| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الجمعة 9/10/ 2009



مَن يُقيّم مَن ...؟

د. صادق إطيمش

حتى لو نجحت الفئات العروبية التي تسعى إلى ضمان ما تسعى إليه من جمع المال على حساب مشاعر شعب بكامله جنت عليه البعثفاشية بجرائمها المروعة لأربعة عقود من تاريخه الحديث . وحتى لو إستطاع بعض العرب ، من العاربة كانوا أم من المستعربة الذين يراهنون على إستمرارية السير على طريق الغباء السياسي وارتباطهم الدائم بتخلفهم الفكري الذي جعل هذه الأمة أمة تضحك من جهلها الأمم حقاً . وحتى لو إشترى ذوو العنجهيات الفارغة المنفوطة ومن يسير خلفهم من سقط المتاع الدخلاء على الأدب والفن والعلم أعظم فناني العالم وأشهر رساميه وأبرز نحاتيه لينصبوا لهم صنماً لجرذهم المقبور الذي يخشون ما آل إليه من مصير حقير فيلجأون إلى التذرع بأساليبه القذرة في قمع الشعوب ومكافحة الحريات وملاحقة الفكر المتنور وهم لا يعتبرون بمصير الجرذ المرعوب هذا ، لأن الفأر لم يتعلم خلال ملايين السنين التي مرت على وجوده كيف يتحاشى مصيدة الفئران ، والشعوب ، هذه المصيدة المحكمة لن تفلت منها هكذا فئران نتنة. حتى لو نجح هؤلاء بكل ذلك وزادوا عليه بما يخططون له الآن من خلق مؤسسة ترافقها الإنتهازية منذ ولادتها تهدف إلى دراسة تجربة وفكر وتاريخ وألقاب وحروب وسياسة سيدهم الذي نال ما يستحقه من عقاب على يد الشعب العراقي جزاءً له على كل ما إقترفه بحقه تحت هذه المسميات التي لا يريد هؤلاء الأدعياء دراستها من خلال التقصي عما آلت إليه من جرائم ونكبات وملاحقات وسجون وإعدامات وإفقار وتهديم لوطن بكامله وضياع لملايين من الشعب العراقي بين اصقاع الدنيا وقد لا ننتهي من كل هذه المآسي إذا ما إستطردنا بتعدادها والصراخ بها بآذان هولاء الذين فقدوا كل الحواس البشرية ولم يبق لهم غير حاسة تذوق سيل لعابهم الذي لم يتوقف بحثاً عن المال المخصص لمثل هذه المشاريع ، حتى وإن كا ذلك على حساب شعب بكامله ، على حساب الشعب العراقي الذي ظل ، رغم جرائم جرذهم المقبور ، ينعم بكل حواسه الحية ، خاصة حاسة كشف مَن تقدم من المجرمين ومَن تأخر منهم إلى يوم سيطأطئون فيه رؤسهم الفارغة أمام جبروت الشعوب ويتلقون مصيرهم العادل من قضاءها الذي دشنه العراق للمرة الثانية في تاريخه الحديث في محاكمات مجرمي البعثفاشية وقبلها في محاكمات طغمة السعيد ـ العطية في محكمة الشعب التي قادها أبطال ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة الشهيدان فاضل عباس المهداوي كرئيس لهذه المحكمة وماجد محمد أمين مدعيها العام والتي لم يشهد العراق قبلها أجواءً عاشها المتهمون ليتفوهوا بقذاراتهم على رؤوس الأشهاد وليوكلوا من يدافع عنهم بالرغم من قناعة الشعب العراقي بقواه الوطنية التي عانت ما عانته من جور وبطش وقتل وإعدامات وتعذيب وسجون ونفي جلاوزة أمن الدولة العراقية الملكية . وهذه هي المرة الثانية في عراق ما بعد البعثفاشية الذي أتاح فيه القضاء العراقي لمجرمين عتاة توغلوا في أعمق أعماق الجريمة لينبحوا ويولولوا ويستغيثوا يوم لا تنفعهم إستغاثة ولا يغنيهم نباحهم عن شيئ إذ ان حساب الشعب عسير .

العروبيون الراكضون وراء مصادر جمع المال لهذا المشروع أو ذاك فشلوا حتى في إقناع المنابع النفطية لتمويلهم بمدى نجاح مثل هذه المشاريع التي تولد ميتتة أحياناً ، بدءً بمشروع المؤتمر القومي العربي الذي صفق ما صفق لدكتتاور أرعن كجرذ العراق المقبور وانتهاءً بمشروعهم الأخير لتأسيس مؤسسة تدرس تاريخ وحياة هذا الشبح المرعب الذي إنتهك وسوَّد تاريخ العراق لأربعة عقود من الزمن بجرائمه وجرائم نظامه وعصاباته التي لا تستطيع أرقى الأنظمة الحسابية عدها والتعرف عليها جميعاً .

إنهم إن سعوا لتقييم جرذهم هذا بما يريدون له من تقييم ، فإن الشعب العراقي قد أصدر تقييمه عليه منذ أن هرب هذا الذي كان يطلق على نفسه أعظم الألقاب في الفروسية والشجاعة من غضبة هذا الشعب في التاسع من نيسان عام 2003 ، ومنذ أن ألقى هذا الشعب القبض عليه كجرذ مذعور ، ومنذ أن وضعه في قفص الإتهام ليحاسبه على ما إقترفت يداه القذرتان الملطختان بدماء ودموع أهل العراق جميعاً ، ومنذ أن أصدر عليه حكمه العادل الذي أفرح كل عراقي شريف يستنكر جرائم البعثفاشية المقيتة ويسعى للخلاص من المجرمين ، ومنذ أن نفذ فيه هذا الحكم العادل .

سيظل تقييم الشعب العراقي مسطراً في سجلات تاريخه ، كما سجلت الشعوب الأخرى تاريخ مجرميها لا لتخليد هذا التاريخ الإجرامي ، كما يريد له لاعقوا النفط العروبيون ، بل ليظل التذكير بهذه الجرائم مرافقاً للأجيال التي سوف تعمل على عدم السماح بوقوع مثل هذه النكبات في حياتها ولتضمن لأجيالها القادمة حياة لا مكان فيها لجرائم الدكتاتورية.

 

free web counter