|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت 15/7/ 2006                               سامي بلو                              كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

( بعض ) الكنيسة و " الحزب اللقيط والسياسيين القاصرين "

 

سـامي بلـو

بدءا اقدم اعتذاري لاباء كنيستنا الاجلاء لحشري اسم الكنيسة في عنوان هذا المقال، واود ان اوضح، كما سيتضح للقارئ في متن المقال، بان المقصود بالكنيسة هو البعض ـ واكرر ، البعض فقط – من رجال الكنيسة ممن انحرف عن المسار ، وهم قلة طبعا . وحاشا لاباء كنيستنا الاجلاء من ان يصلوا الى الدَرَك الذي وصله هذا البعض في زرع البغضاء بين شعبنا، وحاشا لكنيستنا المقدسة ان تزرع الفتن وتمزق اوصال امتنا كما يفعل هذا البعض ، باساءتهم الى الكنيسة من خلال اساءتهم في استعمال صلاحياتهم ، واستغلال مناصبهم ، وتدنيس مذبح الرب لمناصرة الغرباء الذين يضمرون الشر لابناء شعبنا. وأود ان اجلب انتباه القارئ الى انه كلما ورد ذكر كلمة الكنيسة في هذا المقال ، فان المقصود به هو هذه القلة من رجالها حصرا.

مما يؤسف له ان تتبنى الكنيسة، وبعبارة ادق، بعض رجال الكنيسة، ممن آلت اليهم مسؤولية تدبيرها، ان يقوموا بتبني احزابا " لقيطة وسياسيين قاصرين " ولايحتاج المرء الى ذكاء وفطنة خارقة ليكتشف هذه الحقيقة، فابناء شعبنا يمكنهم اليوم ملاحظتها بسهولة ، وبامكانهم ايضا الاشارة باصابعهم وبكل وضوح الى الذين يدفعون الكنيسة بهذا الاتجاه والى الجهات الخارجية المغرضة التي تقف وراءهم ، لقد اهتدى هؤلاء الغرباء الى مكامن الضعف فينا والى الحلقة الاضعف في تركيبتنا ، ألا وهي ايمان شعبنا اللامحدود والمطلق في بعض الاحيان بآباء الكنيسة ، فما كان منهم الا ان يبدأوا بمغازلة شخصيات كنسيَّة منتخبة بصورة دقيقة ، وعن دراسة مسبقة، ليجعلوا منهم سندا للاحزاب " اللقيطة " صنيعتهم و " للسياسيين القاصرين " الذين زرعوهم بين شعبنا ،
ولعبت الاموال دورها الرئيس في دفعها لهذه الشخصيات للقيام بما طلب منها ، بعد ان فشلت هذه الاحزاب من اداء دورها المرسوم لها في تمزيق امتنا ، وبقيت منبوذة على الساحة ولم تتمكن من كسب مؤيدين لها، سوى من كان على استعداد ليكون اجيرا لهم. ان السبب الرئيسي لهذا الفشل يعود الى وعي ابناء شعبنا واكتشافهم اللعبة منذ ان لاحت في الافق البعيد ، ولم يكن حظ "السياسين القاصرين" بافضل من الاحزاب ، ورغم ان اسيادهم لم يبخلوا عليهم بالاموال ، الا ان دعواتهم الناشزة للانفصال وتقسيم الامة لم تلقي اذانـا صاغية من اهلنا .
من هنا بدأ تنفيذ الخطة البديلة لنفح الروح في الاحزاب " اللقيطة والسياسيين القاصرين " فقامت الكنيسة ، وحسب التعليمات بتـبني الحزب " اللقيط والسياسيين القاصرين " بعد ان لفظتهم الامة ، وكادوا ينتهون من حيث بدأوا . فعادوا من جديد لاكمال ما بدأوه من تخريب ونخر في جسد الامة ، عادوا هذه المرة وهم متسلحون ببراءات من الكنيسة ، وبرسائل عار ووثائق تدعوا الى قطع اوصال الامة وتقسيمها ، عادوا متبخترين بحجمهم الجديد ، وتصوروا بانهم قد كبروا ، وغاب عن بالهم بان حقيقة حجمهم هو هو، وما يترائ لهم ليس سوى بالون من الهيليوم وسراب،

عادوا بزخم زائف ، عادوا وتصوروا بانهم سيكتسحون ساحتنا القومية ، وسوف يستقطبون جماهير الامة حولهم ، عادوا بثـقة لان الكنيسة قد تبنتهم بعدما تشردوا في ساحتنا القومية كالايتام. ولكن من اول خطوة في مسيرتهم الجديدة عرفهم شعبنا بانهم ذئاب بجلد حملان، يختبئون خلف بعض رجال الكنيسة ، اكتشفهم شعبنا ولم تنطلي عليه اللعبة ، شعبنا الذي تعمذ بايمان بشارة الرب يسوع ، لا يمكن ان ينخدع بمثـل هذه اللعبة ، ولان شعبنا راسخ في ايمانه المسيحي تمكن من كشف ما يضمره هؤلاء بتسترهم وراء الكنيسة ، ولان شعبنا يعلم جيدا ماهي الكنيسة ، ولان الكنيسة لا تزوع العثرات في طريق مؤمنيها ، ولان كنيستنا لا تنثر بذور الشقاق بين شعبها ، ولان الكنيسة اسمى من ان تزرع الحقد لان ربها ومعلمها لم يعلم غير المحبة ، ولان الكنيسة لايمكن ان تخِّون ابناءها حتى عندما يخطئون في ايمانهم ، فكيف الحال اذا كان الامر لايخص ايمانهم ، ولان الكنيسة تجمع ولا تفرق ، ولان الكنيسة هي ام لمؤمنيها ، ولان الكنيسة هي محبة ، كما هو الاب السماوي .

هذه هي الكنيسة التي يعرفها ابناء شعبنا، وليس في قواميسهم تعريفا اخر للكنيسة ، هذا ما ورثوه من اجدادهم ، وما تعلموه من اباء كنيستهم المتمسكين بتعاليم المسيحية ، والمخلصين في زرع المحبة في نفوس ابنائهم ، هؤلاء الاباء الصادقين المخلصين يتبع شعبنا بكل ثقة ، ولا يمكن ان يتبعوا كل من حمل الصليب على صدره ، واهِمٌ هو اي رجل دين يتصور بانه يملك شعبنا الذي يملأ كنيسته ، لان الشعب يسير وراء الاب الروحي الصالح فقط ، ولا يمكن ان ينقاد الى من يلهث خلف مصالحة الخاصة ومصالح الغرباء ، أو خلف من يزرع الحقد والكراهية بين صفوفهم .
لقد خسر الحزب " اللقيط والسياسيين القاصرين " ومن يقف معهم من القلة من رجال الكنيسة ، لقد خسروا الجولة ، ولا نتوقع منهم ان يرضخوا لارادة شعبنا ، هذا حال من ينحرف عن المسار، ويتوقع شعبنا منهم المزيد من الفتن . يارب كيف وصل حقد هؤلاء الى هذه الدرجة التي تجعلهم يستغلون الكنيسة ضد شعبهم ولا يميزون الطريق السالك ، وهل وصل الجهل بهؤلاء الى هذا الحد ؟ وظنوا بان استعمال الكنيسة كسلاح لهم سوف يوصلهم الى مأربهم في تقسيم امتنا، هل غاب عن بالهم بان شعبنا يعيش في عالم القرن الواحد والعشرين . وبالتالي من حقنا ان نسأل: لما كل هذا ؟ ولمصلحة من يريدون تقسيمنا؟
هذا هو حال الاحزاب " اللقيطة والسياسيين القاصرين " على ساحتنا القومية ومعهم من يساندهم ، وان ضجيجهم ونقيقهم الذي ملأ صفحات الانترنيت ، لم يتمكنا من تعكير لحن وحدتنا القومية الذي يترنم به ابناء شعبنا ، والى يومنا هذا لم يتمكنوا من ان يؤسسوا تنظيما سياسا حقيقيا وليس كارتونيا ، تنظيما سياسيا ينظّم الى صفوفه المخلصون الشرفاء من ابناء شعبنا ، والسبب هو ان شعبنا يدرك بان هناك جهات خارجية تحركهم ، ونيات شريرة مبيتة ضده . ربما ايقنوا من اول يوم ظهروا فيه على ساحتنا القومية بعد سقوط النظام في العراق ، بانه لن تكتب لهم الحياة ما لم تتبناهم جهة من الداخل، مثل الكنيسة، لتمارس ضغطها ضد ابناء شعبنا ، وان اسيادهم الغرباء سوف لن يتمكنوا من دعمهم معنويا ، بعد ان وفروا لهم الدعم المادي بدون حساب ، فكانت الكنيسة هدفهم ، ولا ندري ان كانت عبقريتهم قد تفتقت لهذا الحل من ذاتها ام ان اسيادهم هم الذين وجهوهم بهذا الاتجاه ، ولتهيئة الاجواء لهم ، قام اسيادهم بمغازلة جيوب بعض رجال الكنيسة واختاروا بتخطيط مسبق من له تاريخ يشهد عليه بالقفز على الحبال ، والذي لايثبت على وعوده واتفقاته ومبادئه وينقلب عليها ويغيـرها كما يغيـر ملابسه الداخلية .
ربما انبهر هؤلاء السادة واعجبوا بشخصيات اسلامية مثل حسن نصرالله والسيد السيستاني والحكيم وهيئة علماء المسلمين وارادوا ان يقلدوهم ، وظنوا بان اليوم هو لحكم اصحاب العمائم، وليس هذا بامر مستغرب من هؤلاء ، لانهم فعلا يفكرون على طريقة الملالي، وغاب عن بالهم بان شعبنا لا ينخدع كما غيرنا ، لان تعاليم المسيح قد علمتنا بان علاقة كنيسته المقدسة بمؤمنيها هي علاقة روحانية ، اسمى من ان تلوثها العلاقات السياسية والدنيوية ، لهذا نرى بان معظم اباء كنيستنا الاجلاء بقوا بمنأى عن لوث السياسة فهم بلا شك اسمى واقدس منها ، وهيهات أن تُخرق صفوف اباء كنيستنا الاجلاء الصادقين، اولئك الذين تنبض قلوبهم بمحبة شعبهم وامتهم الموحدة ، والمترفعين عن جميع المغريات التي قدمها الغرباء ، لانهم فعلا رعاة صالحين لشعبهم ، وتاريخ اسلافهم الذين ضحّوا بحياتهم من اجل امتهم هو دستورهم ودليلهم ، ومبادئهم المسيحية هي حصنهم الواقي ضد كل من يحاول ان يجعل منهم خنجرا مسموما في ظهر امتهم ، كما ارتضت هذه الفئة القليلة لنفسها ان تكون .
ونحن لا نؤلف قصصا من خيالنا ، وابناء شعبنا يقرأون في وسائل الاعلام ومنها صفحات مواقعنا القومية على الانترنيت، تصريحات هؤلاء الاباء الاجلاء، ولسنا هنا بصدد ذكر الاسماء ، واتضح لشعبنا حرصهم على وحدة امتنا ، ودعواتهم المستمرة من اجل زرع المحبة والتألف بين جميع ابناء شعبنا على اختلاف كنائسهم ، بعكس القلة التي تزوع الفتنة وتنثر بذور الانشقاق في صفوف شعبنا ، ورغم كل هذا فان شعبنا لا يستغرب مثل هذه الافعال من البعض ، لانه يعي بان اية امة لا يمكن ان تخلوا من الشر ، وان المثـقفين من شعبنا والمطلعين يدركون جيدا بان تاريخ الكنيسة لم يخلوا من مثل هؤلاء الذين كانوا يبيعون الامة ويقدمون الرشاوى من اموال الكنيسة للحكام للقيام باضطهاد اخوتهم من اباء الكنيسة من اجل المناصب.
ومع كل هذه الحقائق التي لا غبار عليها ، والتي باتت مكشوفة لابناء شعبنا ، لنفرض جدلا ـ ولو ان هذا الفرض هو محض خيال ـ ان هؤلاء الذين زاغوا عن الطريق صدقوا مع انفسهم ولو لمرة واحدة في غفلة من الزمن ، وبصحوة من ضميرهم الذي استسلم لسبات عميق منذ زمن بعيد، ليعلنوا لنا عن قيامهم بتأسيس حزب سياسي يولد من رحم الامة ، ويقوده اناس شرفاء معروفين لابناء شعبنا باخلاصهم لامتنا الموحدة ، وبعيدا عن اصابع الغرباء الشريرة ، حزب يعمل بارادة الامة ولمصلحة ابنائها ، وليس لمصلحة الغرباء كما هو الحال الان معهم ،
انه التحدي الاكبر نعلنه لهم ، ليبينوا عن نياتهم امام شعبنا ، وكوني واحد من اتباع الكنيسة الكلدانية ، فسأكون من اقوى المؤيدين لهذا الحزب ، بالرغم من عدم رغبتي بالانتماء الى الاحزاب السياسية، وكوني مستقلا اجد نفسي اكثر اعتدالا واخلاصا لامتي ولشعبي من ان اكون عضوا في هذا الحزب او ذاك . فهل هم فعلا صادقين ليقبلوا هذا التحدي ، الايام هي التي سوف تكشف لنا عن نواياهم ، وعلى العكس فاننا نتوقع من كتابهم رشقة جديدة من السباب والشتائم والكلمات النابية والاساليب السوقية التي تعودوا عليها ، لان هذا هو ديدنهم ، ان غدا لناظره قريب...

 



 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter