نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

 

الثلاثاء 31/1/ 2006

 

 

 

أنقذوا البلاد والعباد من مخابرات ومخدرات دولة الفقيه

 

 الدكتور صادق إطيمش

التقارير المحلية والعالمية عن العراق تنذر بأخطار عدة يتعرض لها وطننا وأهلنا, والحكومة , حفظها ألله , تسهر على صيانة وتطويرألعلاقات مع واحدة من الدول التي تعتبر المصدر الرئيسي لبعض هذه ألأخطار والمتمثلة بحكومة دولة الفقيه في إيران , أكثر من سهرها على صيانة الحدود العراقية من العصابات التي جعلت من هذه الحدود ( خان إجغان ) تأتي وتذهب ما طاب لها ذلك مزوَدة بهويات دولة الفقيه الرسمية التي أعدتها لها مخابرات هذه الدولة ومحملة بكل ما خف وزنه من المخدرات القاتله وما كثر شره وبطشه وثَقل وقعه وعمَ تدميره على أرض وطننا وأبناء شعبنا الذين أخذت عصابات القتل والنهب والسلب ألسائبة في شوارع بعض المحافظات العراقية تنادي لدولة الفقيه بيد وتوزع أو تبيع المخدرات على المواطنين باليد ألأخرى تساندها في مسعاها هذا عصابات أخرى لا ندري من أين لها كل هذه ألأزياء الرسمية للشرطة العراقية الجديدة , بعضها يرطن بالعربية وبعضها لا تفهم منها ما تتفوه به خلف نقابها ألأسود , تصاحبها قعقعة الرشاشات التي تتفنن في حملها على ألأكتاف تارة وعلى ألصدر أو ألظهر تارة أخرى .

ألأخبار التي تناقلتها المصادر الإعلامية المحلية والأجنبية كانت تشير منذ أكثر من سنة ونصف السنة إلى تفاقم إنتشار المخدرات في المدينة المقدسة كربلاء . لقد وُصفت هذه المدينة , التي يؤمها الملايين سنويآ للتبرك بالمراقد المقدسة لدى كثير من المسلمين العراقيين والأجانب فيها, بأنها أصبحت المركز الخطير الذي يتعاطى فيه ألزوار ألإيرانيون!!!! تجارة المخدرات . أن كل مطَّلع على أوضاع المدن العراقية المقدسة خاصة النجف ألأشرف وكربلاء المقدسة يعلم تمامآ أن وجود ألرعايا ألإيرانيين فيها يمتد إلى حقب تاريخية بعيدة , تبلورت من خلاله علاقات عائلية وصِلات وطيدة على الصعيدين الخاص والعام وهذا ما أدى إلى قوة التماسك بين الشعبين ألأيراني والعراقي بالرغم من الحرب الشعواء التي أرادت بها البعثفاشية بالعراق إسقاط الجمهورية ألإسلامية الفتية في إيران والمآسي التي تعرض لها الشعب ألإيراني من خلال ذلك, وبالرغم من سياسة القمع والملاحقة والإضطهاد التي مارستها دولة الفقيه بعد أن ثبتت أقدامها , ضد أكثر , وليس كل , من لجأ إليها من العراقيين هربآ من القمع البعثفاشي ليقع في قبضة القمع الملائي الذي يدعي حرصه وصيانته وتمثيله لأبناء وبنات تلك ألطائفة ألتي لجأت إليه ظنآ منها بصدق هذه ألإدعاءات التي يشهد مئات ألآلاف من العراقيين الذين أكتووا بها على ما تحتويه من الكذب والدجل والنفاق. لا شك من وجود بعض ممثلي ألأحزاب الدينية العراقية وقادتها من الذين حظوا من قادة دولة الفقيه بمعاملة تختلف عن معاملة هؤلاء لسواد الناس من العراقيين . إلا أنني لا أعتقد بأن هناك من هؤلاء القادة المحترمين , ألذين هم على رأس السلطة العراقية ألآن , من يستطيع أن ينكر ذلك حتى وإن تنكر له .

لقد علت ألأصوات ألعراقية آنذاك تنادي بإنقاذ مدينة كربلاء المقدسة من شرور الوافدين إليها بصفتهم زوار للعتبات المقدسة حاملين معهم ألصُرر والحقائب والخروج ألمليئة بالمخدرات القاتلة التي بدت التجارة بها في كل أرجاء المدينة وكأنها من ألصور أليومية ألمألوفة . لكن الحكومات الثلاث المتعاقبة بعد سقوط البعثفاشية إتبعت سياسة القرود ألثلاثة الذين لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون والذي عبر عنها القرآن الكريم أحسن تعبير حينما وصف القائمين على هذا ألسياسة بأنهم : صُمٌ بُكمٌ عميٌ لا يفقهون . وظلت الحال على هذا المنوال وأعداد المسطولين أو ما يسميهم الشارع العراقي اليوم ب (المكبسلين) يزداد ويتفاقم ولم تنفع لتدارك هذا ألأمر حتى ألأصوات الدينية الخيرة التي حرَّمت التعامل مع هذه المواد السامة أو تعاطيها مشيرة إلى ما يترتب عليها من مخاطر إجتماعية وصحية وسلوكآ مخالفآ للقناعة الدينية . لكن التقارير التي أرادت وزارة الصحة التستر عليها أحيانآ لم تستطع إخفاء إنتشار هذه الظاهرة التي عُقدت بعدئذ المؤتمرات وكُتبت التقارير للتفتيش عن الوسائل المجدية للسيطرة عليها وللتخلص من هذا الوباء القاتل. فماذا كانت النتيجة....؟ لقد تبين فيما بعد أن الخطر لا يحيق بمدينة كربلاء فقط , بل ظهرت بوادره لا بل وجوده كظاهرة واسعة ألإنتشار في كل من محافظتي الكوت والعمارة , المحافظتين المرتبطتين بحدود مع دولة الفقيه . هل جاء ذلك بالصدفة يا ترى....؟ لماذا هذه المحافظات التي يتواجد فيها ألإيرانيون أو التي ترتبط بحدود جغرافية مع دولة الفقيه.....؟ سؤال نطرحه على ذوي الرأي والحصافة من قادة ألأحزاب التي تطبل ليل نهار لهذه الدولة التي تزج بمخابراتها ومخدراتها لإيصال ألأمور في وطننا إلى مأزق لا يستطيع معه أدهى دهاتهم إخراجه منه . وها هي المشكلة التي تعانقت مع مشكلة ألإرهاب البعثفاشي ألإسلاموي المقيت, الذي يتعرض له الشعب والوطن, تتفاقم لتتجاوز حدود المحافظات الثلاث كربلاء والكوت والعمارة فتغزو محافظة ألحلة التي أشارت تقارير المنظمات الصحية ألأخيرة إلى إنتشار هذا الداء القاتل بين شبابها. أين هي العصابات التي تجوب الشوارع متذرعة بالإخلاص للوطن والتمسك بالدين والمحافظة على ألأخلاق والتقاليد وهي تنشر, كشقيقاتها العصابات البعثفاشية بالأمس, شعارات الرعب والخوف والفزع بين الناس أمثال : الحجاب أو ألتيزاب , أو أنها تجوب الشوارع ليل نهار لتقتل هذا الحلاق وذاك ألأستاذ وذلك ألشيوعي وتلك الناشطة في المنظمات النسائية أو منظمات المجتمع المدني , تصول وتجول وهي تردد شعارات ألإرهابيين في أفغانستان بالأمس كالملا عمر وبن لادن والظواهري , تريد بها إحياء دولة الطالبان السيئة الصيت ولكن على غرار دولة الفقيه هذه المرة, أين هذه العصابات السائبة في كل زاوية إلا في تلك الزوايا التي تتكاثر وتتناسل فيها عصابات ولاية الفقيه لتنشر الموت البطيئ بين شبابنا وليدمر أشقاءنا الزوار!!!! القيم ألأخلاقية والروح ألإنسانية للإنسان العراقي الجديد الذي نريده أن يكون جديدآ فعلآ لمواجهة تحديات العصر وللحاق بالركب الحضاري الذي أبعدته البعثفاشية عنه لمدة أربعة عقود من تاريخ حكمها الأسود المقبور.

هناك , وربما من ذوي النوايا الطيبة, من يقول بأن قادة ولاية الفقيه لا يعلمون ذلك , أو ربما تجري هذه ألأمور من قبل بعض المتنفذين في ألسلطة دون علم كبار ألرؤوس . وهنا لابد من التمثل بقول الشاعر : إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم......

تشير اغلب التقارير العالمية بهذا الشأن إلى أن إنهيار الدولة ألإسلامية لتجارة المخدرات في أفغانستان , دولة ألطالبان السيئة الصيت, قد سبب ضيقآ ماليآ لدى عصابات الطالبان بحيث أدى ذلك إلى شل حركتهم حتى في كثير من المواقع التي لا زالوا يسيطرون عليها في بعض مناطق أفغانستان . ومما يؤكد صحة هذه التقارير ما تناقلته أجهزة ألإعلام قبل فترة ليست بالبعيدة حول الرسالة التي بعث بها ألإرهابي المصري ألظواهري , ألساعد ألأيمن للإرهابي السعودي بن لادن,إلى ألإرهابي ألأردني ألزرقاوي يطلب فيها مساعدة تنظيمهم ألإرهابي القاعدة بمبلغ من المال. لقد فتحت تجارة المخدرات, التي لا زالت المنظمة ألإرهابية القاعدة تتعاطاها, سوقآ جديدة لتجارتها هذه وذلك بإيصال هذه البضاعة ,التي تمول عملياتهم الجهادية, إلى ألعراق الذي أصبحت حدوده مفتوحة لكل من هب ودب بلا حسيب ولا رقيب . ومن الطبيعي أن لا تستخدم منظمة القاعدة الطرق التجارية الطبيعية لهذه التجارة الجهادية السرية , إذ أنها تلجأ في هذه الحالة إلى طرق التهريب التي يشكل العبور من خلال إيران إلى العراق أسهلها. آلاف ألكيلومترات يقطعها المهربون القادمون بمهمة جهادية, أراضي دولة الفقيه للوصول ببضاعتهم إلى العراق بحيث يتم توزيعها بكل أمان وحرية ولا أحد يعلم بذلك..... ألا يقود هذا ألأمرإلى إستهزاء حتى أغبى ألأغبياء.......؟

لقد راهنت البعثفاشية على حصان القومية ألشوفينية لتخلق العداء بين الشعبين العراقي والإيراني , فجعلت من فُرسه وكورده وعربه وبلوشه وقومياته ألأخرى , فُرسآ وصفتهم بالمجوسية ولصقت بهم تهمة العداء للعرب وللعراقيين وهي لم تقصد بإكذوبتها هذه الذفاع عن العرب أو ألعراقيين , بل لتنفيذ مخططات سياستها ألإجرامية في المنطقة والتي لم يُكتب لها إلا الفشل الذريع والرمي في أعمق وأنتن مستنقعات التاريخ البشري لتلتحق بشقيقاتها النازية والفاشية . ويراهن قادة دولة الفقيه اليوم على حصان من نوع آخر ألبسوه لباس الدفاع عن أشقاءهم!!!! بالمذهب والطائفة بالعراق , وكأنهم أوصياء عليهم , ليمتطيه بعض من ترجل توآ من حصان البعثفاشية ليعيد رهانه على ساحة الطائفية والمذهبية التي سوف لن تجديه نفعآ أيضآ , حتى وإن بدت سوقها رابحة اليوم .

لا تسكتوا , يا أبناء وطني الغيارى على تراثكم وعلى إمتداد جذوركم في أعماق التاريخ وعلى سمعة آباءكم وأجدادكم وعلى صيانة مقدساتكم وعلى مستقبل أطفالكم وعلى إسترداد ما نهبته البعثفاشية من حقوقكم وعلى ما خربته الحروب من دياركم وعلى ما تبذلونه ألآن من الغالي والنفيس بصبركم على ألإرهاب وجلدكم على المصائب المحيقة بكم للوصول بوطنكم إلى من سبقتكم من ألأمم والشعوب في هذا الكون الواسع الرحيب , لا تسكتوا على إستنزافكم بإستنزاف أعظم رصيد تملكه ألشعوب التي تتطلع إلى التقدم والرقي والمتمثل بشبابها وضمينة وجودها وإستمرارها على الحياة. إرفعوا أصواتكم في كل محفل وبكل مناسبة ضد من يسعى إلى قتلكم بسلاح الطائفية البغيض بعد أن عجزت البعثفاشية عن قتلكم بسلاح القومية الشوفينية المقيت .