| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صباح حسن عبدالأمير

 

 

 

السبت 4/10/ 2008



السادة المسؤلين ........ رجاءا!

محنة محافظ كربلاء

صباح حسن عبد الامير

بعد مناورات عديدة بين اقطاب مجلس محافظة كربلاء و في اجتماع اخير قبل عيد الفطر صدر قرارهم برفع الثقة عن محافظ كربلاء بعد اعطائه مهلة عشرة ايام للرجوع الى مقررات المجلس و توصياته ، جاء هذا البيان ليعلن رسميا بدء خوض انتخابات مجلس المحافظة وسط صراع الاخوة الاعداء في الائتلاف ( الموحد ) ، وطموح اخرين لنيل كرسي المحافظ  .
ولمحافظ كربلاء قصة تبدأ من اول التغيير و سقوط نظام الدكتاتور و في مشروع لمنظمة التجمع الثقافي في كربلاء في تشكيل لجنة تنسيق الاحزاب الوطنية و الاسلامية و شكلت لجنة للمرور على الاحزاب لجمعهم في هذه اللجنة واعتقادا منها ان ما يربطهم من علاقات في المعارضة ستكون فرصة للقاء في كربلاء لتنسيق المواقف و ملئ الفراغ السياسي و الخدمي في المحافظة ، و عند اتصالنا بمكتب حزب الدعوة كان في استقبالنا الدكتور عقيل (محافظ كربلاء الحالي) بابتسامته و ترحيبه الحار – و الذي امتاز به و كان من ميزات طباعه حتى اليوم – وكانت هذه الابتسامة الوحيدة في المكتب وسط تجهم الموجودين و شكوكهم في كل من يحضر اليهم واستقبالهم البارد وتعاليهم عن أي تعاون مع القوى الاخرى ، وهو ما كان من امتناعهم عن المشاركة في لجنة التنسيق من اول التجربة و حتى نهايتها .
وصعد نجم الدكتور عقيل عندما تشكل اول مجلس محافظة بعد انسحاب الامريكان من ادارة المحافظة وكان حضه جيد باتفاق القوى السياسية ( الدينية ) في ذاك المجلس مع تمكنه من ادارة اعمال مجلس المحافظة بنمطية ارضت القوى التي صعدت بموافقة و مباركة المنسق الامريكي ( جون بيري ) وكان الجو السياسي في المحافظة متوازن في قواه و المجتمع وكان ينتظر بدء سيادة القانون و بناء الدولة و مؤسساتها ، و الاهم من هذا ان المجلس واعضاءه ، لم يمسوا حكومه الظل التي تكونت في منطقة الحضرتين المقدستين وكان تأثيرها على تعيين مدراء الدوائر ومفاصل الحكومة في كربلاء واضحا وكان هناك انسجام واضح بين قوى الاسلام السياسي في المحافظة منسجما في توزيع المدراء و تعيين الموظفين بينهم و وصل هذا الانسجام في اعداد قائمة انتخابية لمجلس المحافظة جرى ترتيبها بينهم دون اشراك قوى فاعلة في المجتمع الكربلائي ( وعلى عينك يا تاجر ) .
ولكن الذي حدث بعد فوز القائمة بدأت الصراعات سريعا في توزيع المناصب المهمة بينهم ( المحافظ و نائبه ورئيس المجلس و نائبه ) و تأخر و ظهر الصراع واضحا واجري اكثر من تصويت حتى فاز الدكتور عقيل بمنصب المحافظ بفارق صوت او صوتين على ما اعتقد ، و لكن الخلاف بات واضحا منذ البداية و كان هناك تنافس في الوجاهة و التقديم و الحضور بين رئيس المجلس و المحافظ في كثير من اللقاءات و الاجتماعات ( حدثنا بعض مقدمي التجمعات و الندوات و الاحتفاليات انهم كانوا يحسون بحرج شديد فيمن يرحبون به اولا في منصة التقديم المحافظ ام رئيس المجلس !!!!!) ، وحاول الدكتور المحاظ - قدر امكانه – ان يبعد عنه هذه الصراعات ولكن انتمائه الحزبي و قوة سلطة الحضرتين و بعض القوى الاسلامية الاخرى في المجلس كانت تهدد مركزه ودبلوماسيته في ارضاء الجميع و قد ظهر هذا واضحا للجميع و قد اعترف به الدكتور عقيل في لقاءات صحفية عديدة ( جريدة كربلاء اليوم ، جريدة المدى ) و تطور الصراع الى الاعلام فانشأ المجلس جريدة له (كربلاء اليوم) و أنشأ المحافظ جريدة (أضواء كربلاء ) بل أمتد هذا النوع من الاعلام الاعلاني لتنشأ سلطة الحضرتين جريدتين ومديرية الزراعة نشرة و مجلة و مدير الشرطة جريدة كان الجميع ينشرون صورهم في الصفحة الاولى ، و الحق يقال ان الاستاذ المحافظ و بخبرته الطويلة استطاع ان يرضي الاطراف جميعا ولو على حساب العمل الحكومي وادائه ، و في اللحظات الحرجة من هذا الصراع كان للدولة المركزية بشخص رئيس الوزراء القول الحسم ( و قد حدث ذلك مرتين ) .
وبعد الاحداث الاخيرة في الزيارة الشعبانية كان للحكومة المركزية تصرف شديد حيث انتزع السلطة الامنية من كلا الطرفين ( المحافظ و المجلس ) و اصبح القادة الامنيين في المحافظة سلطة اعلى من الجميع .
و لكن بعد أزدياد الصراع بين الاخوة الاعداء في قائمة الائتلاف و بروز صراع واضح بين المجلس الاسلامي الاعلى و حزب الدعوة على حساب ضمور دور التيار الصدري ، و هو صراع بدا واضحا بعد قرب انتخابات مجالس المحافظات الجديدة و محاولة كل طرف الحصول على الاصوات و المراكز و لان كربلاء في جزئها الاكبر من حصة حزب الدعوة ( المراكز المهمة و اكثر مدراء الدوائر الحكومية فيها ) و مما زاد في الطين بلة التنازع بين القوتين الاسلاميتين على كسب ود العشائر و شيوخها و تشكيل مجالس اسناد العشائر ( الحكومي ) رغم عدم موافقة مجالس المحافظات ، لاعتقادهم - و هذا اكيد – ان هذه طريقة لكسب الاصوات الانتخابية وضمان الفوز في المجالس القادمة ، كانت محنة السيد المحافظ و سحب الثقة منه و التي عدلت بعدها الى انذار و مهلة للعودة الى جعبة مجلس المحافظة ( و الاصح القبول بشروط القوتين الاسلاميتين الاخرتين و البقاء على الحياد ) .
محنة السيد المحافظ في كربلاء هي محنة النظام التحاصصي في العراق و الاسلوب الكاريكاتيري لتطبيق مفهوم الديمقراطية التوافقية و هي محنة اكبر من ان تكون بين مجلس محافظة و محافظ و هي تضع مستقبل محافظ كربلاء السياسي الواعد على كف عفريت بين ان يرضي حزبه و حكومته  او ان يرضي الاخوان في المجلس الاسلامي الاعلى او سلطة الحضرتين الخفية .....؟؟!

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس