| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سمير اسطيفو شبلا

shabasamir@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 11/3/ 2009



الأسقف "رحو" لم يمت حقاً

سمير اسطيفو شبلا

طلبنا وكتبنا وصلينا وتمنينا وبكينا ورجونا من خلال كتاباتنا (الأسقف بين أنياب الوحوش – قتل الأسقف بين الحقيقة والجهاد – دفع الفدية تشجيع للإرهاب – الأسقف مشنوقاً بين الجهاد والاستشهاد – لسنا مع اعدام قاتل الاسقف "رحو" – قرار قتلة الشهيد "رحو" ناقص قانوناً، وهدية القيامة) ومن خلال متابعاتنا حيث قلنا لأحد قادتنا بالحرف: الذي يسكت او لا يبالي او يقول شيئ ويفعل عكسه في قضية اختطاف المطران رحو يكون خائن بحق نفسه وكنيسته وشعبه، فان لم يحاسبه الشعب سيحاسبه التاريخ حتماً! نعم ولكن الشر كان قد قال كلمته هو ايضا

مرت سنة سيدي
ها مرت سنة على إنتقالك سيدي، إنتقلتَ جسدياً ولم تنتقلْ روحياً وكيانياً وفكراً ورمزاً وعَلماً وقائداً
إنتقلتَ جسدياً لأنه لا يبقى أحد الا وان يمر ما يسمى بالموت، حتى اللذين اغتالوك مع رفاقك الشمامسة وسائقك الوفي أو عذبوك وعلقوك على خشبة بعد أيام من استشهاد رجال الحب، هذا ليس المهم، والأهم هو عبورك الى الحياة الأخرى ورأسك عال وشامخ كشموخ تاريخك وثقافتك وفكرك وسيرتك الذاتية والموضوعية وفي جميع الاتجاهات!

ولم تنتقل روحياً! نعم نميل الى الرأي ان الانسان هو (روح وجسد – ارسطو) وليس روح + جسد – افلاطون) متأكين على قول الرب: "وخلقنا كل شيئ حسن" عليه تكون الروح موجودة بيننا عندما نسير وراءها، نقتفي أثرها، نطبق ما أرادت ان قالته لنا بحضور جسدها او بدونه (الان) اي عندما نطبق وصيته التي انبعثت من روحه وجسده ولا من جسده فقط او من روحه لوحدها، اذن تكون روحك سيدي معنا دائماً ليس كون دخلت التاريخ الذي لا يمحى وحسب، بل من خلال تطبيقاتنا العملية لمفهوم وصيتك حول العيش المشترك وقبول الآخر ووحدة الكنيسة والاهتمام بالفقراء

وهكذا يكون كيانك بيننا عندما كنت تسرع في وضع البسمة على شفاه المتخاصمين، المسلمين قبل المسيحيين، عندما تشكل لجنة تهتم وتساعد الفقراء واليتامى والمحتاجين، عندما لا تنظر للإنسان أو العائلة كم معها من الدولارات، بل كنت تنظر كم معها من الخبز، كان كيانك الفقير هو الذي ميزك عن الآخرين! عليه يصلح اليوم ان نضيف صفة أخرى على صفات القائد الحقيقي "أبو الفقراء"

اما فكرك النير، الواسع، المستوعب، الملائم للمرحلة، يكون موضع دراسة وتطبيق من قبل رعيتك وكنيستك الواحدة، هكذا كنت تريدها، وضعت افكارك في خدمة الجماعة، ولم تفكر يوماً بنفسك! هل نبالغ سيدي ان قلنا اننا امام حالة وجوب تسجيلها في سفر الحياة العراقية قبل تسجيلها في سفر الكنيسة؟

نعم أصبحت رمزأ لنا وللآخرين، ولم تنتقل منا، لاننا وضعنا نشيدنا لتنشده أخوياتك وفقراءك قبل اغنيائك مثلما كنا ننشد النشيد الوطني كل صباح في المدرسة! اما اليوم فنحن ننشد لرمز البطولة والرجولة والشجاعة والشهامة والعزة

لا بأس ان نعيد النشيد الذي اعددناه بعد تحولك الى رمز لا ينسى :
الى / روح الأُسقف بولص رحو - هدية القيامة

سميراسطيفو شبلا
نقدم الى روحك وتاريخك وجروحك وآلامك وكرامتك وشجاعتك وإيمانك، هذه القصيدة المساهمة المتواضعة، لتبقى دائماً في ذاكرة رعيتك ومحبيك وكنيستك وشعبك، نتمنى من الأخوة المختصين في التلحين والاداء الفردي والجماعي، وخاصة جوقات الكنائس والأديرة، ان يبادروا الى تلحين وإنشاد "فردي وجماعي" لهذه القصيدة التي بين أيديكم وتصحيح أي خطأ كان، وخاصة من ناحية النحو والصرف ، ويمكن تحويلها الى لغة السورث، الى روحك سيدي هذه الأبيات :
1 هنيئاً للبطن التي أنجبتكَ -- في مدينة الحدباء قَمَطتكَ
2 هي "شمعون الصفا" قَبلتكَ -- داخل صفوفها علمتكَ
3 هوالمعهد البطريركي حضنكَ -- أب لنا ولهم رسمكَ
4 هما كهنة يسوع الملك نظمكَ -- بالزيت والماء مسحكَ
5 هبوا جماعة الفرح محروسكَ -- بين أنياب الوحوش مريدكَ
6 هلموا يا أيتام المحبة مسعفكَ -- في قفص الاسر مرشدكَ
7 هم فقراء يسوع حنطتكَ -- نبتت ألاف السنابل بشهادتكَ
8 هيبان في مجلس أعيان بلدتكَ -- بجرم أبنائها وحقدهم قَتلتْكَ
9 هيمان رعيتك وراهباتك بعلمكَ -- لاهوت رعوي عند الاكويني مدرستكَ
10 همام كان رئيس كنيستكَ -- الى درجة الأسقفية رفعكَ
11 هبت ريح صفراء في طريقكَ -- الى الأبدية حملت رفاقكَ
12 هذيل الذي اغتال جسدكَ -- هيبان من شجاعتك وجرأتك وإيمانك
13 ها كهنتك ورهبانك وراهباتك وكاردينالكَ -- مع المطارنة والشعب يبكيانكَ
14هليلويا- هليلوليا في السعانين وعيدكَ -- مع يسوع الحنان قيامتكَ
15 هكذا كانت الشهادة رمزاً في قلبكَ -- أثْبَّتَ لهم ولغيرهم معدن مسيحيتكَ

اما بخصوص لم تنتقل عنا بإعتبارك علماً وقائداً فهذا أكيد ليس كونك أسقفنا وسيدنا وحسب ولكن من خلال الواقع العملي وليس النظري الذي يتبجح به الكثيرون، واليكم الدلائل :
** كيف يكون القائد عندما توجه بندقية على رأسه يُطلب منه الاستسلام للخطف أو الموت! فيرد: أضرب وأقتل فالمسيح معي .
أليست احدى صفات القادة "الشجاعة" والشجاعة هنا درجات ايضا، لان هناك فرق بين من ينهزم من رؤية خيال ذئب وبين من يْقدس على أنقاض القنابل، أسالوا الأب رغيد ورفاق دربه .

** من صفات القائد الاخرى هي "الرؤيا / الحلم" كان شيخنا الجليل يحلم ويقرأ المستقبل كما هو وبواقعية من خلال دراسته للواقع المعاش، من هنا كانت رؤيته للامور هي التي أدت الى تشكيل مجموعة من أخويات ونشاطات تختص بالفقراء والمعوقين والشباب لاستيعاب مآسي الدهر الاتية وهذا ما حدث فعلاً .

** اذن كانت السلطة عندك خدمة لا سلطة ديكتاتورية ولا كبرياء ولا مصالح شخصية ولا دولارات، من هنا كنت سيدي رمزاً ومثالاً وعَلَماً من اعلام الكنيسة .

لا ننسى أستاذنا الكريم انك بإنتقالك وَحًدتَ كنيستك
فكيف لا نقول: انك لم تمت حقاً
 

 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس