د. صدام فهد الأسدي

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 3/5/ 2008

 

صرخة في عنق الزجاجة

د. صدام فهد الاسدي

حين استهجنت القصيدة قسرا وأصبحت لعبة بيد المتشاعرين

رفقا بقلب يشب الثلج في ناري --وامسح بدمعي من الأحزان آثاري
دعني غريبا وأدت الصبر من شفة --عادت رمادا ومل العزف قيثاري
خذني كئيبا تركت العشق من زمن-- حتى التراب يمل اليوم أخباري
تمرد النمل يحمي ثقب حفرته --وأنت ترفع كف الخوف للعار
وثوبي النفط كيف الغرب يلبسه--- أظل ارجف من برد بلا نار
وارضي الخير لا شبر لنا أبدا وأنت--- تمنح تلك الأرض للساري
وناسك الصمت يخويها بلا نسغ فمن ----سمومك شل العوز أشجاري
مدينة الشعر يا ما فيحت أدبا --قوافي الشعر ماتت بين اعثـاري
ما ذنب بصرتنا الفيحاء قد خنقت---- بالله اسأله ما ذنب عشــاري
رياحها الخوف لابرق سيلحقها ---غيومها البيض جفت دون أمطار
ويخضر الزرع من تعبي ومن عرقي ---وتحرم الزاد من منقار أطـياري
كيف العروق هنا جفت وما طلعت--- والصافنات تبيع الحال أسـراري
النخل نخلي ووحدي الجذع اشتله--- وحسرتي لا يذوق الطفل جماري
لولا مخافة أهل الدار يا وطني---- ما كنت اثبت تلك الدار لي داري
وسيلة العوم في نهر الأسى فشل ---تعوم في الوهم فانظر للمدى الجاري
وثوبك الماء مثقوب بلا ستر ---تعطي الثياب التي تحميك للشــاري
تسعر الأرض حتى الفحم في ثمن ---وأنت ترخص من حق واســعار
تخيط للناس أثوابا مزخرفة ---وأنت تظهر في راد الضحى عاري
قل للنعامة لاتخفي لها جذعا ----وتخدع الأرض في زيف واصـرار
قل للسيوف لماذا تنحني خجلا ---بغمدها لاترد الصوت أحـجاري
فابعد حسامك من شرخ ومن بطر--- واحفر جراحك هذا الصدر مسماري
تغازل الغرب كي تلتذ في وطني--- وانــت تحفر رغم الفقر آباري
أين المآثر أين البحر يأخذنا-- تدري العواصف لا يدري بها الصاري
أين الفنار وهل تأتى سفينته---أين الــنوارس راحت اين بحاري
أيعرف الشط والميناء غربتنا---- والســندباد الذي تبليه أسفاري
قل للخريف يفك الحبل من عنقي ---إلى متى لايفــك الحبل جزاري
أيشهق الماء في صمت ليقتلني ----حربا على الحق اذ يغتال أفـكاري
لاسندباد هنا يبني الأذى سفنا--- فكيف اطلق عكـس الريح تياري
ااغسل البحر من ذنب بلا سبب ----ااقتل الماء ما قولي واعـــذاري
لست الوحيد الذي منفاي لي وطني--- وسجنه صار رغـم الانف لي داري
و تخلط الدر بالأقذار يا وطني ----و تترك الــــدين تاجا عند كفار
حكاية الأدب المذبوح قد دفنت ----وتسرع الــــيوم من قبر لحفار
نكاية الدهر أمسى الشعر مقصلة--- يسير بالناس من ذبـــح الى الثار
خرافة العصر تمضي اليوم لعبتها ----وتنطلي فوق راْس الشــعر كالقار
يا صرخة الشعر هيا ذكري وطني--- بل أنقذي الشعر من باغ وسمــسار
تفجرت صرختي الشماء يا وطني---- لعلها تجعل الاوهــــام أسواري
يا حسرتي الشعر ان المال خدره ---وسعره بات محـــدودا بدولار

 

 


 


 

Counters