د. صدام فهد الأسدي

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 15/7/ 2008

 

ثقافة رشدي العامل بين اعاصير الموهبة وامواج البيئة

د. صدام فهد الاسدي

أن روافد ثقافة رشدي كثيرة أولها والده الشاعر أحمد جواد العامل وقد تتلمذ على يديه شاعراً وعلمه حفظ الشعر من التراث العربي كالمعلقات فقد كان يواصل كل مساء اختبار ذاكرة رشدي بها، وهكذا كانت البداية التي سماها رشدي (ذلك الخيط الذي يربطني بعالم الشعر(([1])، ورداً لفضل ذلك المعلم الأول الذي رعاه أهداه له مجموعته شعرية الأولى (همسات عشتروت( عام 1951 جاء فيها (إلى أبي معلمي الأول الذي غرس في حب الشعر فنظمت، وعلمني الإخلاص كفن فنذرت له نفسي، أرفع هذه الهمسات الهادئة الوادعة تنساب ساحرة كنسيم الربيع العليل علها تحرك ساكناً من روحك النبيلة،وأملك معي أن غرسك أوشك أن يثمر وأول الغيث قطر(([2])، وعندما أستقر رشدي في بيت عمته في بغداد وبدأت علاقته تتوطد بشعراء وأدباء تلك الحقيقة كالسياب وبلند الحيدري ورشيد ياسين وكاظم جواد وحسين مردان وعبد الملك نوري وفؤاد التكرلي وهؤلاء يمثلون رافد ثقافته الثاني الذي تأثر به فعلاقته بالسياب كانت وطيدة كما عبر عنها قي حوار معه (أنت تعرف مثلا علاقتي الطيبة بالمرحوم السياب التي ما فترت يوماً حتى في أكثر الظروف السياسية تعقيدا كما تعرف علاقتي الطيبة بأغلبية الشعراء الرواد كالحيدري والبياتي(([3])، والحقبة التي عاشها في الخمسينات كانت حقبة إزدهار ثقافي وتنافس شعري والحماس نحو التحديث والتطلع للجديد(([4]) .

وفي هذه الحقبة نهل رشدي ألواماً متعددة من المعارف والآداب وإزدادت قراءاته للأعمال المترجمة ولعيون الشعر العربي القديم والجديد التي كانت بالنسبة إليه في الصدارة (فقرأ للمتنبي وأبي تمـام والبحتري والمعري إضافة إلى قـراءاته المعاصرة للروايات العالمية والعربية(([5]) وهذا رافد آخر أعطاه ثمرة نتاجه الأول (همسات عشتروت) عام 1951 ولم يتجاوز عمر المراهقة وكان مزهواً به لأنه شاب في الصف الرابع الإعدادي يصدر ديواناً .

ومع هذه الروافد الثقافية كانت التحولات السياسية في الخمسينات وبعد انتفاضة عام 1952 التي وصفها رشدي بالخصوبة قائلاً : (بعد انتفاضة عام 1952 كامن تكمن خصوبة تلك الفترة ووقفنا على التيارات العالمية بلا مبالغة إني سبقتهم بالوقوف على تلك التيارات والأفكار وفي البداية انفعلت مجرد انفعال عابر بالأفكار الجديدة وتحول هذا التعلق إلى ما يشبه محاولة المتابعة لما يدور في العالم( ([6]) .

واستمر رشدي يقرأ بشغف بذهنية متفتحة وساهم في الحركة الوطنية كما يقول زهير القيسي([7]) (لقد كان رشدي في الحقبة المبكرة من حياته قد توجه توجها يسارياً واضحا واقصد باليسارية انتماءه إلى الحركة الوطنية وتعاطفه مع المعسكر الاشتراكي، ولكن أكثر هذه المجموعة بما فيها رشدي لم يكونوا منتمين إلى تنظيم سياسي خاص أو مرتبطين بحزب من الأحزاب وكان من أوائل الموقعين على نداء ستوكهولم للسلام العالمي في مطلع الخمسينات وقد ظهرت القائمة من التوقيعات في أحدى الصحف العراقية إضافة إلى أسماء الفنانين والمثففين، وقد جرى نشر أسماء الموقعين على هذا النداء البلاء على الأشخاص الذين كان رشدي واحداً منهم، إذا اعتبروا من الشيوعيين في حين لم يفعلوا شيئاً سوى تلبية كلمة السلام التي تنسجم مع مشاعرهم الفكرية والسياسية( ([8]) .

كل هذه الميادين الفكرية والثقافية التي بلورت عند رشدي ثقافة كان الشعر نتاجها، وديوانه الثاني (أغان بلا دموع) عام 1956 وديوانه الثالث (عيون بغداد والمطر) عام 1962 من حصاد هذا الميدان .

وبقراءة متواصلة صقلت موهبته وتطور هاجسه الشعري وهو يعترف قائلاً : (يعود فضل هذا كله علي وعلي جيلي مصر ولبنان فقد رفدا جيلنا بالمؤلفات العظيمة إضافة إلى وعي جيلنا وبراعته في اختيار المضيء من المعارف القيمة ولا تنس الدوريات والمجلات التي كانت تصدر في بيروت ودمشق والقاهرة والأهم من ذلك كله بالنسبة لي بحكم الوعي السياسي المبكر كنت أختار ما أقرأ وانتقي كتبي بشكل ذكي وأنكب على القراءة ومصاحبة الأصدقاء من الأدباء وتجمعهم في مكتبة الوعي القومي) ([9]) .

وبعد فصل رشدي من كلية الحقوق عام 1952 في المرحلة الثانية، ودخول السجن الذي أعطاه دفقاً كبيراً في إبداعه الشعري لقد أتاحت فرصة لقراءة أمهات الكتب من التراث العربي وفي مقدمتها كتب الجاحظ والتوحيدي ودواوين المتنبي وأبي تمّام والمعري(([10]) . وفي السنوات 1995، 1960، 1961 كما يذكر الناقد طراد الكبيسي (كنا، رشدي، حنظل، حسين، نزار عباس، سعدي يوسف، محمد سعيد الصكار، سلمان الجبوري، وجيان وخليل الشيخ علي مصطفى حسان على الكردي، نلتقي يومياً تقريباً وفي أي وقت من النهار والليل في المقاهي أو في المرفأ – اتحاد الأدباء([11])ومن بين هؤلاء الشعراء كان رشدي أقدرهم مالياً وأكثرهم إسرافاً فكان يعمل في صحيفتين هما (صوت الأحرار) و(الفجرالجديد) ورغم تناقضهما فكرياً كان النشر فيهما مجاناً، وكان لسعدي يوسف تأثير كبير على رشدي يؤكده الناقد طراد الكبيسي قائلاً: كان رشدي الأكثر تأثراً بسعدي يوسف منهجاً ورؤيا على الأقل عمقاً( ([12]) .

وكانت تجربة المرفأ في إتحاد الأدباء رافداً أعطى لرشدي تجربة شعرية نتيجة لما يسمع وما يقرأ أمام الشعراء وكانت حصيلة ثقافته واقعية يعبر بها عن معاناتهم الاجتماعية لذلك (جاءت مفردة المرفأ ذلك المكان الذي لا تصله السفن إلا محطمة)([13]).

وكان سعدي واحداً من جلساء المرفأ وبينه وبين رشدي ذكريات أشار إليها رشدي في قصائد كثيرة منها (إلى وجه سعدي) يقول فيها :-

لعبنا معا ... ثم متنا معا
غريبين كل على أرض سجن
وحيدين في كل وجه وتر
يحز وقد غاب عنه المغنى يحز الحجر
([14])

وبين الشاعر وعد اتفقنا فيه على اللقاء في منتصف ليلة سنة 2000 من هذا القرن وقد ذكراه في القصائد فسعدي كان يقول :-

عام ألفين وفي منتصف الليل وفي باب حديقة
ائر مر خطاه المثقلات
برصاص العمر الضائع تروي كيف ماتوا
([15]) .

ويرد رشدي قائلاً لسعدي :

عام ألفين، بعيد عام ألفين
ألاّ نختصر الدرب قليلاً
أنت لا تعرف في مرفئك النائي بأن القلب يذوي
([16])

وكان رشدي على حق عندما طالبه أن يختصر الدرب فقد رحل في 19/9/1990 ولم يصل إلى الموعد المحدد بينهما .

وبين بلند الحيدري ورشدي صداقة عميقة وإن القصائد تثبت ذلك، فقصيدة (غريب) التي يقول فيها رشدي :

تظل رسائله بانتظاري
مخبأة في عيون الصغار
تظل المنضدة تسوح ومن شرفة مؤصدة
وعبر الشقوق تغازلني في النهار
([17]) .

ولرشدي مع رشيد ياسين صداقة طيبة يقول فيه رشدي : (أقرأ رشيد ياسين كتاباً مغلقاً إن رشيدا لم ينم ولا يبوح فعيناه الحزينتان تضمان فرح العالم وحزنه(([18])، ويرتبط رشدي مع أسماء كثيرة من الأدباء والفنانين منهم المرحوم جواد سليم وقد رثاه في قصيدة رائعة منها :

فارسنا يبحث عن إنسان
لم يكتشفه الناس لم تذبل على أجفانه يدان
يبحث عن إنسان لم يعرف الأحزان
لم يعرف الموت ولا النسيان
([19])

وكذلك الشاعر محمد سعيد الصكار وقد أهداه قصيدة (رمال المرفأ) فيخاطبه فيها :

من أين جئت تزور أطلالي
أتبحث في الرمال
([20]) .

ولرشدي موقف من الشاعر عبد الوهاب البياتي وكلن رشدي طالباً عنده في المرحلة المتوسطة حسب قوله: (لم يؤثر في لا ثقافياً ولا شعرياً( ([21])، ولكن الناقد محمد صابر عبيد يرفض ذلك القول ويؤكد التأثر الشديد بالبياتي قوله في قصيدة (وجهان) التي يقول فيها محمد صابر عبيد (أن هذه الصورة متأثرة بصور مباشرة بالبياتي قوله :

وجهان لوجهك في المرآة
وجه يتنزه بين العينين
وبين الأهداب الوطفاء
والوجه الآخر داخل أوردة القلب يغني للفقراء
(2).

ولو نظرنا إلى قول البياتي :

وجهك في المرآة وجهان فلا تكذب على الله
لأن الله يراك في المرآة
([22]).

ونرى برأي أكيد أن البياتي قد شابه رشدياً ومعنا دليل يثبت ذلك وهو قصيدة نشرها رشدي في ديوان (همسات عشتروت (عام 1951 بعنوان (عشتروت) قال فيها :

عشتروت .. أغنيتي في خفوت
تطوي الدجى والقفار
هناك في لاقرار ..
تسير حيث السكون
([23])

وجاء بعده البياتي ليكتب قصيدته (ربيعنا لن يموت) قائلاً :

عشتروت ربيعنا لن يموت
ما دام عبر البحار أمرأة تنتظر
يحبها المحتظر ...
ناديت من لايعود
([24])

ولانظن بعد هذين النصين نحن بحاجة الى تعليق فالفكرة والايقاع والبحر الشعري متشابهة كلها تماماً . وقد لانصل الى السبب الذي جعل رشدياً غاضباً من البياتي فلو تمعنا في قوله (لاأستطيب هذه الهالة الأسطورية التي نحيط بها شخصية البياتي( ([25])، وقد أثر في حياة العامل ذلك التجمع الثقافي للأدباء الوطنيين الذي عقد في بيت الدكتور خالد سلام عام 1953وحضره كبار الشعراء، السياب، البياتي، الحيدري، ونوقشت فيه قضايا متعددة منها ازالة الجفوة بين السياب والبياتي( ([26])، وبعد خروج رشدي من السجن عام 1958 بعد سفره الى القاهرة وقد التحق فيها بكلية الحقوق للدراسة وهناك لم يكمل دراسته بسبب الظروف المادية الحرجة لكنه أفاد من الجو الثقافي مشيراً الى ذلك (أحتفظ بذكريات رائعة عن ليالي القاهرة وأيامها، وهناك تعرفت على الأستاذ محمود أمين العالم وارتبطت معه بعلاقات وثيقة ونشرت عدداً من القصائد وألقيت بعضها في البرنامج الثاني من الإذاعة المصرية) ([27]).

وكانت نتائج تلك المرحلة ديوانه الثالث (عيون بغداد والمطر) عام 1962، وقد أهداه الى (نافذة في بغداد يحن إليها (ومن هذا الديوان نلمس قصائده الوطنية تفوح برائحة حب الإنسان لوطنه وتعلقه به، ثم ديوانه الرابع (للكلمات أبواب وأشرعة (عام 1971، وبعد هذا الديوان تحولت تأثراته بما قرأه للشعراء مثل : إبراهيم ناجي والياس أبي شبكة وعلي محمود طه وهو يقر بذلك قائلاً (المرحلة الأكثر انفتاحاً لدي أبان قراءتي للمتنبي والمعري ثم شعراء المهجر وممن استهواني أيضاً إبراهيم ناجي كما كان تأثري بالرصافي لنزعته الوطنية

وقد لمحنا بدقة ذلك الأثر بين رشدي وناجي، وخاصة في رؤية الحياة القاسية التي لاترحم ((فاشتهى الموت ليفارقها ورأى مثل ما رأى ناجي في القبر مباهج لاتحصى() فناجي يقول :

قبر مباهجه بلا عدد لفتى متاعبه بلا عدد
([28])

ورشدي يرى نفسه غاباً مغلقاً وقبراً بلا مأتم :

هذا أنا غاب دجى مغلق أشجاره تذوى من القـر
هذا أنا قبر بلا مأتــم وميت من دونمـا قبـر
([29])

وأصدر ديوانه الخامس (أنتم أولاً) عام 1977 وقد وظف فيه أكثر ما يملكه من إبداع ومقدرة شعرية وهو يقول في هذا الديوان (أهم نص إبداعي كتبته تلك القصيدة بعنوان (اللعبة الأخيرة (ربما كانت أقرب قصائدي إلى نفسي لأنني لم أكتبها على الورق إنما حضرتها في ذاكرتي(([30])، وفي ديوانه السادس (هجرة الألوان) رثائية صادقة يرثى بها زوجه أم علي بعد أن انفصلت عنه وتركته معذباً .

وفي ديوانه السابع (حديقة علي) تجربة ترتبط بالديوان السابق استناداً إلى قول رشدي (بين هجرة الألوان وحديقة علي مسافة قصيرة ليست على المستوى الزمني وحسب بل على المستوى الشعري الذي تقدمه فهناك تشابه بين المجموعتين من حيث المعاناة الشخصية (هجرة الألوان (عبرت عن تجربة حب راحل و(حديقة علي) تجربة امتزج فيها الحنين إلى ولده علي) ([31]) .

وكانت لرشدي مواهب متعددة فمنذ طفولته كان خطيباً حصل على المرتبة الأولى أمام الملك فيصل الثاني في بغداد، وله منشورات كثيرة فهو شاعر وصحفي في آن واحد وكاتب قصة ومسرحية وقد نشر في مجلات عربية وعراقية مثل مجلة الأديب البيروتية ومجلة الكلمة التي تصدر في النجف الأشرف ومجلة المستقبل وصدى المستقبل ومجلة الوحدة ومجلة الأوقات البغدادية وألف باء وأفاق عربية والأقلام، وقد نشر رشدي مقالات نثرية كثيرة منها ملاحظات عن الشعر والناقد بين المبدع والنص ومتى يبدأ الشعر([32]). ومما اهتم به رشدي كثيراً كتاباته عن حياة أصدقائه الأدباء مثل حسين مردان والحصيري وزهير القيسي، وكان ناثراً مجيدا للنثر كما يقول زهير القيسي (كان رشدي ناثراً جيدا ومتمكنا من العربية ومتسع الثقافة وقد كتب عدة مقالات في الصحف والمجلات قدم فيها صوراً من الشعراء والصحفيين تصلح أن تكون موضوعا ومؤلفا بكامله) ([33])، و رشدي كان قاصا يكتب القصة ويهتم بها وينشر في الصحف تحت عنوان (ليست قصة( ومن هذه القصص حلم برحيل جديد، والمسبحة([34]) وله قصص لم تنشر وقد وجدها الباحث في مكتبته الخاصة وقد نظمها في أوراق وكان عددها عشراً([35])، وحسبنا أن نفيد القارئ بأن رشدياً كان يهدف من تسمية قصصه (ليست قصة) أن ينقل سيرته الذاتية وكذلك أهتم رشدي بالمسرح فقد نشر مسرحية واحدة بعنوان(الخطأ) ([36])، وكذلك للشاعر مسرحية أخرى ما زالت مخطوطة ولم تطبع وقد اطلعنا عليها بعنوان (القادم من هناك( وقد ألفها عام 1973 وهي مسرحية شعرية .

وقد ابتدأ رشدي بالفن الروائي وقد كتب رواية طويلة لم يضع لها عنواناً بل قسمها إلى أجزاء وقد أطلعنا عليها في مكتبته الخاصة . أما موقفه من الأدب والثقافة الغربية فقد أعجب بمؤلفات ديستوفسكي وتشيخوف وأندريه مالرو وسارتر وكاتب فرنسا دوغار بروايته (أسرة تيبو) ([37]) .

وآخر ما قرأه رشدي كتاب بعنوان (هؤلاء درسوا الإنسان) يدور حول تاريخ الانتربولوجيا ومما يرويه لنا ولده الثاني محمد (آخر ما قرأه والدي قصة دستويفسكي عنوانها – المقامر – قبل عشر ساعات من وفاته) ([38]) .

وقد تأثر رشدي بالشعراء الأجانب وقرأ لهم الكثير مثل كوليرج وبودلير قصيدة الشرير ومثلها أهدى للقاص مايكوفسكي([39]).

ومثلما أحب الشعراء الروس فقد أحبوه وقرأوا شعره فإن ديوانه الثالث (عيون بغداد والمطر) عام 1962 طبع مئة وخمسين ألف نسخة أشرقت عليه شاعرتان من روسيا وترجمت قصائده إلى الروسية([40]) .وهكذا نجد أن شاعرية رشدي هي موهبة متأثرة بأبيه الشاعر أحمد وجده جواد العامل ثم ذلك الدافع الدائم للنشر والعامل السياسي وسفرات الشاعر وغربته، كلها أعطته منابع لتلك الثقافة التي يراها رشدي (للثقافة في نهاية الأمر شأنها شأن الحاجات المادية للإنسان إلى جانب صفاتها الآخرين صفة الامتداد)([41]).

وظلت ثقافة ممتدة حتى وفاته فكان على فراش الموت يمسك ورقته الأخيرة ويكتب [لقد استطعت أن أهضم تجاربي بدقة وإمعان كما استطعت بدأب مستمر أن أحصل على ثقافة لا بأس بها، والأهم من هذا أني رجل مكتف بنفسه، ولا أحلم بشيء خارج حدود طاقتي وطبقتي المتواضعة، وأذن ما من همومي لم تتعلق أبداً بمدى ما أستطيع الحصول عليه وأتذكر هنا رداً لأحد المتصوفة عن سؤال تتوجه به أحد الناس إليه من هو الصوفي؟ فقال .. هو الذي لا يملك شيئاً ولا يملكه شيء ([42]).


 14 July 2008
 

free web counter