| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

 

الأربعاء 6/9/ 2006

 

 

العلم الذي يرفضه كل عراقي شريف

 

 د. صادق إطيمش

علم البعثفاشية وليس علم العراق ألذي رفضه , وبكل حق , الشعب الكردي الصامد الذي تعرض في كل تاريخه النضالي البطولي ضد جرائم الحكومات المتعاقبة بالعراق , خاصة الحكومات الشوفينية القومية وآخرها عصابة البعثفاشية المقيتة , إلى أبشع حملات ألإبادة السكانية والتهجير القسري والإلغاء القومي والجدب الثقافي والقهر السياسي الذي كان نصيبه منه في ألأربعين سنة الماضية من تسلط العصابة العفلقية كنصيب إخوته وأخواته في مناطق العراق ألأخرى التي تصدت لتلك العصابة الشريرة وحاربتها بكل ما أُتيح للأحزاب السياسية والحركات الإجتماعية والدينية التي إنضوى تحت راياتها الكثرة الكاثرة من المناضلات والمناضلين الذين إختلطت دماءهم الزكية على سوح النضال الوطني لشعب العراق الذي لم يبخل بها شمالآ وجنوبآ , شرقآ وغربآ . إن الدكتاتورية البعثفاشية التي لم تميز بين قومية أو دين في سياسة القهر والإضطهاد والتهجير والقتل والإقصاء نفذت جرائمها السوداء تلك من خلال عصابات تتغنى بأهازيج الجريمة وهي تسير على جثث شهدائنا حاملة رايتها التي أرادت لها أن تكون الراية التي يُنحر تحتها بنات وأبناء العراق وبشكل ينم عن همجية العصابة التي لم تنس أن تجعل ذبح العراقي مشفوعآ بآلية الذ بح الحلال على الطريقة التي تراها العصابة عندما قننت ذلك الذبح الهمجي للعراقيات والعراقيين بنفس ما قنن به الشرع الإسلامي ذبح الذبيحة خلالآ بقولة , ألله أكبر , التي وظفتها البعثفاشية في مجازرها البشرية .
أولآ وقبل كل شيئ فإن العلم العراقي بماضيه وحاضره لم يمثل كل تاريخ وحضارات ومكونات العراق قدر تمثيله لمرحلة سياسية معينة مر بها الوطن . فلم تشهد التصاميم المختلفة للأعلام العراقية التي تغيرت أكثر من مرة واحدة في تاريخ العراق الحديث إشارات إلى الحضارات العراقية القديمة التي تمتد إلى أكثر من عشرة آلاف سنه والتي إقترنت بوجود أول الحضارات السكنية وما تلاها من حضارات يريد بعض الجهلة إختزالها اليوم بالحضارة ألإسلامية فقط التي نعتز بها كجزء من الحضارة العراقية , إلا أنها ليست كل الحضارة العراقية . لقد إتجه تصميم ألأعلام العراقية منذ تكوين الدولة العلراقية الحديثة إتجاهآ سياسيآ تكتنفه بعض ألإشارات التاريخية التي لم تجر مناقشتها بشكل جِدي فيما إذا كانت تمثل هذا الوطن بكل ما فيه تمثيلآ حقيقيآ أم لا . وهذا حديث يطول به المقام ولا مجال لتناوله الآن .
أما العلم العراقي الحالي , الذي يتباكى عليه البعض لا حبآ بالعراق ورمز العراق , بل لغاية في نفس يعقوب , فإنه العلم اذي جاءت به البعثفاشية بعد أن أجرت عدة تغييرات على ما سبقه من التصاميم المعمول بها رسميآ . ولم ينعق ناعق منهم بالأمس على هذه التغيرات التي وجدها البعض اليوم سببآ آخر للإقتتال والإحتراب وكأن الذي بنا لا يكفينا . لقد تغير العلم العراقي عدة مرات قبل أن يستقر على التصميم ألأخير الذي جاء نتيجة للوحدة المقبورة بين مصر وسوريا والتي جعلت ثورة الرابع عشر من تموزفي العراق عام 1958 في مقدمة الأعداء التي حاكت حولها هذه الجمهورية العروبية الكسيحة أبشع مؤامراتها الجبانه التي إستهدفت المكتسبات الثورية الجديدة التي سعت ثورة الرابع عشر من تموز لتخقيقها في العراق لتشكل ألإشعاع ألأول في طريق التحرر الوطني والقومي . وحينما حل الثامن من شباط ألأسود عام 1963 واستولت عصابات الجريمة على منجزات ثورة تموز وقتلت ما قتلت وروَعت ما روَعت حتى جاءت على رمز جمهورية الرابع عشر من تموز مُمثلآ بعلمها الذي أرادت العصابة إختزاله بعلم لجمهورية قامت على الخديعة والديماغوغية والتسلط المخابراتي . لقد جعلوا العراق ضحية تبجحهم بالوحدة القومية التي ما إنفكوا ينبحون لها وهم خارج السلطة حتى تنكروا لها ولم يستطيعوا السير خطوة واحدة تجاهها وهم داخل السلطة . حتى إذا ما بلغت جرائمهم من البشاعة التي تأبى ذكرها النفس البشرية , لجأوا إلى ما تحويه نفوسهم الشريرة من عفن ألأفكار وأساليب الضلال بصبغ ما ينوون من إقترافه من جرائم أخرى بصبغة تفعل فعل الذبح الشرعي الذي يتم إنجازه بإدخال عبارة ألله أكبر عليه فيكون ذبح الشعب العراقي حلالآ عليهم كحلال ذبح الشاة تحت السكين التي يسبق وضعها على الرقبة ترد يد ألله أكبر الذي سمعنا لا بل ورأينا ترديده من قبل عصابات البعثفاشية والتكفيرية بعد سقوط صنمهم الذي جاء لهم بكل هذه الأفكار الشريرة التي يريد لنا البعض أن نستمر بمعاناتنا من جراء إحتكاكنا بمخلفاتها كل يوم وما هذا العلم المقيت إلا أحدها .

تصميم الشعب الكردي المناضل على عدم رفع هذا العلم البعثفاشي على أراضي كردستان التي تخضبت تحت هذه الراية الكريهة بدماء بنات وأبناء هذا الشعب وأختلطت بدماء المناضلات والمناضلين على بقاع أرض الوطن الأخرى وإصراره على رفع علم جمهورية الرابع عشر من تموز بدلآ عنه هو ألإجراء الذي يجب أن يدعوا له كل عراقي يرفض القهر والعدوان والقتل وألإضطهاد والتشريد الذي إقترن بكل رموز البعثفاشية المقيته وليس بعلمها هذا فقط .