهة اتحاد تقدمية تولد منها حكومة اتحاد تقدمي - الشبيبي والجادرجي وكبة ومحمد سلمان بعد ان قدم ابراهيم كبة مذكرة في 3 / 8 / 1968 تحت عنوان " نصيحة للحكام الجدد ( يقصد البعث ) - من أجل حل سلمي لأزمة الحكم ) وظهرت مفردات " الشعب ، الأمة ، الأنتماء القومي ، الشرعية ، المساواة ،الأشتراكية ، اليسار ، البرلمان ، القانون ، الدستور " ويتبين من خلال قرائتنا لهذه المفردات ان هناك اختلافات في التوجهات والأفكار والأتجاهات والأيدولوجيات منها القومية والأشتراكية والدين والشيوعية ، مما أدى الى التمدن والتثقيف باتساع التربية والتعليم ،،، وبهذا انتقل العراق من النظام الثقافي الروحاني الكتابي المقدس الى المعرفة والأعلام والمعلوماتية ، ولكن بعد دخول المشاعر الظائفية والولاءات العشائرية مع هيمنة عوائل معينة على زمام الأمور في الدولة ، تحول الوضع من تحالف واتحاد وجبهة الى تنظيم واحد وقائد أوحد ، وبهذا أصبحت الدولة في واد والشعب والمجتمع في واد آخر ، ( تقولون ان الحكومة السابقة دكتاتورية وقائد أوحد ووحيد ،،،،، الخ اما الان فهناك مجموعة من الدكتاتوريات وقادة أوحدين - إن صح التعبير - بحيث كل رجل دين " طائفي " هو قائد ودكتاتور من الدرجة الأولى في مذهبه وطائفته ويريد أن يصدر عفونته الى الاخرين بالقوة وباسم الشريعة والدين ، بحيث أصبحت جميع التنظيمات النقابية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني تابعة وواجهة لتصدير العنف والخوف والترهيب ) وهذا ما أشاع الفوضى في التشكيلات الأجتماعية لتعرضها للقمع والتسييس مما ادى الى فقدان مصداقيتها وحريتها واستقلالها ، وخاصة اذا عرفنا ان مؤسسات المجتمع المدني بلغت في الفترة الحالية 8200 مؤسسة ومنظمة منها 200 جمعية تعني بشؤون المرأة ( را - هند آل شنين - رعاية الطفولة ) ، وعزت هذه الزيادة الى إنفتاح العراق على الحياة الديمقراطية وحقوق الأنسان والمحافظة على الحريات العامة والخاصة مؤكدة أهمية هذه المنظمات في تطوير الحياة السياسية والأجتماعية والثقافية والأنسانية للمجتمع ، ولكن ! كان لقوى الظلام والشر وأعداء الحرية والأنسانية رأي آخر في احتواء هذه التحولات وهذا ما نراه ونلمسه من على مسرح الأحداث حيث يقولون : قف كل شيئ ممنوع ! فهل نبقى أسيري هذه العفونة ؟ ما العمل ؟
• 1- تأسيس وخلق توازن مجتمعي على مستوى وعي الذات - الشخصي والجماعي - وعلى مستوى الفرد والجزب والمؤسسة الدينية والمدنية
• 2- تكون نقطة الأنطلاق من الخاص الى العام لضمان نجاح التجربة العراقية قبل الحديث عن الأممية والقومية أو الأسلامية - را / حسن العادلي - الامة العراقية والمجتمع المدني - مركز التوثيق في العراق .
• 3- عدم تحويل مشاريع منظمات المجتمع المدني الى واجهة أو واجهات لمشاريع سياسية - دينية - عنصرية - طائفية - مذهبية
• 4- تبني فكرة مشروع وطني كامل يرتكز على الاصالة والحداثة والتنمية مع التعددية وأخذ بنظر الأعتبار واقع وخصائص ومميزات مجتمعنا العراقي بكل طوائفه وأديانه .
• 5- يؤخذ بنظر الأعتبار تجارب الشعوب الايجابية في تطور منظمات المجتمع المدني وخصوصية العراقيين .
• 6- وضع الأنسان المناسب في المكان المناسب - مهما كان دينه ولونه وانتمائه - بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية ، حينها نضمن باننا نسير في الاتجاه الصحيح
• 7- لا ننتظر الى الحرية والديمقراطية لكي يهبها أو يمنحها لنا أي حاكم أو رجل دين مهما كان موقعه ومنصبه ، وانما ننتزعها انتزاعاً بالصبر والنضال الدؤوب ونكران الذات والنقد والنقد الذاتي من خلال الانتخابات والمظاهرات والاحتجاجات السلمية .
• 8- العمل على تأسيس ثقافة جديدة - ثقافة الحياة لا ثقافة الموت ، ثقافة الحوار لا ثقافة الأمر ، ثقافة الحب والمحبة لا ثقافة الحقد والكراهية ، ثقافة السماح والتسامح لا ثقافة الثأر والغاء الاخر ، ثقافة الأنفتاح وليس ثقافة الانغلاق ، ثقافة الانا بحيث تصبح النحن ( فكرة المرحوم د. يوسف حبي ) لا ثقافة الانا والانا فقط ، ثقافة العلم والمعرفة والتجدد لا ثقافة الجهل والتخلف وابقاء على الماضي فقط ، هذا هو المناخ الملائم للعيش في ظل مجتمع مدني - تعددي تسنده ثلاث ركائز كونكريتية ألا وهي الحق والخير والجمال .