| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الجمعة 9/10/ 2009



طارق حربي مناضل أسمى من أن ينال منه المتقولون

د. صادق إطيمش

حاول بعض المتطفلين على العمل السياسي الذي فتح أبوابه لهم على مصراعيه جورج بوش وجيوشه التي فسحت المجال امام كل من هب ودب ليتقول على المناضلين الذين قاوموا البعثفاشية الغاشمة وأُُجبروا على مغادرة الوطن إلى ألمنافي الصحراوية في معسكرات الإعتقال السعودية الفظة بعد ان ساهم نفر من هؤلاء المتطفلين اليوم على إفشال إنتفاضة آذار المجيدة في وطننا بالأمس من خلال تصرفاتهم الصبيانية وشعاراتهم الديماغوغية التي ساعدت البعثفاشية المقيتة على التصدي لهذا التحرك الجماهيري الواسع النطاق الذي كاد يطيح بالدكتاتورية . في هذا الوقت الذي ساهم فيه المناضل طارق حربي في هذا النضال الوطني المجيد والذي عانى بسببه ما عانى من ملاحقات ومنافي وحرمان وتضحيات ، كان بعض المتقولين الذين يحاولون النيل من هذا المناضل ينعمون بالدراسة على مقاعد الكليات العراقية التي لم تسمح البعثفاشية آنذاك بدخولها إلا لمن ترضى عنهم وتضعهم ضمن أصدقاءها أو ضمن الأشخاص الذين لا يكنون العداء للسلطة وحزبها وعصاباتها على أقل تقدير .

حينما يبرز هؤلاء اليوم متلبسين بزي الدين ليجعلوا أنفسهم من حماته وليضربوا على الأوتار العاطفية للجماهير التي أرهقها هؤلاء الأدعياء الذين ضربوا كل قيم الدين ومثله العليا عرض الحائط للسنوات الست ونيف الماضية حينما لم يساهموا ، من خلال تسلطهم السياسي على أمور البلاد والعباد ، على حل واحدة من المشاكل التي عانى منها الشعب العراقي خلال التسلط البعثفاشي المقيت . لقد إنصبت معظم جهودهم على ألإثراء الفاحش حتى نشروا بأعمالهم هذه أسوأ ظاهرة مرّ بها العراق في تاريخه الحديث جعلت وطننا يتبوأ المركز المتقدم في الفساد الإداري الذي تديره بكل همة ونشاط أحزاب هؤلاء الذين يحاولون اليوم ستر عوراتهم هذه بالتطاول على المناضلين ولبوس لباس الدين . فأين هم من تعاليم الدين الحقة إن كان الفساد ديدنهم والثراء الفاحش على حساب أيتام وأرامل إنتفاضة آذار هدفهم والكذب على الجماهير بوعودهم التي لا تنتهي منذ أكثر من ست سنوات برنامجهم .

محاولات النيل من المناضلين السقيمة هذه ، وآخرها الكلام البذيئ الذي تعرض له المناضل طارق حربي ، والذي ربطه السياسيون ألإيمانيون الجدد بالكحول والسكر والنبيذ وغير ذلك من الإسفاف في الحديث الذي لم يتوفر فيه اي ركن من أركان الحديث الرصين الموزون الذي يدل على الوزن النوعي لصاحبه حقاً وحقيقة ، حيث ان المثل يقول : وكل إناء بالذي فيه ينضح ، وإناء هؤلاء المتقولين على المناضلين لا يحوي إلا ما كثر من السباب وما زاد من التلفيقات التي لا يمكن أن تقاس بمقاسات النقاشات العلمية والآراء المفيدة التي يروم الوصول إليها كل نقاش هادف بناء ، إلا أن البون شاسع بين مفاهيم النقاش العلمي هذه والأفكار الجوفاء التي يرددها هؤلاء على الناس جاعلين من الدين ستاراً لهم ولكل تصرفاتهم التي عاشها الشعب العراقي طيلة السنين الست الماضية .

يجعلون أنفسهم وكلاء على الناس في كل صغيرة وكبيرة والله سبحانه وتعالى منع نبيه الكريم محمد (ص) أن يكون وكيلاً على تصرفات الناس وأعمالهم وكرر النبي ذلك على الناس في أكثر من مناسبة ، فأين هؤلاء الذين يدعون إلتزامهم بتعاليم الدين من أخلاق الرسول هذه وقيمه العليا...؟ بدأوا يصرخون بحملة إيمانية جديدة لمواصلة ما بدأت به البعثفاشية المقيتة وكلنا يعلم ما هي الأهداف التي كانت تريدها الدكتاتورية من حملتها الإيمانية ، وكلنا يعلم ايضاً ما هي أهداف الحملة الإيمانية الجديدة التي بدأت بالنيل من منظمات المجتمع المدني لتنتهي بالمناضلين الذين لم يتوانوا عن النقد الحاد لساسة ما بعد الإحتلال وفضح تصرفاتهم ومنابع إثرائهم .

يجعلون أنفسهم من المدافعين عن قبور آل البيت عليهم السلام جميعاً وهم ينتهكون مبادئ آل البيت .فأي عمل أوجب دينياً الإلتزام الحق بالمبادئ التي ينتفع منه الناس اليوم أو التبجح بالقول بالدفاع عن القبور....؟ مَن مِن هؤلاء المتقولين اليوم يعيش عيشة الكفاف التي عاشها أبو الفقراء علي إبن أبي طالب (ع) وهو في أعلى قمة السلطة السياسية ...؟ هل راجع هؤلاء انفسهم يوماً ما ليسألوها مِن أين لكِ هذا اليوم يا أيتها النفس التي لم تملكي شروى نقير بالأمس...؟ كم من المنكر مارسته أحزابهم التي تدعي التدين ومن خلالها هم أيضاً سواءً كان ذلك من خلال المقاولات السيئة الصيت أو من خلال سرقات أموال الدولة من ألأسود والأبيض والأصفر وكل الألوان الأخرى التي إحتوت على كل ما يتيح لإثراء من خلال سرقة المال العام ، أو من خلال رشاوى التعيينات ....والسلسلة تطول لهذه المنكرات ... فأين المبادئ التي نادى بها أهل البيت عليهم السلام والقاضية بالتصدي لكل ذلك إستناداً إلى المبدأ القائل : من رأى منكم منكراً فليغيره.......

إن التطاول على المناضلين هذا ما هو إلا عمل يراد منه إبعاد الجماهير عن هؤلاء المناضلين الذين وضعوا أصابعهم على جراح هذه الجماهير . الجراح التي ظلت تنزف من خلال القمع البعثفاشي المجرم لأربعة عقود من تاريخ العراق ، وبالرغم من ذلك ظلت هذه الجماهير تنتظر يوم الخلاص والتآم جروحها ، إلا أنها بدأت ، بعد سقوط البعثفاشية ، تعاني هذه المرة من جروح جديدة خلفتها عصابات أخذت تجوب الشوارع باسم الدين لتقتل هنا وتفتي هناك وتُشرد في منظقة أخرى وتسرق وتنهب في مكان آخر وتكذب على الناس في هذه المناسبة أو تلك ، هذه الجروح التي طالب ويطالب المناضلون المخلصون لمبادئهم الوطنية وهويتهم العراقية الخالصة التي لا تعرف الطائفية ولا المذهبية ولا العشائرية ولا القومية الشوفينية ، بعلاجها وإيقاف نزيفها من خلال البدء بإعمار ما خربته البعثفاشية المقيتة وذلك من خلال كل النشاطات التي يبذلونها في هذا المجال داخل وخارج الوطن ، والمناضل طارق حربي في مقدمتهم من خلال مواقعه الإعلامية سواءً في ناصرية نت سابقاً وفي موقع سومريون لاحقاً ومن خلال مؤلفاته النثرية والشعرية سواءً في العهد الدكتاتوري المقيت أو بعده . فأين الدخلاء على السياسة اليوم من هذا العَلَم العراقي الشامخ ومن مفردات نضاله التي ملأت صفحات ناصعة في تاريخ النضال الوطني العراقي الحديث.

كما ان التهديدات التي يطلقها هؤلاء الذين فقدوا المقدس ولجأوا إلى المسدس لا تنم إلا عن الإفلاس الفكري الذي يبدأ بالشتائم وببذيئ القول لينتهي بالتهديد الذي اصبح ديدنهم والصفة الملاصقة لكل تصرفاتهم التي خرجت عن تحكم المنطق وسيطرة العقل .

إن النصيحة التي يمكن ان نقدمها إلى هؤلاء بسيطة وخفيفة جداً وتتناسب والمستوى الفكري الذي يغرفون منه مفاهيمهم . نصيحتنا لهم أن يعلّموا أنفسهم أصول الدين الذي يتبجحون بالإنتماء إليه والدفاع عن مقدساته قبل ان يتهموا الأخرين بالتطاول على هذا الدين الذي لا يُخشى عليه إلا منهم أنفسهم ، كما أدرك ذلك المصلح الإجتماعي الكبير محمد عبده حينما قال :

ولكن ديناً قد أردت صلاحه              مخافة أن تقضي عليه العمائم
 

free web counter