نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

 

الأربعاء 4/10/ 2006

 

 

يا لثارات المشهداني......

 

د. صادق إطيمش

كثير من النعوت التي رافقت شخص الدكتور المشهداني رئيس المجلس النيابي العراقي قبل وأثناء وبعد حصوله على منصبه الحالي هذا تبرهن على صحتها ألأيام كلما تقدمت ممارسة هذا الرجل لمنصبه هذا. فالمقولة المشهورة عنه بأنه عَمِل مع جوقة من الناس لم تستطع إدارة مستوصف , والعجب المشوب بالشك الذي إنتابه بقدرته على المساهمة بإدارة دولة بكاملها ممثلة في مجلسها النيابي , إتضح أن له ما يبرره لدى صاحبنا المشهداني الذي لم يستطع ضبط نفسه حتى على كرسي القيادة في المجلس الذي يضم ممثلي الشعب فانعقدت فصاحته لكثرة إهتزازه الذي ذكّرنا بترنحه يوم خطابه ألأول العتيد فنسي لغة الكلام < وفصاحته المعهودة بها > ولجأ إلى لغة القنادر التي يظهر أنه يجيدها دون تلكؤ , إذ أن سرعة رده على بعض الشؤون ألإدارية في مجلسه وبهذه أللغة البرلمانية الجديدة تُشير إلى تمرسه بهذه أللغة وإتقانه لها .
وما قيل عنه مسبقآ بأنه إنسان ساذج لا يفقه من الدنيا غير الرقص على نغمات الدراويش والتسكع على التكيات يقال عنه اليوم أيضآ, إذ لا يُعقل أن يُخاطِب إنسان سوي يحتل هذا المنصب الكبير في دولة كالعراق الذي أُبتلي بكثير من السُذج في تاريخه القديم والحديث , إلا أنهم لم يكونوا في مركز قيادي كهذا الذي يحتله هذا الرجل أليوم , لا يُعقل أن يخاطِب من يخالفوه في الرأي في هذه المسألة أو تلك بمفردات سوقية كمفردة التهديد بقندرته كسلاح يتعامل به مع القوانين التي لا تتفق وتوجهاته الدينية . فهل يعي هذا الرجل ما يقوله حقآ في مجلس كهذا....؟ ألظاهر أنه لم يتخل عن سذاجته التي إشتهر بها حتى بعد أن رست إختيارات الفكر الطائفي الأسود على هذه الغمامة ألأكثر سوادآ في إدارة مجلس مَن يمثلون هذا الشعب الذي سكت أكثرهم على هذا ألأسلوب البذيئ في التعامل بين رئيس هذا المجلس وزملاؤه . ولا ندري إذا كان بعض الزملاء الذين صفقوا لخطبة القندرة هذه , التي تضاف إلى سجل خطاباته ومفرادته القديمة والحديثة , هم من نفس هذه الشاكلة في تعاملهم مع الآخرين , حتى وإن كانوا يكتمون ذلك في قلوبهم ... بإعتباره أضعف ألإيمان ؟

أعتقد أن لجوء الدكتور المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي إلى لغة ألقنادرهذه له جذور ظلت ولا زالت تشق قلب هذا الرجل وهو يتحين الفرصة تلو ألأخرى لإقتلاعها من قلبه الذي غمره الحقد البغيض وأعترته ألأفكار السوداء . ومن يعيد إلى ذهنه مجريات الجلسة البرلمانية التي أُنتخب!!! فيها السيد المشهداني إلى رئاسة مجلس النواب العراقي ووقوفه لإلقاء خطابه الذي أخذ يترنح فيه ترنح الهائمين على دكة الدراويش وما تضمنه ذلك الخطاب الفلتة من تعابير ومصطلحات جعلت بعض النواب , الذي إستل الدكتور قندرته عليهم اليوم , يواجهونه بالأمس بالحقيقة المرة التي قيّموا من خلالها ذلك الخطاب الذي لم يستطع كل من سمعه أن يتجاهل ألإنزلاق الذي قاد الرئيس الجديد الى بركة التخبط بين هذا الناقد أو ذاك ممن شرشحوا خطابه وبعثروه ونثروه حتى بلغ ألأمر بصاحبه المشهداني نفسه أن يطلب تشكيل لجنة لإعادة صياغة هذا الخطاب التاريخي !!! بلغة مقبولة تؤهله لأن يؤخذ ضمن السجلات الرسمية لهذه المؤسسة التي من المفروض بها أن تمثل الشعب العراقي وتطلعاته نحو الحرية والديمقراطية والإندماج بركب القرن الحادي والعشرين , لا بالعودة إلى ألأساليب المقبورة بقطع ألأيدي والألسن التي ورثها السيد المشهداني وأراد بعث!! الحياة فيها في خطابه ألأول الذي دشن فيه عمله الجديد في البرلمان العراقي الجديد .

ألسيد المشهداني لم ينس هذه الشرشحة ووضع وقت الثأر العشائري أمام أنظاره دومآ , يخطط لأول فرصة سانحة له لتحقيق هذا الثأر الذي ظل ينغص عليه دفئ كرسي الرئاسة . وهل من فرصة أحسن وآمن من فرصة ألإحتماء بالدين والتستر به لتحقيق هذا الثأر...؟ وقد جاءت هذه الفرصة فعلآ حينما حاول الدكتور المشهداني خلط أوراق الديمقراطية بالدين والدين بالديمقراطية ليخرج بنظرية عبقرية جديدة تؤسس لثقافة برلمانية جديدة أساسها القندرة المشهدانية كوسيلة نافعة , بالنسبة للسيد الرئيس على ألأقل , يكبح بها جماح أُولئك الذين تربصوا به بالأمس والذين يحاولون إعادة الكّرة اليوم أيضآ.ولا أعتقد بأنه سيتعلم لغة ذات مستوى أرفع في المستقبل وعلى مدى عمر هذه الدورة البرلمانية التي قد تشهد سجالات مماثلة , إذا ما ظل صاحبنا المشهداني يصول ويجول على كرسي رئاسة البرلمان العراقي .

ألسؤال الذي ينبغي أن يطرحه كل عراقي , يتعلق بطبيعة العمل البرلماني الذي يرغب البرلمانيون إتباعه في هذه الفترة التي يدعون فيها جميعآ إلى نبذ العنف وتحريم إستعمال التهديد بالقوة بإعتبار ذلك من مخلفات البعثفاشية المقيته التي أبتلي بها وبأساليبها هذه وطننا أربعة عقود من الزمن . فكيف يمكننا تحقيق ذلك على الشارع العراقي وإلتزام االمواطن بمبدأ الديمقراطية والحوار الذي تدعوا له النخبة البرلمانية وهي عاجزة عن تحقيقه في عقر دارها هي ....؟ سؤال نطرحه على السيد رئيس البرلمان العراقي وعلى من صفقوا للغة الحوار الجديدة التي بدء بها السيد الرئيس حفظه الله ورعاه....!!!!!