| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صباح حسن عبدالأمير

 

 

 

الخميس 25/9/ 2008



السادة المسؤلين ........ رجاءا!

صراع الاضداد

صباح حسن عبد الامير

اليوم بدأ حلفاء الامس في مجموعة الاتفاق الرباعي و ( 4+1 ) و ( 4+ 2 ) بداية التراشق و الاتهامات ومراجعة المواقف و بدأ الصراع و جني ثمار المصالح بينهم وحتى توقع بعض قيادييهم شبح الانقلاب العسكري ، فخفنا على تجربتنا الديمقراطية التوافقية من الانفراط والتشتت وضياع كل ما تمنيناه وصار الناس يحنون الى وجود دكتاتور مسلط على رقابهم خير من ديمقراطية الازمات والسباب والتقاطعات .
وفي قراءتي المتأخرة لكتب كانت ممنوعة في العهد السابق منها كتاب ( عراق بلا قيادة ) و كتاب ( صراع الاضداد ) الذي يتحدث عن محنة المعارضة قبل السقوط ، عجبت من الحوادث و الاخبار و الشخصيات التي اصبحت الان في رأس القيادة التشريعية و التنفيذية ، كتل و افراد و جماعات من اليمين و اليسار و الوسط ، لم تتفق يوما على برنامج ، يتحالفون عليه اليوم و ينقضونه غدا ، تقودهم دول مضيفة و تتحكم بتوجهاتهم ، فشلت كل مؤتمراتهم لتكالبهم على المحاصصة و كمية الكراسي وحجمها ، وكان لتفرقهم سبب رئيس في بقاء حكم صدام كل هذه السنين !!!!!!
وبدا تفرقهم اليوم و هم في السلطة و الدولة مقبول و تمزيق النسيج العراقي نتيجة طبيعية و استفحال الفساد موضوعي ، و تقويض البرنامج الديمقراطي هدف للمسيطر منهم شيء عادي !!!!!!!
تذكرت حادثة في بداية الثمانينات كنت موقوفا في احد مطامير الاستخبارات في الكاظمية ، في غرفة التوقيف التي كنا فيها بأعداد كبيرة يضطر نصفنا للوقوف حتى ينام القسم الاخر ، و كانت تهم معظمنا واهية تنحصر في تكذيب بيان او سماع اذاعة اجنبيه او التعليق على احد ازلام السلطة ، ويحاول المحقق ان يحول هذه التهم الى مؤمراة لاسقاط النظام ليستفيد من مكافأة تصرف عند تثبيت التهمة و كان الجميع رغم التعذيب ينكرون ذلك وفي ليلة اقتيد الينا سجين لطخت ثيابه بالدم و التعذيب واضح عليه جلس بيننا و نحن نحاول تضميد جراحه أخبرنا بانه الان انتهت محنته فقد تخلص من التعذيب بالاعتراف بانضمامه الى حزب ( ... ) المعارض العميل ووقع بذلك ليتخلص من التعذيب و ان هناك عفوا قريب و سيخرج من المعتقل ، حفز هذا الكلام الكثير من المساكين بالاعتراف بانظمامهم كذلك لهذا الحزب و الذي كان الانتماء له أنذاك حكمه ( الاعدام ) ، و حكم على الكثير منهم بالاعدام جراء اعترافهم هذا دون ان يعرف المساكين من هذا الحزب و ما افكاره و من هم قيادييه ، ذهبوا ضحية سذاجتهم واضافوا للحزب المعارض قوافل من شهداء صار يتبارى بهم الان و يحصد الكراسي و المناصب و الاموال و الصراع مع أقرانه دون ان ترف له عين لهؤلاء المساكين .

تذكرت هذه الحادثه بألم اليوم و تذكرت أغنية المناضلة ( صديقة الملاية ) وهي تغني و تنوح :

                      يا من تعب يا من شقه         يا من على الحاضر لقه

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس