موقع الناس     http://al-nnas.com/

نسخة منه إلى السيد مقتدى الصدر.....

 

د. صادق إطيمش

الأثنين 8/5/ 2006

نشرت الجريدة الألمانية بادشه تسايتونغ الواسعة ألإنتشار في منطقة جنوب بادن في عددها الصادر بتاريخ الثامن من آيار الجاري الخبر التالي :
سباق بكرة القدم بين أئمة وقساوسة - المسلمون والمسيحيون في برلين

برلين : حينما وقع إمام على ألأرض في بدء المباراة بسبب إصطدامه بقس , بدا وكأن الصداقة بين المسلمين والمسيحين قد قاربت الخطر . وفي الحال توجه قس آخر إلى المكان الذي وقع فيه ألإمام على وجنته المصابة بجرح خفيف ورفع بيديه رأس ألإمام , وفي نفس الوقت أسرع مراقب الخط اليهودي بجلب الماء إلى مكان الحادث . إن مثل هذا الحدث يمكن أن يكون كحلم في نظر بعض السياسيين.
إلا أن ذلك قد تحقق فعلآ في نهاية هذا ألأسبوع على ملعب فلمرسدورف في برلين. ألأئمة والقساوسة لعبوا فيما بينهم كرة القدم ليقوموا بدعاية أكثر لمبدأ التفاهم بين ألأديان. وقد تغلب فريق القساوسة في هذه المباراة ب 11 هدف مقابل هدف واحد للأئمة.
لقد سيطر فريق القساوسة البروتستانت على توجيه اللعبة منذ بداية الشوط الأول . إلا أن المسلمين أظهروا براعة في اللعب بين فترة وأخرى من خلال ضربة رأس مهمة أو من خلال بعض حركات الإلتفاف , ومع ذلك لم يساعدهم الحظ بالفوز . " إننا لم نشعر بالخسارة , لقد ربح الكل في هذه اللعبة " قال ذلك كابتن الفريق الرجل المصري الملتحي , الإمام طه , إمام جامع النور في منطقة نوي كولن في برلين . " نحن نعيش سوية منذ أمد طويل , وسنستمر على ذلك حتى نهاية التاريخ , لذلك فإنه من الضروري جدآ إن تكون هناك علاقات جيدة بين الأديان ". وهناك فرق واحد إستطاع الإمام إثباته حينما قال : " أن القساوسة رياضيون أكثر , والظاهر بأننا الإئمة مشغولون بمشاكل كثيرة تمنعنا عن الحركة " وفي الحقيقة فإن القمصان الرياضية كانت تخفي بعض الكروش الصغيرة.

ثم تابعت الجريدة تعليقها على هذا الخبر قائلة " ومع ذلك فهناك ما يدعو إلى جبر خاطر الأئمة وذلك حينما جرت أول لعبة عالمية من هذا النوع في إنكلترا في كانون الثاني الماضي , فإن المسيحيين كانوا يلهثون وراء المسلمين وخسروا المباراة بهدف واحد مقابل ستة أهداف "


إلى هنا ينتهي هذا الخبر المؤلم المبكي للسيد مقتدى الصدر الذي لم يجف حبر فتواه وتقييمه للعبة كرة القدم بعد . ولا بأس من إطلاع سماحته على ما يقوم به بعض أئمة الجوامع الذين سيحسبهم حتمآ بأنهم تنكروا لواجباتهم الدينية الأساسية كالقتل والذبح والصلخ والخطف , وشغلوا أنفسهم بهذه البدعة التي يريد بها أعداء ألإسلام التآمر على الأمة الإسلامية وحرفها عن دينها. وربما سيوعز السيد الجليل إلى مجاهدي جيشه المغوار بالإستفادة من خبرتهم في تقصي المعارضين للبعثفاشية أثناء وجود مجاهدي اليوم في خدمة الجرذ الساقط بالأمس وتوظيف هذه الخبرة بتقصي لاعبي كرة القدم من الأئمة في كل أنحاء العالم لنحرهم في جوامعهم , وربما سيفتي سماحته أيضآ بأن قتل مثل هؤلاء الخارجين عن الدين والداخلين ملاعب كرة القدم جائز في أي موقع يتواجد فيه هولاء سواءً راكعين كانوا أم ساجدين وقوفآ أم جلوسآ أم نيامآ .

التخلف الفكري الذي يحاول بعض المتسلقين على الدين نشره بين العراقيين في الوقت الحاضر, حتى وإن إقتضى الأمر إستعمال القوة يذكرنا بتلك الأيام السوداء التي كان فيها جلاوزة البعثفاشية يرهبون المواطنين في محلات سكنهم , في مواقع عملهم , في مدارسهم وجامعاتهم , في بيوتهم , لا فرق عندهم في أي وقت ينفذون جرائمهم وينشرون ذعرهم , فإنهم خُلقوا للجريمة ولا يستطيعون العيش بدونها , ولذلك فإنهم يكيلون الشكر والثناء لكل من يوفر لهم ما يساعدهم على الإستمرار على جرائمهم التي كانوا ينفذونها بالأمس في لباسهم الزيتوني وبالأسود اليوم .
المواطن الذي يعيش هذه المآسي اليوم يدندن مع نفسه بصوت خافت يخاف أن يسمعه أحد , لأن ذلك سيؤدي به إلى الموت الذي لا مقبرة بعده , يدندن بصوت أقرب ما يكون منه إلى النحيب ويقول :


              تحرك أللحد وإنشقت مجددة                 أكفان قوم ظننا أنهم قُبروا