| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الخميس 9/12/ 2010



اليعقوبي يفتي لنفسه

د. صادق إطيمش

ما هو رأي سماحتكم بجواز الرجوع الى سماحة الشيخ محمد اليعقوبي ؟ و هل يجوز تسليمه الحقوق الشرعية ؟ و هل هو مجتهد ويمكن الاعتماد عليه في فتاويه؟

http://www.alhaeri.org/index1.html


هذا السؤال وجهه أحدهم إلى موقع السيد كاظم الحائري والمنشور على الموقع أعلاه بهذا النص .
وعلى هذا السؤال أجاب السيد كاظم الحائري الجواب التالي المنشور على الموقع أعلاه أيضاً وبشكل مباشر .

لا يجوز تقليد الشيخ محمد اليعقوبي ولا يجوز تسليم الحقوق إليه بعنوان مجتهد ولا يمكن الاعتماد على فتاويه لأنّه غير مجتهد.

ومن المعروف ان السيد الحائري هو من مراجع التقليد لدى الشيعة الإمامية داخل وخارج العراق . ومن يتمعن في إجابته هذه حول الشيخ محمد اليعقوبي صاحب السباب والشتائم على الأدباء العراقيين والتي لا تليق ونظافة اللسان التي يجب ان يتمتع بها رجل الدين ، خاصة ونحن في شهر محرم الحرام ، يجد أن السيد الحائري محق فعلاً في إعطاء اليعقوبي حقه الذي يليق به فعلاً بين رجال الدين . فأين هو موقع اليعقوبي هذا ؟

أولاً : لا يجوز تقليده : هذا قرار له وقع كبير على كل مَن يفتش عن المؤَهَلين للتقليد فعلاً . إذ أن ربط تقليد الشيخ اليعقوبي بعدم الجواز شرعاً ، حسب رأي السيد الحائري ، يعني أن كل مَن يقلد اليعقوبي أو يستجيب لآراءه أو ينشر أفكاره أو يأخذ باحكامه لسبب شرعي يرجو المقلِد من وراءه الإلتزام بالشريعة ألإسلامية ، إن ذلك كله يتنافى وتعاليم الشريعة . وحينما لم يجوزه الحائري فإنه يريد بذلك إبعاد المقلِدين عن التجاوز على أحكام الشريعة بتقليدهم للشيخ اليعقوبي. والكل يعلم أن إجازة ما لا يجوز شرعاً من المعاصي التي يرتكبها ليس المُقَلِد (بكسر اللام) بل المُقَلَد (بفتح اللام) ايضاً ، خاصة إن كان هذا المقلَد غير مؤهل للإفتاء والتقليد كالشيخ اليعقوبي ، حسب رأي السيد الحائري .

ثانياً : لا يجوز تسليم الحقوق إليه : وهذا أمر خطير آخر يصب في المحافظة على أموال المقلِدين الذين يجب ان تذهب عطاءاتهم إلى مَن يستحقها فعلاً ، وعلى هذا الأساس فإنها يجب ان تذهب إلى أيدي أمينة تلتزم بالضوابط الشرعية لتوزيعها وليس إلى أيدي مَن لا يؤتَمَنون على مثل هذه الأموال والذي لا يجوز لهم إستلامها أصلاً لأنهم ليسوا في موضع المؤتَمَن على أموال المسلمين . أي ان عامل الثقة بمن يستلم هذه الأموال له اهمية كبرى هنا من ناحية تنفيذ الواجبات الشرعية عند إستلام وتسليم الحقوق . ويبدو في نظر السيد الحائري أن هذه الثقة غير متوفرة بالشيخ اليعقوبي ، وإلا لما منع من تسليمه الحقوق واعتبر عكس ذلك غير جائز شرعاً . فاليعقوبي إذاً رجل لا يوثق به ، حسب رأي السيد الحائري.

ثالثاً : عدم بلوغ الشيخ اليعقوبي درجة الإجتهاد ، حسب رأي السيد الحائري ، المجتهد المعروف . كثير من الشيعة الإمامية ، وقد يكون أغلبهم ، مَن ينظرون إلى المجتهدين في المذهب نظرة مقدسة قد تضع هؤلاء المجتهدين في مصاف البعيدين عن إرتكاب الخطاً ، وليس في مصاف المعصومين من الرسل والأئمة. هذا يعني أن مَن يصل درجة الإجتهاد يُجهد نفسه على الإبتعاد عن كل ما قد يؤدي إلى رتكاب خطأِ قد يكون له تأثير سلبي على العلاقات الإجتماعية في مجتمع ما ، إذ أن كلمته ، بالرغم من كونه بشراً يتعرض للخطأ والصواب، سيكون لها تجاوب من قبل مقلديه . اما رجال الدين غير المجتهدين كالملالي والروزخونية وغيرهم من الذين لم يبلغوا درجة الإجتهاد إلا أنهم يتعيشون على مهنة الدين هذه ، فلا أهمية تُذكر لآراءهم وفتاواهم التي تظل في نطاق ضيق لا تأثير لها على العلاقات الإجتماعية . ومن هذا المنطلق يمكننا ان نفهم لغة السب والشتم والتهديد التي إستعملها الشيخ اليعقوبي ضد إتحاد الأدباء العراقيين ، حيث أنه رجل يبدي رأيه ضمن الموقع الذي يدور فيه بين رجال الدين غير المجتهدين والذين لا يمكن الإعتماد على أقوالهم . وهذا ما أكده السيد الحائري في :

رابعاً : لا يمكن الإعتماد على فتاويه لأنه غير مجتهد : فعلى هذا الأساس فإن الشيخ اليعقوبي يفتي لنفسه ومَن حوله . وإن ما يصرح به من تهديد ووعيد وربط كل ذلك بمسائل شرعية لا قدرة له على تبنيها لعدم وصوله تلك الدرجة التي تؤهله لهذه القدرة ، كل ذلك يظل ، حسب رأي السيد الحائري بعدم الإعتماد على فتاوى اليعقوبي ، ضمن مَن يستمعون إلى ما يقوله في مجالسه الخاصة به ومن خلال تصريحاته التي ينقلها البعض إلى وسائل الإعلام .

من هذه الزاوية يمكننا النظر إلى حملة اليعقوبي الأخيرة على إتحاد الأدباء العراقيين ، الذين وصفهم بأنهم لا أدب لهم " ما يسمى باتحاد الأدباء أثبت أنه لا أدب له ولا حياء"، واصفاً المظاهرة التي قام بها بأنها "تحرك وقح". ( كل النصوص الواردة هنا عن الشيخ اليعقوبي مستلة من موقع السومرية نيوز في 08.12.2010 ) ، رابطاً إحتجاجهم على قمع الحريات الإجتماعية والنشاطات الفنية والأدبية التي يمارسونها في مقرهم بتعاطي الخمور " الغريب أن يتصدر تلك الحركة ما يسمى بإتحاد أدباء العراق " مستدركاً بالقول "لا أدري أي أدب يحمله هؤلاء وهم يتنكرون لهوية الأمة ومقوّمات وجودها، وأي حريّة يطالبون بها لمجموعة من الأشرار تسكر وتعربد وتعيث فساداً في المجتمع، حتى استغاث المجتمع من شرهم بكل الجهات الدينية والسياسية والحكومية والإنسانية لإنقاذهم من تعدّي هؤلاء الأشرار على أمن الناس وأعراضهم وكرامتهم"،

إلا أن الشيخ اليعقوبي ، وكما يبدو ، فإنه كان عاطفياً في طرحه هذا وغير مبدئي . فإنه حينما يربط تعاطي الخمور ، بالإعتداء على الأمة ومقومات وجودها ، فالمفروض به ان يقف موقفاً حدياً لا حياد فيه ولا تذبذب ضد هذا الإعتداء . أما أن يسمح الشيخ بتعاطي هذا العداء على مقومات الأمة في البيوت الخاصة فهذا أمر يقع في عداد السكوت عن المنكر" هذه المجاميع الضالة لو كانت تمارس فسقها وفجورها في بيوتها الخاصة لما تعرضت لهم القوات الأمنية، ولكنهم انتهكوا كل المقدسات علناً وجهاراً، وتحدّوا كل القيم متذرعين بتأويلاتٍ لفقراتٍ وردت في الدستور، يفسرونها بحسب مشتهياتهم"، مضيفاً "لقد جرّأهم على وقاحتهم سكوت الجهات الحكومية والأمنية على أفعالهم المنكرة". وهذا أمر مخالف لما يدعيه الشيخ من تطبيق مبادئ الشريعة ولا نستطيع ان نجد له تفسيراً يتلائم ودعوة اليعقوبي إلى نشر الفضيلة في المجتمع ، فارتكاب الرذيلة محرم دائماً ولا يجوز منعه هنا والسماح به هناك ، اللهم إلا إذا إنطلقنا من حيثيات الوضع السياسي والإقتصادي والأمني الذي يساهم فيه عدد غير قليل ممن يترددون على مجالس الشيخ اليعقوبي والذي إتسم بانتشار الفساد الإداري والمالي وانتشار التجارة بالمخدرات وتعاطيها ، خاصة في تلك المدن التي لها مكانة محترمة لدى أبناء الشعب العراقي . والخطر الجديد الذي إنتشر بسبب ألأمراض الجنسية المعدية القاتلة الذي سببها الإنتشارالسائب لزواج المتعة . وانتشار الرشاوي الذي يساهم بها ويعمل عليها في كثير من مفاصل الدولة بشكل عام والمجالس البلدية والحكومية داخل المحافظات ، كثير ممن يرددون البسملة والحوقلة آلاف المرات باليوم ، وذلك منذ أكثر من سبع سنوات ولا اعتقد بأن وضعاً كهذا بخاف على الشيخ اليعقوبي ، إلا أن النهي عنه ، إن وجد من قِبَلِه ، صار كطنين بعوضة في ساحة حرب عاتية ، ولم يبلغ ذلك المستوى من السب والشتم الذي تناول فيه حضرته ألأدباء العراقيين واتحادهم .

 

free web counter