| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

                                                                                     الجمعة 3/6/ 2011



مو عِدنا...

د. صادق إطيمش

بضاعة جديدة تسوقها قوى الإسلام السياسي والقوى الأمنية المرتبطة بها والحاقدة على التوجه الديمقراطي الذي ينهجه الشباب العراقي في مظاهراته واحتجاجاته وبأصواته الهادرة ليس على ساحة التحرير في بغداد فقط ، بل وعلى ساحات التحرير في كل العراق من شماله إلى جنوبه . ألأصوات الديمقراطية هذه أصبحت هاجساً رهيباً يرعب المتكئين على عصا الدين وما يسوقونه من خلال ذلك من أفكار اثبت الطفل العراقي بُعدها عن الثوابت والتعاليم الدينية والتصاقها بثقافة المتطفلين على العملية السياسية من رواد الإسلام السياسي الذين يجهلون اوليات هذه العملية ناهيك عن المعنى الحقيقي للديمقراطية الذي اراد الشعب العراقي تحقيقها بعد زوال دكتاتورية البعث الساقطة .

بالرغم من التبجح الرسمي بوجود حكومة سموها بحكومة الشراكة بين أحزاب اصبح الشغل الشاغل الوحيد لأعضاءها ومنتسبيها ملئ الحسابات المالية داخل وخارج الوطن وزيادة رقعة العقارات وتنفيذ الأجندات الحزبية التي لا علاقة لها بالأجندات الوطنية والشعبية العراقية ، بالرغم من الهراء السخيف حول وجود حكومة تمثل هذه الفئات ، إلا ان الشارع العراقي يعلم تماماً بوجود حكومات أخرى على الساحة السياسية العراقية تعمل وتنشط بشكل منظور لا يخفى على كل من يكتوي يومياً بإجراءات أجهزة هذه الحكومات أمنية كانت او إدارية .

البضاعة الجديدة التي سوقها لنا سماسرة الحكومة الرسمية هي فقدان نعم فقدان الشبان الأربعة الذين تم إختطافهم قبل أن يصلوا إلى ساحة التحرير للمشاركة مع بنات وابناء الشعب العراقي الآخرين في المظاهرات والإحتجاجات السلمية التي ينظمها ويقودها وينفذها هؤلاء الشباب كتعبير عن رغبتهم في إصلاح ما خربته يد العصابات السائبة التي تسيرها ألأحزاب الحكومية الرسمية منها وغير الرسمية . الشبان الأربعة لا يعرف أحد مصيرهم ولا بأي سجن سري من سجون العصابات يقبعون منذ إختطافهم ولحد الآن .

المهزلة التي لا يخجل مسؤولو الأمن من ترديدها على أسماع من يسأل عن هؤلاء الشبان في مواقع القوى الأمنية المختلفة هذه هي : مو عدنا . أين هم إذن ؟ وما هي ماهية هذه الدولة التي لا تعلم أجهزتها الأمنية مَن الذي يتحكم بالشارع العراقي ؟ وأين الحكومة الرسمية ، حكومة الشراكة في النهب والسلب والإبتزاز، عن نشاط الحكومات الأخرى التي تعمل معها جنباً إلى جنب على الساحة السياسية العراقية ؟ مو عدنا ... لا يخجل المسؤول عن تكرارها امام السائلين عن مصير أو محل وجود الشبان المُختطفين . ولكن لماذا الخجل وهذه اللازمة ...مو عدنا ... كنا قد عشناها لعقود من الزمن مع تلك الأجهزة الأمنية إبان دكتاتورية البعث التي كانت تختطف المناضلات والمناضلين لتغيبهم في أقبيتها دون أن يعلم أي إنسان من ذويهم أو اقاربهم أو أصدقاءهم عن محل وجودهم ولا حتى عن مصيرهم بعدئذ. وهذا ما اثبتته المقابر الجماعية التي يجري إكتشافها بين الحين والحين حتى يومنا هذا . فهل نحن سائرون إلى مقابر جماعية جديدة ؟

ليعلم رواد المحاصصات والشراكات من ذوي الأحزاب الحاكمة التي تسير بالعملية السياسية نحو العنف أمام القوى الوطنية العراقية التي تسلك الطريق السلمي نحو الإصلاح والمساهمة في هذا الإصلاح . لتعلم الحكومة الرسمية والحكومات التي تشاركها السلطة على الشارع العراقي إن سياسة العنف التي تسير نحو الدكتاتورية ونحو إستنساخ أساليب دكتاتورية البعث سوف لن يُكتب لها النجاح امام الوعي المتصاعد للجماهير العراقية وقدرتها على التعبير عن هذا الوعي بأساليب النضال الذي إنتهج الطريق السلمي الخالي من العنف والذي سيجد له أصداءً لا تقل خطورة على الملتصقين بكرسي الحكم أكثر من إلتصاقهم بالشعب العراقي ، عن تلك الأصداء التي ترددت ولا زالت تتردد لثوار تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين وما سيتبلور على المنطقة باسرها .

 


 

free web counter