| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سمير اسطيفو شبلا

shabasamir@yahoo.com

 

 

 

الأحد 18/5/ 2008



زج الأطفال في النزاعات المسلحة
أطفال العراق الى أين!

سمير اسطيفو شبلا

المقدمة :
تنتشر الحروب في اصقاع الارض مُخلفة وراءها كوارث إنسانية يعجز حتى المنتصر في هذه النزاعات محو آثارها، هكذا تبدأ "عائشة المري - الانكشاريون الجدد،،،، - صحيفة الاتحاد"، وتتسائل الكاتبة : هل يستطيع المجتمع الدولي بمنظماته الانسانية ان ينتشل اطفال العراق من طاحونة الحروب؟ حيث يتعرض الأطفال بصفة دائمة لخطر التجنيد او الالحاق والالتحاق في العصابات والميلشيات المسلحة في دول العالم الثالث وخاصة مناطق الحروب والنزاعات المسلحة،، وتتخذ عملية تجنيد الأطفال أساليب الترهيب والترغيب والاكراه، مما يترتب على ذلك بروز آثار نفسية طويلة الامد، إضافة الى خطر السلامة الجسدية، وتكون نتيجتها التربية على العنف والقسوة والقتل مما يخلف جيلاً دموياً، وهذا ما يخاف منه الان في العراق، وكانت احصائية اليونيسف لعام 2007 هي اجبار 20 مليون طفل على الهرب من منازلهم، وحوالي مليوني توفوا، و6 ملايين تعرضوا للإصابة والاعاقة الموقتة والدائمية، وأكثر من مليون طفل أصبحوا يتامى، نتيجة للحروب والنزاعات المسلحة في العالم

الموضوع :
تقول نفس الصحيفة ان المفوضية الاوربية تُعَرف مصطلح "الجنود الأطفال" بأنهم الأشخاص الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 سنة وسبق ان شاركوا بشكل مباشر او غير مباشر في الصراع العسكري المسلح، لذا لا مانع هنا من تكرار مقولة "ان للتاريخ لسان طويل" لأنه لا يمكن ان يمحو الجرائم الانسانية التي تمارس ضد الاطفال مهما كانت مبرراتها، فمن الناحية القانونية اعتمدت عصبة الأمم إعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924، وفي عام 1979 أَضافت الأمم المتحدة قوة القانون التعاهدي على حقوق الطفل، وفي 1989 جعلت الدول التي تقبل الاتفاقية مسؤولة قانوناً عن أعمالها حيال الاطفال، وفي 1990 دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ التي وقع عليها 61 بلداً، وتتألف من 54 مادة التي تمثل شرعنة الاطفال، وتنص المادة 38 في 1 و 2 و3 و 4 ما يلي : آ- تتخذ الدول الاطراف جميع التدابير الممكنة لكي تضمن ألا يشترك الأشخاص الذين لم تبلغ سنهم 15 سنة في قواتها المسلحة ب- تتخذ الدول الاطراف بمقتضى القانون جميع التدابير الممكنة عملياً لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح ج - استعمال الأشخاص دون سن 18 في الحروب والنزاعات المسلحة النظامية وغير النظامية يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل،
را / جواب عن السؤال 5 لمادة القانون الدولي الانساني - كلية القانون - الاكاديمية العربية المفتوحة في الدانمرك 2008"

أطفال العراق الى أين!
جعلت منظمة اليونسيف عام 2008 ليكون عام "الطفل العراقي"، أكان ذلك إعتباطاً؟ طبعاً يكون الجواب بالنفي، لأن الواقع المرير الذي يعيشه أطفال العراق جعلت ضمير المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج يصحو"عدا الحكومة المشغولة في أمنها والميلشيات الدينية المتعددة"، من خلال ما يتعرض له أطفالنا من بيع في سوق "الشورجة" أو" سوق النخاسة" عن طريق شركات متخصصة!، كما أشارت ذلك الصحفية السويدية وزميلها ببيع أطفال رضع الى جانب آلاف الاطفال الذين تركوا مدارسهم او تَيَتموا ليباعوا من قبل شركات ومنظمات رهيبة بسعر 500 دولار للطفل الواحد، ووجود أكثر من 1300 في السجون، "
را / مؤسسة العراق للاعلام في 29 / ك2 / 2008"، والانكى من ذلك استعمال هؤلاء المغرر بهم كقنابل موقوتة، إذن من حقها المفوضية الاوربية ان تدعو الى ضرورة تظافرالجهود لوقف استغلال الاطفال في الصراعات الدموية، وهناك تقرير لمحمد النعماني - أطفال الشوارع في اليمن - الحوار المتمدن عدد 1634: ان عدد اطفال الشوارع في البلدان النامية هو 233 مليون من مجموع 250 مليون طفل شارع في العالم، فكم هو نصيب العراق حالياً يا ترى؟، نعم ليس هناك دراسة حول الموضوع ولكن التقديرات تشير الى ان حصة اطفال العراق المشردين "اطفال الشوارع" هي بين مليون ونصف - مليوني طفل عراقي، والسؤال المنطقي يقول : إن كان ضمير منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان في الداخل والخارج قد تحرك، فهل يتحرك ضمير الدولة والحكومة؟ أين ضمير وإنسانية المليشيات المسلحة؟ نعم هو في الثلاجة، ولكن هل فقدت إنسانيتها كلياً؟

النتيجة والحل :
ها نحن أمام كارثة إنسانية ليس للشعب العراقي ككل فقط، ولكن ما يترتب على تجنيد الأطفال من آثار نفسية طويلة الأمد، إن لم نبادر اليوم الى معالجتها، فستزداد المدة سنين وسنين الى أن تصل آثارها الى الأجيال القادمة وليس الجيل القادم وحسب، سنرى في العراق المستقبلي جيل دامي ودموي، لماذا؟ لأنه مستمر على التربية والتلقين على العنف والقسوة والموت، كل هذا بأسم الدين!، أيقبل هؤلاء أن يكون أولادهم وأخوانهم وبناتهم أطفال شوارع؟ يمارسون الدعارة والتحرش الجنسي ويتعرضون الى الاغتصاب؟ الجواب نعم يقبلون بذلك! والا لماذا يتسترون خلف الأطفال،؟ ولماذا يستغلون الأطفال من اجل حمايتهم وحماية تنظيماتهم المسلحة؟ هناك معسكرات خاصة بالأطفال، يدربونهم على القتل والجهاد والموت في سبيل الله! إنها الجنة والحواري والغلمان مرة أخرى! كفى إنكشف المستور في المبررات الدينية! أساليب الترهيب والترغيب قد ولى، أتركوا أطفالنا العراقيين ومبروك لكم الخمروالغلمان والحواري، هل الآن تريدون الحل من وجهة نظر إنسانية متواضعة؟ ليكن :

1- البطالة والعوز والفقر هي في مقدمة أسباب "تجنيد الأطفال" لذا يأتي دور الدولة في المقدمة، وبعدها دور المنظمات الاخرى وخاصة منظمات الطفولة والامومة

2- التأثيرالديني والتخويف بالمقدس وتقديم سمك مسكوف في قعرالمحيط، وتقديم الحل هنا هي التربية البيتية والتربية والتعليم ومناهج المدارس ودور المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية، كفانا ان نقول شيئاً ونعمل ونُعَلم عكسه

3- هناك 73 مليون دون خط الفقر في الدول العربية، بسبب الزيادة السكانية، والهجرة، والصراعات المسلحة الداخلية والمذهبية والطائفية والأزمات الاقتصادية وسلطة الوالدين والطلاق والتعصب الديني والجنس،،،،، كل هذه الأسباب تحتاج الى دراسة هذه الظاهرة بنظرة واقعية، وهذه الواقعية تعني النظرة الموضوعية البعيدة عن "المذهبية والتحزب والتعصب"، اليس معيب أن تقوم المنظمات الدولية بواجبها ونحن نسرق ونخطف ونقتل أعضائها؟ هناك نسبة تقديرية عن عدد فقراء العراق "دون حد الفقر" هي 6 - 7 مليون فقير، منهم 2 - 3 مليون طفل من الجنسين، بينهم مليون طفل شوارع

4- أن هؤلاء الأطفال المشردين والمجندين ليسوا من دين واحد ولا من مذهب واحد ولا من طائفة واحدة، وحتى إن كان ذلك وهذا بعيد عن الواقع، فمن الضروري ان نفهم ونُفَهم الآخر ان الحياة هي تواريخ وليس تاريخ واحد،الحياة هي مجموعة أفكار وليس فكر وحيد، الحياة هي تعدد الأجناس والأنواع وليس جنس واحد ونوع واحد، الحياة هي تعدد وتنوع الأديان وليس دين واحد، الحياة هي ألوان وليس لون وحيد، الحياة هي سالب وموجب وليس سالب فقط أو موجب فقط، الحياة هي صح وخطأ وليس خطأ + صح، الحياة هي روح وجسد وليس روح + جسد عليه يكون الأطفال أمانة في عنق كل من يحمل ذرة من الإنسانية

5- لماذا يتم تجنيد الله لأغراض لا إنسانية؟ الجواب عند البعض.
 


 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس