د. صدام فهد الأسدي

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 30/4/ 2008

 


الشاعر حسين مردان القديس الفاجر من يهيل الجبل على الشعراء

د. صدام فهد الاسدي/ البصرة

في 16/10/1970 دفعتني الشاعرية ان اخترق عوالم حسين مردان احمل معي مجموعتي زوارق الاحلام كي يقدم ملاحظاته,ودخلت متفائلا بالامل بلقاء شاعر كبيرمثله,فقدمت نفسي وقلت انا شاعر,فرفع راسه مستغربا غضبا ومسك ديواني ومزقه وقال(اخرج والق شعرك في سلة المهملات)وخرجت يائسا ماهذا؟؟انها صدمتي الاولى وانا ارى بغداد مدينة الشعر والابداع وعرفت بعد سنين وانا امارس الكتابة الشعرية طوال اربعة عقود انه كان على حق بتمزيق مجموعتي وامري بالقائها في سلة المهلات وكان لايثبط عزيمتي انما كان يرى الشعر في العراق زائدا على الوطن,,
هكذا تبدارحلتي مع (دكتاتور الحركة الادبية في العراق) الشاعر الي باستطاعته ان يهيل الجبل الكبير على أي شاعروان يضعه فوق ناطحات السحاب,لم يحب مردان الا((نفسه الى المارد الجبار الملتف بثياب الضباب,,الى الشاعرالثائر حسين مردان)) هذه البداية التي سينطلق منها البحث,في مقدمة قصائد عارية قال حسين(انا القديس الفاجر)(انا ضد العالم وضد الحياة وضد كل شيء)لذا وقف الباحث جمال مؤكدا ((معرفته المرأةمن خلال المرأةالبغي فقط ولذلك كانت جميع ارائه وقصائده تتغنى بها))لذا جاءت صرخات الحب الداوية العارية((الحب ان لم نلتصق مرة/سالوفة مجهولة الموعد))غبية من تقضي ايامها/وحيدة في ظلمة المرقد))ان الشاعر يعلن وبصراحة ((انا لااخاف من السماء ولست اؤمن بالقدر))مهما عشقت فلن يدوم العشق في قلبي شهر))ماذا تقول المرأة بعد هذا وقد سلمته نفسها وهو يقول((الشاعر الجنسي كغيره من الشعراءالاخرين يبحث عن الحقيقة حتى لو كانت بشعة,وابشع ما يمكن فلايمكن ان يعم الشاعر الجنسي بالانحطاط))وقد يقف امام التقي قائلا((ثق انك لاتفضلني على الرغم من قذارتيالا بشيء واحدوهو اني احيا عاريا بينما انت تحيا ساترا جسدك بالف قناع)انه يعيش قلقا قائلا(منذ عشرين عاما وانا انتج البهجة لافئدة الناس فماذا كانت النتيجة؟؟وها انا وحدي فوق قمة افرست امضغ الصبار))وتعال معه الى امرأته المفضلة((قد اقتحمت دائرتي المتجمدة امرأة صغيرةواستقرت في احشائي كالنبلةاني اشعر لاول مرة بالاندحار))لماذا يندحر مردان امام المرأة لانه لايستطيع ان يقدم لها احساساته وانفعالاته فالخمرة تحرق الرجل لذا وضع تعريفات للحب((الحب بذرة لاتنبت الا في تربة من نار,ولاتورق الا اذا سقيت بالدم الابيض)واترك للقارىء ان يجد دلالة للدم الابيض ,وقد جاءت نساؤه بكل التسميات والالقاب(صديقتي البغدادية-القطة النمساوية-بائعة التذاكر-التي راها ترقص مع رجل املس-الجنية اللعوب-السلحفاة العظيمة-اللبوة المفترسة-المراة البغي-الطفلة التي تفوح رائحة الحليب من فمها-المراة نهلستية الشفتين-العاهرة الفقيرة/المراة المائة)هذه نساء مردان وصل عدها في كتاباته الى مئة امراة,وهو يبحث عن اللهو والعبث بكل مكان,فقد زار البصرة في الستينات ودخل ليلا الى احد الملاهي وراى السكارى تصرخ وتعلق على الراقصة البغي الجميلة فقال(سموك عاهرة ولو عقلوا لما---نادوك الا بالملاك المجهد///يستحقرونك يابغي وانهم /لاشد منك حقارة فتمردي)هذه مواقف مردان التمرد على كل شيء حتى على نفسه,لايحترممن يجلس تحت سقف,وقد البس المراة الحبيبة نبضات قلبهوطرز لها وشيعة الحريروقد صرخ كثيرا(لم تعرفوا قيمتي)انه بودلير العراق حقا بلحنه الاسود ومرجوحته الصارخة وقصائده العارية,انه شيخ المشردين من الهندية الى قمة الجبل,كيف لي في بحث ان احيط بالشاعر العملاق لانه لايستوعب الا الشعر وقد مزق مجموعتي محقا ,وان في قلبه ظماء للحريةوفي عروقه شوقا للحياة,لم يكن شياء بالامس وهو كل شيء اليوم لمن يعرف الشعر ويفهم ابعاده,فالسياب وسعدي يوسف قمتا البصرة وحسين مردان والبياتي قمتا بغداد حقا –كان خائفا من نفسه المحرومة الا من الخمرة ومن مجتمعه وشرائحه الا المراة وقف معها متذبذبامتناقضا مصابا بالاحباط كرشدي العامل والحصيري,لو دخلنا عوالم نسائه شعرا()(انت جميلة محبوبتي/كترس مرصع بالجواهر/كجدار من الزجاج البراق/انت مرهبة كجيوش الغزاة))(هل انت طين وماء؟-ام سلة من ياسمين/شعرك الغزير بيدر ريشاسود تنام في مفرقه الطيوب)(ساندنف الى عنقك بقوةكما يندفع الثعبان على فريسته))انه يبحث عن الغباء بعد النساء مستهينا بالوضع الذي عاشهانذاك((في أي ارض يولد الغباء؟اواه لو ينباع؟لو يشترى الغباء؟ياايها الغباء احب فيك المال والنساء))وقلة الحياء)مالذي نقوله بعد لمردان انه يعلن بصراحة كرهه للحياءويقتحم المدينة القمة باحثا عن الجبلمتخذا من كنايته(رجل الضباب)سبيلا ((وهاانا رجل الضباب ومن له------في كل موبقة حديث يذكر)انه المفتخر بالموبقات لكنه اعلن ابتعاده عن الشر وهو القائل عن سيادته للشعر((حتى السياب وهو الشاعر الفذ كان يقر؟ألي قصائده الجديدة,لا لاني شاعر حسب بل لاني احد منظري الشعر)وماذا اقول انا اذن اذا كان هذا حكمه على السياب؟؟؟؟؟؟ولكن بالرغم من صواعق قلبه الخارقة وبالرغم من الحاحه على التشرد والتمردفانه يحمل شحنة من العواطف ولم ينس الوطن(وانطلقت الهلاهل نحو الشمس)كل هذا وقد وقف صوت الادباء الغربيين مع ابداعه ,قال البلجيكي بريا((حسين مردان في طليعة الادباء التقدميين)وقالت الفرنسية اورين((انه بودلير العراق))وقد رحل مردان ولم ياخذ من وطنه سوى الحرمان وقد اعطى لوطنه الشعر والنثر الخالدينوقد ملاء شارع الرشيد بصوره المرعبة وقد خبزها في تنوره الاسودوقد كان يحلم ولم يحقق له الوطن حلمه وفي مسك الختام هل يختلف اثنان بأن حسين مردان بعد الجواهري رائد المدرسة الشعرية المستقلة؟؟؟؟



 


 

Counters