| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سمير اسطيفو شبلا

shabasamir@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الخميس 16/6/ 2011



قدوس قدوس من جوا دَيوس

سمير اسطيفو شبلا

يُضرَب هذا المثل لكل انسان (المفروض ان يكون متدين ويخاف الله) عندما تراه كل يوم يصلي ثلاث مرات او خمس او طول اليوم (180مرة ابانا والسلام عندنا نحن المسيحيين) ويساعد الفقراء ويتكلم بكلام يرضى به الناس والرب، ويلقى محاضرات في الاخلاق والفلسفة واللاهوت، ولكن في نفس الوقت يفقد الى محبة القريب ويستغل مكانته لاغواء الجنس الاخر مستغلاً ثقة الناس به، ولم يحافظ على سر الاعتراف بل يحرك المعلومات لصالح شهواته، يقالْ لامثال هؤلاء (قدوس قدوس من جوا "من الداخل" ديوس)

هذا لا ينطبق فقط على رجال الدين، كذلك الانسان العلماني الذي يدعي الورع ويستغل ايضاً منصبه وقوته وقدرته على اغواء الناس واسقاط خاصته عليهم واستغلاله للفقراء والمحتاجين واصحاب الايادي النظيفة في الكسب غير المشروع ويتملق امام صناع القرار والاقوياء كُثرْ - من يهز ذيله – ومن يوضع في فمه حفنة من الدولارات التي هي اصلاً مالهم نراه يكتب ويزور ويتملق ويدور 180 درجة من اجل منصب او جاه يتطلع اليه وهو يعلم انه لا يستحقه، ويتم تمرير صفقة او صفقات مشبوهة تحت اسمه وحسابه لانهم يعرفون جيداً ان يديه اصبحت في النار ولسانه في مؤخرة الخنزير لا يعرف ايهما يتم اخراجها في الاول! انها استفادة شخصية على حساب مكانته الاجتماعية، فعندما يقوم بعمل منافي للقيم الانسانية والاخلاق الادبية فهناك من يتبرع بالدفاع عنه وتلميع الحقيقة ثم اخفائها والساحة مكتظة بهؤلاء هذه الايام الذين باعوا اخلاقهم وقيمهم ومبادئهم مقابل شيئ زائل ، ولكن في المقابل ان اخطأ "انسان" وكلنا نخطأ بدرجات، فقير الحال غني الروح بِزَلة ما نرى نفس هؤلاء ينبرون في توسيع وتكبير الموضوع الى درجة يطبلون ويزمرون في دواوينهم عن فلان قصير والاخر طويل! وفلانة لبست هكذا وقبل 30 سنة قالت كذا، ويتناسون العصا في عيونهم وعيون المحيطين بهم .

والعكس تماماً! فعند المناسبات العامة والخاصة نجد ان الغني الذي اعتدى على شرف الناس وسرق اموال اليتامى والفقراء بطرق ملتوية نراه جالس في اول الصف وتخدمه الكثيرات لانه لا يعترف الا بخدم خاص، وفي الانتخابات لا يفوز! عفواً زلة لسان وجوب ان تكون النتيجة النهائية لصالحه لان المنافس يكون مجرد انسان نظيف، يعمل لخير جماعته بكل شجاعة وجرأة، ويؤمن بـ لا احد احسن من حد! الا بما يقدمه من خير وامان لغيره واكثر من الاخر! وهذا يكون في الصف الثاني او الرابع او العاشر حتى، لعدم وجود لديه ماديات يقدمها او يبيع قلمه او فكره او يساعد لتلميع صورة الذي لا يستحق، بل لديه كرامته وحريته وقيمه واخلاقه وتربيته، نعم سيبقى القرار بيد مجموعة "دَيّوسْ" ولكن لفترة موقتة ومهما طالت تبقى وقتية لان الحق لا بد وان يُنْتَزَع والحرية عرفنا ونعرف انها لا تهب من احد، ولا تُمنَح من قائد او ملك او وزير او مسؤول مهما كانت مرتبته! وها ساحات التغيير خير شاهد على مانقوله لان الدم سالَ ويسيلُ وفي النتيجة هروب الحاكم وحاشيته الى الوراء در، ولكن اصحاب المتلونين وهم مثل البهلوان كل يوم لباس شكل وحركات مختلفة فهناك من لهم بالمرصاد وهذا ما نشعر ونلمسه في مكافحة الفساد في كل من العراق ومصر والدول الاخرى وبدرجات مختلفة، وهذا الاختلاف يتأتى من قرب وبعد الانسان من وطنه وارضه ومدى تمسكه بالاخلاق الادبية التي يباع منها في سوق مريدي كشهادات التخرج للمسؤولين، ومنها ايضا تلك الاخلاق التي تتباهون بانكم قتلتم بني قومكم ارضاء للغريب، ليس القتل في ضرب الرصاص فقط! بل القتل عندما تبقى حناجركم قبور مفتوحة، واعضائكم وقدرتكم للشر، عندما تبقون تعيشون في الماضي وللماضي، عندما تحيا لنفسك فقط، عندما تنظر بعين واحدة وتغدر الذي وثق بكَ، عندما تكون القاضي والمدعي والمدعي عليه بنفس الوقت، عندما تلعبون من وراء الكواليس، عندما تلغون الاخر وتستهينون به، هكذا نرى الارهاب الحقيقي لان الانتحاري يقوم بواجبه وحسب ثقافته وفكره ويقتل المئات مع نفسه دون ذنب، ماذا عنكم؟ هل فكركم وثقافتكم تسير مع هذا الخط؟ ام في النهار قدوس قدوس وفي الليل دَيّيوس؟ فلا تتصوروا! مثل ما لديكم لسان كذلك للتاريخ لديه أطول! والحقيقة لديها ألسنة من نار .

لا يمكن ان تستمروا في عمل الشر ليجيئ منه الخير!! انها معادلة غير اخلاقية

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس